المجموع : 14
إِنّا حَسَبنا حِساباً لَم يَصِحَّ لَنا
إِنّا حَسَبنا حِساباً لَم يَصِحَّ لَنا / قَد بانَ في كُلِّهِ التَفريطُ وَالغَلَتُ
وَكَثرَةُ المالِ شُغلٌ زادَ في نَصَبٍ / وَقِلَّةٌ مِنهُ مَعدولٌ بِها الفَلتُ
هَذي الحِبالَةُ قَد ضَمَّت جَماعَتَنا / فَهَل يَنوصُ فَتىً مِنّا فَيَنفَلِتُ
أَصبَحَت كَالقَوسِ حَنَّتها أَساوِرُها / وَكُنتَ كَالسَهمِ أَو كَالسَيفِ يَنصَلِتُ
إِذا أَتاني حِمامي ماحِياً شَبَحي
إِذا أَتاني حِمامي ماحِياً شَبَحي / وَما صَنَعتُ فَعَيشي كُلُّهُ عَنَتُ
لَعَلَّ قَوماً يُجازيهِم مَليكُهُمُ / إِذا لَقوهُ بِما صاموا وَما قَنَتوا
لا خَيرَ في المالِ أُعطاهُ وَأَجمَعُهُ
لا خَيرَ في المالِ أُعطاهُ وَأَجمَعُهُ / إِذا عَريتُ فَمِمّا حُزتُ عُرّيتُ
وَما اِنتِفاعي إِذا أَصبَحتُ ذا فِرَةٍ / وَإِنَّما أَنا رِسلُ الضَرعِ صُرّيتُ
وَصاغَني اللَهُ مِن ماءٍ وَها أَنا ذا / كَالماءِ أَجري بِقَدرٍ كَيفَ جُرّيتُ
بُريتُ لِلأَمرِ لَم أَعرِف حَقائِقَهُ / فَلَيتَني مِن حِسابِ اللَهِ بُرّيتُ
أَرى خَيالَ إِزارٍ حَمَّهُ قَدَرٌ / ظَهَرتُ مِنهُ قَليلاً ثُمَّ وُرّيتُ
ما لي رَضيتُ بِما أَنكَرتُهُ زَمَناً / وَخِلتُني بِصُروفِ الدَهرِ ضُرّيتُ
فَهَل دَرى اللَيثُ إِذا ضَمَّ الرَجاجَ لَهُ / فَمٌ وَقُدِّرَ لِلشَدقَينِ تَهريتُ
كَأَنَّنا في قِفارٍ ضَلَّ سالِكُها / نَهجَ الطَريقِ وَما في القَومِ خَرّيتُ
لَو يَنطُقُ اللَيلُ نادى كَم فَرى ظُلَمي / فَجرٌ وَأُدلِجتُ في حاجٍ وَأُسريتُ
وَأَعملَتني رِجالٌ في مَآرِبِها / كَأَنَّني جَملٌ لِلإِنسِ أُبريتُ
لا يَصبِرونَ فَقيرٌ تَحتَ فاقَتِه / إِنَّ السَباريتَ جابَتها السَباريتُ
ناسٌ إِذا نَسَكوا عُدّوا مَلائِكَةً / وَإِن طَغَوا فَهُمُ جِنٌّ عَفاريتُ
لا تَطرِيَنّي فَلي نَفسٌ مُجَرَّبَةٌ / تُسِرُّ وَجداً إِذا بِالمَينِ أُطريتُ
وَإِن مُدِحتُ بِخَيرٍ لَيسَ مِن شِيَمي / حَسِبتُني بِقَبيحِ الذَمِّ فُرّيتُ
أَكرِم ضَعيفَكَ وَالآفاقُ مُجدِبَةٌ
أَكرِم ضَعيفَكَ وَالآفاقُ مُجدِبَةٌ / وَلا تُهِنهُ وَلَو أَعطَيتَهُ القوتا
وَجانِبِ الناسَ تَأمَن سوءَ فِعلِهِمُ / وَأَن تَكونَ لَدى الجُلّاسِ مَمقوتا
لا بُدَّ مِن أَن يَذِمّوا كُلَّ مَن صَحَبوا / وَلَو أَراهُم حَصى المِعزاءِ ياقوتا
وَقَضِّ وَقتَكَ بِالتَقوى تَجَوَّزُهُ / حَتّى تُصادِفَ يَوماً فيهِ مَوقوتا
إِن شِئتَ تُرزَقَ الدُنيا وَنِعمَتَها
