المجموع : 6
يا مَن يَرى أنَّ مَجدي غاله وَهنٌ
يا مَن يَرى أنَّ مَجدي غاله وَهنٌ / وَأن هذي الليالي بالنُهى فعلت
كَذِّب ظنونَك وَابصر بِالنُهى لترى / تَراني الشَمسَ في أُفق السَما طلعت
وَالشَمس تُبصَرُ في خَفضٍ وَمرتَفعٍ / وَالشَمسُ ما انخفضت يَوماً وَلا ارتفعت
المَجد يَعرفُ مَن يَسمو بخدمتهِ
المَجد يَعرفُ مَن يَسمو بخدمتهِ / وَالحُكم يعلم من يَسمو بحكمتهِ
وَصالح الأَمر يَدعو من يَقوم لَهُ / بِالقسط فيهِ فَلم يُهمِل وَلم يته
وَالعَدل للفضل مُشتاق فإن بعدت / لقياه عَنه سَعى في نَيلِ وُصلته
وَللحقوق يَدٌ يا طالما بُسطت / تَرجو معزّاً لَكي تَحظى بمنعته
حَتّى استجيب لَها وَالدَهر ساعدها / وَحاد في مكرهٍ عن سُوء نيته
وَأَنجز السعد وَالتَوفيق عزّزها / بذي كَمال وَحيد في سجيته
وَأَصبَحت بجزيل الشكر قائلة / قَدري جليل وَلي علم بقدرته
هذا الهمام الَّذي الأَيام تحمده / وَالعلم وَالحلم فيهِ بَعض شهرته
بحار أَقلامه سكرى بِما سُقيت / مِن المَحابر أَو مَعنى رويته
وَيَعجب الدست مِن هَذا الوَقار كَما / يفاخر الحَزم في مَعنى عَزيمته
حَسبُ النظارةِ هذا الشَهم ناظرها / لا شَك في أَنَّها سادَت بنظرته
فَاليَوم قَد بشرت بِالمَجد إِذ حظيت / بِأَمره وَاغتدت تَزهو بإمرته
فَإِنَّها بِالصَفا قالت مؤرّخة / قَدري سَما بِسَنا قَدري وَهمته
رَوض الهَنا اليَوم قَد حيّتك زهرتُهُ
رَوض الهَنا اليَوم قَد حيّتك زهرتُهُ / وَالسَعد أَقبل فيما شئتَ نضرتُهُ
وَأَشرق الكَوكب الوَضاح في شَرَفٍ / البَدر يَزهو بهِ وَالشَمس غرّتهُ
وَالأنس أَسفر عَن وَجه السُرور وَفي / مَغنى الحبور تَجليه وَجلوته
إِذ أَنعم اللَه بِالنُعمى لشاكره / وسرّه الدَهر لا زالت مسرّته
وَأَقبل اليمن وَالإِقبال يُنشدُه / هَذا زَمان الصَفا وَافتك صَفوته
فَيا نَديميَ هَذا الدَهر جاد لنا / وَذي لياليه زانتها أَهلّته
وَالعين في قرةٍ وَالصَدر مُنشرحٌ / وَالكُل في فَرح وافته مَنيته
فقم لنغنم حسو الأنس إِذ جليت / أَكوابه وَصفت فيها أَشعته
فَهَذِهِ النَفس تَزهو راقَها طَرَبٌ / وَالقَلب نَحو الهَنا تَدعوه صَبوته
وَشاكر قَد حَباه اللَه شبلَ علا / ميلاده لا تَزال الدَهر بهجته
فَيا أَخا الجاش حَيث الجاش في وَجل / وَذا اليراع مَتّى تَدعوه حكمته
وَيا فَتى الجدّ وَالجاري عَلى سننٍ / من الفتوّة لا تَنبو رويته
إِني أَهنيك بِالمَولود في شَرف / السَعد إقباله وَالعز شيعته
شبل العرين سَيبدو بعد لَيث وَغَى / هِلال مَجد سَترقى السَبع عزته
فَدُم بِهِ واقتبل مِن يُمن طالعه / بُشرى السُرور الَّذي تَلقاك زَهوته
