المجموع : 6
لمن تركت فنون العلم والأدب
لمن تركت فنون العلم والأدب / أما خشيت عليها من يد العطب
نلك المدارس قد أوحشتها فغدت / خلواً من الدرس والطلاب والكتب
ما إن تركت لها في العلم من وطر / ولا لمنتابها في الدرس من أرب
إن الألوسي محموداً عرته لدن / لاقاك محمود شكري خفة الطرب
فاهتزّ لابنٍ أبٌ قي قبره وغدا / يبدي الحفاوة خير ابن لخير أب
بحرين في العلم عجّاجين قد ثويا / فاتصبّ مضطرب في جنب مضطرب
من فخر أزماننا في العلم أنّهما / علاّمتا هذه الأزمان والحقب
عليك شكري غدت شكرى مدامعنا / تكفيك أدمعها السقيا من السحب
ما كنت فخر الألوسيّين وحدهم / بل كلّ من ساد من صيّابة العرب
ولا رزأت النهى والعلم وحدهما / بل قد رزأت صميم المجد والحسب
ولم يخصّ الأسى داراً نعيت بها / بل عمّ مبتعداً من بعد مقترب
من العراق إلى نجد إلى يمن / إلى الحجاز إلى مصر إلى حلب
لقد ترحّلت في يوم بنا انقلبت / حوادث الدهر فيه شرّ منقلب
حتى تقدّم ما في القوم من ذنبٍ / فصار رأساً وصار الرأس في الذنب
وبات يحسو الطلا بالكأس من ذهب / من كان يشرب رنق الماء بالعلب
فاذهب نجوت رعاك الله من زمن / من عاش فيه دعا بالويل والحرب
تستثقل الصدق فيه إذن سامعه / وتطرب القوم فيه رنّة الكذب
والخير قد ضاع حتى أنّ طالبه / لم يلق منه سوى المسطور في الكتب
أما الرجال فنار الشرّ موقدةٌ / فيهم وهم بين نفّاخ ومحتطب
أفعالهم لم تكن جدّاً ولا لعباً / لكن تراوغ بين الجد واللعب
إذا جلست إليهم في مجالسهم / تلقى القوارض فيها ذات مصطخب
أرقى الصحائف فيما عندهم أدباً / ما شذّ منها بهم عن خطّة الأدب
قد يطربون لشتم المرء صاحبه / كأنما الشتم مدعاة إلى الطرب
ويستلذّون من قوم سبابهم / كما استلذّ بحكّ الجلد ذو جرب
لا يغضبون لأمرٍ عمّ باطله / كأنهم غير مخلوقين من عصب
وليس تندى من النكراء أوجههم / كأنما القوم منجورون من خشب
يا راحلاً ترك الآماق سائلةً / يذرفن منسكباً في إثر منسكب
أجبت داعي موت حمّ عن قدر / وأي نفس لداعي الموت لم تجب
والناس أسرى المنايا في حياتهم / من فاته السيف منهم مات بالوصب
هذي جيوش الردى في الناس زاحفةً / لكنهنّ بلا نقع ولا لجب
بين الدواء وبين الداء معترك / فيه قضى ربنا للداء بالغلب
والناس فيه عتاد للحمام فلا / ينجون من عطب إلاّ إلى عطب
وإن للموت أسباباً يسببّها / من سدّ كلِّ طريق عنه للهرب
ولا يخلق الله مخلوقاً يجول به / دم الحياة بلا أم له وأب
ولا يميت بلا داء ولا سقم / ولا يعيش بلا كدٍ ولا تعب
وليس ذلك مِن عجزٍ بخالقنا / عن أن يزجّ بنا في قبضة الشجب
لكنّه جعل الدنيا مسبّبةً / لكل أمرٍ بها لابدّ من سبب
يا من إذا ما ذكرناه نقوم له / على الأخامص أو نجثو على الركب
لقد تركت يتيم العلم منتجاً / والكتب راثيةً منه لمنتحب
إن كنت في هذه الدنيا لمنقطعاً / إليه عن كل موروث ومكتسب