إِن شِئتَ تُرزَقَ الدُنيا وَنِعمَتَها / فَخَلِّ دُنياكَ تَظفَر بِالَّذي شيتا
أَنشَأتَ تَطلُبُ مِنها غَيرَ مُسعِفَةٍ / وَما لَها أَيُّها الإِنسانُ أُنشيتا
فَاِخشَ المَليكَ وَلا توجَد عَلى رَهَبٍ / إِن أَنتَ بِالجِنِّ في الظَلماءِ خُشيّتا
فَإِنَّما تِلكَ أَخبارٌ مُلَفَّقَةٌ / لِخُدعَةِ الغافِلِ الحَشويِّ حوشيتا
عيدانُ قَيناتِنا مِن تَحتِ أَرجُلِها
عيدانُ قَيناتِنا مِن تَحتِ أَرجُلِها / وَعودُ قينَتِكُم في حُجرِها باتا
وَما حَكَينَ النَصارى في لِباسِهِمُ / وَلا بَغَينَ كَأَهلِ السَبتِ إِسباتا
لَكِنَّهُنَّ حَنيفاتٌ بِمَزعَمِنا / ذَكَّرنَنا اللَهَ تَمجيداً وَإِخباتا
يُثبِتنَ رَبّاً قَديراً لا كِفاءَ لَهُ / وَما عَمَدنَ لِغَيرِ اللَهِ إِثباتا
لِلشامِتينَ رَزايا في شِماتِهِمُ
لِلشامِتينَ رَزايا في شِماتِهِمُ / فَكُن مُصاباً وَلا تُحسَب مِنَ الشُمُتِ
يَبدو سُرورُ أُناسٍ أَظهَروا حَزَناً / وَإِن تَسَتَّرَ خَلفَ الأَلسُنِ الصُمُتِ
أَميرُ قَومٍ أَصابَتهُ مَنِيَّتُهُ / فَضَلَّ مَن قالَ إِنَّ المَرءَ لَم يَمُتِ
خَلَصتُ مِن سَبَراتٍ في السَباريتِ
خَلَصتُ مِن سَبَراتٍ في السَباريتِ / وَرُبَّ يَومٍ كَريتٍ دونَ تَكريتِ
كَم بِالسَماوَةِ مِن صِلٍّ وَمِن أَسَدٍ / كِلاهُما خُصَّ في شِدقٍ بِتَهريبِ
ما زُرتُ دارَكَ حَتّى شَفَّني تَعَبي / وَخارَت العيسُ في آثارِ خِرّيتِ
وَالخَيرُ في الأَرضِ كَالأَترَجِّ مَنبِتُهُ / وَأُلزَمَ الشَرُّ تَدخيناً بِكِبريتِ
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في دَعَةٍ
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في دَعَةٍ / أَرضى القَليلَ وَلا أَهتَمُّ بِالقوتِ
وَشاهِدٌ خالِقي أَنَّ الصَلاةَ لَهُ / أَجَلُّ عِندِيَ مِن دُرّي وَياقوتي
وَلا أُعاشِرُ أَهلَ العَصرِ إِنَّهُمُ / إِن عوشِروا بَينَ مَحبوبٍ وَمَمقوتِ
يَسيرُ بي وَبِغَيري الوَقتُ مُبتَدِراً / إِلى مَحَلٍّ مِنَ الآجالِ مَوقوتِ
إِدفِن أَخا المُلكِ دَفنَ المَرءِ مُفتَقِراً
إِدفِن أَخا المُلكِ دَفنَ المَرءِ مُفتَقِراً / ما كانَ يَملُكُ مِن بَيتٍ وَلا بيتِ
إِنَّ التَوابيتَ أَجداثٌ مُكَرَّرَةٌ / فَجَنِّبِ القَومَ سَجناً في التَوابيتِ
وَاِردُد إِلى الأُمِّ شَبحاً طالَ مَعهَدُها / بِضَمِّهِ وَهِيَ لا تُرجى لِتَربيتِ
راعَتكَ دُنياكَ مِن ريعَ الفُؤادُ وَما
راعَتكَ دُنياكَ مِن ريعَ الفُؤادُ وَما / راعَتكَ في العَيشِ مِن حُسنِ المُراعاةِ
