المجموع : 4
قلبي لعلم الإله بابُ
قلبي لعلم الإله بابُ / وماله دونه حجابُ
وكل أحوالنا تناجي / وكل إداراكنا خطاب
وكل أرواحنا عمار / وكل أجسامنا خراب
وكل معقولنا كؤوس / وكل محسوسنا شراب
وكل أعدائنا سؤال / وكل أحبابنا جواب
وكل وقت لنا دنو / وكل حين لنا اقتراب
وكل شيء له إلينا / من حيث معروفنا انتساب
وكل لفظ لنا رسول / وكل معنى لنا كتاب
وروحنا للسوى حسام / يخفيه من جسمنا قراب
ورؤية الحق جل فينا / وليس فيها لنا ارتياب
والشمس في الأفق ذات نور / وإن بدا دونها السحاب
ونحن من ربنا كلام / لنا وألفاظه العذاب
ونحن قوم إذا أردنا / أرشدنا الدف والرباب
ونحن روح الجميع صرنا / وذهب الماء والتراب
ونحن حق ونحن خلق / ونحن قوس ونحن قاب
وكشفت وجهها سليمى / وانهتك الستر والنقاب
وراق خمر الوجود منها / ونحن من فوقه حباب
وحاصل الأمر كل شيء / غير إله الورى سراب
به انتفيت انتفاء الباب بالخشبِ
به انتفيت انتفاء الباب بالخشبِ / جمعاً وفي الفرق ما الخلخال بالذهبِ
لو لم يكن خشب ما الباب كان ولا / قد كان من ذهب خلخال منتقب
حقيقتان هما إحداهما عدم / وما سواها وجود ثابت السبب
والروح من جملة المعدوم سارية / كالجلد بالعظم ممسوك وبالعصب
وكلها صور يبدو مصورها / بها محيط كما قد جاء في الكتب
فافهم تقاديره واعرف حقيقتها / منها ومنه وخف واحذر من العطب
ولا تقل أنت هو ما أنت هو أبداً / لا شيء كيف يساوي الشيء واعجبي
وظاهر هو ذا لا غيره معه / وإنما غيره المعدوم فارتقب
وباطن هو في حال الظهور كما / عرفت في الذهب المصنوع والخشب
ولا تقل بانتفاء الغير تجهله / ولا تقل بوجود الغير تحتجب
ورتبة أنت فيها أنه أزلاً / في رتبة غيرها فاكشف عن الرتب
وافهم كلامي وحقق ما تراه هنا / وميز الفرق والزم ساحة الأدب
ولا تغالط فما الأحوال ملعبة / وليس قلبك هذا غير منقلب
هذا هو الخلق والحق المحيط به / لأنه عدم قل بالوجود حبي
فاسجد له دائما إن كنت تعرفه / مثلي كما قال في القرآن واقترب
ولا تصر كافراً إن قلت أنك هو / فأنت بالنفس عنه دائم الحجب
الله أكبر هذا عقد كل ولي / لا شك فيه لنا بل عقد كل نبي
فخذ به وتمسك لا تمل لسوى / هذا إذا رمت ترقى ذروة القرب
أو لا فسلمه للقوم الذين به / تحققوا واعتقد تنجو من التعب
وتدرك العز في دنيا وآخرة / بالقوم في حالة موصولة النسب
أو لا فلا تؤذهم بالسوء تنسبه / لهم وخف ربهم يرديك بالغضب
ولا تخض في أمور لست تعرفها / أني نصحتك هذا غاية اللعب
ولا تعاند بلا علم وكن رجلاً / له اهتمام بأعلى السبعة الشهب
واعلم بربك لا بالعقل منك تفز / بما تروم وكن في الرأس لا الذنب
فإن ربك خلاق لعقلك ما / فرقت بالذوق بين الضرب والضرب
يا نسبة أدخلت سلمان في النسب
يا نسبة أدخلت سلمان في النسب / يقول طه رسول الله خير نبي
سلمان منا بآل البيت ألحقه / مع أنه فارسي ليس بالعربي
وأخرجت عمه الأدنى إليه كما / أتاه تبت يدا وحياً أبي لهب
فابحث عن النسبة المرفوع جانبها / ما تلك واعمل عليها فيك وانتسب
ومجمل القول في معنى حقيقتها / بأنها ملة الإسلام فاحتسب
إسلام روح وعقل للإله معا / بلا شعور ولا قصد ولا أرب
هذا وتفصيله إن رمت تعرفه / فإنها حالة مجموعة الأدب
سر من الغيب سار في سريرة من / له يريد بلا سعي ولا سبب
فإن بدت لك من فيض الإله هنا / فاسجد لمولاك في دنياك واقترب
سجود قلب أنار الغيب طلعته / فلم يدع عنده ريباً من الريب
وأسلمت نفسه طوعاً لخالفها / وآمنت بالذي فيها من الرتب
وأصبحت سائر الأكوان تطلبه / لأنه سرها المخصوص بالقرب
تنزلات كلام لا حروف له / ولا عروض معاني جملة الكتب
حق تنزه عن روح وعن جسد / وعن ظهور وعما في البطون خبى
هذا حقيقة إسلام الذي سلمت / منها بها نفسه عن صدق مرتقب
وهو الذي لم تكن توصف به أبداً / غير النبيين في الماضي من الحقب
حتى الخليل لنا بالمسلمين لقد / سمى كما جاء في القرآن يا ابن أبي
فاقنع بمجمله واطلب مفصله / فربما فزت بعد الكشف للحجب
ونلت ما نلت بالفيض المقدس لا / بالكسب منك ودم في السعي واكتسب
لنا أتت منك أبيات محسنة
لنا أتت منك أبيات محسنة / حتى كان اسمك العروف حل بها
لسانها الرطب بالتوحيد مشتغل / وقلبها لم يزل في الله منتبها
وكل ما جمعته رونقٌ وصفاً / وكل ما قد حوته بهجة وبها
سوى مقالك أن الكل ذلك هوْ / فإن معناه صعب الفهم فانتبها
وابسط جوابك في معناه منبسطاً / فإنه لم يزل في الخلق مشتبها
وإنما كن كلام الله في أزل / قديمة ليس بالإيجاد قرّبها
وقلت بالفرق بين الرتبتين فلا / عبد كرب ولا بالعكس رتبها
فكيف قولك أن الكل ذلك هو / فقد تناقض منك القول واشتبها
مني السلام على أهل الهدى أبداً / ما ذاقت الروح بالإحسان مشربها