هَذا الهَنا بِالَّذي تَهواه أَرّخه / محمد شارف الأَكوان طَلعته
هذا مقامُ النعيمِ السرمديِّ غدا
هذا مقامُ النعيمِ السرمديِّ غدا / في الأَرض تحسدُ علياه السمواتُ
قد حلَّه سيدُ السادات من سلفت / بجده في كتاب اللَه آيات
ساداتنا الغرّ في هذي الحَياة وَمِن / بعد المَمات فهم بالله سادات
هذا الهمام أَبو الإقبال سيدنا / بهِ تعالت عَلى الأَحياء أَموات
فقل لزوّاره في بابه اغتنموا / فثم فضلُ الوَفا وَالفَضلُ عادات
لا يحجب القبر من علياه واضحةٌ / إِذ لَيسَ يحجب بادى النور مشكاة
وقل بحسن خلوص إِذ تؤرخه / قد أَسعدت بابي الإقبال جَنات
للهم وَقتٌ وَللأفراح أَوقاتُ
للهم وَقتٌ وَللأفراح أَوقاتُ / فليُضرَمِ القَلبُ أَو فلتَجْرِ عبراتُ
فكيف صبرٌ وَهَل للبين مصطبرٌ / وَكَيفَ نَومٌ وَبين الصدر جَمرات
شُلَّت يد البين ماذا تبتغي أَبداً / أَما كَفى من قديم الدَهر لَوعات
أَبكي عَلى فقدها بَين الوَرى وَلهاً / ما دامَت الأَرض تَعلوها السَموات
حَتّى النَسيم عَليل في الجِنان سَرى / وَالطلُّ أَدمعه وَالزهرُ وَجنات
وَلو نظمت الثريا في الرثاء لَها / أَفنى وَقَد بقيت في النَفس حاجات
ما للنوى وَفؤادي كَم يعرّضه / نحو الجَوى وَلَكَم تَرميهِ آفات
زَففتها نحوَ جَنات النَعيم وَهَل / يُهدَى فَديتك للجنات جَنات
ما كُنت أَحسب ما لاقيت من زَمني / أَن يستطيع لَهُ الصَبرَ الجَمادات
وَالمَرء في قَبضة الأَيام غاديةٌ / تَهوي بحالاته في الدَهر حالات
كُل النَوى هَينٌ يَقوى لصدمته / ما دام للقرب بعد البعد ميقات
أَرجو البقا راثياً حتّى إِذا ذكرت / نَفسي اللقا علقت بالموت شهوات
حسب الفَتى عيشة يَهوى الحِمام بها / وَويح حبي يَبكيهِ الأُلى ماتوا
قف موقف الذل ما بين القُبور وَقُل / يا منزل القفر قَد وافتك سادات
فَربما عاش أَقوام رَثوا سَلفاً / وَلَو درت رَثت الأَحياء أَموات
وَإنما المَوت خطب ينجلي وَتَرى / ما قدّمته يد تَدعوها غايات
وَفاقد الخل في الدُنيا وَإِن عظمت / في عَينه فَلها في القَلب صدعات
يا نَفسُ هذا سَبيلٌ سَوف نَسلكه / وَذاكَ دنٌّ ستُملَى منهُ كاسات
إِذا علمنا فلا نَأسى عَلى أَحدٍ / فَالدَهر ميداننا وَالعُمر كرّات
وَاللَه يَبقى وَيَفنى الخَلقُ كُلُّهم / فاصبر أَو اجزع فَقد يَمحوك إثبات
في حالة البُعد روحي كُنت أَرسلُها
في حالة البُعد روحي كُنت أَرسلُها / مع النسيم وقد كانَت على ثقةِ
وطالما وفدت والشَوقُ يقدمها / تقبّل الأَرضَ عني وهي نائبتي
وهذه دَولة الأَشباحِ قد حضرت / إِلى رحابِك تشكو جلَّ نائيتي
وقد أَتى بيَ حُسنُ الظَنِّ يا أَملي / فامدُد يمينَك كي تحظى بها شفتي