القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 3
دعني أكابدُ أشجاني وأوصابي
دعني أكابدُ أشجاني وأوصابي / قد بانَ عن عرصاتِ الدارِ أحبابي
أبلى فراقُهمُ جسمي وغادَرَهُ / مثلَ الخِلالِ نحيلاً بينَ أثوابي
بانوا وسارتْ بهم أجمالُهم سَحَراً / عنه فَبُدَّلَ شَهْدُ العيشِ بالصابِ
خلتْ ملاعبُهم مِن كلَّ راشقةٍ / قلبي باَسْهُمِ الحاظٍ وأهدابِ
هيفاءُ يَثني الصَّبا مِن قدَّها غُصُناً / كالخَيزُرانةِ ليناً بينَ أترابِ
أومتْ بإصبَعِها نحوي مُخَضَّبةً / خوفَ الرقيبِ فحيَّتني بِعُنّابِ
وأعقبتْهُ ببينٍ راعني عَجَلاً / مُستكْرَهٍ لدواعي الشَّوقِ جّلابِ
حتى رجعتُ إلى الأطلالِ أسأَلُها / عنها وأُخبرُها مِن بعدِها ما بي
وما عليَّ اذا أحييتُ معلمَها / حفظاً لعهدكِ يا لمياءُ مِن عابِ
وما وجدتُ وقد خاطبتُ أرسمَها / بعدَ الأحبَّةِ غيرَ الأورَقِ الهابي
أَضْحَوا ودأبُهمُ البينُ المُشِتُّ كما / أمسيتُ بعدَهمُ والدمعُ مِن دابي
وضقتُ ذرعاً بأيامِ الفراقِ وما / مُنَّيتُ منها بأعوامٍ وأحقابِ
فما احتيالي إذا طالَ الزمانُ بهم / وما أرى الزمنَ الخالي بأوّابِ
وما انتفاعي بجفنٍ في الديارِ اِذا / ما زرتُهنَّ على الأحباب سَكّابِ
ولا تذكُّرُ أيامي بقربهمُ / يُجدي عليَّ ولا ليلاتُ أطرابي
صدّوا وصدَّ خيالٌ كانَ يَطْرُقُني / عندَ الهجوعِ فأمسى غيرَ مُنتابِ
يا حارِ هل يُبلِغَنَي العزمُ دارَهمُ / بكلَّ هوجاءَ مثلِ الريحِ هِرجابِ
مثل الوضينِ تبذُّ الهَيْقَ مُعْنِقَةَّ / والليلُ عنِّي وعنها غيرُ منجابِ
وفتيةٍ كالنجومِ الزُّهرِ أوجُههمْ / عندَ الكريهةِ بسامينَ أَنجابِ
إذا رميتَ بهمْ في صدرِ معركةٍ / رميتَ فيها بطعّانِ وضُرابِ
وإِ هم جلسوا في السلمِ وانبعثوا / في العلمِ فاقوا باِعراب واِغرابِ
أحبابُنا بعدوا عنّا وذكرُهمُ / مُرَدَّدٌ بيننا مِن غيرِ اِسهابِ
لئن وصلتِ بنا يا نوقُ أرضَهمُ / فلا نزلتِ بوادٍ غيرِ معشابِ
الى مواطنَ قد أعيتْ مسافتُها / على نجائبِ قُصّادٍ وطُلاّبِ
مرابعٍ طالما كانتْ اوانسُها / تزورُني دائماً مِن غيرِ اِغبابِ
هنَّ البدورُ التي عزَّتْ منازلُها / على عزائمِ خُطّار وخُطّابِ
ممنوعةٌ أن ينالَ الضيمُ خِطَّتهَا / بكلِّ ليثٍ جرىءٍ غيرِ مِهيابِ
تسري إلى رَهَجِ الهيجاءِ في كَنَفٍ / مِن القنا ومِنَ المُرّانِ في غابِ
مابين شُوسٍ مداعيسٍ جحاجحةٍ / كالأُسدِ في ملتقى الأقرانِ أضرابِ
أجوبُ نحوَهمُ البيداءَ معتسفاً / كالسيفِ غيرِ كَهامِ الحدِّ أونابي
مِن فوقِ أعيسَ في الموماةِ مضطلِعٍ / بالوجدِ يشأى النعامَ الرُّبدَ جَلْعابِ
