القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 4
أَضاعني ساكنو الجرعاء كالعرجي
أَضاعني ساكنو الجرعاء كالعرجي / فَهل سَبيل إِلى مَغنى وَمنعرجِ
هم استباحوا دماً إذ حرّموا صلةً / وَحللوا الدَمع بَعدَ الهجر من مهج
وَكَم أَهاجوا لَظىً في مهجة بجوىً / وَكَم أَفاضوا شؤون العين كَاللجج
قضيت أَيام عمري في محبتهم / وَذقت كأس هواهم غيرَ ممتزج
لِلّه عهدٌ بذاك الحيّ ما برحت / بالقلب لوعته تدعو إِلى وَهج
واليَوم يسفر وضاحَ الجبين لَنا / وَالليل يذهلنا بالناظر الدعج
وَللربيع عَلى تلك الربوع يدٌ / قد زينتها بوشيٍ زاهرٍ بهج
تجري النُهور عَلى لبّاتها دررٌ / وَالظلّ يمزج صفوَ الدرِّ بالسبج
وَللأزاهر أَقمار مبرّجةٌ / تبدو عَلى حبك للأيك منتسج
أَوقاتَ لا العين فيها قرحُ ذي سهرٍ / وَلا القُلوب تردّت حالَ منزعج
وَللصبا وَصبابات الهَوى طربٌ / يلهو على نغمة العشّاق والهَزَج
كلٌّ تولّى فولّى العيشُ أَطيبه / وَعُدتُ أَنهجُ حُزناً غَير منتهج
فَما لعينيّ لا تنفكُّ جاريةً / وَما لقلبي عَنهُ إن أَتُب يَهج
ما آن أَن أَسلو ما باليأس أدّبني / عَلى أَقى ما بقي مِنهُ عَلى حرج
ضاق الوجود فدعني أَبتغي فرجاً / بِمَدح طَه ففيه غايةُ الفَرَج
عَلِّي أُدارِكُ روحاً بالردى فَنيت / أَو أَن أَقوّم نفساً مِن يَد العوج
فَإِن نفساً رجته صين جانبُها / وَإن عبداً تولى شأنه لنجي
شمس اليقين التي أَخفت أَشعَّتُها / جونَ الظَلام فَأغنتنا عن السُرُج
أَقام بِالسَيف وَالصمصام دعوتَه / مؤيد الحَق بالبرهان ذي البلج
بالحكم والحكمة القصوى دعى وَهدى / فشق ليل ظلام الكفر بالبلج
فلا حياة لمن لم يَحيَ فيه وَلا / موت لمن مات عنه وَهوَ غَير شجي
فَيا أَخا المِدَحِ المجهود في تعب / وَصاحب القول في وصف الرشا الغَنِج
خبّر سواك بِأَني في غِنىً أَبَداً / بِمدح مَولاي راقي العرش بالدرج
فهوَ الذخيرة لي يوم الزحام إِذا / نادى المنادي وجيء الناس بالحجج
حسبي شفاعته العظمى أَنالُ بها / خلدَ النعيم المقيم الطيّب البهج
وَفي حياتي حسبي أَن تَكُون له / قَصائدي تنفج الأَرجاء بالأرج
عليه صلى إلهي كلما طلعت / شمسٌ وَأَسفر بدرٌ في ظَلام دجي
أَقمتُ بِالوَجد في دَعوى الهَوى حُجَجا
أَقمتُ بِالوَجد في دَعوى الهَوى حُجَجا / وَخُضتُ من عبرتي فيما جَرى لُجَجا
وَهَل يُرَجَّى شفا مَن كانَ علّتُه / مَرضى العُيونِ التي تستعملُ الدَعَجا
فَيا أَخا اللوم دَعني عَن ملامك لي / فَلا لقيتَ غَراماً في الحَشا خَلَجا
إِني لتهتاجُني رُوحُ النَسيم إِذا / مَرّت وَيَحلو لَديَّ الوُرقُ إِن هَزجا
كَأَنّ رُوحي وَمَن أَهوى لشدّة ما / يؤلّفُ الحُبُّ صِرفٌ رقّ فامتزجا
إِذا اطمأن الهَوى بَين النُفوس فَقَد / وَلّى بِهِ الصَبرُ وَالأَفكارُ فانزعجا
وَإِن تَداخل في كُنه الضَمير هَوىً / فَاعلم بِأَن النُهى وَالرشد قَد خرجا
