المجموع : 3
أنت ابنُ عمّي الذي قد كان بعدَ أبي
أنت ابنُ عمّي الذي قد كان بعدَ أبي / إذا غابَ عني أبي لي حاضِنا وأَبا
ما إِن عَرفتُ سوى عَمّي أبيكَ أباً / ولا سِواك أخاً طِفلاً ولا شِيَبا
كم فرّجتْ يدُك اليُمنى بذي شُطَبٍ / في مأزَقٍ حرِجٍ عن وجهيَ الكُرَبا
وهؤلاء أهلُ شركٍ لا خلاقَ لهم / من ماتَ كان لنارٍ أُوقدتْ حَطَبا
نبئتُ أن أَباناً كانَ عن أنسٍ
نبئتُ أن أَباناً كانَ عن أنسٍ / يَروي حديثاً عجيباً مُعجباً عَجبا
في طائرٍ جاء مشويّاً به بَشَرٌ / يوماً وكان رسولُ الله مُحْتَجِبا
أدناه منه فلمّا أن رآه دَعا / ربّاً قريباً لأهلِ الخيرِ مُنْتَجِبا
أَدْخِل إليَّ أَحبَّ الخَلقِ كلهمِ / طرّاً إليكَ فأعطاهُ الذي طلبا
فاغترّ بالباب مُغترّاً فقالَ لهم / من ذا وكان وراءَ الباب مُرتَقِبا
من ذا فقال عليٌّ قال إن له / شأناً له اهتمَّ منه اليومَ فاحتَجَبا
فقال لا تحجِبَنْ منّي أبا حَسن / يَوماً وأبصرَ في أَسرارِه الغَضَبا
من رَدّهُ المرّةًَ الأولى وقال له / لُجْ وأحمدِ اللهَ واقبلْ كلَّ ما وَهَبا
أهلاً وسهلاً بِخُلصاني وذي ثقتي / ومن له الحبّ من ربِّ السّما وجبا
وقال ثمَّ رسولُ اللهِ يا أنسُ / ماذا أصابَ بك التخليطُ مكتَسَبا
ماذا دعاكَ إلى أن صارَ خالِصتي / وخيرُ قومي لديك اليومَ مُحْتَجِبا
فقال يا خيرَ خلقِ اللهِ كلّهمِ / أردتُ حين دعوتُ اللهِ مطَّلِبا
بأن يكونَ من الأنصارِ ذاك لكي / يكونَ ذاك لنا في قومِنا حَسبا
فقد دعا ربَّه المحجوبُ في أنسٍ / بأن يَحُلَّ به سُقم حَوى كَرَبا
فناله السوءُ حتى كان يَرفَعُهُ / في وجههِ الدهرَ حتى مات مُنْتَقِبا
إِنا وجدنا له فيما نخبِّرهُ / بعروةِ العرش مَوصولاً بها سببا
حبلاً متيناً بكفَّيه له طرفٌ / شدَّ العِراجُ إليه العَقدَ والكَرَبا
من يَعتصم بالقُوى من حبلِه فلهُ / أن لا يكونَ غداً في حالِ من عَطبا
قومٌ غلوا في عليٍّ لا أباً لهمُ / وجَشَّموا أنفساً في حُبّه تَعبا
قالوا هو اللهُ جلَّ اللهُ خالقُنا / من أن يكون ابنَ أمِّ أو يكونَ أبا
فمن أدار أمور الخلقِ بينَهمُ / إذ كان في المهدِ أو في البطنِ مُحتجِبا
نادى عليٌّ فوافى فوقَ مِنَبرهِ
نادى عليٌّ فوافى فوقَ مِنَبرهِ / فأسمَعَ الناسَ أَنّي سيّدُ الشِّيبِ
وأنّ فيَّ وخيرُ القولِ أصدقُه / لَسنّةً من نبيِ اللهِ أيّوبِ
واللهُ لي جامع شَملي كما جَمعت / كفّاه بعد شَتاتٍ شملَ يَعقوبِ
واللهُ لي واهب من فضلِ رحمته / ما ليس إلاّ لذي وحيٍ بموهوبِ
واللهُ مبتعثٌ من عِترتي رجلاً / يُفني أُميّةَ وعداً غيرَ مكذوبِ
هذا حيثٌ عجيبٌ عن أبي حسنٍ / يُروى وقد كان يأتي بالأَعاجيبِ