المجموع : 13
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ / في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجَدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في / مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً / بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما / صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً / لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً / عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ / إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً / ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ / ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ / لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ / نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ / وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ
يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت / مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ
أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ / وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُم لَو رَجَوا أَن تُفتَدى جَعَلوا / فِداءَها كُلَّ أُمٍّ مِنهُمُ وَأَبِ
وَبَرزَةِ الوَجهِ قَد أَعيَت رِياضَتُها / كِسرى وَصَدَّت صُدوداً عَن أَبي كَرِبِ
بِكرٌ فَما اِفتَرَعتَها كَفُّ حادِثَةٍ / وَلا تَرَقَّت إِلَيها هِمَّةُ النُوَبِ
مِن عَهدِ إِسكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد / شابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ
حَتّى إِذا مَخَّضَ اللَهُ السِنينَ لَها / مَخضَ البَخيلَةِ كانَت زُبدَةَ الحِقَبِ
أَتَتهُمُ الكُربَةُ السَوداءُ سادِرَةً / مِنها وَكانَ اِسمُها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
جَرى لَها الفَألُ بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ / إِذ غودِرَت وَحشَةَ الساحاتِ وَالرُحَبِ
لَمّا رَأَت أُختَها بِالأَمسِ قَد خَرِبَت / كانَ الخَرابُ لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ
كَم بَينَ حيطانِها مِن فارِسٍ بَطَلٍ / قاني الذَوائِبِ مِن آني دَمٍ سَرَبِ
بِسُنَّةِ السَيفِ وَالخَطِيِّ مِن دَمِهِ / لا سُنَّةِ الدينِ وَالإِسلامِ مُختَضِبِ
لَقَد تَرَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِها / لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ
غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحىً / يَشُلُّهُ وَسطَها صُبحٌ مِنَ اللَهَبِ
حَتّى كَأَنَّ جَلابيبَ الدُجى رَغِبَت / عَن لَونِها وَكَأَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ
ضَوءٌ مِنَ النارِ وَالظَلماءِ عاكِفَةٌ / وَظُلمَةٌ مِن دُخانٍ في ضُحىً شَحِبِ
فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت / وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ
