المجموع : 4
خَيرُ الأَحاديثِ ما يَبقى عَلى الحِقَبِ
خَيرُ الأَحاديثِ ما يَبقى عَلى الحِقَبِ / وَخَيرُ مالِكَ ما دارا عَنِ الحَسَبِ
لا ذِكرَ يَبقى لِمَن يَبقى لَهُ نَشَبٌ / وَالذِكرُ يَبقى لِمَن يَبقى بِلا نَشَبِ
عَرضُ الفَتى حينَ يَغدُو أَبيَضاً يَققاً / خَيرٌ مِنَ الفِضّةِ البَيضاءِ وَالذَهَبِ
بَنى المُعِزُّ لَنا فَخرينِ شادَهُما / بِالمَكرُماتِ وَبِالهِندِيَّةِ القُضُبِ
مُشَيَّعٌ لا يُريحُ الخَيلَ مِن تَعَبٍ / وَالمالَ مِن عَطَبٍ وَالعِيسَ مِن نَصَبِ
يَلقى العُفاةَ بِرِفدٍ غَيرِ مُحتَبِسٍ / عَنِ العُفاةِ وَوَعدٍ غَيرِ مُرتَقَبِ
رُوحي فِدىً لِأَبي العُلوانِ مِن مَلِكٍ / سَمحِ اليَدَينِ بِتاجِ المُلكِ مُعتَصِبِ
بَنى القِبابَ رَفيعاتِ الذُرى شُهُباً / مَخلوطَةً بِنُجومِ الحِندِسِ الشُهبِ
مُطَنَّباتٍ إِلى العَلياءِ ما اِفتَقَرَت / إِلى عَمُودٍ وَلا اِحتاجَت إِلى طُنُبِ
مِثلَ الجِبالِ الرَواسي كُلَّما لَعِبَت / بِها الصَبا رَقَصَت من شِدَّةِ الطَرَبِ
لا يَومَ أَحسَنُ مِنهُ مَنظَراً عَجَباً / في مَطعَمٍ عَجَبٍ في مَشرَبٍ عَجَبِ
خَمسُونَ أَلفاً قَراهُم ثُمَّ شَرَّعَهُم / مُعَتَّقَ الراحِ لَم تُقطَب وَلَم تُشَبِ
سَدَّت عَقائِرُهُ الغيطانَ أَو تَرَكَت / لَونَ البَرى لَونَ ما في الحَوضِ مِن ذَهَبِ
حَتّى لَكادَ مَعينُ الماءِ يَصبِغُهُ / ما شاعَ في الأَرضِ مِنها مِن دَمٍ سَرِبِ
ظَلَّت وَباتَت قُدورُ المَجدِ راكِدَةً / تُشَبُّ بِالمَندَلِ الهِندِيِّ لا الحَطَبِ
يَنتابُها الناسُ أَفواجاً فَتَفغَمُهُم / طِيباً وَتُشبِعُ جُوعاهُم مِنَ السَغَبِ
قَد بَيَّضَت نارُها الظَلماءَ أَو تَرَكَت / لَونَ الدُجى لَونَ رَأسِ الأَشمَطِ الجَرِبِ
تَسرِي الرِكابُ وَضَوءُ النارِ يُوهِمُها / وَيُوهِمُ الرَكبَ أَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ
تَكَرُّماً ما سَمِعنا في القَديمِ بِهِ / وَلا قَرَأناهُ في الأَخبارِ وَالكُتُبِ
تَفنى اللَيالي وَيَبقى ذِكرُ ما صَنَعَت / هَذي البُيوتُ عَلى الأَيامِ وَالحِقَبِ
وَفي القِبابِ الَّتي قَد أُبرِزَت مَلِكٌ / يَمينُهُ رَحمَةٌ صُبَّت عَلى حَلَبِ
إِن طَبَّقَ الأَرضَ إِمحالٌ وَأَخلَفَها / وَعدُ الغَمامِ فَلم تُمطَر وَلَم تُصَبِ
وَفي العَواصِمِ قَومٌ ما اتِّكالُهُمُ / إِلّا عَلى راحَتَيهِ لا عَلى السُحُبِ
ما إِن رَأَيتُ وَلا خُبِّرتُ عَن أَحَدٍ / بِمثلِ ما فيهِ مِن بَأسٍ وَمِن أَدَبٍ
تَلقى المُلوكَ كَثيراً إِن عَدَدتَهُمُ / وَفي الذَوابِلِ فَخرُ لَيسَ في القُضُبِ
