خذ عن طريق الندى فيعاً و قلحاتا
خذ عن طريق الندى فيعاً و قلحاتا / ما بات يشكو الظما من فيهما باتا
كم رقرق السحر من ظرف ومن أدب / وكم بنى الشعر للأخلاق أبياتا
في فتية تطعم الأوطان مهجتها / وتنبت الأدب الريان إنباتا
نسيت لون الليالي إذ نزلت بهم / لا نترك الكأس إلا والدجى فاتا
وليلة في بطرام أخذت بها / وقد جعلنا بزوغ الفجر ميقاتا
في مجلس مالكي لو منحت به / جنان عدن لقال القلب: هيهاتا
شاقت كواكبه في الأفق إخوتها / لو استطاعت من الأفلاك إفلاتا
ودمية عندما صافحت صانعها / أكبرته عبقري الفن نحاتا
رمى بها في عباب الحب لؤلؤة / وناطها في جبين الحسن مشكاتا
سوانح من صفاء لا تلوح لنا / في حالكات الشقا إلا أويقانا
نلقي على راحتيها أنفساً نهكت / فعل الغريق رأى في القرب مرساتا
لبنان يا جنة الأرواح ما فعلت / بك الليالي فعاد العرس مأساتا
قد كبروك لأمر صغروك به / قد فخموا الإسم لكن حفروا الذاتا
في كل طرفة عين أنظم جدد / من سوء حظك قد ظنوا ملهاتا
كأنما كنت لوحاً في مكاتبهم / تمضي الأكف به محواً وإثباتا
فتيان لبنان هبوا من رقادكم / سيان من نام عن حق ومن ماتا