يا وَيل مَن بات ما بَين العُيون وَما / بَين القدودِ يُوالي خيفةً وَرَجا
كَم في محيّا الغَواني من حُمَيّا هَوى / تَبدو فَيَخفَى بما تُبدي نُهىً وَحِجا
فَدع صَبابةَ صبٍّ صَبرُه عدَمٌ / يَرى استقامتَه في رشده عِوَجا
يَهوى البدورَ وَإِن عزّت مطالعُها / وَيَبتغي لعُلا جوّ المُنى دَرَجا
مِن كُل وَجهٍ كَشمس في تنقُّلها / منازلاً مِن قُلوب برّجت برجا
مدحت حالةَ حبي إِذ تحوّلني / وَقَد أَصابَ فؤادي بِالهَوى وَهجا
وَكَم أَرى خلَدي وَجداً برى جلَدي / كَأَنّ في كَبدي حُكمَ الهَوى نهجا
وَبي من الترك ريمٌ رام بي شَطَطاً / يَرمي سهامَ جفونٍ تَبلغُ المُهَجا
سَيفَا لِحاظٍ وَيَأسٍ للحشا جَرَحا / فَأَوجبا ليَ في دين الهَوى حَرَجا
يَهوى تلافي عَلى ما نمَّ من أَملٍ / وَلَو تَلافَى تَلافِي مخلصاً بَهجا
لَكن أَبي الحُبُّ إلا ذلَّ مَسكنةٍ / لذا يَرى كلَّ حُسنٍ جئتُه سَمَجا
يَبيت يَسقي المُنى بِاليأس ممتزجا / وَيَشرب الدَمعَ من نار الجَوى سذجا
فَيا وَقي اللَه عَيني من مدامعها / فَيَمُّها قلّ ما وافى فتى فنجا
وَيا حمى اللَه قَلبي من تقلبه / في مارجٍ من لَظى نيرانه مَرَجا
يضرّم الحبُّ بي نارَ الغَرام وَلا / ضَيرٌ ففي بَيته قَد أَوقد السُّرُجا
ما عَن قلىً أَحرقَ الأَحشاءَ مالكُها / قَد يَحرقُ العودَ من يَستنشقُ الأَرَجا
فَكَم تَجلّى صَباحٌ من مُنَى أَملٍ / إِذا دُجَى اليَأسِ في جون الظَلام دَجَا
وَكَم أُراقب سيّارَ الخيال إِذا / ما اللَيلُ أَنجمُه قَد رُصِّعَت سبجا
أَصبو إِلى الطَيف لَولا السهدُ مانعُهُ / لأُذهبَ الصدَّ عَني بالوصال وَجا
أَشكو إلي بندِ مَن أَهوى ومِن عَجَبٍ / أن أَرتجي من مَضيقٍ للهوى فَرَجا
لا أَبعدَ اللَهُ وَجهاً كُلَّما نَظرت
لا أَبعدَ اللَهُ وَجهاً كُلَّما نَظرت / هُ العَينُ أَسدرها نُوراً تبلُّجُهُ
لا لا وَلا أَجدبت للخدّ زاهرةٌ / يُرَوّح الرُوح إِذ يَدنو تَأرّجُهُ
وَدام للحسن هذا الملكُ في خلَدي / الشَوقُ يَحميهِ وَالأَجفان تدمجُهُ
وَلا صَفا الخَمر قد رقّت سلافتُه / إِن لَم أَكُن بحديث الوَجدِ أَمزجُهُ
أَحبابنا هل لقلبي باللقا فرجٌ / فَالهَجرُ أَجزعه وَالبَينُ أَزعجُهُ
أَبيتُ من فكرتي في بحر حسرته / مبلبلَ البالِ يُرديني تموّجُهُ
أَحبابنا علّ دَهري أَن يقرّبَنا / بَعد النَوى أَو يَداوي ما يضرّجُهُ
فَلَيسَ بُعدٌ يَكون القُربُ خاتمَه / وَلَيسَ همٌّ إِنِ المَولى يُفرّجُهُ
هوّن عَظائمَ ما تَخشى فَرُبَّ دُجىً
هوّن عَظائمَ ما تَخشى فَرُبَّ دُجىً / حَيثُ أَكفهرّ جَلاهُ الصُبحُ بِالبلجِ
وَلا تَضِق حرجاً إِن محنةٌ دَهَمت / فَآخرُ الصَبر فيها أَوّلُ الفَرج
وَاحفظ نصيحة تَركيٍّ حقيقتُهُ / لِسانُه عربيٌّ غَيرُ ذي عوج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025