القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 14
إِنّا حَسَبنا حِساباً لَم يَصِحَّ لَنا
إِنّا حَسَبنا حِساباً لَم يَصِحَّ لَنا / قَد بانَ في كُلِّهِ التَفريطُ وَالغَلَتُ
وَكَثرَةُ المالِ شُغلٌ زادَ في نَصَبٍ / وَقِلَّةٌ مِنهُ مَعدولٌ بِها الفَلتُ
هَذي الحِبالَةُ قَد ضَمَّت جَماعَتَنا / فَهَل يَنوصُ فَتىً مِنّا فَيَنفَلِتُ
أَصبَحَت كَالقَوسِ حَنَّتها أَساوِرُها / وَكُنتَ كَالسَهمِ أَو كَالسَيفِ يَنصَلِتُ
إِذا أَتاني حِمامي ماحِياً شَبَحي
إِذا أَتاني حِمامي ماحِياً شَبَحي / وَما صَنَعتُ فَعَيشي كُلُّهُ عَنَتُ
لَعَلَّ قَوماً يُجازيهِم مَليكُهُمُ / إِذا لَقوهُ بِما صاموا وَما قَنَتوا
لا خَيرَ في المالِ أُعطاهُ وَأَجمَعُهُ
لا خَيرَ في المالِ أُعطاهُ وَأَجمَعُهُ / إِذا عَريتُ فَمِمّا حُزتُ عُرّيتُ
وَما اِنتِفاعي إِذا أَصبَحتُ ذا فِرَةٍ / وَإِنَّما أَنا رِسلُ الضَرعِ صُرّيتُ
وَصاغَني اللَهُ مِن ماءٍ وَها أَنا ذا / كَالماءِ أَجري بِقَدرٍ كَيفَ جُرّيتُ
بُريتُ لِلأَمرِ لَم أَعرِف حَقائِقَهُ / فَلَيتَني مِن حِسابِ اللَهِ بُرّيتُ
أَرى خَيالَ إِزارٍ حَمَّهُ قَدَرٌ / ظَهَرتُ مِنهُ قَليلاً ثُمَّ وُرّيتُ
ما لي رَضيتُ بِما أَنكَرتُهُ زَمَناً / وَخِلتُني بِصُروفِ الدَهرِ ضُرّيتُ
فَهَل دَرى اللَيثُ إِذا ضَمَّ الرَجاجَ لَهُ / فَمٌ وَقُدِّرَ لِلشَدقَينِ تَهريتُ
كَأَنَّنا في قِفارٍ ضَلَّ سالِكُها / نَهجَ الطَريقِ وَما في القَومِ خَرّيتُ
لَو يَنطُقُ اللَيلُ نادى كَم فَرى ظُلَمي / فَجرٌ وَأُدلِجتُ في حاجٍ وَأُسريتُ
وَأَعملَتني رِجالٌ في مَآرِبِها / كَأَنَّني جَملٌ لِلإِنسِ أُبريتُ
لا يَصبِرونَ فَقيرٌ تَحتَ فاقَتِه / إِنَّ السَباريتَ جابَتها السَباريتُ
ناسٌ إِذا نَسَكوا عُدّوا مَلائِكَةً / وَإِن طَغَوا فَهُمُ جِنٌّ عَفاريتُ
لا تَطرِيَنّي فَلي نَفسٌ مُجَرَّبَةٌ / تُسِرُّ وَجداً إِذا بِالمَينِ أُطريتُ
وَإِن مُدِحتُ بِخَيرٍ لَيسَ مِن شِيَمي / حَسِبتُني بِقَبيحِ الذَمِّ فُرّيتُ
أَكرِم ضَعيفَكَ وَالآفاقُ مُجدِبَةٌ
أَكرِم ضَعيفَكَ وَالآفاقُ مُجدِبَةٌ / وَلا تُهِنهُ وَلَو أَعطَيتَهُ القوتا
وَجانِبِ الناسَ تَأمَن سوءَ فِعلِهِمُ / وَأَن تَكونَ لَدى الجُلّاسِ مَمقوتا
لا بُدَّ مِن أَن يَذِمّوا كُلَّ مَن صَحَبوا / وَلَو أَراهُم حَصى المِعزاءِ ياقوتا
وَقَضِّ وَقتَكَ بِالتَقوى تَجَوَّزُهُ / حَتّى تُصادِفَ يَوماً فيهِ مَوقوتا
