القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الوَرْدي الكل
المجموع : 9
طولُ المقامِ بدارِ الحرثِ برَّحَ بي
طولُ المقامِ بدارِ الحرثِ برَّحَ بي / فالحزمُ رجعايَ عن قصدي وعن طلبي
أفنيتُ عمري بلا علمٍ علمتُ ولا / خيرٍ عملتُ ولا مالٍ ولا أدبِ
إنَّ الضياعَ ضياعٌ للزمانِ وَمَنْ / يلِ المناصبَ لا ينفكَ ذا نَصَبِ
والعجزُ أوجبَ لي سلبَ الخمول ولو / شلْتُ الحمول مع الركبانِ لم أجبِ
رضيتُ راحةَ روحي فاحتُقِرْتُ ولو / تعبتُ نلتُ رخيمَ العيش في التعبِ
ومذْ صحبْتُ سوى جنسي ضنيتُ به / والشَّمعُ لولا جوارُ النارِ لم يذبِ
أَمِرْيَةٌ بعدَ تجريبي فلستُ وإنْ / رامتْ مطامعٌ تجري بي بمنقلبِ
أمْ هلْ أشكُّ وقدْ جربتهم زمناً / وعفْتُ أكرمَهم رمياً فلا وأبي
كمْ ذا أصاحبُ ذا جهلٍ أُساءُ بهِ / ترى السلامةَ منهُ خيرُ مكتسَبِ
ممَّنْ أراهُ صديقاً في اليسارِ وَلَوْ / مالَ الزمانُ تولى مسعدَ النوَبِ
فسمعُهُ عنْ مقالِ الصدقِ في صممٍ / وقلبُهُ عن فعالِ الجدِّ في لعبِ
إنْ أبكِ يضحكْ وإنْ أعقلْ يجنَّ وإنْ / أقرَّ يعبثْ وإنْ أحضرْ لهُ يغبِ
وليس يكشفُ عني ما أكابدُهُ / وما أقاسيهِ مِنْ هَمٍّ ومنْ وصبِ
إلا إمامُ الهدى قاضي القضاة وَمَنْ / أحيا العلومَ وأعلى رتبةَ الأدبِ
شيخُ الأنامِ وحيدُ العصرِ جامعُ أش / تاتِ الفنونِ بلا مَيْن ولا كذبِ
لو لم تكمِّلْ به العليا مراتبَها / ما قيلَ عنهُ كمالُ الدينِ ذو الرتبِ
ابن الأفاضلِ والغرِّ الأماثلِ وال / شهبِ الكواملِ ردءُ الناسِ في الشَغَبِ
زينُ المدارسِ جلابُ النفائسِ غ / لاَّبُ المنافس معطي القاصدِ الجدبِ
محيي الثغور ندىً مجني الكفور ردىً / مولي الشكورِ هدىً كفَّاهُ كالسُّحُبِ
يا كاملَ الفضلِ جمَّ البذلِ وافرَه / جوداً مديدَ القوافي غيرَ مقتضبِ
إني أحبُّ مقامي في حماكَ وَمَنْ / يكنْ ببابِكَ يا ذا الفضلِ لم يَخِبِ
فليتني مثلُ بعضِ الخاملينَ ولا / تكونُ توليةُ الأحكامِ مِنْ سببي
فالحكمُ مَتْعَبَةٌ للقلبِ مَغْضَبَةٌ / للربِّ مَجْلَبَةٌ للذنبِ فاجتنبِ
وإن تكنْ رتبتي في البرِّ عاليةٌ / فالكونُ عندَكَ لي أعلى من الرتَبِ
فانظرْ إليَّ وجُدْ عطفاً عليَّ عسى / رزقٌ يعين على سكنايَ في حلبِ
والبرُّ أوسعُ رزقاً غيرَ أنِّيَ في / قلبي منَ العلمِ والتحصيلِ والطلبِ
وفي المدارسِ لي حقٌّ فما بُنِيَتْ / إلا لمثليَ في حجرِ العلومِ رُبي
أهلُ الإفادةِ والفتوى أنا ومعي / خطُّ الشيوخِ بهذا فامتحنْ كتبي
وإنَّ في عمرٍ عدلاً ومعرفةً / فكيفَ يُصْرَفُ عن هذا بلا سببِ