لا تَطلُبِ الجُودَ عِندَ الناسِ كُلِّهِمِ / فَلَيسَ لِلشَريِ طَعمُ الأَري وَالضَرَبِ
ما كُلُّ مَن جادَ بِالمَعروفِ جاءَ بِهِ / عَن نِيَّةٍ وَضَميرٍ صادِقِ الأرَبِ
قَد يَبذُلُ المالَ مَغصُوباً أَخو بُخُلٍ / كَالتَمرِ يَخرُجُ مِن لِيفٍ وَمِن كَرَبِ
وَالجُودُ أَصبحَ منسُوباً إِلى مَلِكٍ / مَحضِ الجُدُودِ كَريمِ الخِيمِ وَالنَسَبِ
تَعَوَّدَ الصارِمُ الهِندِيُّ في يَدِهِ / ضَربَ الجَماجِمَ تَحتَ البِيضِ وَاليَلَبِ
لا يَنثَني وَوُجوهُ الخَيلِ ساهِمَةٌ / أَو يَنثَني وَالقَنا مُحمَرَّةُ العَذبِ
تَسِيلُ مِن عَلَقِ اللَبّاتِ أَكعُبُها / كَأَنَّما صُبِغَ المُرّانُ بِالنَجَبِ
ما سارَ نَحوَ العِدى في جَحفَلٍ لَجِبٍ / إِلّا وَقامَ مَقامَ الجَحفَلِ اللَجِبِ
في ظَهرِ عارِيَةِ اللَحيَينِ قَد دَرِبَت / بِالطَعنِ مِن تَحتِ طَبٍّ بِالوَغى دَرِبِ
تَعُودُ مُبيَضَّةَ المَتنَينِ مِن زَبَدٍ / مُحمَرَّةَ الفَمِ وَألرُسغَينِ وَاللَبَبِ
كَقَهوَةٍ صُفِّقَت في الكَأسِ فَاكتَسَبَت / بِالمَزجِ لُوِّنَ لَونَ الراحِ وَالحَبَبِ
يا ناشِرَ الفَضلِ في دانٍ وَمُنتَزِحٍ / وَقاسِمَ الرِزقِ في ناءٍ وَمُقتَرِبِ
طَهَّرتَ شِبلَيكَ لِلتَقوى وَما اِفتَقَرا / إِلى طُهُورٍ مِنَ الفَحشاءِ وَالرَيَبِ
لَقَد خَلَفتَ أَخاكَ المَيتَ في وَلَدٍ / حَلَلتَ مِنهُ مَحَلَّ الوالِدِ الحَدِبِ
رَفَعتَهُ مُستَحِقاً وَاِجتَهَدتَ لَهُ / مِن ذَلِكَ اليَومِ في التَشريفِ وَاللَقَبِ
وَزِدتَّهُ رِفعَةً لَمّا جَعَلتَ لَهُ / ذِكراً كَذِكرِكَ لا يَخلُو مِنَ الخُطَبِ
مِن أَينَ يَفعَلُ هَذا الفِعلَ ذُو حَسَبٍ / دانٍ بِذي حَسَبٍ أَو غَيرِ ذي حَسَبِ
سَجِيَّةٌ مِن كَريمِ الطَبعِ في مَلِكٍ / مُهَذَّبٍ لَم يَغِب يَوماً وَلَم تَغِبِ
إِذا نَظَرتَ إلى ما بَذَّرَت يَدَهُ / أَيقَنتَ أَنَّ السَماحَ المَحضَ في العَرَبِ
بَكَت عَلَيَّ غَداةَ البَينِ حِينَ رَأَت
بَكَت عَلَيَّ غَداةَ البَينِ حِينَ رَأَت / دَمعِي يَفيضُ وَحالِي حالُ مَبهُوبِ
فَدَمعَتِي ذَوبُ ياقُوتٍ عَلى ذَهَبٍ / وَدَمعُها ذَوبُ دُرٍّ فَوقَ ياقُوتِ
الدَهرُ خَداعَةٌ خَلُوبُ
الدَهرُ خَداعَةٌ خَلُوبُ / وَصَفوُهُ بِالقَذى مَشَوبُ
فَلا يَغُرَّنَّكَ اللَيالي / فَبَرقُها خُلَّبٌ كَذُوبُ
وَأَكثَرُ الناسِ فَاعتَزِلهُم / قَوالِبٌ ما لَها قُلُوبُ
لَقَد أَطاعَكَ فِيها كُلُّ مُمتَنِعٍ
لَقَد أَطاعَكَ فِيها كُلُّ مُمتَنِعٍ / خَوفَ اِنتِقامِكَ حَتّى غارَتِ القُلُبُ