تَصَرَّحَ الدَهرُ تَصريحَ الغَمامِ لَها / عَن يَومِ هَيجاءَ مِنها طاهِرٍ جُنُبِ
لَم تَطلُعِ الشَمسُ فيهِ يَومَ ذاكَ عَلى / بانٍ بِأَهلٍ وَلَم تَغرُب عَلى عَزَبِ
ما رَبعُ مَيَّةَ مَعموراً يُطيفُ بِهِ / غَيلانُ أَبهى رُبىً مِن رَبعِها الخَرِبِ
وَلا الخُدودُ وَقَد أُدمينَ مِن خَجَلٍ / أَشهى إِلى ناظِري مِن خَدِّها التَرِبِ
سَماجَةً غَنِيَت مِنّا العُيونُ بِها / عَن كُلِّ حُسنٍ بَدا أَو مَنظَرٍ عَجَبِ
وَحُسنُ مُنقَلَبٍ تَبقى عَواقِبُهُ / جاءَت بَشاشَتُهُ مِن سوءِ مُنقَلَبِ
لَو يَعلَمُ الكُفرُ كَم مِن أَعصُرٍ كَمَنَت / لَهُ العَواقِبُ بَينَ السُمرِ وَالقُضُبِ
تَدبيرُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ / لِلَّهِ مُرتَقِبٍ في اللَهِ مُرتَغِبِ
وَمُطعَمِ النَصرِ لَم تَكهَم أَسِنَّتُهُ / يَوماً وَلا حُجِبَت عَن رَوحِ مُحتَجِبِ
لَم يَغزُ قَوماً وَلَم يَنهَض إِلى بَلَدٍ / إِلّا تَقَدَّمَهُ جَيشٌ مِنَ الرَعَبِ
لَو لَم يَقُد جَحفَلاً يَومَ الوَغى لَغَدا / مِن نَفسِهِ وَحدَها في جَحفَلٍ لَجِبِ
رَمى بِكَ اللَهُ بُرجَيها فَهَدَّمَها / وَلَو رَمى بِكَ غَيرُ اللَهِ لَم يُصِبِ
مِن بَعدِ ما أَشَّبوها واثِقينَ بِها / وَاللَهُ مِفتاحُ بابِ المَعقِلِ الأَشِبِ
وَقالَ ذو أَمرِهِم لا مَرتَعٌ صَدَدٌ / لِلسارِحينَ وَلَيسَ الوِردُ مِن كَثَبِ
أَمانِياً سَلَبَتهُم نُجحَ هاجِسِها / ظُبى السُيوفِ وَأَطرافُ القَنا السُلُبِ
إِنَّ الحِمامَينِ مِن بيضٍ وَمِن سُمُرٍ / دَلوا الحَياتَينِ مِن ماءٍ وَمِن عُشُبِ
لَبَّيتَ صَوتاً زِبَطرِيّاً هَرَقتَ لَهُ / كَأسَ الكَرى وَرُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عَداكَ حَرُّ الثُغورِ المُستَضامَةِ عَن / بَردِ الثُغورِ وَعَن سَلسالِها الحَصِبِ
أَجَبتَهُ مُعلِناً بِالسَيفِ مُنصَلِتاً / وَلَو أَجَبتَ بِغَيرِ السَيفِ لَم تُجِبِ
حَتّى تَرَكتَ عَمودَ الشِركِ مُنعَفِراً / وَلَم تُعَرِّج عَلى الأَوتادِ وَالطُنُبِ
لَمّا رَأى الحَربَ رَأيَ العَينِ توفِلِسٌ / وَالحَربُ مُشتَقَّةُ المَعنى مِنَ الحَرَبِ
غَدا يُصَرِّفُ بِالأَموالِ جِريَتَها / فَعَزَّهُ البَحرُ ذو التَيّارِ وَالحَدَبِ
هَيهاتَ زُعزِعَتِ الأَرضُ الوَقورُ بِهِ / عَن غَزوِ مُحتَسِبٍ لا غَزوِ مُكتَسِبِ
لَم يُنفِقِ الذَهَبَ المُربي بِكَثرَتِهِ / عَلى الحَصى وَبِهِ فَقرٌ إِلى الذَهَبِ
إِنَّ الأُسودَ أُسودَ الغيلِ هِمَّتُها / يَومَ الكَريهَةِ في المَسلوبِ لا السَلَبِ
وَلّى وَقَد أَلجَمَ الخَطِّيُّ مَنطِقَهُ / بِسَكتَةٍ تَحتَها الأَحشاءُ في صَخَبِ
أَحذى قَرابينُهُ صَرفَ الرَدى وَمَضى / يَحتَثُّ أَنجى مَطاياهُ مِنَ الهَرَبِ
مُوَكِّلاً بِيَفاعِ الأَرضِ يُشرِفُهُ / مِن خِفَّةِ الخَوفِ لا مِن خِفَّةِ الطَرَبِ
إِن يَعدُ مِن حَرِّها عَدوَ الظَليمِ فَقَد / أَوسَعتَ جاحِمَها مِن كَثرَةِ الحَطَبِ