قالوا فلمْ تطلبِ العزلَ الذي هربَتْ / منهُ القضاةُ قديماً غايةَ الهربِ
فقلتُ نحنُ قضاةَ البرِّ مهملةُ / أقدارُنا فَهْيَ كالأوقاصِ في النصبِ
مَنْ كان منَّا جريَّاً أكرموه وول / وه المناصبَ بالخطْباتِ والخطبِ
ومتقي اللهِ منَّا مهملٌ حرجٌ / مروَّعُ القلبِ محمولٌ على الكربِ
لا يعرفونَ لهُ قدراً وعفتُهُ / يخشَونَ إعداءها للناسِ كالجربِ
إنْ دامَ هذا وحاشاهُ يدومُ بنا / فارقْتُ زيي إلى ما ليسَ يجملُ بي
وقلتُ يا فقهُ فقتُ المثْلَ فيكَ فلِمْ / خصصتني بمكانٍ ما ارتضاهُ غبي
وكيفَ يا نحوُ نحوَ الخفضِ تعطفني / وَقَدْ نصبْتَ قسيَ الجزمِ في نصَبي
ترى بقولي زيدٌ ضاربٌ مثلاً / عمراً أردتَ تجازيني على كذبي
ويا أُصولُ إلى كم ذا أصولُ ومِنْ / غيرِ الدعاوى ومني الصدقُ في طلبي
ويا بديعَ المعاني والبيان خذي / غيري فقدْ أخذَتْني حرفةُ الأدبِ
يا سيدي يا كمال الدينِ خذْ بيدي / من القضاءِ فما لي فيهِ مِنْ أربِ
البرُّ يصلحُ للشيخِ الكبيرِ ومن / رمى سهاماً إلى العليا فلم يُصبِ
أما الذي عُرفَتْ بالفهمِ فطرتُهُ / فإنَّهُ في مقامِ البرِّ لم يطبِ
لا زلتَ عوناً لأهلِ العلمِ تكنفهم / ما لاحَ برقٌ وناحَ الورقُ في القضبِ
ما كانَ أقربَ وقتاً كانَ بينهما
ما كانَ أقربَ وقتاً كانَ بينهما / كأنه الوقتُ بينَ الوِرْدِ والغَرَبِ
وقاضياً ماضياً في الشر مجتنياً
وقاضياً ماضياً في الشر مجتنياً / للخير من سيئاتِ الدهرِ محسوبا
يرى إباحةَ أعراضٍ محرَّمةٍ / متى نرى شكلَهُ المكروهَ مندوبا
وافى الكتابُ الذي تعنو لهُ الكتبُ
وافى الكتابُ الذي تعنو لهُ الكتبُ / من الشهابِ الذي تسمو بهِ الشهبُ
مِنْ عندِ أسجع مَنْ يُسمى وأسمح مَنْ / أعطى وأبلغ مَنْ أَمْلُوا وَمَنْ كتبوا
فلو فرشتُ سروراً وجنتيَّ له / لم أقضِ مِنْ حقِّهِ بعضَ الذي يجبُ
ألفاظُهُ الغرُّ فاروقيةٌ دررٌ / يُنفى بها السمُّ أو يُشفى بها الكَلَبُ
فوائقٌ من قوافٍ حيثما ذُكرت / يطربْ بها الحيُّ أو يحيا بها الطربُ
يا باعثَ الثلجِ والسحبِ التي عُهدت / مِنْ ثغرِهِ وندى كفيْهِ يُجتلَبُ
بيضُ الثلوجِ اكتستْ من وصفِكُمْ ذهباً / كأنها فضةٌ قَدْ مسَّها ذهبُ
مِنْ سعدِ جلِّقَ أن النائباتِ بها / بيضٌ وفي غيرها ما ابيضَّتِ النُّوَبُ
لا ما لحمرةِ سيلٍ في طرابُلُسٍ / هذا البياضُ وهذا المنظرُ العجبُ
لو ادعى أنهُ يحكيهِ قلتُ لهُ / لقدْ حكيتَ ولكنْ فاتَكَ الشنبُ
زرقُ الأعادي وبيضُ السحبِ واجدةٌ / على دمشق فلا كانوا ولا السحبُ
ناهيكَ مِنْ دِيَمٍ في طَيِّها زَغَبٌ / وزمجراتِ رعودٍ ضمَّها رَهَبُ