إِن شِئتَ تُرزَقَ الدُنيا وَنِعمَتَها
إِن شِئتَ تُرزَقَ الدُنيا وَنِعمَتَها / فَخَلِّ دُنياكَ تَظفَر بِالَّذي شيتا
أَنشَأتَ تَطلُبُ مِنها غَيرَ مُسعِفَةٍ / وَما لَها أَيُّها الإِنسانُ أُنشيتا
فَاِخشَ المَليكَ وَلا توجَد عَلى رَهَبٍ / إِن أَنتَ بِالجِنِّ في الظَلماءِ خُشيّتا
فَإِنَّما تِلكَ أَخبارٌ مُلَفَّقَةٌ / لِخُدعَةِ الغافِلِ الحَشويِّ حوشيتا
عيدانُ قَيناتِنا مِن تَحتِ أَرجُلِها
عيدانُ قَيناتِنا مِن تَحتِ أَرجُلِها / وَعودُ قينَتِكُم في حُجرِها باتا
وَما حَكَينَ النَصارى في لِباسِهِمُ / وَلا بَغَينَ كَأَهلِ السَبتِ إِسباتا
لَكِنَّهُنَّ حَنيفاتٌ بِمَزعَمِنا / ذَكَّرنَنا اللَهَ تَمجيداً وَإِخباتا
يُثبِتنَ رَبّاً قَديراً لا كِفاءَ لَهُ / وَما عَمَدنَ لِغَيرِ اللَهِ إِثباتا
لِلشامِتينَ رَزايا في شِماتِهِمُ
لِلشامِتينَ رَزايا في شِماتِهِمُ / فَكُن مُصاباً وَلا تُحسَب مِنَ الشُمُتِ
يَبدو سُرورُ أُناسٍ أَظهَروا حَزَناً / وَإِن تَسَتَّرَ خَلفَ الأَلسُنِ الصُمُتِ
أَميرُ قَومٍ أَصابَتهُ مَنِيَّتُهُ / فَضَلَّ مَن قالَ إِنَّ المَرءَ لَم يَمُتِ
خَلَصتُ مِن سَبَراتٍ في السَباريتِ
خَلَصتُ مِن سَبَراتٍ في السَباريتِ / وَرُبَّ يَومٍ كَريتٍ دونَ تَكريتِ
كَم بِالسَماوَةِ مِن صِلٍّ وَمِن أَسَدٍ / كِلاهُما خُصَّ في شِدقٍ بِتَهريبِ
ما زُرتُ دارَكَ حَتّى شَفَّني تَعَبي / وَخارَت العيسُ في آثارِ خِرّيتِ
وَالخَيرُ في الأَرضِ كَالأَترَجِّ مَنبِتُهُ / وَأُلزَمَ الشَرُّ تَدخيناً بِكِبريتِ
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في دَعَةٍ
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في دَعَةٍ / أَرضى القَليلَ وَلا أَهتَمُّ بِالقوتِ
وَشاهِدٌ خالِقي أَنَّ الصَلاةَ لَهُ / أَجَلُّ عِندِيَ مِن دُرّي وَياقوتي
وَلا أُعاشِرُ أَهلَ العَصرِ إِنَّهُمُ / إِن عوشِروا بَينَ مَحبوبٍ وَمَمقوتِ
يَسيرُ بي وَبِغَيري الوَقتُ مُبتَدِراً / إِلى مَحَلٍّ مِنَ الآجالِ مَوقوتِ
إِدفِن أَخا المُلكِ دَفنَ المَرءِ مُفتَقِراً
إِدفِن أَخا المُلكِ دَفنَ المَرءِ مُفتَقِراً / ما كانَ يَملُكُ مِن بَيتٍ وَلا بيتِ
إِنَّ التَوابيتَ أَجداثٌ مُكَرَّرَةٌ / فَجَنِّبِ القَومَ سَجناً في التَوابيتِ
وَاِردُد إِلى الأُمِّ شَبحاً طالَ مَعهَدُها / بِضَمِّهِ وَهِيَ لا تُرجى لِتَربيتِ
راعَتكَ دُنياكَ مِن ريعَ الفُؤادُ وَما
راعَتكَ دُنياكَ مِن ريعَ الفُؤادُ وَما / راعَتكَ في العَيشِ مِن حُسنِ المُراعاةِ