تِسعونَ أَلفاً كَآسادِ الشَرى نَضِجَت / جُلودُهُم قَبلَ نُضجِ التينِ وَالعِنَبِ
يا رُبَّ حَوباءَ حينَ اِجتُثَّ دابِرُهُم / طابَت وَلَو ضُمِّخَت بِالمِسكِ لَم تَطِبِ
وَمُغضَبٍ رَجَعَت بيضُ السُيوفِ بِهِ / حَيَّ الرِضا مِن رَداهُم مَيِّتَ الغَضَبِ
وَالحَربُ قائِمَةٌ في مَأزِقٍ لَجِجٍ / تَجثو القِيامُ بِهِ صُغراً عَلى الرُكَبِ
كَم نيلَ تَحتَ سَناها مِن سَنا قَمَرٍ / وَتَحتَ عارِضِها مِن عارِضٍ شَنِبِ
كَم كانَ في قَطعِ أَسبابِ الرِقابِ بِها / إِلى المُخَدَّرَةِ العَذراءِ مِن سَبَبِ
كَم أَحرَزَت قُضُبُ الهِندِيِّ مُصلَتَةً / تَهتَزُّ مِن قُضُبٍ تَهتَزُّ في كُثُبِ
بيضٌ إِذا اِنتُضِيَت مِن حُجبِها رَجَعَت / أَحَقَّ بِالبيضِ أَتراباً مِنَ الحُجُبِ
خَليفَةَ اللَهِ جازى اللَهُ سَعيَكَ عَن / جُرثومَةِ الدِينِ وَالإِسلامِ وَالحَسَبِ
بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها / تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ
إِن كانَ بَينَ صُروفِ الدَهرِ مِن رَحِمٍ / مَوصولَةٍ أَو ذِمامٍ غَيرِ مُنقَضِبِ
فَبَينَ أَيّامِكَ اللاتي نُصِرتَ بِها / وَبَينَ أَيّامِ بَدرٍ أَقرَبُ النَسَبِ
أَبقَت بَني الأَصفَرِ المِمراضِ كَاِسمِهِمُ / صُفرَ الوُجوهِ وَجَلَّت أَوجُهَ العَرَبِ
أَبدَت أَسىً أَن رَأَتني مُخلِسَ القُصَبِ
أَبدَت أَسىً أَن رَأَتني مُخلِسَ القُصَبِ / وَآلَ ما كانَ مِن عُجبٍ إِلى عَجَبِ
سِتٌّ وَعِشرونَ تَدعوني فَأَتبَعُها / إِلى المَشيبِ وَلَم تَظلِم وَلَم تَحُبِ
يَومي مِنَ الدَهرِ مِثلُ الدَهرِ مُشتَهِرٌ / عَزماً وَحَزماً وَساعي مِنهُ كَالحِقَبِ
فَأَصغِري أَنَّ شَيباً لاحَ بي حَدَثاً / وَأَكبِري أَنَّني في المَهدِ لَم أَشِبِ
وَلا يُؤَرِّقكِ أَيماضُ القَتيرِ بِهِ / فَإِنَّ ذاكَ اِبتِسامُ الرَأيِ وَالأَدَبِ
رَأَت تَشَنُّنَهُ فَاِهتاجَ هائِجُها / وَقالَ لاعِجُها لِلعَبرَةِ اِنسَكِبي
لا تُنكِري مِنهُ تَخديداً تَجَلَّلَهُ / فَالسَيفُ لا يُزدَرى إِن كانَ ذا شُطَبِ
لا يَطرُدُ الهَمَّ إِلّا الهَمُّ مِن رَجُلٍ / مُقَلقِلٍ لِبَناتِ القَفرَةِ النُعُبِ
ماضٍ إِذا الكُرَبُ اِلتَفَّت رَأَيتَ لَهُ / بِوَخدِهِنَّ اِستِطالاتٍ عَلى النُوَبِ
سَتُصِبحُ العيسُ بي وَاللَيلُ عِندَ فَتىً / كَثيرِ ذِكرِ الرِضا في ساعَةِ الغَضَبِ
صَدَفتُ عَنهُ فَلَم تَصدِف مَوَدَّتُهُ / عَنّي وَعاوَدَهُ ظَنّي فَلَم يَخِبِ
كَالغَيثِ إِن جِئتَهُ وافاكَ رَيِّقُهُ / وَإِن تَحَمَّلتَ عَنهُ كانَ في الطَلَبِ
خَلائِقَ الحَسَنِ اِستَوفي البَقاءَ فَقَد / أَصبَحتِ قُرَّةَ عَينِ المَجدِ وَالحَسَبِ
كَأَنَّما هُوَ مِن أَخلاقِهِ أَبَداً / وَإِن ثَوى وَحدَهُ في جَحفَلٍ لَجِبِ
صيغَت لَهُ شَيمَةٌ غَرّاءُ مِن ذَهَبٍ / لَكِنَّها أَهلَكُ الأَشياءِ لِلذَهَبِ
لَمّا رَأى أَدَباً في غَيرِ ذي كَرَمٍ / قَد ضاعَ أَو كَرَماً في غَيرِ ذي أَدَبِ
سَما إِلى السورَةِ العَلياءِ فَاِجتَمَعا / في فِعلِهِ كَاِجتِماعِ النَورِ وَالعُشُبِ
