القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحُصْري القَيرَواني الكل
المجموع : 4
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا / لَو عاشَ لي لَكَفاني الدَهرَ أَوقاتا
في كُلِّ وَقتٍ عَلى فَقديهِ أذكُرُهُ / وَرُبَّما نَسِيَ الأَحبابُ أَوقاتا
بِتُّ أَخا الحُزنِ فيكَ وَحدي
بِتُّ أَخا الحُزنِ فيكَ وَحدي / وَصُحبَتي في السُرورِ باتوا
تاهوا فَلَم يُسعدوا بِدَمع / أَينَ المُصافاةُ وَالمَتاتُ
تَنَكَّروني وَهُم ثِقاتي / وَرُبَّما خانَتِ الثِقاتُ
تَعَجَّبوا مِن خُشوعِ لَيثٍ / يَرهَبُهُ الجَمعُ وَالثباتُ
تَحتَ الثَرى كَوكَبٌ سَعيدُ / يَبكي عَلى فَقدِهِ المَواتُ
تنبتُ مِن أَدمُعي الرُبى بَل / تَحتَرِقُ الأَرضُ وَالنَباتُ
تَشَتَّتَ الشَملُ مِن جَميعي / وَكُلُّ جَمعٍ غَداً شَتاتُ
تَلِفتِ يا نَفسُ إِثرَ قَومٍ / راعَكِ مِن حَبلِهِم بَتاتُ
توبي إِلى اللَهِ لا تَزلّي / نَجاتُكِ التَوبُ وَالثَباتُ
تَدارَكي تَسلَمي وَتنجي / وَإِن تَني يُردِكِ الفَواتُ
تقتُ إِلى مَعشَرٍ كِرامٍ / عِشتُ لِهذا الأَسى وَماتوا
تَمامُ هذا الهِلالِ لَمّا / رَجَوتُهُ لَم يَزَل يُلاتُ
تَبَّت يَدي كَيفَ لَم أَمُت إِذ / عاقَ تَكليمُكَ الصُماتُ
تَرَكتَ يا اِبني أَباكَ مُضنىً / فَهَل إِلَيهِ لَكَ اِلتَفاتُ
تَنازَعَت فهرُ كَأس ثكلٍ / عَلَيكِ إِذ قُلت ها وَهاتوا
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ / فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا
يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ / عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ
لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ / لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ
مَا نِمْتُ إلّا لكي أَلْقَى خيالكُمُ / وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ
إِذَا اِعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ / لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ
ماذا على الرِّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها / إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ
أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي / بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ
كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً / ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا
ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ / ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ
أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ / ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ
أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ / تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ
وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً / وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ
هل من رسالةِ حِبٍّ أستعينُ بها / على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ
أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً / كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ
فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها / مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ
إِلّا تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ / فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ
أوْ لا يَكُنْ نهر عذبٌ يسيلُ بها / فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ
أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ / للّه فيها براهينٌ وآياتُ
لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ / إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ
ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها / فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ
هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا / وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ
ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً / فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ
ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرِّياضِ ضُحىً / إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ
هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً / وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ
وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي / وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ
ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ / أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ
إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ / حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ
وما أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ / مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي / أنِّي حَمْتِني أُسُودٌ حِمْيَرِيَّاتُ
مِن الضَّراغِمِ إِلّا أَنَّ غابَهُمُ / بِيضٌ حِداد وحُمْرٌ سَمْهَرِيَّاتُ
فمن يَكنْ فيه بينَ اِثنَينِ مُختلفٌ / فذا الّذي اِتّفقَت فيه البَرِيَّاتُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025