المجموع : 4
أَضاعني ساكنو الجرعاء كالعرجي
أَضاعني ساكنو الجرعاء كالعرجي / فَهل سَبيل إِلى مَغنى وَمنعرجِ
هم استباحوا دماً إذ حرّموا صلةً / وَحللوا الدَمع بَعدَ الهجر من مهج
وَكَم أَهاجوا لَظىً في مهجة بجوىً / وَكَم أَفاضوا شؤون العين كَاللجج
قضيت أَيام عمري في محبتهم / وَذقت كأس هواهم غيرَ ممتزج
لِلّه عهدٌ بذاك الحيّ ما برحت / بالقلب لوعته تدعو إِلى وَهج
واليَوم يسفر وضاحَ الجبين لَنا / وَالليل يذهلنا بالناظر الدعج
وَللربيع عَلى تلك الربوع يدٌ / قد زينتها بوشيٍ زاهرٍ بهج
تجري النُهور عَلى لبّاتها دررٌ / وَالظلّ يمزج صفوَ الدرِّ بالسبج
وَللأزاهر أَقمار مبرّجةٌ / تبدو عَلى حبك للأيك منتسج
أَوقاتَ لا العين فيها قرحُ ذي سهرٍ / وَلا القُلوب تردّت حالَ منزعج
وَللصبا وَصبابات الهَوى طربٌ / يلهو على نغمة العشّاق والهَزَج
كلٌّ تولّى فولّى العيشُ أَطيبه / وَعُدتُ أَنهجُ حُزناً غَير منتهج
فَما لعينيّ لا تنفكُّ جاريةً / وَما لقلبي عَنهُ إن أَتُب يَهج
ما آن أَن أَسلو ما باليأس أدّبني / عَلى أَقى ما بقي مِنهُ عَلى حرج
ضاق الوجود فدعني أَبتغي فرجاً / بِمَدح طَه ففيه غايةُ الفَرَج
عَلِّي أُدارِكُ روحاً بالردى فَنيت / أَو أَن أَقوّم نفساً مِن يَد العوج
فَإِن نفساً رجته صين جانبُها / وَإن عبداً تولى شأنه لنجي
شمس اليقين التي أَخفت أَشعَّتُها / جونَ الظَلام فَأغنتنا عن السُرُج
أَقام بِالسَيف وَالصمصام دعوتَه / مؤيد الحَق بالبرهان ذي البلج
بالحكم والحكمة القصوى دعى وَهدى / فشق ليل ظلام الكفر بالبلج
فلا حياة لمن لم يَحيَ فيه وَلا / موت لمن مات عنه وَهوَ غَير شجي
فَيا أَخا المِدَحِ المجهود في تعب / وَصاحب القول في وصف الرشا الغَنِج
خبّر سواك بِأَني في غِنىً أَبَداً / بِمدح مَولاي راقي العرش بالدرج
فهوَ الذخيرة لي يوم الزحام إِذا / نادى المنادي وجيء الناس بالحجج
حسبي شفاعته العظمى أَنالُ بها / خلدَ النعيم المقيم الطيّب البهج
وَفي حياتي حسبي أَن تَكُون له / قَصائدي تنفج الأَرجاء بالأرج
عليه صلى إلهي كلما طلعت / شمسٌ وَأَسفر بدرٌ في ظَلام دجي
أَقمتُ بِالوَجد في دَعوى الهَوى حُجَجا
أَقمتُ بِالوَجد في دَعوى الهَوى حُجَجا / وَخُضتُ من عبرتي فيما جَرى لُجَجا
وَهَل يُرَجَّى شفا مَن كانَ علّتُه / مَرضى العُيونِ التي تستعملُ الدَعَجا
فَيا أَخا اللوم دَعني عَن ملامك لي / فَلا لقيتَ غَراماً في الحَشا خَلَجا
إِني لتهتاجُني رُوحُ النَسيم إِذا / مَرّت وَيَحلو لَديَّ الوُرقُ إِن هَزجا
كَأَنّ رُوحي وَمَن أَهوى لشدّة ما / يؤلّفُ الحُبُّ صِرفٌ رقّ فامتزجا
إِذا اطمأن الهَوى بَين النُفوس فَقَد / وَلّى بِهِ الصَبرُ وَالأَفكارُ فانزعجا
وَإِن تَداخل في كُنه الضَمير هَوىً / فَاعلم بِأَن النُهى وَالرشد قَد خرجا