بَلَوتُ مِنكَ وَأَيّامي مُذَمَّمَةٌ / مَوَدَّةً وُجِدَت أَحلى مِنَ النَشَبِ
مِن غَيرِ ما سَبَبٍ ماضٍ كَفى سَبَباً / لِلحُرِّ أَن يَعتَفي حُرّاً بِلا سَبَبِ
قُل لِلأَميرِ الَّذي قَد نالَ ما طَلَبا
قُل لِلأَميرِ الَّذي قَد نالَ ما طَلَبا / وَرَدَّ مِن سالِفِ المَعروفِ ما ذَهَبا
مَن نالَ مِن سُؤدُدٍ زاكٍ وَمِن حَسَبٍ / ما حَسبُ واصِفِهِ مِن وَصفِهِ حَسَبا
إِذا المَكارِمُ عُقَّت وَاِستُخِفَّ بِها / أَضحى النَدى وَالسَدى أُمّاً لَهُ وَأَبا
تَرضى السُيوفُ بِهِ في الرَوعِ مُنتَصِراً / وَيَغضَبُ الدينَ وَالدُنيا إِذا غَضِبا
في مُصعَبِيّينَ ما لاقَوا مُريدَ رَدىً / لِلمُلكِ إِلّا أَصاروا خَدَّهُ تَرِبا
كَأَنَّهُم وَقَلَنسى البيضِ فَوقَهُمُ / يَومَ الهِياجِ بُدورٌ قُلنِسَت شُهُبا
فِداءُ نَعلِكَ مُعطىً حَظَّ مُكرُمَةٍ / أَصغى إِلى المَطلِ حَتّى باعَ ما وَهَبا
إِنّي وَإِن كانَ قَومٌ ما لَهُم سَبَبٌ / إِلّا قَضاءٌ كَفاهُم دونِيَ السَبَبا
وَكُنتُ أَعلَمُ عِلماً لا كِفاءَ لَهُ / أَن لَيسَ كُلُّ قِطارٍ يُنبِتُ العُشُبا
وَرُبَّما عَدَلَت كَفُّ الكَريمِ عَنِ ال / قَومِ الحُضورِ وَنالَت مَعشَراً غَيَبا
لَمُضمِرٌ غُلَّةً تَخبو فَيُضرِمُها / أَنّي سَبَقتُ وَيُعطى غَيرِيَ القَصَبا
وَنادِبٌ رِفعَةً قَد كُنتُ آمُلُها / لَدَيكَ لا فِضَّةً أَبكي وَلا ذَهَبا
أَدعوكَ دَعوَةَ مَظلومٍ وَسيلَتُهُ / إِن لَم تَكُن بي رَحيماً فَاِرحَمِ الأَدَبا
اِحفَظ وَسائِلَ شِعرٍ فيكَ ما ذَهَبَت / خَواطِفُ البَرقِ إِلّا دونَ ما ذَهَبا
يَغدونَ مُغتَرِباتٍ في البِلادِ فَما / يَزَلنَ يُؤنِسنَ في الآفاقِ مُغتَرَبا
وَلا تُضِعها فَما في الأَرضِ أَحسَنُ مِن / نَظمِ القَوافي إِذا ما صادَفَت حَسَبا
قَد نابَتِ الجِزعَ مِن أُروِيَّةَ النُوَبُ
قَد نابَتِ الجِزعَ مِن أُروِيَّةَ النُوَبُ / وَاِستَحقَبَت جِدَّةً مِن رَبعِها الحِقَبُ
أَلوى بِصَبرِكَ إِخلاقُ اللِوى وَهَفا / بِلُبِّكَ الشَوقُ لَمّا أَقفَرَ اللَبَبُ
خَفَّت دُموعُكَ في إِثرِ الحَبيبِ لَدُن / خَفَّت مِنَ الكُثُبِ القُضبانُ وَالكُثُبُ
مِن كُلِّ مَمكورَةٍ ذابَ النَعيمُ لَها / ذَوبَ الغَمامِ فَمُنهَلٌّ وَمُنسَكِبُ
أَطاعَها الحُسنُ وَاِنحَطَّ الشَبابُ عَلى / فُؤادِها وَجَرَت في روحِها النِسَبُ
لَم أَنسَها وَصُروفُ البَينِ تَظلِمُها / وَلا مُعَوَّلَ إِلّا الواكِفُ السَرِبُ
أَدنَت نِقاباً عَلى الخَدَّينِ وَاِنتَسَبَت / لِلناظِرينَ بِقَدٍّ لَيسَ يَنتَسِبُ
وَلَو تَبَسَّمُ عُجنا الطَرفَ في بَرَدٍ / وَفي أَقاحٍ سَقَتها الخَمرُ وَالضَرَبُ
مِن شَكلِهِ الدُرُّ في رَصفِ النِظامِ وَمِن / صِفاتِهِ الفِتنَتانِ الظَلمُ وَالشَنَبُ
كانَت لَنا مَلعَباً نَلهو بِزُخرُفِهِ / وَقَد يُنَفِّسُ عَن جِدِّ الفَتى اللَعِبُ
لَمّا أَطالَ اِرتِجالَ العَذلِ قُلتُ لَهُ / الحَزمُ يَثني خُطوبَ الدَهرِ لا الخُطَبُ