كَأَنَّما اليَومُ عَبدٌ طالِبٌ أَمَةً / مِن لَيلَةٍ قَد أَجَدّا في المُساعاةِ
وَأُمُّكَ السوءُ لَم تَحفَظكَ في سَبَبٍ / لا بَل أَضاعَتكَ أَصنافَ الإِضاعاتِ
تَبني المَنازِلَ أَعمارٌ مُهَدَّمَةٌ / مِنَ الزَمانِ بِأَنفاسٍ وَساعاتِ
إِن شِئتَ إِبليسَ أَن تَلقاهُ مُنصَلِتاً / بِالسَيفِ يَضرِبُ فَاِعمِد لِلجَماعاتِ
تَجِدهُمُ في أَقاويلٍ مُخالِفَةٍ / وَجهَ الصَوابِ وَأَسرارٍ مُذاعاتِ
يُباكِرونَ بِأَلبابٍ وَإِن خَلُصَت / مَعصِيَّةٍ وَبِأَهواءٍ مُطاعاتِ
قالوا وَقُلنا دَعاوٍ ما تُفيدُ لَنا / إِلّا الأَذى وَاِختِصاماً في المُداعاةِ
تَكَسَّبَ الناسُ بِالأَجسامِ فَاِمتَهَنوا / أَرواحَهُم بِالرَزايا في الصِناعاتِ
وَحاوَلوا الرِزقَ بِالأَفواهِ فَاِجتَهَدوا / في جَذبِ نَفعٍ بِنَظمٍ أَو سِجاعاتِ
مَرَّ الزَمانُ فَأَضحى في الثَرى جَسَدٌ
مَرَّ الزَمانُ فَأَضحى في الثَرى جَسَدٌ / فَهَل تَمَلّى رِجالٌ بِالمُلاواتِ
وَالروحُ أَرضِيَّةٌ في رَأيِ طائِفَةٍ / وَعِندَ قَومٍ تَرقّى في السَماواتِ
تَمضي عَلى هَيئَةِ الشَخصِ الَّذي سَكَنَت / فيهِ إِلى دارُ نُعمى أَو شَقاواتِ
وَكَونُها في طَريحِ الجِسمِ أَحوَجَها / إِلى مَلابِسَ عَنَّتها وَأَقواتِ
وَقُدرَةُ اللَهِ حَقٌّ لَيسَ يُعجِزُها / حَشرٌ لِخَلقٍ وَلا بَعثٌ لِأَمواتِ
فَاِعجَب لِعُلوِيَّةِ الأَجرامِ صامِتَةً / فيما يُقالُ ومِنها ذاتُ أَصواتِ
وَلا تُطيعَنَّ قَوماً ما دِيانَتَهُم / إِلّا اِحتِيالٌ عَلى أَخذِ الإِتاواتِ
وَإِنَّما حَمَّلَ التَوراةَ قارِئَها / كَسبُ الفَوائِدِ لا حُبُّ التِلاواتِ
إِنَّ الشَرائِعَ أَلقَت بَينَنا إَِحناً / وَأَودَعَتنا أَفانينَ العَداواتِ
وَهَل أُبيحَت نِساءُ القَومِ عَن عُرُضٍ / لِلعُربِ إِلّا بِأَحكامِ النُبُوّاتِ
الكَونُ في جُملَةِ العَوافي
الكَونُ في جُملَةِ العَوافي / لا الكَونُ في جُملَةِ العُفاةِ
لينُ الثَرى لِلجُسومِ خَيرٌ / مِن صُحبَةِ العالَمِ الجُفاةِ
قَد خَفَتِ القَومُ فَاِستَراحوا / آهِ مِنَ الصَمتِ وَالخُفاتِ
لَم يَبقَ لِلظاعِنينَ عَينٌ / تَبكي عَلى الأَعظُمِ الرُفاتِ
أَرى اِنكِفاتي إِلى المَنايا / أَغنى عَنِ الأُسرَةِ الكُفاةِ
أُثبِتُ لي خالِقاً حَكيماً / وَلَستُ مِن مَعشَرٍ نُفاةِ
خَبَطتُ في حِندِسٍ مُقيمٍ / وَأَعجَزَت عِلَّتي شُفاتي
فَمِن تُرابٍ إِلى تُرابٍ / وَمِن سُفاةٍ إِلى سُفاةِ
نَعوذُ بِاللَهِ مِن غَوانٍ / يَكِنُّ بِاللُبِّ مُعصَفاتِ
