المجموع : 3
فإن ذلك أجدى من تشاغلها
فإن ذلك أجدى من تشاغلها / بحفظ مدحك يا علجَ الفلاليجِ
خذ من دنانيرنا وبِعْنَا
خذ من دنانيرنا وبِعْنَا / نيكا ودعنا من اللَّجاجَهْ
وأنت يا سيدي رخيصٌ / بخلْعِ كسرى عليك تاجَهْ
عَرِّجْ علينا نُصِب غَدَاءً / ونُعْمِلِ العود والزجاجَهْ
يا حسنَ الوجه لا تَسَمَّجْ / فَتُفسِدَ الحسْن بالسَّماجَهْ
هل مانعي حاجتي مليحٌ / خِلْوٌ من البغْض والفجَاجَهْ
وإنما حاجتي إليه / حاجة ديك إلى دجاجَهْ
أما الزمانُ إلى سلمى فقد جَنَحا
أما الزمانُ إلى سلمى فقد جَنَحا / وعاد معتذراً من كل ما اجْتَرَحا
وليس ذاك بصُنْعي بل بصنع فتى / ما زال يُدني بلطف الصنع ما نزحا
مباركُ الوجه ميمونٌ نقيبتُهُ / يُوري الزنادَ بكفَّيه إذا قدحا
به غدوتُ على الأيام مقتدراً / فقد صفحتُ عن الأيام أن صَفحا
رفعت منه رفيع الذكر ممتدَحاً / ألفى أباه رفيع الذكر ممتَدحا
مُعطىً لسانَ فمٍ معطىً لسان يدٍ / إنْ أجملا فصّلا أو فسَّرا شرَحا
لو أن عبد الحميد اليوم شاهدَه / لطان بين يديه مُذعِناً وسَحا
ضربتُ شعري عن الكتَّاب قاطبةً / صفحاً إليه ومثلي نحوَه جَنحا
إياه كانت تراعي همتي وله / كانت تصون أديم الوجه والمِدَحا
أَتأَرْتُ عيني سوادَ الناس كلِّهِمِ / فما رأيتُ سواه فيهمُ وضَحَا
يَفْدي أبا الصقر إن قاموا بفديته / قومٌ إذا مَذقوا أفعالَهم صَرحا
فرعٌ تفرَّع من شيبانَ شاهقةً / مَنْ ساورتْها أماني نفسِه نجحا
واهتزّ في نَبْعة صمّاء ما عَرفت / سهلاً ولا رَئِمت سيلاً وإن طَفحا
لا تشربَ الماءَ إلا من ذؤابتها / إذا الغمام عليها من علٍ نَضحا
فات المذاكيَّ في بدءٍ وفي عَقِب / سبْقاً إلى الغاية القصوى وما قرِحا
فتىً إذا شئت لا جهْلاً ولا سفهاً / كهلاً إذا شئت لا شيباً ولا جَلَحَا
فَتَّاهُ شرخٌ شبابيٌّ وكهَّله / حِلمٌ إذ شال حلمٌ ناقصٌ رجَحا
في وجهه روضة للحسن مونِقةٌ / ما راد في مثلها طرفٌ ولا سَرحا
طَلُّ الحياءِ عليها واقع أبداً / كاللؤلؤ الرطب لو رقرقتَه سَفحا
وجهٌ إذا ما بدت للناس سُنَّتُهُ / كانت محاسنُهُ حَوْلاً لهم سُبَحَا
أنا الزعيم لمكحولٍ بغُرَّتِهِ / ألّا يرى بعدها بؤساً ولا ترحا
ممن إذا ما تعاطى نيل مكرمة / نالت يداه مَنال الطرف ما طمحا
لو يخطِبُ الشمسَ لم ترغب ببهجتها / عن خير من خطب الأزواجَ أو نكحا
مهما أتى الناسُ من طَول ومن كرمٍ / فإنما دخلوا الباب الذي فتحا
لاقى الرجالُ غبوقَ المجد فاغتبقوا / منه ولاقَى صبوحَ المجد فاصطبحا
خِرقٌ به نشوةٌ من أريحيَّتِهِ / هيهات من منْتشيها أن يقال صحا
يعطي المزاحَ ويعطي الجد حقَّهما / فالموتُ إنْ جدَّ والمعروف إن مزحا
ممن إذا كان لاحِي البخلِ يَعذِره / فما يبالي بِلاحي الجود كيف لحى
إن قال لا قالها للآمرين بها / ولم يقلْها لمن يستمنِح المِنحا
يا بُعْد معناه من معنى اللئام إذا / شَحَوْا بلفظة لا أفواههم وشَحا
لو لم يزد في بسيط الأرض نائلُهُ / لضاق منها علينا كلُّ ما انفسحا
