لم لا تثير نزار الحرب والرهجا
لم لا تثير نزار الحرب والرهجا / وعضب حربٍ فرى أكبادها ووجا
هلا امتطت من بنات البرق شزبها / وأفرغت مالها داود قد نسجا
واتمت البيض سوداً عن عمائمها / واستلت البيض كيما تدرك الفلجا
هل بعد ما نهبت بالطف مهجتها / ترجو حياة وتستبقي لها مهجا
عهدي بها وهي دون الظيم ما برحت / خواضة من دما أعدائها لججا
فما لها اليوم في الغبات رابضةً / ومن حسين فرت أعداؤها ودجا
تستمرئ الماء من بعد الحسين ومن / حر الظما قلبه في كربلا نضجا
وتستظل وحاشا فهر أخبيةٍ / والشمس قد ضوعت من جسمه الأرجا
أسرى سواغب قد أودى بها ظمأ / ونوح أطفالها قد زادها وصبا
يا راكباً وجناء ليس لها / مرعى سوى السير تطوي سبسباً وربى
فلتنض أكفانها إن ابن فاطمة / مر الشمال له الأكفان قد نسجا
ولتبد في برج الهيجا كواكبها / فشمسها اتخذت وجه الثرى برجا
ورأسه فوق مياد أقيم ومن / ثقل الأمامة أبصرنا به عوجا
بدر ولكن برج الذابح انخسفت / أنواره فكست حمر الدما سبجا
ترى النصارى المسيح اليوم مرتفعاً / والمسلمون تخال المصطفى عرجا
وإنما هم لسان اللَه قد رفعوا / فلم يزل ناطقاً في وحيه لهجا
للَه من قمر حفت به شهب / والكل منها لعمر اللَه بدر دجى
ما للنهار تجلى بعد أوجهها / والليل من بعدها تيك الجعود سجا
لكن أشجى مصاب شج من مضر / هاماتها وملا صدر الفضا شجى
ولا أرى بعده لا والأباء على / الأجداث إن لفظت أجسادها حرجا
سبي الفواطم يال اللَه حاسرةً / مذاب أكبادها في دمعها امتزجا
أتلك زينب لم تهطل مدامعها / الأفرى رمح زجر قلبها ووجا
بحران في مقلتيها غير أن لظى / أحاشائها بين بحري دمعها مزجا
أولئك الخزر أم آل النبي على / هزل عوار سرى الحادي بها دلجا
ضاقت بها الأرض أنى وجهت نظراً / رأت بها الرحب أمسى ضيقاً حرجا
لم ينج أشياخها سن ولا حجب / نساءها لا ولا الطفل الرضيع نجا
أمسى بها قلب طه لاعجاً وغدا / قلب ابن هندٍ بما قد نالها ثلجا