كَأَنَّما اليَومُ عَبدٌ طالِبٌ أَمَةً / مِن لَيلَةٍ قَد أَجَدّا في المُساعاةِ
وَأُمُّكَ السوءُ لَم تَحفَظكَ في سَبَبٍ / لا بَل أَضاعَتكَ أَصنافَ الإِضاعاتِ
تَبني المَنازِلَ أَعمارٌ مُهَدَّمَةٌ / مِنَ الزَمانِ بِأَنفاسٍ وَساعاتِ
إِن شِئتَ إِبليسَ أَن تَلقاهُ مُنصَلِتاً / بِالسَيفِ يَضرِبُ فَاِعمِد لِلجَماعاتِ
تَجِدهُمُ في أَقاويلٍ مُخالِفَةٍ / وَجهَ الصَوابِ وَأَسرارٍ مُذاعاتِ
يُباكِرونَ بِأَلبابٍ وَإِن خَلُصَت / مَعصِيَّةٍ وَبِأَهواءٍ مُطاعاتِ
قالوا وَقُلنا دَعاوٍ ما تُفيدُ لَنا / إِلّا الأَذى وَاِختِصاماً في المُداعاةِ
تَكَسَّبَ الناسُ بِالأَجسامِ فَاِمتَهَنوا / أَرواحَهُم بِالرَزايا في الصِناعاتِ
وَحاوَلوا الرِزقَ بِالأَفواهِ فَاِجتَهَدوا / في جَذبِ نَفعٍ بِنَظمٍ أَو سِجاعاتِ
مَرَّ الزَمانُ فَأَضحى في الثَرى جَسَدٌ
مَرَّ الزَمانُ فَأَضحى في الثَرى جَسَدٌ / فَهَل تَمَلّى رِجالٌ بِالمُلاواتِ
وَالروحُ أَرضِيَّةٌ في رَأيِ طائِفَةٍ / وَعِندَ قَومٍ تَرقّى في السَماواتِ
تَمضي عَلى هَيئَةِ الشَخصِ الَّذي سَكَنَت / فيهِ إِلى دارُ نُعمى أَو شَقاواتِ
وَكَونُها في طَريحِ الجِسمِ أَحوَجَها / إِلى مَلابِسَ عَنَّتها وَأَقواتِ
وَقُدرَةُ اللَهِ حَقٌّ لَيسَ يُعجِزُها / حَشرٌ لِخَلقٍ وَلا بَعثٌ لِأَمواتِ
فَاِعجَب لِعُلوِيَّةِ الأَجرامِ صامِتَةً / فيما يُقالُ ومِنها ذاتُ أَصواتِ
وَلا تُطيعَنَّ قَوماً ما دِيانَتَهُم / إِلّا اِحتِيالٌ عَلى أَخذِ الإِتاواتِ
وَإِنَّما حَمَّلَ التَوراةَ قارِئَها / كَسبُ الفَوائِدِ لا حُبُّ التِلاواتِ
إِنَّ الشَرائِعَ أَلقَت بَينَنا إَِحناً / وَأَودَعَتنا أَفانينَ العَداواتِ
وَهَل أُبيحَت نِساءُ القَومِ عَن عُرُضٍ / لِلعُربِ إِلّا بِأَحكامِ النُبُوّاتِ
الكَونُ في جُملَةِ العَوافي
الكَونُ في جُملَةِ العَوافي / لا الكَونُ في جُملَةِ العُفاةِ
لينُ الثَرى لِلجُسومِ خَيرٌ / مِن صُحبَةِ العالَمِ الجُفاةِ
قَد خَفَتِ القَومُ فَاِستَراحوا / آهِ مِنَ الصَمتِ وَالخُفاتِ
لَم يَبقَ لِلظاعِنينَ عَينٌ / تَبكي عَلى الأَعظُمِ الرُفاتِ
أَرى اِنكِفاتي إِلى المَنايا / أَغنى عَنِ الأُسرَةِ الكُفاةِ
أُثبِتُ لي خالِقاً حَكيماً / وَلَستُ مِن مَعشَرٍ نُفاةِ
خَبَطتُ في حِندِسٍ مُقيمٍ / وَأَعجَزَت عِلَّتي شُفاتي
فَمِن تُرابٍ إِلى تُرابٍ / وَمِن سُفاةٍ إِلى سُفاةِ
نَعوذُ بِاللَهِ مِن غَوانٍ / يَكِنُّ بِاللُبِّ مُعصَفاتِ