أضحت بجدواه أرضُ الله واسعةً / أضعافَ ما مدَّ منها ربُّها ودَحا
فلاقحاتُ الأماني قد نُتِجْنَ به / وحائلات الأماني قد طوت لَقَحا
لو أن أفعاله الحسنى غدت شِيَةً / للمجد ما عَدَتِ التَّحْجيل والقُرحا
لا تحمدنَّ بليغاً في مدائحه / أفعالُه فسحت في مدحه الفُسَحا
ولو تجاوزه المُدَّاحُ لم يجدوا / في الأرض عنه ولا في القول مُنتدَحا
بُزُرْجُمُهْرُ بني العباس رُسْتُمهم / جلمود خَطْبَيْن ما صكُّوا به رَضحا
ماضي الأداتين من سيف ومن قلم / كبش الكتابة كبش الحرب إن نطحا
وافى عُطاردَ والمريخَ مولدُه / فأَعطَياه من الحظَّينِ ما اقترحا
لهُ من البأسِ حدٌّ لو أشار به / إلى الحديد على علّاتِهِ فلَحا
ويُمن رأيٍ ورفقٍ لو مشى بهما / بين الأنيس وبين الجنَّة اصطلحا
في كفّه قلم ناهيك من قلم / نُبْلاً وناهيك من كف بها اتشحا
يمحو ويثبت أرزاقَ العباد به / فما المقادير إلا ما وحى ومحا
كأنما القلم العُلْويُّ في يده / يُجريه في أيِّ أنحاء الأمور نحا
هذا وإن جمحَت هيجاءُ أَقمحها / نِكْلاً من الشرِّ ما يَكْبَحْ به انكَبحا
يغشَى الوغى فترى قوساً ونابلها / إذ لا تزال ترى قوساً ولا قُزَحَا
ذو رميتين مفدَّاتين واحدة / تصمي الرمايا وأخرى تُوصل المِنحا
يغلغل النبل في الدرع التي رُتقت / رتقاً فلو صُبَّ فيها الماءُ ما رشحا
ويطعن الطعنة النجلاء يتبعها / شخبٌ دَرير إذا لاقَى الحصى ضَرحا
ويضرب الهام ضرباً لا كِفاءَ له / ترى لما طار منه موقعاً طرَحا
لمثل ذلك في الهيجاء من عملٍ / أنحى على الأدواتِ القينُ واجْتَنَحا
يصول منه بمن عادَى خليقتَهُ / وَرْدُ السِّيالِ ترى في لونه صَبَحَا
ليثٌ إذا زأر الليث الهِزَبْر له / لم يحسب الليثَ إلا ثعلباً ضَبحا
عادَى فبادى العدا فيه عداوتَه / ولم يُخافتْ بها نجواه بل صدحا
وقال إذ قعقعوا شَنَّ الوعيد له / لن يرهبَ الليثُ ضأناً قعقعت وذحا
يا من إذا ضاقت الأعطانُ في هَنَةٍ / زادت شدائدُها أعطانَه فَيَحا
ليَهْنَأ الملكَ أن أصلحتَ فاسده / وأن حرست من الإفساد ما صلحا
رددتَهُ جعفريَّ الرأي بعد هوىً / في الواثقيَّة لو لم تثنه جمحا
بِيَارَشوخٍ وفتيانٍ لهم قَدَمٌ / فيمن وَفَى لمواليه ومن نصحا
يا رُبَّ رأيٍ صوابٍ قد فتحتَ لهم / لولاك يا فاتح الأبواب ما انفتحا
ولم تزل معهم في يوم وقعتهم / بالحائنين ونابُ الحرب قد كَلحا
حتى أدِلْتُمْ وهبّتْ ريح نصركمُ / وخاب وجه عدو الحق وافتضخا
وما بغيتم ولكن كنتمُ فئةً / سقيتمُ من بَغى الكأس التي جَدَحا
شهدتُ أن عظيم الترك يومئذٍ / بِيُمنِكَ افتتح الفتحَ الذي فتحا
ما كان إلا كسهمٍ سدَّدته يدٌ / فما تلعثم ذاك السهمُ أن ذبحا
بَصَّرْتَهُ رشْدَه في نصر سادته / بضوء رأيك حتى بان فاتضحا
فليشكروا لك أن كابدتَ دونهمُ / تلك الغمارَ التي تُودي بمن سبحا
نصرتَهُمْ بلسانٍ صادقٍ ويدٍ / قولاً وصَولاً ولقَّيتَ العدا تَرحا
