القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 4
وَفِتيَةٍ كَمَصابيحِ الدُجى غُرَرٍ
وَفِتيَةٍ كَمَصابيحِ الدُجى غُرَرٍ / شُمِّ الأُنوفِ مِنَ الصيدِ المَصاليتِ
صالوا عَلى الدَهرِ بِاللَهوِ الَّذي وَصَلوا / فَلَيسَ حَبلُهُمُ مِنهُ بِمَبتوتِ
دارَ الزَمانُ بِأَفلاكِ السُعودِ لَهُم / وَعاجَ يَحنو عَلَيهِم عاطِفَ الليتِ
نادَمتُهُم قَرقَفَ الإِسفَنطِ صافِيَةً / مَشمولَةً سُبِيَت مِن خَمرِ تِكريتِ
مِنَ اللَواتي خَطَبناها عَلى عَجَلٍ / لَمّا عَجَجنا بِرَبّاتِ الحَوانيتِ
في فَيلَقٍ لِلدُجى كَاليَمِّ مُلتَطِمٍ / طامٍ يَحارُ بِهِ مِن هَولِهِ النوتي
إِذا بِكافِرَةٍ شَمطاءَ قَد بَرَزَت / في زَيِّ مُختَشِعٍ لِلَّهِ زِمّيتِ
قالَت مَنِ القَومُ قُلنا مَن عَرَفتِهُمُ / مِن كُلِّ سَمحٍ بِفَرطِ الجودِ مَنعوتِ
حَلّوا بِدارِكِ مُجتازينَ فَاِغتَنِمي / بَذلَ الكِرامِ وَقولي كَيفَما شيتِ
فَقَد ظَفِرتِ بِصَفوِ العَيشِ غانِمَةً / كَغُنمِ داوُدَ مِن أَسلابِ جالوتِ
فَاِحيَي بِريحِهِم في ظِلِّ مَكرُمَةٍ / حَتّى إِذا اِرتَحَلوا عَن دارِكُم موتي
قالَت فَعِندي الَّذي تَبغونَ فَاِنتَظِروا / عِندَ الصَباحِ فَقُلنا بَل بِها إيتي
هِيَ الصَباحُ تُحيلُ اللَيلَ صِفوَتُها / إِذا رَمَت بِشِرارٍ كَاليَواقيتِ
رَميَ المَلائِكَةِ الرُصّادِ إِذ رَجَمَت / في اللَيلِ بِالنَجمِ مُرّادَ العَفاريتِ
فَأَقبَلَت كَضِياءِ الشَمسِ نازِعَةً / في الكَأسِ مِن بَينِ دامي الخَصرِ مَنكوتِ
قُلنا لَها كَم لَها في الدَنِّ مُذ حُجِبَت / قالَت قَدِ اِتُّخِذَت مِن عَهدِ طالوتِ
كانَت مُخَبَّأَةً في الدَنِّ قَد عَنَسَت / في الأَرضِ مَدفونَةً في بَطنِ تابوتِ
فَقَد أُتيتُم بِها مِن كُنهِ مَعدِنِها / فَحاذِروا أَخذَها في الكَأسِ بِالقوتِ
تُهدي إِلى الشَربِ طيباً عِندَ نَكهَتِها / كَنَفحِ مِسكٍ فَتيقِ الفارِ مَفتوتِ
كَأَنَّها بِزُلالِ المُزنِ إِذ مُزِجَت / شِباكُ دُرٍّ عَلى ديباجِ ياقوتِ
يُديرُها قَمَرٌ في طَرفِهِ حَوَرٌ / كَأَنَّما اِشتُقَّ مِنهُ سِحرُ هاروتِ
وَعِندَنا ضارِبٌ يَشدو فَيُطرِبُنا / يا دارَ هِندٍ بِذاتِ الجِزعِ حُيِّيتِ
إِلَيهِ أَلحاظُنا تُثنى أَعِنَّتُها / فَلَو تَرانا إِلَيهِ كَالمَباهيتِ
مِن أَهلِ هيتٍ سَخِيِّ الجَرمِ ذي أَدَبٍ / لَهُ أَقولُ مِزاحاً هاتِ يا هيتي
فَيَنبَري بِفَصيحِ اللَحنِ عَن نَغَمٍ / مُثَقَّفاتٍ فَصيحاتٍ بِتَثبيتِ
حَتّى إِذا فَلَكُ الأَوتارِ دارَ بِنا / مَعَ الطُبولِ ظَلَلنا كَالسَبابيتِ
فُزنا بِها في حَديقاتٍ مُلَفَّفَةٍ / بِالزَندِ وَالطَلحِ وَالرُمّانِ وَالتوتِ
تُلهيكَ أَطيارُها عَن كُلِّ مُلهِيَةٍ / إِذا تَرَنَّمَ في تَرجيعِ تَصويتِ
لَم يَنثَني اللَهوُ عَن غِشيانِ مَورِدِها / وَلَم أَكُن عَن دَواعيها بِصَمّيتِ