قَدْ ثُجَّتِ الماءُ ثجاً فَهْوَ منسكب / و رُجَّتِ الأرضُ رجاً فَهْيَ تَضطربُ
الفرقُ بين دمشقَ والجنانِ لنا / أَنْ لا لُغوبَ بجنات ولا نَصَبُ
يا برقُ قلْ لي ويا سطرَ السحابِ ترى / السيف أصدقُ أنباءً أمِ الكتبُ
فالسحبُ والبرقُ يتلوها كغاشيةٍ / منَ الدخانِ على آثارها لهبُ
أو كالعشارِ التي غنَّتْ رواعدُها / مثلَ الحداةِ التي أصواتُها ذهبُ
مولايَ إنَّا لفرطِ الحبِّ فيكَ إذا / أمرّ عَناكَ كأنَّا فيكَ نصطحبُ
فكلُّ ما في دمشقَ حلَّ مِنْ جللٍ / فشطرُ ذلكَ قاستْ أختَها حلبُ
إنَّ المصائبَ بالأقدارِ كائنةٌ / لكنْ على حسبِ الأقدارِ تُحتسبُ
عجبتُ مني ومنْ غيري تشوقنا / إلى ازديادِ حياةٍ كلُّها تعبُ
وإنْ دُهمنا بسيلٍ أو بنوعِ أذى / كالثلجِ والنارِ حِرْنا ما هو السببُ
أقسمتُ باللهِ لولا حلْمُ خالِقِنا / لكانَ مِنْ عشْرِ ما نأتي بهِ العطَبُ
ودهرُنا أيُّ دهرٍ في تقلُّبِهِ / قَدْ هانَ فيهِ التقى والعلمُ والأدبُ
لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عَنْ زحلٍ / فإنْ علانيَ مَنْ دوني فلا عجبُ
وإنْ يكنْ كسدَ الورديُّ في حلبٍ / فالمندلُ الرطبُ في أوطانِهِ حَطَبُ
ما شبْتُ وحدِي عذارُ الماءِ شابَ إلى / أنْ صارَ ثلجاً كذا الأحوالُ تنقلبُ
يا واصفَ السيلِ وصفاً هالَ سامعَهُ / فالقلبُ والخوفُ مِنْ أوصافِهِ يجبُ
كم شادَ منكمْ قوى الدنيا أخٌ فأخٌ / وسادَ فيكم إلى العليا أبٌ فَأبُ
فيعبرونَ مدى الكتَّابِ إنْ كتبوا / وينشرون فتى الخطَّابِ أنْ خطبوا
إنْ سوبقوا سَبَقوا أو حَدَّثوا صدقوا / أو سُولموا رفقوا أو حوربوا غلبوا
كتابةُ السرِّ بل سرُّ الكتابةِ مٍنْ / فنونكمْ وعلومٌ راضَها الطلَبُ
لكمْ يراعٌ بفضلِ اللهِ ما افتخرتْ / إلا أقرَّ لها الخطِّيُّ والقضُبُ
في الذوقِ تحلو وفي الأسماعِ تعذب إذْ / في السبْقِ تملُحُ حسناً هكذا القصبُ
مظلومةُ القدِّ في تشبيهها غصناً / مظلومةُ الريقِ إذ قلنا هي الضَرَبُ
إن قالَ صفني وصِفْ رفيقي
إن قالَ صفني وصِفْ رفيقي / قلتُ لهُ تاركَ التحابي
أنت حسابٌ بلا عطاءٍ / وَهْوَ عطاءٌ بلا حسابِ
سناكَ يا بنَ الكرامِ الكاتبينَ سبا
سناكَ يا بنَ الكرامِ الكاتبينَ سبا / عظمْتَ قدراً وأرضيْتَ العلى نسبا
قرأتُ أبياتَكَ السحرَ الحلالَ فما / أدري أنفحةُ مسكٍ أمْ نسيمُ صَبا
قصيدةٌ شِينَ صادُ لام بهجتها / يا عينَ مَنْ ألفَ الحسنى إذا كتبا
يائيةُ النظمِ لو أني أنقِّطُها / بنقطةِ القلبِ ما أدَّيْتُ ما وجبا
قدْ صيَّرتْ أدمعَ المملوكِ جاريةً / شوقاً إلى إلى صَدْرِ مصر بحرُه عَذُبا