لَم يَجتَمِع قَطُّ في مِصرٍ وَلا طَرَفٍ / مُحَمَّدُ بنُ أَبي مَروانَ وَالنُوَبُ
لي مِن أَبي جَعفَرٍ آخِيَّةٌ سَبَبٌ / إِن تَبقَ يُطلَب إِلى مَعروفِيَ السَبَبُ
صَحَّت فَما يَتَمارى مَن تَأَمَّلَها / مِن نَحوِ نائِلِهِ في أَنَّها نَسَبُ
أَمَّت نَداهُ بِيَ العيسُ الَّتي شَهِدَت / لَها السُرى وَالفَيافي أَنَّها نُجُبُ
هَمٌّ سَرى ثُمَّ أَضحى هِمَّةً أَمَماً / أَضحَت رَجاءً وَأَمسَت وَهيَ لي نَشَبُ
أَعطى وَنُطفَةُ وَجهي في قَرارَتِها / تَصونُها الوَجَناتُ الغَضَّةُ القُشُبُ
لَن يَكرُمَ الظَفَرُ المُعطى وَإِن أُخِذَت / بِهِ الرَغائِبُ حَتّى يَكرُمَ الطَلَبُ
إِذا تَباعَدَتِ الدُنيا فَمَطلَبُها / إِذا تَوَرَّدتَهُ مِن شِعبِهِ كَثَبُ
رِدءُ الخِلافَةِ في الجُلّى إِذا نَزَلَت / وَقَيِّمُ المُلكِ لا الواني وَلا النَصِبُ
جَفنٌ يَعافُ لَذيذَ النَومِ ناظِرُهُ / شُحّاً عَلَيها وَقَلبٌ حَولَها يَجِبُ
طَليعَةٌ رَأيُهُ مِن دونِ بَيضَتِها / كَما اِنتَمى رَابِئٌ في الغَزوِ مُنتَصِبُ
حَتّى إِذا ما اِنتَضى التَدبيرَ ثابَ لَهُ / جَيشٌ يُصارِعُ عَنهُ ما لَهُ لَجَبُ
شِعارُها اِسمُكَ إِن عُدَّت مَحاسِنُها / إِذِ اِسمُ حاسِدِكَ الأَدنى لَها لَقَبُ
وَزيرُ حَقٍّ وَوالي شُرطَةٍ وَرَحى / ديوانِ مُلكٍ وَشيعِيٌّ وَمُحتَسِبُ
كَالأَرحَبِيِّ المَذَكّى سَيرُهُ المَرَطى / وَالوَخدُ وَالمَلعُ وَالتَقريبُ وَالخَبَبُ
عَودٌ تُساجِلُهُ أَيّامُهُ فَبِها / مِن مَسِّهِ وَبِهِ مِن مَسِّها جُلَبُ
ثَبتُ الجَنانِ إِذا اِصطَكَّت بِمُظلِمَةٍ / في رَحلِهِ أَلسُنُ الأَقوامِ وَالرُكَبُ
لا المَنطِقُ اللَغوُ يَزكو في مَقاوِمِهِ / يَوماً وَلا حُجَّةُ المَلهوفِ تُستَلَبُ
كَأَنَّما هُوَ في نادي قَبيلَتِهِ / لا القَلبُ يَهفو وَلا الأَحشاءُ تَضطَرِبُ
وَتَحتَ ذاكَ قَضاءٌ حَزُّ شَفرَتِهِ / كَما يَعَضُّ بِأَعلى الغارِبِ القَتَبُ
لا سورَةٌ تُتَّقى مِنهُ وَلا بَلَهٌ / وَلا يَحيفُ رِضاً مِنهُ وَلا غَضَبُ
أَلقى إِلَيكَ عُرى الأَمرِ الإِمامُ فَقَد / شُدَّ العِناجُ مِنَ السُلطانِ وَالكَرَبُ
يَعشو إِلَيكَ وَضَوءُ الرَأيِ قائِدُهُ / خَليفَةٌ إِنَّما آراؤُهُ شُهُبُ
إِن تَمتَنِع مِنهُ في الأَوقاتِ رُؤيَتُهُ / فَكُلُّ لَيثٍ هَصورٍ غيلُهُ أَشِبُ
أَو تَلقَ مِن دونِهِ حُجبٌ مُكَرَّمَةٌ / يَوماً فَقَد أُلقِيَت مِن دونِكَ الحُجُبُ
وَالصُبحُ تَخلُفُ نورَ الشَمسِ غُرَّتُهُ / وَقَرنُها مِن وَراءِ الأُفقِ مُحتَجِبُ
أَما القَوافي فَقَد حَصَّنتَ عُذرَتَها / فَما يُصابُ دَمٌ مِنها وَلا سَلَبُ
مَنَعتَ إِلّا مِنَ الأَكفاءِ ناكِحَها / وَكانَ مِنكَ عَلَيها العَطفُ وَالحَدَبُ
وَلَو عَضَلتَ عَنِ الأَكفاءِ أَيِّمَها / وَلَم يَكُن لَكَ في أَطهارِها أَرَبُ
كانَت بَناتِ نُصَيبٍ حينَ ضَنَّ بِها / عَنِ المَوالي وَلَم تَحفَل بِها العَرَبُ
أَمّا وَحَوضُكَ مَملوءٌ فَلا سُقِيَت / خَوامِسي إِن كَفى أَرسالَها الغَرَبُ
لَو أَنَّ دِجلَةَ لَم تُحوِج وَصاحِبَها / أَرضَ العِراقَينِ لَم تُحفَر بِها القُلُبُ