أعرضت عنها مشيحاً غير ملتفت / إلى المناصب فيها أو إلى الرتب
أولعت بالعلم تنميه وتجمعه / منذ الشباب وما أولعت بالنشب
فعشت دهراً حليف العلم تنصره / حتى قضيت فقيد العلم والأدب
أصبحت أوسعهم لوَماً وتثريبا
أصبحت أوسعهم لوَماً وتثريبا / لما امتطَوْا غارب الإفراط مركوبا
وألهبت منهم الأهواء جاريةً / إلى التفرٌّق اُلْهْبا فألهوبا
وأرسلوهنّ مُرخاةً أعِنّتها / يُوغِلن في الأمر إحضاراً وتقريبا
فأرهجوا الشرّ حتى أن هَبْوَتَه / مَدّت سُرادقها في اللوح مضروبا
راموا الصلاح وقد جاءوا بلائحة / خرقاء تترك شمل الشعب مشعوبا
قد كلّفوا شططا فيها حكومتهم / وخالفوا الحزم فيها والتجاريبا
عَدُّوا النصارى وعدوا المسلمين بها / ونحن نعهدهم طرّاً أعاريبا
قد حكّموا الدين فيها فعي مُعربَة / عمّا يكون لدعوى القوم تكذيبا
من مبلغ القوم أن المصلحين لهم / أمسوا كمن لبِس الجِلباب مقلوبا
ما بالهم وطريق الحق واضحةٌ / لا يسلكون إلى الإصلاح مَلحوبا
أفي مصالح دنياهم وهم عرب / جاءوا على حسب الأديان ترتيبا
ما ضرّهم لو نحَوْا في الأمر جامعةً / تنفي الكنائس عنها والمحاريب
لكنهم أمة تأبى مشاربهم / إلا التعصب للأديان مشروبا
قد حاولوا الحق واشتطّوا بمطلبه / حتى بدا وجهه كالليل غِربيبا
قد يطلب الحق طيّاش فيُبطله / ما كل طالب حقّ نال مطلوبا
قاموا يُريدون إصلاحاً فقمت لهم / استنطق الشعر تأهيلاً وترحيبا
ورحت أحتثّهم حدواً بقافية / غازلت في صدرها الآمال تشبيبا
حتى إذا مخضوا آراءهم ظهرت / للناس زُبدتها ثأياً وتخبيبا
ساروا وسرت فكان السير مختلفاً / يرمي لوَجهين تشريقاً وتغريبا
كانوا أحقّ البرايا مطلباً فغَدوا / من أبطل الناس في الدنيا مطاليبا
راموا انشقاق العصا بالشَغْبِ ملتهباً / والحقد مضطرماً والضِغن مشبوبا
إني لأبصر في بيروت قائبةً / للشَرّ مُوشِكةً أن تُخرج القُوبا
أو أكرة من دناميت إذا انفجرت / فنارها تنسف الشبان والشيبا
وقد رأيت أناساً واصلين بها / وهم بباريز مِلْبارود أنبوبا
وآخرين بمصر يطلبون لها / تفرقعاً يجعل المعمور مخروبا
ويترك الناس في دهياءَ مظلمة / يَرتدُّ منها بياض الشمس حُلبوبا
قل للعُرَيْسيّ والأنباء شائعة / والصحف تروي لنا عنه الأعاجيبا
علام تعقِد في باريز مؤتمراً / ما كنت فيها برأي القوم مندوبا
وهل تعمّد حقي العظم فَعلته / لما نمى خبراً للطان مكذوبا
إذا راح يستنجد الافرنج منتصفاً / كأنه حَمَل يستنجد الذيبا
خافوا التذبذُب في أعمال دولتهم / من أن يجُرّ على الأوطان تخريبا
وكان خوفهم حقاً لو أنهم / لم يعدِلوا عن طريق الحق تنكيبا
لكنهم جاوزوا نهج الصواب إلى / وادي تُهُلِك فاستقصوا به الحُوبا
ولم يُبالوا بما أبدَوْا من جَنَف / أن يُمسي الوطن المحبوب محروبا
فهم كمن فرّ من قَطر يُبلّله / ثَم انْتحى السيل أو جاء الميازيبا
