من أطلع البدر في ديجور طرّته
من أطلع البدر في ديجور طرّته / وأودع السحر في تكسير مقلته
ومن أدار يواقيت الشفاه على / كأس من الدرّ يحوي خمر ريقته
ومن لتبريد قلب بات يلهبه / ترديد ماء الصبا في نار وجنته
ما لي وما لرشادي فيه أنشده / والغيّ يقتاد قلبي من أزمته
يا مرسل الصدغ ما هذا الضلال وقد / بلغت عن طرفه آيات فترته
ارشد سواء فقد مثلته صنماً / ما ساءني أنني من جاهليته
ما لي بأغيد ساجي الطرف أَجْيَد / لا يرضيه مني سوى ذلي لعزَّتِه
يجفو النسيم عليه من لطافته / والدهر ألين منه عند قسوته
لم أنسه والدُّجى مرخي الإزار وقد / زار اختلاساً فأحياني بِزَوْرَتِه
ثنت شمائله كأس الشمول فما / قابلت منتها إلا بقبلته
فرمت أكرع في خمر الرضاب فقل / في شاعر دأبه إفساد توبته
قليت شعري وقد قبَّلت مبسمه / أمن تَثَنِّه سُكْرِي أم ثنيَّتِه
رتعت في ورد خديه ونرجس عيني / ه وآسِ عذاريه وخضرته
فالشكر للسكر لولاه لما ظفرت / كفي بتسهيل صعب من عريكته
ويلاه من ثمل الأعطاف ذي هيف / كالغصن لي نشوات عند خطرته
لم أوت شيئاً من الدنيا ألذّ به / إلا وزاد عليه حسن رؤيته
إني أغار عليه أن أسميه / فيصبح الناس مثلي في محبته
ما حرم العذل إلا في الغرام به / ولا التجلد إلا عند جفوته
ولا أرانا يداً بيضاء من كرم / ترجى وتخشى سوى موسى وآيته
شاه أرمن الأشرف السامي منار هدى / قامت بتمهيده أيام دولته
المُوهِب المال آمال العفاة إذا / ريح الثناء مشت في أريحته
والباعث الجيش يعشي الناظرين سناً / كأن شهب الدراري من أسنته
سيف الإمام الذي تمضي مضاربه / إذا انتضاه الهدى يوماً لنصرته
سيف لنصر بني العباس جوهره / يجول ماء الردى في نار شفرته
آل الرسول أولي الأمر الذين لهم / قضيبه ومعالي إرث بردته
قوم لجدهم سقي الحجيج ولم / يستسق در الحيا إلا بدعوته
مرضي الهدى في حنين دافع عن / نفس النبيّ الردى في صيد عترته
مناقب لو ظلام الليل زين بها / لاحت كواكب زُهر في دُجُنَّتِه
يا شمس أفق بني أيوب زد شرفاً / ينحط كِيَوان عن علياء رتبته
واشدد يداً بأمير المؤمنين وزد / مجداً تفرع من أفنان دوحته
بيمن مستنصر بالله منتقم / لله من خارج عن حكم بيعته
لله موسى إذا بحر العجاج طمى / والخيل تسبح في آذِيِّ لُجَّتِه
أغرّ ينجاب جلباب الظلام به / فيسلك الشعر في أنوار غرته
هَامِي غمام الندى يلقى العدا جدلاً / بما جلا عنه من لألاء غرته
يضيع في حلمه ذنب المسيءِ فما / أخفى مسالكه في جنب قدرته
كم خفت الأرض من خوف بساكنها / فأثقلتها جبال من سكينته
لا يطرق الهمّ بالأحداث مهتضماً / من بات منتظماً في سلك خدمته
ملك له طود مجد للملوك علا / إذا هم خيموا في سفح هضبته
طلق الأسرة كم سار إلى أمد / أدناه نور المحيا من أسرته
يروق راعيه بشراً إذ يروع سطا / كالسيف يوجد هذا في سجيته
ثبت الجنان وقور الجأش تهزأ من / أطواد كيد الأعادي ريح سطوته
فأين منه ملوك ظل سعيهم / لو أنصفوه لَعُدُّوا من رعيته
كم حاسد لمعاليه يخادعه / كانت منيته في طي منيته
ومارق كالخوارزمي رام له / كيداً فأغرقه في بحر نقمته
قد آمن الله من خوف يروعها / هذي القلوب التي سرت بسيرته
يا مدعي شأو موسى إن عزمتَ على / تبيين فضلك في مضمار حَلْبته
فاعدد مناقب تدنو من مناقبه / وأسرة في المعالي مثل أسرته
مولاي دونكها كالروض يعبق في / علياك ما طاب من أنفاس نفحته
أجادها فكر عبد ليس يرفع في / صحائف المدح حرفاً من شكيته
سقته أنواء نعماك التي طفقت / تجني ثمار المعالي من قريحته
أنمته آمناً من كل نائبة / فليس يرتاع من دهر ونبوته
يا من مواسم أيام الزمان لها / وفد غدا فوهم في قصد كعبته
منعت ركن الهدى ممن يروم له / هدّاً وذدت العدا عن نيل حوزته
فاسلم لعبد وعيد لو رآك به / لأسفر الحظ عن إقبال سفرته
ودم لمن ليس تستسقى الغمام وقد / أهدى نواك له أنواء رحمته