يا غافلينَ عن الأمرِ الذي خُلِقُوا
يا غافلينَ عن الأمرِ الذي خُلِقُوا / له أفيقُوا فللنُّوَّامِ هَبَّاتُ
مَاذَا السُّكونُ إلى دُنيا حَوادِثُها / لَها على الخلقِ غَدْواتٌ وعَدْوَاتُ
كيف البقاءُ بدارٍ للفناءِ بها / على الخلائِق كرَّاتٌ وغاراتُ
وأنتَ يا أيّها المغرورُ مالَك في الدْ / دُنيَا من الناسِ غيرَ البعدِ مَنْجَاةُ
يسرُّكَ البِشرُ منهم حينَ تُبْصِرُهم / ولو خَبَرْتَ لساءَتْكَ الطَّوِيَّاتُ
فاقطع حِبالكَ من كلِ الأنامِ فهمْ / في كلِ حالاتِ مَنْ دانَوْا حِبالاتُ
واحذَرْ من النّاسِ إنّي قد خَبَرْتُهُمُ / ولا يغرَنَّكَ خِبٌّ فيه إِخبَاتُ
لا تَرْجُهُم في مُلِمّاتِ الزّمانِ فما / تُلِمُّ إلاَّ مِنَ النَّاسِ المُلِمَّاتُ
وكلّهمْ وهُمُ الأحياءُ إن بُعِثُوا / على الحياءِ وفعلِ الخيرِ أمواتُ
وقد سمِعْنا بأنَّ الأرضَ كانَ بِهَا / ناسٌ كرامٌ ولكن قيلَ قد مَاتوا
ولستُ أدري صحيحاً ما تَضَمَّنَت ال / كُتْبُ القديمةُ أمْ فيهَا ضَمَانَاتُ
وأغلبُ الظَّنِ أنَّ القومَ قد جَمَعُوا / للبَاخلينَ حديثَ البُهْت أي هَاتُوا
لو كانَ ما جمَعُوا يَبْقَى لَهُمْ لَقَضَتْ / علَيهِمُ بالمُواساةِ المروءاتُ
فكيفَ وهْي عَوَارٍ تُسْتَرَدُّ وأَفْ / يَاءٌ تُنقِّلُها في النَّاسِ دَوْلاتُ