لَم يَنتَدِب عُمَرٌ لِلإِبلِ يَجعَلُ مِن / جُلودِها النَقدَ حَتّى عَزَّهُ الذَهَبُ
لا شَربَ أَجهَلُ مِن شَربٍ إِذا وَجَدوا / هَذا اللُجَينِ فَدارَت فيهِمُ الغُلَبُ
إِنَّ الأَسِنَّةَ وَالماذِيَّ مُذ كَثُرا / فَلا الصَياصي لَها قَدرٌ وَلا اليَلَبُ
لا نَجمَ مِن مَعشَرٍ إِلّا وَهِمَّتُهُ / عَلَيكَ دائِرَةٌ يا أَيُّها القُطُبُ
وَما ضَميرِيَ في ذِكراكَ مُشتَرَكٌ / وَلا طَريقي إِلى جَدواكَ مُنشَعِبُ
لي حُرمَةٌ بِكَ لَولا ما رَعَيتَ وَما / أَوجَبتَ مِن حِفظِها ما خِلتُها تَجِبُ
بَلى لَقَد سَلَفَت في جاهِلِيَّتِهِم / لِلحَقِّ لَيسَ كَحَقّي نُصرَةٌ عَجَبُ
أَن تَعلَقَ الدَلوُ بِالدَلوِ الغَريبَةِ أَو / يُلابِسَ الطُنُبَ المُستَحصِدَ الطُنُبُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد عَزَّت بِدَولَتِهِ / دَعائِمُ الدينِ فَليَعزِز بِكَ الأَدَبُ
مالي أَرى جَلَباً فَعماً وَلَستُ أَرى / سوقاً وَمالي أَرى سوقاً وَلا جَلَبُ
أَرضٌ بِها عُشُبٌ جَرفٌ وَلَيسَ بِها / ماءٌ وَأُخرى بِها ماءٌ وَلا عُشُبُ
خُذها مُغَرِّبَةً في الأَرضِ آنِسَةً / بِكُلِّ فَهمٍ غَريبٍ حينَ تَغتَرِبُ
مِن كُلِّ قافِيَةٍ فيها إِذا اِجتُنِيَت / مِن كُلِّ ما يَجتَنيهِ المُدنَفُ الوَصِبُ
الجِدُّ وَالهَزلُ في تَوشيعِ لُحمَتِها / وَالنُبلُ وَالسُخفُ وَالأَشجانُ وَالطَرَبُ
لا يُستَقى مِن جَفيرِ الكُتبِ رَونَقُها / وَلَم تَزَل تَستَقي مِن بَحرِها الكُتُبُ
حَسيبَةٌ في صَميمِ المَدحِ مَنصِبُها / إِذ أَكثَرُ الشِعرِ مُلقىً مالَهُ حَسَبُ
لا عَيشَ أَو يَتَحامى جِسمَكَ الوَصَبُ
لا عَيشَ أَو يَتَحامى جِسمَكَ الوَصَبُ / فَتَنجَلي بِكَ عَن خُلصانِكَ الكُرَبُ
لَعاً أَبا جَعفَرٍ وَاِسلَم فَقَد سَلِمَت / بِكَ المروءَةُ واِستَعلى بِكَ الحَسَبُ
إِنّا جَهِلنا فَخِلناكَ اِعتَلَلتَ وَلا / وَاللَهِ ما اِعتَلَّ إِلاّ المُلكُ وَالأَدَبُ
صَبَرتُ عَنكَ بِصَبرٍ غَيرِ مَغلوبِ
صَبَرتُ عَنكَ بِصَبرٍ غَيرِ مَغلوبِ / وَدَمعِ عَينٍ عَلى الخَدَّينِ مَسكوبِ
صَيَّرتَني مُستَقَرّاً لِلهَوى وَطَناً / لِلحُزنِ يا مُستَقَرَّ الحُسنِ وَالطيبِ
لَئِن جَحَدتُكَ ما لاقَيتُ فيكَ فَقَد / صَحَّت شُهودُ تَباريحي وَتَعذيبي
بِزَفرَةٍ بَعدَ أُخرى طالَما شَهِدَت / بِأَنَّها اِنتُزِعَت مِن صَدرِ مَكروبِ
لَكِن عَدَوتَ عَلى جِسمي فَبِنتَ بِهِ / يا مَن رَأى الظَبيَ عَدّاءً عَلى الذيبِ
قالَ الوُشاةُ بَدا في الخَدِّ عارِضُهُ
قالَ الوُشاةُ بَدا في الخَدِّ عارِضُهُ / فَقُلتُ لا تُكثِروا ما ذاكَ عائِبُهُ
لَمّا اِستَقَلَّ بِأَردافٍ تُجاذِبُهُ / وَاِخضَرَّ فَوقَ جُمانِ الدُرِّ شارِبُهُ
وَأَقسَمَ الوَردُ أَيماناً مُغَلَّظَةً / أَلّا تُفارِقَ خَدَّيهِ عَجائِبُهُ
كَلَّمتُهُ بِجُفونٍ غَيرِ ناطِقَةٍ / فَكانَ مِن رَدِّهِ ما قالَ حاجِبُهُ
الحُسنُ مِنهُ عَلى ما كُنتُ أَعهَدُهُ / وَالشِعرُ حِرزٌ لَهُ مِمَّن يُطالِبُهُ