وَمِن صِفاتِ النِساءِ قِدماً / أَن لَسنَ في الوُدِّ مُنصِفاتِ
وَما يَبينُ الوَفاءُ إِلّا / في زَمَنِ الفَقدِ وَالوَفاةِ
كَم وَدَّعَ الناسُ مِن خَليلٍ / سارَ فَما هَمَّ بِاِلتِفاتِ
هاتِ الحَديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا
هاتِ الحَديثَ عن الزّوْراءِ أوْ هِيتا / ومَوْقِدِ النارِ لا تَكْرَى بتَكْريتا
ليستْ كنارِ عدِيٍّ نارُ عاديَةٍ / باتَتْ تَشُبّ على أيْدي مَصَالِيتا
وما لُبَيْنَى وإنْ عَزّتْ برَبّتِها / لكِنْ غَذَتْها رجالُ الهند تَرْبِيتا
أذْكَتْ سَرَنْدِيبُ أُولاها وآخِرَها / وعَوّذَتْها بَناتُ القَيْنِ تَشْميتا
حتى أتتْ وكأنّ الَله قال لها / حُوطي المَمالِكَ تَمْكِيناً وتَشْبيتا
مِن كلّ أبْيَضَ مُهْتَزٍّ ذَوَائِبُهُ / يُمْسي ويُصْبِحُ فيه الموتُ مَسؤوتا
تَرى وُجوهَ المَنايا في جَوانبِها / يُخَلْنَ أوْجُهَ جِنّانٍ عَفاريتَا
بَرٌّ وبَحرٌ مُبِيدٌ لا تُحِسّ به / ضَبَّ العَرَارِ ولا ظَبْياً ولا حوتا
كأنّ أهلَ قُرى نَمْلٍ عَلَوْنَ قَرا / رَمْلٍ فغادَرْنَ آثاراً مَخافِيتا
وحَفّرَتْ فيه رُكْبانُ الرّدى فُقُراً / حَفْرَ ابنِ عادٍ لإيرادٍ هَرامِيتا
كأنّهُنّ إذا عُرّينَ في رَهَجٍ / يُعْرَيْنَ بالوِرْدِِ إرْعاداً وتَصْويتا
مُعَظّماتٌ عليها كَبْوَةٌ عَجَبٌ / تُكْبي المُحارِبَ أوْ تَثْنِيه مَكْبوتا
وأهلِ بيْتٍ من الأعرابِ ضِفْتُهُمُ / لا يَمْلِكُونَ سِوى أسيافِهمْ بِيتا
عنها الحديثُ إذا هُمْ حاوَلوا سَمَراً / والرّزْقُ منها إذا حَلّوا أماريتا
جِنٌّ إذا الليلُ ألقى سِتْرَهُ بَرَزُوا / وخَفّضُوا الصّوتَ كيما يرْفعوا الصّيتا
وفيهِمِ البِيضُ أدْمَتْها أساوِرُها / رَمْيَ الأساوِرِ إجْلاً حارَ مَبْغوتا
ليستْ كزَعْمِ جَريرٍ بل لها مَسَكٌ / يَرفَضّ عنه ذكيُّ المِسكِ مَفتوتا
ألْقَتْ جَرادَ نُضَارٍ في تَرائبِها / لم تَرْعَ إلاّ نَضِيرَ الحُسْنِ تَنْبيتا
يا دُرّةَ الخِدْر في لُجّ السرابِ أرى / مُقَلَّداً بعَقيقِ الدّمْعِ مَنْكوتا
فاض الجُمانُ لطَيرٍ مُثّلَتْ شَبَحاً / مُخَوَّلاتٍ من الأبصارِ ياقوتا
ألِفْتِ خُوصَ المَطايا إنّ مُنْكَرَةً / إلْفُ الغَزالِ مَقا لِيتاً مَقاليتا
نَكّسْتِ قُرْطَيْكِ تَعذيباً وما سَحَرا / أخِلْتِ قُرْطَيْكِ هاروتاً وماروتا
لو قُلتِ ما قالَه فِرْعَوْنُ مُفترِياً / لخِفتُ أن تُنْصَبي في الأرضِ طاغوتا
فلستِ أوّلَ إنْسانٍ أضَلَّ بهِ / إبليسُ مَنْ تَخِذَ الإنسانَ لاهوتا