لو كان في غير باريز تألُّبهم / ما كنت أحسبهم قوماً مناكيبا
لكنّ باريز ما زالت مطامعها / ترنو إلى الشام تصعيداً وتصويبا
ولم تزل كل يوم من سياستها / تُلقي العراقيل فيها والعراقيبا
هل يأمن القوم أن يحتلّ ساحتهم / جيش يدُكّ من الشام الأهاضيبا
يا أيها القوم لا يغرُركم نفر / ضجُّوا بباريز إفساداً وتشغيبا
جاءت رسائلهم بالشرّ مغريةً / تفتن في المكر أُسلوباً فأسلوبا
فطالعوهنّ بالأيدي مطالعةً / تسطو عليهن تمزيقاً وتأريبا
أن يصدُقوا أنهم لا يلبسون سوى / محض النصيحة في الدعوى الجلابيبا
فسوف يقرع كل سِنّةُ ندماً / ويُسبل الدمع في الخدين مسكوبا
منّي إلى مصر ذات المجد والحسب
منّي إلى مصر ذات المجد والحسب / تحية ذات ود غير منقضب
تدلي به دجلة اللسناء عن مِقَةٍ / منها إلى النيل ربّ الشعر والخطب
إذا العروبة حلّت عرش دولتها / فمصر تاج لها قد صيغ من ذهب
كم قام للعرب في أرجائها عَلَم / تهفو ذؤابته بالعلم والأدب
قامت بمعترك الأسياف دولتها / من قبل معترك الأقلام والكتب
من أفق فسطاطها في الشرق قد طلعت / شمس إذا غاب قرص الشمس لم تغِب
بيضاء لن تتوارى بالحجاب كما / قبلاً توارى اِيا الأهرام بالحجب
إني أرى مصر والتأريخ يشهد لي / تحيا بعرق بها من ضئضيء العرب
وليس فرعونها ممن يشط به / بُعد عن العرب العرباء في النسب
يَمتّ للعرب ماضيها وحاضرها / بنسبة غضة في المجد والحسب
ما شاد فيها فؤاد قد أقيِم على / ما شاد عمرو بها في سالف الحقب
كفى الجزيرة فخراً في مكارمها / قبر أناف بها قدراً على الشُهُب
قبر بتربتها قد ضمَ جوهرةً / من معدن الله لا من معدن التُرَب
قامت بصاحبه للعرب نهضتهم / تذكو بعزم لهم كالنار ملتهب
جاشت كتائبهم كالموج صاخبة / ترغو بمثل هزيم الرعد في السحب
تمخضوا من سماع الوحي عن همم / نالوا بها أنجم الجوزاء من كثب
قد وحّدوا الله عن علم فوحّدهم / روحاً فخِيلُوا لأم كلّهم وأب
إذ أصبحوا كبني الأعيان تجمعهم / لله وحدنهم في كل مُطَّلَب
بذلكم نهضوا للمجد نهضتهم / ودوّخوا الأرض بالهندية القضب
في الشرق والغرب كم رايٍ لهم ركزت / في مدة هي بين الوِرْد والقَرَب
حتى لقد ملكوا الأمصار مملكة / كانت بسرعتها من أعجب العجب
العدل شيمتهم والعفو عادتهم / والصبر دَيْدنهم في كل مُحْتَرَب
ما كنت في أيام دولتهم / إلاّ سواسية في الحكم والرتب
من أجل ذاك الرعايا فيهم اندمجوا / مستعربين وما كانوا من العرب
والعرب في يومنا كالَطْيس إن حسبوا / كانوا ثمانين مليوناً لمحتسب
بني العروبة هُبّوا من مراقدكم / إلى متى نحن نشكو صَولة النُوَب
فقد لعمري افترقنا شرّ مفتَرَق / وقد لعمري انقلبنا شرَّ منقَلَب
أما تغارون يا أهل الحِفاظ على / حقّ لكم بيد الأعداء مغتصب
لا تكتفوا بافتخار في أوائلكم / فنشوة الخمر لا تغني عن العنب
بل انهضوا للمعالي مثلَ نهضتهم / واستعصموا باتحاد مُحكم السبب