يا وَيل مَن بات ما بَين العُيون وَما / بَين القدودِ يُوالي خيفةً وَرَجا
كَم في محيّا الغَواني من حُمَيّا هَوى / تَبدو فَيَخفَى بما تُبدي نُهىً وَحِجا
فَدع صَبابةَ صبٍّ صَبرُه عدَمٌ / يَرى استقامتَه في رشده عِوَجا
يَهوى البدورَ وَإِن عزّت مطالعُها / وَيَبتغي لعُلا جوّ المُنى دَرَجا
مِن كُل وَجهٍ كَشمس في تنقُّلها / منازلاً مِن قُلوب برّجت برجا
مدحت حالةَ حبي إِذ تحوّلني / وَقَد أَصابَ فؤادي بِالهَوى وَهجا
وَكَم أَرى خلَدي وَجداً برى جلَدي / كَأَنّ في كَبدي حُكمَ الهَوى نهجا
وَبي من الترك ريمٌ رام بي شَطَطاً / يَرمي سهامَ جفونٍ تَبلغُ المُهَجا
سَيفَا لِحاظٍ وَيَأسٍ للحشا جَرَحا / فَأَوجبا ليَ في دين الهَوى حَرَجا
يَهوى تلافي عَلى ما نمَّ من أَملٍ / وَلَو تَلافَى تَلافِي مخلصاً بَهجا
لَكن أَبي الحُبُّ إلا ذلَّ مَسكنةٍ / لذا يَرى كلَّ حُسنٍ جئتُه سَمَجا
يَبيت يَسقي المُنى بِاليأس ممتزجا / وَيَشرب الدَمعَ من نار الجَوى سذجا
فَيا وَقي اللَه عَيني من مدامعها / فَيَمُّها قلّ ما وافى فتى فنجا
وَيا حمى اللَه قَلبي من تقلبه / في مارجٍ من لَظى نيرانه مَرَجا
يضرّم الحبُّ بي نارَ الغَرام وَلا / ضَيرٌ ففي بَيته قَد أَوقد السُّرُجا
ما عَن قلىً أَحرقَ الأَحشاءَ مالكُها / قَد يَحرقُ العودَ من يَستنشقُ الأَرَجا
فَكَم تَجلّى صَباحٌ من مُنَى أَملٍ / إِذا دُجَى اليَأسِ في جون الظَلام دَجَا
وَكَم أُراقب سيّارَ الخيال إِذا / ما اللَيلُ أَنجمُه قَد رُصِّعَت سبجا
أَصبو إِلى الطَيف لَولا السهدُ مانعُهُ / لأُذهبَ الصدَّ عَني بالوصال وَجا
أَشكو إلي بندِ مَن أَهوى ومِن عَجَبٍ / أن أَرتجي من مَضيقٍ للهوى فَرَجا
لا أَبعدَ اللَهُ وَجهاً كُلَّما نَظرت
لا أَبعدَ اللَهُ وَجهاً كُلَّما نَظرت / هُ العَينُ أَسدرها نُوراً تبلُّجُهُ
لا لا وَلا أَجدبت للخدّ زاهرةٌ / يُرَوّح الرُوح إِذ يَدنو تَأرّجُهُ
وَدام للحسن هذا الملكُ في خلَدي / الشَوقُ يَحميهِ وَالأَجفان تدمجُهُ
وَلا صَفا الخَمر قد رقّت سلافتُه / إِن لَم أَكُن بحديث الوَجدِ أَمزجُهُ
أَحبابنا هل لقلبي باللقا فرجٌ / فَالهَجرُ أَجزعه وَالبَينُ أَزعجُهُ
أَبيتُ من فكرتي في بحر حسرته / مبلبلَ البالِ يُرديني تموّجُهُ
أَحبابنا علّ دَهري أَن يقرّبَنا / بَعد النَوى أَو يَداوي ما يضرّجُهُ
فَلَيسَ بُعدٌ يَكون القُربُ خاتمَه / وَلَيسَ همٌّ إِنِ المَولى يُفرّجُهُ
هوّن عَظائمَ ما تَخشى فَرُبَّ دُجىً
هوّن عَظائمَ ما تَخشى فَرُبَّ دُجىً / حَيثُ أَكفهرّ جَلاهُ الصُبحُ بِالبلجِ
وَلا تَضِق حرجاً إِن محنةٌ دَهَمت / فَآخرُ الصَبر فيها أَوّلُ الفَرج
وَاحفظ نصيحة تَركيٍّ حقيقتُهُ / لِسانُه عربيٌّ غَيرُ ذي عوج