حَتّى إِذا الشَيبُ فاجاني بِطَلعَتِهِ / أَقبِح بِطَلعَةِ شَيبٍ غَيرِ مَبخوتِ
عِندَ الغَواني إِذا أَبصَرنَ طَلعَتَهُ / آذَنَ بِالصَرمِ مِن وِدٍّ وَتَشتيتِ
فَقَد نَدِمتُ عَلى ما كانَ مِن خَطَلٍ / وَمِن إِضاعَةِ مَكتوبِ المَواقيتِ
أَدعوكَ سُبحانَكَ اللَهُمَّ فَاِعفُ كَما / عَفَوتَ يا ذا العُلى عَن صاحِبِ الحوتِ
سُقياً لِلُبنى وَلا سُقيا لِعاناتِ
سُقياً لِلُبنى وَلا سُقيا لِعاناتِ / سُقيا لِقَطرَبُّلٍ ذاتِ اللَذاذاتِ
وَإِنَّ فيها بَناتِ الكَرمِ ما تَرَكَت / مِنها اللَيالي سِوى تِلكَ الحُشاشاتِ
كَأَنَّها دَمعَةٌ في عَينِ غانِيَةٍ / مَرهاءَ رَقرَقَها ذِكرُ المُصيباتِ
تَنزو إِذا مَسَّها قَرعُ المِزاجِ كَما / تَنزو الجَنادِبُ أَوقاتَ الظَهيراتِ
وَتَكتَسي لُؤلُؤاتٍ مِن تَعَطُّفِها / عِندَ المِزاجِ شَبيهاتٍ بِواواتِ
لا أَستَزيدُ حَبيبي مِن مُواتاتي
لا أَستَزيدُ حَبيبي مِن مُواتاتي / وَإِن عَنُفتُ عَلَيهِ في الشِكاياتِ
هُوَ المُواصِلُ لي لَكِن يُنَغِّصُني / بِطولِ فَترَةِ ما بَينَ الزِياراتِ
قالوا ظَفِرتَ بِمَن تَهوى فَقُلتُ لَهُم / الآنَ أَكثَرُ ما كانَت صَباباتي
لا عُذرَ لِلصَبِّ أَن تَهوى جَوانِحُهُ / وَقَد تَطَعَّمَ فوهُ بِالمُواتاةِ
وَداهِريٍّ سَما في فَرعِ مَكرُمَةٍ / مِن مَعشَرٍ خُلِقوا في الجودِ غاياتِ
نادَيتُهُ بَعدَما مالَ النُجومُ وَقَد / صاحَ الدَجاجُ بِبُشرى الصُبحِ مَرّاتِ
فَقُلتُ وَاللَيلُ يَجلوهُ الصَباحُ كَما / يَجلو التَبَسُّمُ عَن غُرِّ الثَنِيّاتِ
يا أَحمَدَ المُرتَجى في كُلِّ نائِبَةٍ / قُم سَيِّدي نَعصِ جَبّارَ السَمَواتِ
وَهاكَها قَهوَةً صَهباءَ صافِيَةً / مَنسوبَةً لِقُرى هيتٍ وَعاناتِ
أَلُزُّهُ بِحُمَيّاها وَأَزجُرُهُ / بِاللينِ طَوراً وَبِالتَشديدِ تاراتِ
حَتّى تَغَنّى وَما تَمَّ الثَلاثُ لَهُ / حُلوُ الشَمائِلِ مَحمودَ السَجِيّاتِ
يا لَيتَ حَظِّيَ مِن مالي وَمِن وَلَدي / أَنّي أُجالِسُ لُبنى بِالعَشِيّاتِ
ما لي عَلى الحُبِّ مِن ثَباتِ
ما لي عَلى الحُبِّ مِن ثَباتِ / إِن كانَ مَولايَ لا يُواتي
كَيفَ مُواتاتُ مَن عَلَيهِ / أَهوَنُ مِن ذَرَّةٍ حَياتي
إِن قُلتُ كُذِّبتُ أَو شَكَوتُ / هانَت عَلى نَفسِهِ شَكاتي
يا عَبدَ أَصبَحتُ فَاِعلَميني / غَيرَ حَريصٍ عَلى وَفاتي
إِن قُلتِ مُت مِتُّ في مَكاني / أَو قُلتِ عِش عِشتُ مِن مَماتي
عاقَبتِني ظالِماً بِذَنبٍ / فَسُرَّ مَن سُرَّ مِن عُداتي
إِنّي عَلى ما اِرتَكَبتِ مِنّي / أَدعو لَكِ اللَهَ في صَلاتي
وَيلي عَلى شادِنٍ سَباني / أَحسَنُ مِن جُؤذَرِ الفَلاةِ
نِصفَينِ نِصفٌ نَقاً وَنِصفٌ / أَحلى اِستِواءً مِنَ القَناةِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025