المجموع : 5
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً / لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا
لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُهُ / حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا
قد أبرم اللّه أسبابَ الأمورِ معاً / فلن ترى سبباً منْهنَّ منتكثا
يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ / ساء الدفينُ الذي أمستْ له جدثا
الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ / يَرِي الصُّدورَ إذا ما جمره حُرثا
فاسْتَشْفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبةٍ / فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
واجعلْ طلابَك للأَوتار ما عَظُمَت / ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
والعَفْوُ أقربُ للتقوى وإن جُرُمٌ / من مجرمٍ جَرَحَ الأكبادَ أو فَرَثا
يكفيك في العفو أن اللّه قرَّظهُ / وَحْياً إلى خير من صلَّى ومن بُعِثَا
شهدتُ أنكَ لو أذنبت ساءكَ أن / تلقى أخاك حقوداً صدرُهُ شَرِثَا
إذَنْ وسرَّكَ أن ينسى الذنوبَ معاً / وأن تصادفَ منه جانباً دَمِثا
فكيف تمدح أمراً كنتَ تكرهُهُ / فَكِّرْ هُديتَ تُمَيِّزْ كلَّ ما اغتلثا
وليس يخفَى من الأشياء أقربُها / إلى السداد إذا ما باحثٌ بحثا
فارجع إلى الحقِّ من قُربٍ ومن أمَمٍ / وَلاَ تَمَنَّ مُنَى طفلٍ إذا مرثا
فمن تثاقل عن حقٍّ فبادَرَهُ / إليه خَصْمٌ سَفَى في وجهه وَحَثا
والفلْجُ للحقِّ والمُدْلي بحجَّتِهِ / إذا الخصيم هناكم للخصيم جَثَا
إني إذا خلط الإخوانُ صالحَهم / بِسَيِّئِ الفعلِ جِدّاً كان أو عبثا
جعلتُ صدري كظرف السَّبْك حينئذٍ / يَسْتخلصُ الفضَّةَ البيضاء لا الخبثا
ولست أجْعَله كالحوض أمدحُهُ / بحفظ ما طابَ من ماء وما خَبَثا
ولا أزيِّنُ عيبي كي أسوِّغَهُ / نفسي ولا أنطق البهتانَ والرَّفثا
تَغْبيبُ ذي العيب عَنْهُ كيْ تُزيِّنَهُ / حِنْثٌ وإنْ هو لم يحلفْ فقد حنثا
والعيبُ عيبان فيمن لا يقبِّحُهُ / فإن تجاهلَ عَيْبَيْهِ فقد ثَلَثَا
لا تجمعنَّ إلى عيبٍ تُعاب به / عَيبَ الخداع فلن تزداد طيبَ نَثَا
كم زخرفَ القولَ من زورٍ وَلبَّسَهُ / على العقول ولكنْ قلَّما لَبِثَا
إن القبيحَ وإن صنَّعْتَ ظاهرَهُ / يعودُ ما لُمَّ منه مرةً شَعِثَا
دعني وإيَّا أبي عليٍّ
دعني وإيَّا أبي عليٍّ / الأعورِ المُعْورِ الخبيثِ
لَيُمْطَرنَّ العذابَ حتَّى / تراهُ في حال مُستغيثِ
أهلاً وسهلاً أبا عليٍّ / نزلْتَ بالمنزلِ الدَّميثِ
عندي قِرىً غيرُ مُسْتَراثٍ / فكُن له غيرَ مُسْتريثِ
صبراً قليلاً أبا عليٍّ / تسمعْ غداً شائع الحديثِ
عندي هدايا من اللَّواتي / أهدى جريرٌ إلى البعيثِ
عندي لمن عَنَّ في سبيلي / وقام للنَّيْكِ كالنجيثِ
ما شاء من ديمةٍ رَكُودٍ / تَهْمِي ومن وابلٍ حَثيثِ
استغفر اللّه من تَرْكي علانيةً
استغفر اللّه من تَرْكي علانيةً / ذنباً هممتُ به في شادنٍ خَنِثِ
ظبي دعتْنيَ عيناهُ ومنطقُهُ / بِنيَّةٍ صدقتْ عن ظاهرٍ عبِثِ
فلم أجِبْهُ وحظِّي في إجابتهِ / لكنْ سكتُّ كأنِّي غير مُكترثِ
لا بل فررْتُ وظلَّ الصيدُ يطلبني / والله ما كنْتُ فيها بالفتى الدَّمِثِ
أقسمتُ باللَّه لمَّا قمتُ محتجِزاً / أنّي انبعَثْتُ بقلبٍ غيرِ منبعثِ
إن أنتَ صادفتَ شيخَ سُوءٍ
إن أنتَ صادفتَ شيخَ سُوءٍ / كأنما الذّقْنُ منه حِبْثَى
فاستَجر اللّه يا خليلي / وضع على حلقه الهِلَبْثا
ناشدتك اللَّه في قَدري ومنزلتي
ناشدتك اللَّه في قَدري ومنزلتي / لديك لا يتطرَّقْ منهما العبثُ
من صاحبٍ خلطَ الحسنى بسيِّئةٍ / وما الدهاءُ دهاهُ لا ولا اللَّوَثُ
لكن مُزَاحٌ قبيحُ الوجهِ كالِحُهُ / أولى به من بروزِ الصفحة الجَدَثُ
يا من إلى وصله الإسراعُ مُفترضٌ / ومن على وُدّهِ التعويجُ واللَّبَثُ
إن كنتُ عندك قبل اليوم من ذهب / فذلك الصفو لم يعرض له الخَبَثُ
أمرَّ حبلي صَناعُ الكفِّ ماهرُها / فما لمرَّة ذاك الحبل مُنتكَثُ
أنا الذي أقسمت قِدماً خلائقُهُ / ألَّا يشيعَ له سُخفٌ ولا رفَثُ
وحُرمتي بك إن اللَّه عظَّمها / وما أديميَ مما تَقرضُ العُثُثُ
إن الكلام الذي رُعِّثتَهُ شَبَهُ / تستنكف الأُذنُ منه حين تُرتعَثُ
ما كان لي في الذي أنهاهُ زاعِمُهُ / إليك رُقيةُ محتالٍ ولا نَفَثُ
وما سكتُّ اعترافاً بالحديث لهُ / لكن كظمتُ وبي من حرّهٍ لَهثُ
وخِلتُ جبهِيَ بالتكذيبِ ذا ثقةٍ / عُنفاً وإن قال قولاً فيه مُكتَرَثُ
لاسيما ولعلَّ الهزلَ غايتُهُ / لا غيرُهُ ولبذر الجدِّ مُحتَرثُ
ولم أزل سَبِطَ الأخلاق واسعَها / وإن غدوتُ امرأً في لحيتي كَثَثُ
آبائِيَ الرومُ توفيلٌ وتُوفَلِسٌ / ولم يلدنيَ رِبعيٌّ لا شَبَثُ
وما ذهبتُ إلى فخرٍ على أحدٍ / لكنه القول يجري حين يُبتعَثُ
شُحّي عليك اقتضاني العذرَ لا ظمَأٌ / مني إلى مدح أسبابي ولا غَرَثُ
فاحفظ عليَّ مكاني منك واسمُ بهِ / عمّا تُعابُ به الأرواح الجُثَثُ
لا يَحْدُثَنَّ على ما كان لي حَدَثٌ / فإنّ جارك مضمونٌ له الحدثُ
وارفُقْ بخصميَ والمُمْهُ على شَعَثٍ / لا زلتَ ما عشتَ ملموماً بك الشَعَثُ