أَحلى وَأَحسَنُ ما كانَت شَمائِلُهُ / إِذ لاحَ عارِضُهُ وَاِخضَرَّ شارِبُهُ
وَصارَ مَن كانَ يَلحا في مَوَدَّتِهِ / إِن سيلَ عَنّي وَعَنهُ قالَ صاحِبُهُ
مُرَتِّبُ الحُزنِ في القُلوبِ
مُرَتِّبُ الحُزنِ في القُلوبِ / وَناصِرُ العَزمِ في الذُنوبِ
ما شِئتَ مِن مَنظَرٍ عَجيبٍ / فيهِ وَمِن مَنطِقٍ أَريبِ
لَمّا رَأى رِقبَةَ الأَعادي / عَلى مُعَنّىً بِهِ كَئيبِ
جَرَّدَ لي مِن هَواهُ وُدّاً / صارَ رَقيباً عَلى الرَقيبِ
النارُ وَالعارُ وَالمَكروهُ وَالعَطَبُ
النارُ وَالعارُ وَالمَكروهُ وَالعَطَبُ / وَالقَتلُ وَالصَلبُ وَالمُرّانُ وَالخَشَبُ
أَحلى وَأَعذَبُ مِن سَيبٍ تَجودُ بِهِ / وَلَن تَجودَ بِهِ يا كَلبُ يا كَلِبُ
أَشَكَيتُموني فَلَمّا أَن شَكَوتُكُمُ / غَضِبتُم دامَ ذاكَ السُخطُ وَالغَضَبُ
بَني لَهيعَةَ ما بالي وَبالُكُمُ / وَفي البِلادِ مَناديحٌ وَمُضطَرَبُ
لَجاجَةٌ بِيَ فيكُم لَيسَ يُشبِهُها / إِلّا لَجاجَتُكُم في أَنَّكُم عَرَبُ
كَذِبتُم لَيسَ يَنبو مَن لَهُ حَسَبٌ / وَمَن لَهُ أَدَبٌ عَمَّن لَهُ أَدَبُ
إِنّي لَذو عَجَبٍ مِنهُ أُكَرِّرُهُ / فيكُم وَفي عَجَبي مِن لومِكُم عَجَبُ
عَيّاشُ مالَكَ في أُكرومَةٍ أَرَبٌ / وَلا لِأُكرومَةٍ في ساقِطٍ أَرَبُ
يا أَكثَرَ الناسِ وَعداً حَشوُهُ خُلُفٌ / وَأَكثَرَ الناسِ قَولاً كُلُّهُ كَذِبُ
ظَلِلتَ تَنتَهِبُ الدُنيا وَزُخرُفَها / وَظَلَّ عِرضُكَ عِرضُ السوءِ يُنتَهَبُ
إِمرَأَةُ مُقرانَ ماتَت بَعدَ ما شابا
إِمرَأَةُ مُقرانَ ماتَت بَعدَ ما شابا / فَحَسَّتِ السَلَعَ الفِتيانُ وَالصابا
لَم يَبقَ خَلقٌ بِبابِ الشامِ نَعرِفُهُ / بِالفَتكِ مُذ هَلَكَت إِلّا وَقَد تابا
يا نَكبَةً هَشَمَت أَنفَ السُرورِ بِهِ / وَميتَةً أَبقَتِ العُزّابَ عُزّابا
قُل لِلأَميرِ تَجِد لِلقَولِ مُضطَرَبا
قُل لِلأَميرِ تَجِد لِلقَولِ مُضطَرَبا / وَتَلقَ في كَنَفَيهِ السَهلَ وَالرُحُبا
فِداءُ نَعلِكَ مُعطىً حَظَّ مَكرُمَةٍ / أَصغى إِلى المَطلِ حَتّى باعَ ما وَهَبا
إِنّي وَإِن كانَ قَومٌ ما لَهُم سَبَبٌ / إِلّا قَضاءٌ كَفاهُم دونِيَ السَبَبا
لَمُضمِرٌ غُلَّةً في القَلبِ يُضرِمُها / أَنّي سَبَقتُ وَتُعطي غَيرِيَ القَصَبا
إِحفَظ وَسائِلَ شِعرٍ فيكَ ما ذَهَبَت / خَواطِفُ البَرقِ إِلّا دونَ ما ذَهَبا
يَغدونَ مُغتَرِباتٍ في البِلادِ فَما / يَزَلنَ يُؤنِسنَ في الآفاقِ مُغتَرِبا
فَلا تُضِعها فَما في الأَرضِ أَحسَنُ مِن / نَظمِ القَوافي إِذا ما صادَفَت حَسَبا
إِن أَنتَ لَم تَكُ عَدلَ الحَقِّ تُنصِفُهُ / لَم نَرجُ بَعدَكَ خَلقاً يُنصِفُ الأَدَبا
صَبراً عَلى المَطلِ ما لَم يَتلُهُ الكَذِبُ
صَبراً عَلى المَطلِ ما لَم يَتلُهُ الكَذِبُ / فَلِلخُطوبِ إِذا سامَحتَها عُقَبُ
عَلى المَقاديرِ لَومٌ إِن رُميتُ بِهِ / مِن عادِلٍ وَعَلَيَّ السَعيُ وَالطَلَبُ
يا أَيُّها المَلِكُ النائي بِرُؤيَتِهِ / وَجودُهُ لِمُرَجّي جودِهِ كَثِبُ