وَمِن صِفاتِ النِساءِ قِدماً / أَن لَسنَ في الوُدِّ مُنصِفاتِ
وَما يَبينُ الوَفاءُ إِلّا / في زَمَنِ الفَقدِ وَالوَفاةِ
كَم وَدَّعَ الناسُ مِن خَليلٍ / سارَ فَما هَمَّ بِاِلتِفاتِ
هاتِ الحَديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا
هاتِ الحَديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا / ومَوْقِدِ النارِ لا تَكْرَى بتَكْريتا
ليستْ كنارِ عدِيٍّ نارُ عاديَةٍ / باتَتْ تَشُبّ على أيْدي مَصَالِيتا
وما لُبَيْنَى وإنْ عَزّتْ برَبّتِها / لكِنْ غَذَتْها رجالُ الهند تَرْبِيتا
أذْكَتْ سَرَنْدِيبُ أُولاها وآخِرَها / وعَوّذَتْها بَناتُ القَيْنِ تَشْميتا
حتى أتتْ وكأنّ الَله قال لها / حُوطي المَمالِكَ تَمْكِيناً وتَشْبيتا
مِن كلّ أبْيَضَ مُهْتَزٍّ ذَوَائِبُهُ / يُمْسي ويُصْبِحُ فيه الموتُ مَسؤوتا
تَرى وُجوهَ المَنايا في جَوانبِها / يُخَلْنَ أوْجُهَ جِنّانٍ عَفاريتَا
بَرٌّ وبَحرٌ مُبِيدٌ لا تُحِسّ به / ضَبَّ العَرَارِ ولا ظَبْياً ولا حوتا
كأنّ أهلَ قُرى نَمْلٍ عَلَوْنَ قَرا / رَمْلٍ فغادَرْنَ آثاراً مَخافِيتا
وحَفّرَتْ فيه رُكْبانُ الرّدى فُقُراً / حَفْرَ ابنِ عادٍ لإيرادٍ هَرامِيتا
كأنّهُنّ إذا عُرّينَ في رَهَجٍ / يُعْرَيْنَ بالوِرْدِِ إرْعاداً وتَصْويتا
مُعَظّماتٌ عليها كَبْوَةٌ عَجَبٌ / تُكْبي المُحارِبَ أوْ تَثْنِيه مَكْبوتا
وأهلِ بيْتٍ من الأعرابِ ضِفْتُهُمُ / لا يَمْلِكُونَ سِوى أسيافِهمْ بِيتا
عنها الحديثُ إذا هُمْ حاوَلوا سَمَراً / والرّزْقُ منها إذا حَلّوا أماريتا
جِنٌّ إذا الليلُ ألقى سِتْرَهُ بَرَزُوا / وخَفّضُوا الصّوتَ كيما يرْفعوا الصّيتا
وفيهِمِ البِيضُ أدْمَتْها أساوِرُها / رَمْيَ الأساوِرِ إجْلاً حارَ مَبْغوتا
ليستْ كزَعْمِ جَريرٍ بل لها مَسَكٌ / يَرفَضّ عنه ذكيُّ المِسكِ مَفتوتا
ألْقَتْ جَرادَ نُضَارٍ في تَرائبِها / لم تَرْعَ إلاّ نَضِيرَ الحُسْنِ تَنْبيتا
يا دُرّةَ الخِدْر في لُجّ السرابِ أرى / مُقَلَّداً بعَقيقِ الدّمْعِ مَنْكوتا
فاض الجُمانُ لطَيرٍ مُثّلَتْ شَبَحاً / مُخَوَّلاتٍ من الأبصارِ ياقوتا
ألِفْتِ خُوصَ المَطايا إنّ مُنْكَرَةً / إلْفُ الغَزالِ مَقا لِيتاً مَقاليتا
نَكّسْتِ قُرْطَيْكِ تَعذيباً وما سَحَرا / أخِلْتِ قُرْطَيْكِ هاروتاً وماروتا
لو قُلتِ ما قالَه فِرْعَوْنُ مُفترِياً / لخِفتُ أن تُنْصَبي في الأرضِ طاغوتا
فلستِ أوّلَ إنْسانٍ أضَلَّ بهِ / إبليسُ مَنْ تَخِذَ الإنسانَ لاهوتا