متى اغتدى النكسُ خوفاً مِن قراعِهمُ / للبيدِ أولليالي غيرَ جوّابِ
كم رضتُ جامحَ قلبي عنكمُ فأبى
كم رضتُ جامحَ قلبي عنكمُ فأبى / وكانَ ذاكَ لا فرطِ الهوى سببا
غالبتُه ودواعي الشوقِ تُسمِعُني / خوفُ الفراقِ ولكنْ وجدُه غَلَبا
وكنتُ أعهدُهُ مِنْ قبلِ حبَّكمُ / يُطيعُني فمتى عاتبتُه انعتَبا
لم يتركِ الوجدُ لي لمّا هويتُكمُ / في سائرِ الناسِ تأميلاً ولا أربَا
يا مُخجلي الشمسَ كم أنضبتُ بعدكُمُ / نُجْباً مُزَمَّمةً لا تَعْرِفُ اللَّغَبا
يحدو لها وهي في البيداءِ جانحةٌ / حادٍ إذا زِدنَ وجداً زادها طَرَبا
تطوي الفيافي وما أنفكُّ أُوسِعُها / سوقاً يُكلَّفهنَّ النصَّ والخَبَبا
رواقلاً في عُبابِ الآلِ تحسبُها / قَطاً سِراعاً إلى أورادِها سُرُبا
يا مُرخصي الدمعَ هذى الورقُ ساجعةٌ / في البانِ تُظهِرُ مِن تطريبها عَجَبا
تنوحُ والصبحُ في أثناءِ شَمْلَتِهِ / والريحُ قد حرَّكتْ مِن قُضْبِهِ العَذَبا
فكلَّما رَدَّدَتْ في الأيكِ عُجمتَها / على ضِرامِ غرامي زِدنَهُ لَهبَا
أحبابَنا كيف لا تُرعى محافظتي / لودَّكمْ وهي قد صارتْ لنا نَسَبا
أرومُ عودكمُ والبينُ معترِضٌ / بيني وبينكمُ يستغرقُ الحُقُبا
حمَّلتموني ما لو أن أيسرَهُ / يُمنى به حَضَنٌ لاندكَّ أو كَرَبا
بنتمْ فلا مقلتي تَرْقا مدامعُها / بعدَ الرحيلِ ولا وجدي بكم عَزَبا
الحالُ ما حالَ والأشواقُ ما برحتْ / كما عهدتمْ وحبلُ الوجدِ ما انقضبا
وفي الهوادجِ والأظعانِ بدرُ دجًى / يروعُني سافراً منه ومُنتقبا
اِذا وصفتُ له وجدي على ثقةٍ / بأنْ يُريحَ فؤادي زادَهُ تَعَبا
يا بينُ هلاّ تردُّ العيسَ حاملةً / على غواربهنَّ الجيرةَ الغُيُبا
مِن كلَّ غانيةٍ بيضاءَ حاليةٍ / ممكورةٍ تَخِذَتْ مِن صونِها حُجُبا
ضنَّتْ بزُوْرِ مواعيدٍ تريحُ بها / قلباً اليها على علاّتِها انجذبا
وجشَّمتْنَي جوبَ البيدِ طامسةً / يلقى الخيالُ إذا ما جاسَها نَصَبا
أحثُّ فيها علنداءً هملَّعةً / تفلي الفلاةَ إلى أبياتِها طَلَبا
أرومُ منها على بُخلٍ بها شَنَباً / بَذلْتُ فيه لها قبلَ النوى النَّشَبا
يا عاذلَ الصبَّ في دمعٍ يرقرقُهُ / بعدَ الخليطِ على شملٍ قد انشعبا
لا تعذليهِ فهذا الدمعُ بعدَهمُ / يُقضَى به مِنْ حقوقِ الربعِ ما وَجَبا
ربعٌ ينوحُ على سكانهِ فاِذا / ما كظّهُ الشوقُ في أطلالهِ انتحبا
وما الغمامُ مُلِثَّ القطرِ منبجساً / يوماً بأغزرَ مِن دمعي إذا انسكبا
كلاّ ولا البرقُ قد طارتْ شرارتُه / ليلاً بأضرمَ مِن وجدي إذا التهبا
تكادُ تُحْرِقُ أنفاسي الربوعُ وقد / أثارَ عنها حُداةُ الجيرةِ النُّجُبا