لَيسَ الحِجابُ بِمُقصٍ عَنكَ لي أَمَلاً / إِنَّ السَماءَ تُرَجّى حينَ تَحتَجِبُ
ما دونَ بابِكَ لي بابٌ أَلوذُ بِهِ / وَلا وَراءَكَ لي مَثوىً وَمُطَّلَبُ
يا خَيرَ مَن سَمِعَت أُذنٌ بِهِ وَرَأَت / عَينٌ وَمَن وَرَدَت أَبوابَهُ العَرَبُ
أَمّا السُكوتُ فَمَطوِيٌّ عَلى عِدَةٍ / وَفي كَلامِكَ غُرُّ المالِ يُنتَهَبُ
عَنَّت فَأَعرَضَ عَن تَعريضِها أَرَبي
عَنَّت فَأَعرَضَ عَن تَعريضِها أَرَبي / يا هَذِهِ عُذُري في هَذِهِ النُكَبِ
إِلَيكَ وَيلُكَ عَمَّن كانَ مُمتَلِئاً / وَيلاً عَلَيكَ وَوَيحاً غَيرَ مُنقَضِبِ
في صَدرِهِ مِن هُمومٍ يَعتَلِجنَ بِهِ / وَساوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
رَدَّ اِرتِدادُ اللَيالي غَربَ أَدمُعِهِ / فَذابَ هَمّاً وَجَمدُ العَينِ لَم يَذُبِ
لا أَنَّ خَلفَكِ لِلَّذّاتِ مُطَّلَعاً / لَكِنَّ دونَكِ مَوتَ اللَهوِ وَالطَرَبِ
وَحادِثاتِ أَعاجيبٍ خَساً وَزَكاً / ما الدَهرُ في فِعلِها إِلّا أَبو العَجَبِ
يَغلِبنَ قَودَ الكُماةِ المُعلِمينَ بِها / وَيَستَقِدنَ لِفُرسانٍ عَلى القَصَبِ
فَما عَدِمتُ بِها لا جاحِداً عَدَماً / صَبراً يَقومُ مَقامَ الكَشفِ لِلكُرَبِ
ما يَحسِمُ العَقلُ وَالدُنيا تُساسُ بِهِ / ما يَحسِمُ الصَبرُ في الأَحداثِ وَالنُوَبِ
الصَبرُ كاسٍ وَبَطنُ الكَفِّ عارِيَةٌ / وَالعَقلُ عارٍ إِذا لَم يُكسَ بِالنَشَبِ
ما أَضيَعَ العَقلَ إِن لَم يَرعَ ضَيعَتَهُ / وَفرٌ وَأَيُّ رَحىً دارَت بِلا قُطُبِ
نَشِبتُ في لُجَجِ الدُنيا فَأَثكَلَني / مالي وَأُبتُ بِعِرضٍ غَيرِ مُؤتَشَبِ
كَم ذُقتُ في الدَهرِ مِن عُسرٍ وَمِن يُسُرٍ / وَفي بَني الدَهرِ مِن رَأسٍ وَمِن ذَنَبِ
أُغضي إِذا صَرفُهُ لَم تُغضِ أَعيُنُهُ / عَنّي وَأَرضى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
وَإِن بُليتُ بِجِدٍّ مِن حُزونَتِهِ / سَهَّلتُهُ فَكَأَنّي مِنهُ في لَعِبِ
مُقَصِّرٌ خَطَراتِ الهَمِّ في بَدَني / عِلماً بِأَنِّيَ ما قَصَّرتُ في الطَلَبِ
بِأَيِّ وَخدِ قِلاصٍ وَاِجتِيابِ فَلاً / إِدراكُ رِزقٍ إِذا ما كانَ في الهَرَبِ
ماذا عَلَيَّ إِذا ما لَم يَزُل وَتَري / في الرَميِ أَن زُلنَ أَغراضي فَلَم أُصِبِ
في كُلِّ يَومٍ أَظافيري مُفَلَّلَةٌ / تَستَنبِطُ الصُفرَ لي مِن مَعدِنِ الذَهَبِ
ما كُنتُ كَالسائِلِ الأَيّامَ مُختَبِطاً / عَن لَيلَةِ القَدرِ في شَعبانَ أَو رَجَبِ
بَل قابِضٌ بِنَواصي الأَمرِ مُشتَمِلٌ / عَلى قَواصيهِ في بَدءٍ وَفي عَقِبِ
ما زِلتُ أَرمي بِآمالي مَرامِيَها / لَم يُخلِقِ العِرضَ مِنّي سوءُ مُطَّلَبي
إِذا قَصَدتُ لِشَأوٍ خِلتُ أَنِّيَ قَد / أَدرَكتُهُ أَدرَكَتني حِرفَةُ الأَدَبِ
بِغُربَةٍ كَاِغتِرابِ الجودِ إِن بَرَقَت / بِأَوبَةٍ وَدَقَت بِالخُلفِ وَالكَذِبِ
وَخَيبَةٍ نَبَعَت مِن غَيبَةٍ شَسَعَت / بِأَنحُسٍ طَلَعَت في كُلِّ مُضطَرَبِ
ما آبَ مَن آبَ لَم يَظفَر بِبُغيَتِهِ / وَلَم يَغِب طالِبٌ لِلنُجحِ لَم يَخِبِ