أرْوَى النياقِ كأروَى النِّيقِ يَعصِمُها / ضَرْبٌ يَظَلّ به السِّرحانُ مَبْهوتا
وعَمْرُ هِنْدٍ كأنّ الَله صَوَّرَهُ / عَمرو بنَ هِنْدٍ يَسومُ الناسَ تَعْنيتا
يا عارِضاً راحَ تَحْدُوهُ بَوارِقُهُ / للكَرْخِ سُلّمتَ مِن غيْثٍ ونُجّيتا
لنا ببَغْدادَ مَن نَهوَى تحِيّتَه / فإنْ تَحَمّلْتَها عنّا فحُيّيتا
إجْمَعْ غَرائبَ أزْهارٍ تَمُرّ بها / مِن مُشْئِمٍ وعِراقيٍّ إذا جِيتا
إلى التّنوخيّ واسألْه أُخُوّتَه / فقَبْلَهُ بالكِرامِ الغُرّ أُوخِيتا
فذلكَ الشّيْخُ عِلْماً والفتى كَرَماً / تُلْفِيهِ أزْهَرَ بالنّعْتَينِ مَنْعوتا
يا ابنَ المُحَسَّن ما أُنْسِيتَ مَكْرُمَةً / فاذْكُرْ مَوَدّتَنا إن كنتَ أُنْسِيتا
لستَ الكَليمَ وفي دارٍ مُبارَكَةٍ / حَلَلْتَ والجانبَ الغَربيَّ نوديتا
بيْني وبينَكَ مِن قيسٍ وإخْوَتِها / فَوارسٌ تَذَرُ المِكْثارَ سِكّيتا
والرّومُ ساكِنةُ الأطرافِ جاعِلةٌ / سِهامَها لوَقودِ الحَربِ كِبْريتا
أثارَني عنكُمُ أمْران والِدَةٌ / لم ألْقَها وثَراءٌ عاد مَسْفوتا
أحْياهُما الُله عَصْرَ البيْنِ ثمّ قَضَى / قَبْلَ الإياب إلى الذُّخْرَين أنْ مُوتا
لولا رَجاءُ لِقائِيها لَمَا تَبِعَتْ / عَنْسي دَليلاً كَسِرّ الغِمدِ إصْلِيتا
ولا صَحِبْتُ ذئابَ الإنسِ طاويةً / تُراقِبُ الجَدْيَ في الخضراء مَسبوتا
سَقْياً لدِجْلَةَ والدّنْيا مُفَرِّقَةٌ / حتى يعُودَ اجتِماعُ النجْمِ تَشْتيتا
وبَعْدَها لا أُريدُ الشّرْبَ من نهَرٍ / كأنما أنا من أصحاب طالوتا
رحَلْتُ لم آتِ قِرْواشاً أُزاولُهُ / ولا المُهَذّبَ أبغي النّيْلَ تَقْويتا
والموْتُ أحسَنُ بالنفْسِ التي ألِفَتْ / عزَّ القَناعةِ منْ أنْ تَسألَ القوتا
بَتَّ الزمانُ حِبالي من حِبالِكُمُ / أعْزِزْ علَيَّ بكَوْنِ الوَصْلِ مَبْتوتا
ذَمَّ الوَليدُ ولم أذْمُمْ جِوارَكُمُ / فقال ما أنْصَفَتْ بَغدادُ حوشِيتا
فإنْ لَقِيتُ وَليداً والنّوى قَذَفٌ / يَوْمَ القِيامَةِ لم أُعْدِمْهُ تبْكِيتا
أعُدّ مِن صَلواتي حِفْظَ عَهدكمُ / إنّ الصّلاةَ كِتابٌ كانَ موْقوتا
أهدِ السّلامَ إلى عبدِ السلامِ فما / يَزالُ قَلْبي إليه الدّهْرَ مَلْفوتا
سألتُهُ قبلَ يومِ السّيرِ مَبْعَثَهُ / إليكَ ديوانَ تَيْمِ اللاّتِ ما لِيتا
هذا لِتَعْلَمَ أني ما نَهَضْتُ إلى / قَضَاء حَجٍّ فأغْفَلْتُ المَواقيتا
أحْسَنْتَ ما شِئْتَ في إيناسِ مُغْتربٍ / ولو بلَغْتُ المُنى أحسَنْتُ ما شِيتا