أرْوَى النياقِ كأروَى النِّيقِ يَعصِمُها / ضَرْبٌ يَظَلّ به السِّرحانُ مَبْهوتا
وعَمْرُ هِنْدٍ كأنّ الَله صَوَّرَهُ / عَمرو بنَ هِنْدٍ يَسومُ الناسَ تَعْنيتا
يا عارِضاً راحَ تَحْدُوهُ بَوارِقُهُ / للكَرْخِ سُلّمتَ مِن غيْثٍ ونُجّيتا
لنا ببَغْدادَ مَن نَهوَى تحِيّتَه / فإنْ تَحَمّلْتَها عنّا فحُيّيتا
إجْمَعْ غَرائبَ أزْهارٍ تَمُرّ بها / مِن مُشْئِمٍ وعِراقيٍّ إذا جِيتا
إلى التّنوخيّ واسألْه أُخُوّتَه / فقَبْلَهُ بالكِرامِ الغُرّ أُوخِيتا
فذلكَ الشّيْخُ عِلْماً والفتى كَرَماً / تُلْفِيهِ أزْهَرَ بالنّعْتَينِ مَنْعوتا
يا ابنَ المُحَسَّن ما أُنْسِيتَ مَكْرُمَةً / فاذْكُرْ مَوَدّتَنا إن كنتَ أُنْسِيتا
لستَ الكَليمَ وفي دارٍ مُبارَكَةٍ / حَلَلْتَ والجانبَ الغَربيَّ نوديتا
بيْني وبينَكَ مِن قيسٍ وإخْوَتِها / فَوارسٌ تَذَرُ المِكْثارَ سِكّيتا
والرّومُ ساكِنةُ الأطرافِ جاعِلةٌ / سِهامَها لوَقودِ الحَربِ كِبْريتا
أثارَني عنكُمُ أمْران والِدَةٌ / لم ألْقَها وثَراءٌ عاد مَسْفوتا
أحْياهُما الُله عَصْرَ البيْنِ ثمّ قَضَى / قَبْلَ الإياب إلى الذُّخْرَين أنْ مُوتا
لولا رَجاءُ لِقائِيها لَمَا تَبِعَتْ / عَنْسي دَليلاً كَسِرّ الغِمدِ إصْلِيتا
ولا صَحِبْتُ ذئابَ الإنسِ طاويةً / تُراقِبُ الجَدْيَ في الخضراء مَسبوتا
سَقْياً لدِجْلَةَ والدّنْيا مُفَرِّقَةٌ / حتى يعُودَ اجتِماعُ النجْمِ تَشْتيتا
وبَعْدَها لا أُريدُ الشّرْبَ من نهَرٍ / كأنما أنا من أصحاب طالوتا
رحَلْتُ لم آتِ قِرْواشاً أُزاولُهُ / ولا المُهَذّبَ أبغي النّيْلَ تَقْويتا
والموْتُ أحسَنُ بالنفْسِ التي ألِفَتْ / عزَّ القَناعةِ منْ أنْ تَسألَ القوتا
بَتَّ الزمانُ حِبالي من حِبالِكُمُ / أعْزِزْ علَيَّ بكَوْنِ الوَصْلِ مَبْتوتا
ذَمَّ الوَليدُ ولم أذْمُمْ جِوارَكُمُ / فقال ما أنْصَفَتْ بَغدادُ حوشِيتا
فإنْ لَقِيتُ وَليداً والنّوى قَذَفٌ / يَوْمَ القِيامَةِ لم أُعْدِمْهُ تبْكِيتا
أعُدّ مِن صَلواتي حِفْظَ عَهدكمُ / إنّ الصّلاةَ كِتابٌ كانَ موْقوتا
أهدِ السّلامَ إلى عبدِ السلامِ فما / يَزالُ قَلْبي إليه الدّهْرَ مَلْفوتا
سألتُهُ قبلَ يومِ السّيرِ مَبْعَثَهُ / إليكَ ديوانَ تَيْمِ اللاّتِ ما لِيتا
هذا لِتَعْلَمَ أني ما نَهَضْتُ إلى / قَضَاء حَجٍّ فأغْفَلْتُ المَواقيتا
أحْسَنْتَ ما شِئْتَ في إيناسِ مُغْتربٍ / ولو بلَغْتُ المُنى أحسَنْتُ ما شِيتا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025