عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا / وألبس البيد والظلماء واليَلَبا
وأترك الخود معسولاً مقبلها / وأهجر الكأس تغذو شربها طربا
حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربة / والسير يسكرني من مسه تعبا
وطفلة كقضيب البان منعطفاً / إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حبباً / دوني وتنظم من أسنانها حببا
قالت وقد علقت ذيلي تودعني / والوجد يخنقها بالدمعِ منسكبا
لا دَرَّ دَرّ المعالي لا يزال لها / برق يشوقك لا هوناً ولا كثبا
يا مُشرعاً للندى عذباً موارده / بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا
اطلعت لي قمراً سعداً مطالعه / حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت / وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
استودع اللّه عيناً تنتحي دفعاً / حتى تؤوب وقلباً يرتمي لهبا
وظاعناً أخذت منه النوى وطراً / من قبل أن أخذت منه المنى أربا
فقلت ردي قناع الصبر إن لنا / إليك أوبة مشتاق ومنقلبا
أبى المقام بدارِ الذل لي كرم / وهمة تصل التخويد والخببا
وعزمة لا تزال الدهرَ ضاربةً / دون الأمير وفوق المشتري طنبا
يا سيد الأمراء افخر فما ملكٌ / إلا تمناك مولى واشتهاك أبا
إذا دعتك المعالي عُرْفَ هامتها / لم ترض كسرى ولا من قبله ذنبا
أين الذين أعدّوا المال من ملكٍ / يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما السيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً / والبحر ملتطماً والليل مقتربا
أمضَى شبا منك أدهى منك صاعقة / أجدَى يميناً وأدنى منك مطلبا
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا / لو كان طلق المحيَّا يُمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت / والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
يا مَن يراه ملوك الأرض فوقهم / كما يرون على أبراجها الشُّهبا
لا تكذبَنَّ فخير القول أصْدقه / ولا تهابنَّ في أمثالها العَربا
فما السموءَلُ عهداً والخليل قِرى / ولا ابن سُعدى ندى والشنفري غلبا
من الأمير بمعشار إذا اقتسموا / مآثر المجد فما أسلفوا نَهَبا
ولا ابن حُجر ولا الذبيان يعشرني / والمازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته هذا لرهبته / هذا لرغبته هذا إذا طربا