حتى أفأتَ عليهم ظلَّ نعمتهم / عَوداً كما فاء ظلٌّ بعدما مَصحا
ببعض حقك أنْ أصبحت عندهُمُ / مُشاوَرَاً في جسيم الأمر مُنْتَصَحا
أنت الذي ردَّ بعد الله دولتَهم / فليُوفَ كادحُ صدقٍ أجرَ ما كدحا
لولاك ما قام قطب في مُرَكَّبِهِ / أُخرى الليالي ولا دارت عليه رحى
بك استقادتْ مطايا الملك مذعنةً / وأردف الصعبُ منها بعدما رَمَحا
نفسي فداؤك يا من لا مؤمِّله / أكْدى ولا مستظِلٌّ في ذَراه ضَحا
لولاك أصبح في بدوٍ وفي حضرٍ / ديوانُ أهلك بين الناس مطَّرَحا
أضحى بك الشعر حيّاً بعد مِيتَتِهِ / إلا حُشاشةَ نفسٍ عُلِّقت شبحا
لا يسلب الله نعمى أنت لابِسُها / فما مشيتَ بها في أرضه مرحا
كم كاشح لك لا تُجدي عداوته / عليه ما عاش إلا الوَريَ والكَشَحا
ممن ينافس في العلياء صاحبَها / ولو تحمَّل أدنى ثِقْلِها دَلحا
تُعْشِي بضوئك عينيه فَيَنْبَحُهُ / ليَنبَحِ الكلبُ ضوءَ البدر ما نبحا
لما تبسم عنك المجدُ قلت له / قهقِهْ فلا ثَعَلاً تُبدي ولا قلحا
أجراك مُجرٍ فما أخزيت حلبته / بل وجه أيِّ جوادٍ سابقٍ سبحا
قال الإمام وقد درَّت حلوبته / بمثلك استغزَرَ المستغزِرُ اللَّقحا
أتاك راجيك لا كفٌّ له مَرِنت / على السؤال ولا وجه له وَقُحا
على قَعودٍ صحيح الظهر تامِكِهِ / ما كَلَّ من طولِ تَرْحالٍ ولا طَلحا
فانظر إليه بعينٍ طالما ضَرَحتْ / عنها قذى خَلَّة المختل فانضرحا
فما يُجلِّي الذي تكنى به قنصاً / كما تُجَلِّي ابنَ حاجات إذا سنحا
بل طرفُ عينيك أذكى حين تَثْقُبُهُ / للمجد من طرف عينيه إذا لمحا
بك افْتَتحْتُ ونفسي جدّ واثقةٍ / ألا أقول بغبٍّ ساء مفتَتحا
أمطِرْ نداك جنابي يكسُه زهراً / أنت المُحَيَّا بريَّاه إذا نفحا
إن أنت أنهضت حالي بعدما رزَحتْ / فأنت أنهضت ملكاً بعدما رزحا
لا بِدْع أن تُنْهِضَ الرَّزْحَى وتُنْعِشَهُمْ / وأن تَحمَّل عنهم كل ما فدحا
كأنني بك قد خوّلتني أملي / وأنت جذلانُ مملوءٌ به فرحا
أثني عليك بنُعماك التي عَظُمت / وقد وجدت بها في القول منفسَحا
أقول فيما أجيب السائلين به / أيَّانَ ذلك والبرهان قد وضحا
لاقيتُ من لا أبالي بعده أبداً / من ضنَّ عني بمعروفٍ ومن سمحا
ألقيتُ سَجْلِيَ منه إذ مَتَحْتُ به / إلى كريم يُرَوِّي سَجْلَ من مَتَحا
فاضت يداه إلى أن خلتُ سَيْبَتها / بحرين جاشا لحين المدِّ فانتطحا
وجاد جودين أما الكفُّ فانبسطت / بما أنالَ وأما الصدرُ فانشرحا
ورُبَّ معطٍ إذا جادْت أنامله / ضنَّ الضمير بما أعطى وما منحا
عَفَّى كلومَ زماني ثم قلَّمه / عني فأحفاه ثم اقتصّ ما جرحا
وما تصامم عني إذ هتفتُ به / كالناظرين بصوت الهاتف البَحَحا
يا عائفَ الطيرِ من طلّاب نائله / لايُثْنِيَنَّك عنه بارحٌ بَرَحا
عِفِ الثَّناء الذي تُثني عليه به / ولا تَعِف باكراتِ الطير والرَّوَحَا
فإن قَصْرك أن تلقى بعَقْوته / بحراً من العُرف لا كَدْراً ولا نزحا
إذا الوَنَى قيَّد الحَسْرى وعقَّلها / فيمَّمَتْهُ استفادت في الخطا رَوَحا