دمعٌ على عرصاتِ الربيعِ مسكوبُ
دمعٌ على عرصاتِ الربيعِ مسكوبُ / ومغرمٌ قلبُه في الركبِ محجوبُ
ودَّعتُهُ عندَما بنتمْ فأضحكَني / مقالُه مَلَقاً ذا البعدُ تعذيبُ
أحبابنا بنتمُ عنّي ورافقَكُمْ / قلبي فها هو في الأظعانِ مجنوبُ
تكادُ تَحرِقُني نيرانُ ذِكْرِكُمْ / وللحمامةِ في الأغصانِ تطريبُ
كأنَّ ذكَركُمُ وقفٌ عليَّ فلي / دمعٌ بأشطانِ هذا البينِ مجلوبُ
أمسيتُ أشعبَ في اِيثارِ وصلِكُمُ / وواعدُ الوصلِ منكمْ وهو عُرقُوبُ
يا ريمَ رامةَ بي شوقٌ يُهيِّجُهُ / ذِكرى قديمِكَ والاِحسانُ محسوبُِ
هل بعدَ بُعْدِكَ مِن شيءٍ أراعُ به / هذا وحبُّكَ قبلَ اليومِ محسوبُ
قد كنتُ أخشاه والأذهانُ صائبُها / يُريكَ بالوهمِ شيئاً وهو محجوبُ
أين الظباءُ التي قد كانَ شادِنُها / يروقُني منه اِحفاءُ وترحيبُ
بانوا وبانَ فلي مِن بعدِ بينهمُ / سِنٌّ يعيدُ بناني وهو مخضوبُ
شوقاً ولا يوسفٌ في كلِّ مرحلةٍ / كلاّ ولا كلُّ بيتٍ فيه يعقوبُ
أبكي فتوهُمني الآمالُ عن جَلَدي / صبراً وعهدي بصبري وهو مغلوبُ
خِداعُ ظنِّ ولولاهُ لما بلغتْ / منا العيونُ مُناها والحَواجيبُ
يا حارِ مالي وما للبرقِ يُقلِقُني / كأنَّه بلظى الهجرانِ مشبوبُ
وماءُ مزنتهِ لم يَهْمِ مُنبجِساً / إِلاّ انثنى بدموعي وهو مقطوبُ
للبرقِ فيها ابتسامٌ لا يُزايلُها / ولي عقيبَ النوى في الدارِ تقطيبُ
أرى الديارَِفتَصبيني وأُنِكرُها / حتى يُذَكِّرَني عِرفانَها الطيبُ
مرابعاً كنَّ أجساماً زمانَ بها / كنّا وأرواحُها البيضُ الرعابيبُ
واليومَ غيرَّها صرفُ الزمانِ وفي / تقلُّبِ الدهرِ للرائي أعاجيبُ
والوصلُ أن سمحَ الدهرُ الضنينُ به / فذاكَ مِن فلتاتِ الحظِّ موهوبُ
أبغي الوصالَ ومِن دوني ودونهمُ / بيدٌ تَكِلُّ بها البُزْلُ المصاعيبُ
في كلِّ يومٍ لنجبي وهي ساهِمَةٌ / الى الحبائبِ تشريقٌ وتغريبُ
تمحو منا سِمُها سطراً وتُثْبِتُه / نحوَ الدِّيارِ فممحوٌّ ومكتوبُ
سارتْ ولم تشكُ في الموماةِ من لَغَبٍ / أنَّى وقد قُرِعَتْ منها الظنابيبُ
تَفري جلابيبَ ليلٍ ليس تُنِكرَه / بنا وما فوقَها إلا الجلابيبُ
في مهمهٍ كغِرارِ السيفِ مُنصِلتِ / أجوبهُ بالمطايا وهو مرهوبُ
مِنَ الحُداةِ ومِن شِعرى لها ولنا / حدْوٌ يُعلِّلُها وَهْناً وتشبيبُ
سقى المنازلَ شؤبوبُ الغمامِ فِانْ / ضَنَّ الغمامُ فمِن دمعي شآبيبُ
يَهمي وأنشِدُ شِعراً رقَّ مِن وَلَهٍ / نسيبُه فهو في الأشعارِ منسوبُ
شعراً متى طلَّقَ الأشعارَ خاطِبُها / رأيتَهُ وهو دونَ الكلِّ مخطوبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025