المجموع : 4
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا / لَو عاشَ لي لَكَفاني الدَهرَ أَوقاتا
في كُلِّ وَقتٍ عَلى فَقديهِ أذكُرُهُ / وَرُبَّما نَسِيَ الأَحبابُ أَوقاتا
بِتُّ أَخا الحُزنِ فيكَ وَحدي
بِتُّ أَخا الحُزنِ فيكَ وَحدي / وَصُحبَتي في السُرورِ باتوا
تاهوا فَلَم يُسعدوا بِدَمع / أَينَ المُصافاةُ وَالمَتاتُ
تَنَكَّروني وَهُم ثِقاتي / وَرُبَّما خانَتِ الثِقاتُ
تَعَجَّبوا مِن خُشوعِ لَيثٍ / يَرهَبُهُ الجَمعُ وَالثباتُ
تَحتَ الثَرى كَوكَبٌ سَعيدُ / يَبكي عَلى فَقدِهِ المَواتُ
تنبتُ مِن أَدمُعي الرُبى بَل / تَحتَرِقُ الأَرضُ وَالنَباتُ
تَشَتَّتَ الشَملُ مِن جَميعي / وَكُلُّ جَمعٍ غَداً شَتاتُ
تَلِفتِ يا نَفسُ إِثرَ قَومٍ / راعَكِ مِن حَبلِهِم بَتاتُ
توبي إِلى اللَهِ لا تَزلّي / نَجاتُكِ التَوبُ وَالثَباتُ
تَدارَكي تَسلَمي وَتنجي / وَإِن تَني يُردِكِ الفَواتُ
تقتُ إِلى مَعشَرٍ كِرامٍ / عِشتُ لِهذا الأَسى وَماتوا
تَمامُ هذا الهِلالِ لَمّا / رَجَوتُهُ لَم يَزَل يُلاتُ
تَبَّت يَدي كَيفَ لَم أَمُت إِذ / عاقَ تَكليمُكَ الصُماتُ
تَرَكتَ يا اِبني أَباكَ مُضنىً / فَهَل إِلَيهِ لَكَ اِلتَفاتُ
تَنازَعَت فهرُ كَأس ثكلٍ / عَلَيكِ إِذ قُلت ها وَهاتوا
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ / فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا
يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ / عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ
لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ / لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ
مَا نِمْتُ إلّا لكي أَلْقَى خيالكُمُ / وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ
إِذَا اِعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ / لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ
ماذا على الرِّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها / إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ
أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي / بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ
كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً / ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا
ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ / ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ
أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ / ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ
أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ / تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ
وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً / وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ
هل من رسالةِ حِبٍّ أستعينُ بها / على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ
أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً / كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ
فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها / مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ
إِلّا تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ / فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ
أوْ لا يَكُنْ نهر عذبٌ يسيلُ بها / فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ
أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ / للّه فيها براهينٌ وآياتُ
لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ / إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ
ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها / فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ
هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا / وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ
ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً / فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ
ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرِّياضِ ضُحىً / إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ
هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً / وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ
وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي / وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ
ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ / أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ
إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ / حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ
وما أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ / مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي / أنِّي حَمْتِني أُسُودٌ حِمْيَرِيَّاتُ
مِن الضَّراغِمِ إِلّا أَنَّ غابَهُمُ / بِيضٌ حِداد وحُمْرٌ سَمْهَرِيَّاتُ
فمن يَكنْ فيه بينَ اِثنَينِ مُختلفٌ / فذا الّذي اِتّفقَت فيه البَرِيَّاتُ