هذا هدى قد غوى قلبي ببهجته / فصارَ كالصبِّ أصباهُ الهوى فصبا
فهامَ في كلِّ وادٍ منه مجتنياً / ثمارَهُ ولقولِ العذْلِ مجتنبا
قالتْ أغاني معانيهِ لسامعِها / اخلعْ ثيابَكَ منها ممعناً هربا
جددتَ آدابَ قومٍ بعد ما درسَتْ / فليسَ أطيبُ نصفيها الذي ذهبا
هذا قريضٌ عنِ الأفلاكِ محتجبٌ / كأنهُ الروضُ أبدى منظراً عجبا
يا ملزمَ الشعرِ أمرَ الشرعِ دونَ ريا / أما تحاذرُ فيمنْ وازنوكَ ربا
فإنَّ وزناً بوزنٍ غيرَ أنَّ لما / نقولُ فضلاً عليهم سهلُهُ صَعُبا
إنْ كانَ يمكنهم أنْ ينظموا درراً / فليسَ يمكنهم أن ينظموا شهبا
لم تبقِ للناظمينَ الناثرينَ مدى / إلا سبقْتَ إليهِ تخرقُ الحُجُبا
فإنْ تجاوروا بمنظومٍ تدعْهُ سُدى / وإنْ تباروا بمنثورٍ تذرْهُ هَبَا
قدْ شَرَّفَ اللهُ مصراً أنتَ ساكنُهُ / وزادَ بكَ الكتابَ والكُتُبا
أنتَ المشارُ إليه بالضميرِ فلا / خُفِضْتَ يا علماً للعلمِ قَدْ نُصبا
لا بدَّ للمبتدا في الفضلِ مِنْ خبرٍ / يا حبذا مبتدا عنهُ الزمانُ نبا
فهل قضيةُ فضلٍ لا أبا حسنٍ / لها فلا عَتَبٌ إنْ نلثم العتبا
صفواً ولا كدراً دراً ولا صفراً / بحراً ولا خطراً شمساً ولا حجبا
أينكرُ الشعراءُ النورَ منكَ وهل / أتى نظيرُكَ يا مَنْ بالجمالِ سبا
أصبحتَ نادرةً في العلمِ بادرةً / تنسي سواكَ وتنشي العلمَ والأدبا
فهلْ أردتَ بما أبدَيت مِنْ حكمٍ / أنْ تعذب الغي أو أن تغوي العذبا
أمْ هلْ قصدْتَ بما أهديْتَ مِنْ كلمٍ / أَنْ تطربَ الحيَّ أو أنْ تحيي الطربا
يا مَنْ حكى الدرعَ صوناً والمجنَّ تقى / والسمهريَّ أخاً والمشرفيَّ أبا
لي منطقٌ غيرُ مبذولٍ وأنتَ بهِ / أولى على أنَّ لي من بذله أَرَبا
إذْ لمْ يزلْ يبلغُ المملوكَ ذكرُكُمُ / إياهُ جبراً وتأهيلاً ولا سببا
لكمْ يراعٌ بفضلِ اللهِ ماضيةٌ / إنْ آثَرَتْ رغباً أو آثرَتْ رَهَبَا
تحلو وتعذبُ في سمعٍ وتملُحُ في / سبقٍ فمنْ كلِّ وجهٍ سُمِّيَتْ قَصَبَا
مظلومةُ القدِّ في تشبيهها غصنا / مظلومةُ الريقِ في تشبيهها ضَرَبَا
رشفْتُ عندَ اللقا مِنْ حلوِ ريقَتِها
رشفْتُ عندَ اللقا مِنْ حلوِ ريقَتِها / قَطْرَ النباتِ فزالَ البؤسُ واللهبُ
وقالَ أبشرْ بطولِ الوصلِ في دعةٍ / فأوَّلُ الغيثِ قطرٌ ثمَّ ينسكبُ
زرتهُمُ صحبةً وودَّا
زرتهُمُ صحبةً وودَّا / ألفيتُهم مغلقينَ بابا
سعيي إلى بابهم جنونٌ / مني فأستأهلُ الحجابا
معرةُ الأذكياءِ تسبي
معرةُ الأذكياءِ تسبي / لبي ووادي الجنانِ حسبي
قالوا الزُّرَيْنيق قلتُ عيني / قالوا المغيبين قلتُ قلبي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025