كانت أوائلكم في وحدة تركت / أعداءهم قِدداً في قبضة الرَهَب
سلوا بذلكم اليرموك واديَه / فإنه بسوى ما قلت لم يُجب
عن خالد بطل الأبطال يخبرنا / إذ فلّ جيش العدى بالقتل والهرب
والقادسية عن سعد مِحدثة / يقتل رستم ربّ العسكر الجِب
إذا علمنا بأن النصر طالعهم / من أفق وحدتهم لم يبق من عجب
ما ضرّ لو نحن وحّدنا ثقافتنا / قبل السياسة بالتعليم والكتب
تلك الجزيرة ترنو نحو وحدتكم / في العلم والحكم والانجاد والطلب
ما أرض مصر ولا أرض العراق لها / إلاّ جناحان من عطف ومن حدب
قد استمّرا قروناً من حَنانهما / على الجزيرة في خَفق ومضطرب
أقول والبرق يسري في مراقدهم / يا ساري البرق أيقظ راقدا العرب
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع
وفدفدٍ قاتم الأعماق متسع / طويت أجوازه طيّ المكاتيب
بتَومبيل جرى في الأرض منسرحاً / كما جرى الماء من سفح الأهاضيب
ينساب مثل انسياب الأيم تحمله / عوامل عجلات من دواليب
كأنها وهي بالمطّاط منعلةٌ / تمشي بأخفاف أنواق مطاريب
يمرّ كالريح لم تسمع لأرجله / سوى حفيف كنفخ في الأنابيب
وتنكر الخيل أن جارته في سنن / ما تعرف الخيل من حضرٍ وتقريب
تظلّه قبّة فيه منجّدة / قد زانها حسن تنجيد وتقبيب
يخال من حلّ فيها نفسه ملكاً / يزهى بتاج على الفودين معصوب
ركبته وبياض الصبح تحسبه / صدر المليحة مكشوف التلابيب
والبدر في الأفق الغربيّ ممتقع / يرنو إلى الفجر في ألحاظ مرعوب
وللنجوم بقايا في جوانبه / كالعقد منفرطاً من جيد رعبوب
وللنسيم هبوب في مدارجه / ما ينعش الروح من نشر ومن طيب
فطار من غير تحليق براكبه / بل مرّ يمطر مطراً فوق ملحوب
وسار سيراً دِراكاً ملء مهيعه / كالوبل يتبع شؤبوباً بشؤبوب
فكنت أبصر حولي الأرض جاريةً / كمثل تيّار بحر وهو يجري بي
يلوح فصل الربا وصلاً فأحسبها / من سعرة المرّ قد صفّت بترتيب
ما زال يجتاز بي ما في البسيطة من / سهل ومن جبل عالي الشناخيب
حتى بلغت به أقصى مدىً عجزت / عنه العتاق من الجرد السراحيب
وكم علا بي أنشازاً تسلقها / وشاب في السير تصعيداً بتصويب
لا يعرف الأين منه أين موقعه / ولو يواصل ادلاجاً بتأويب
وكيف يتعب من لا حسّ يتبعه / ولا يسير على ساقٍ وظنبوب
وإنما هو يجري في مسالكه / دفعاً بقّوة غازٍ فيه مشبوب
جرّبته هابطاً أجزاع أودية / وطالعاً في الثنايا والعراقيب
وملهباً في سهول الأرض ينهبها / نهباً ويخلط الهوباً بالهوب
فكان أسبق مركوبٍ لغايته / وكنت أقرب طّلاب لمطلوب
تلك المطيّة لا ما كان يذكرها / أديب ذبيان من عيرانة النيب
لو امتطاها لبيد قبل تاه بها / على الحواضر قدماً والأعاريب
ولم يهم لو رأى ابن العبد منظرها / من وصف عوجائه في كل اسلوب
ولا أطال ابن حجرٍ وصف منجرد / عالي السراة كميت اللون يعبوب
إليك ما شاهدت عيني من العجب
إليك ما شاهدت عيني من العجب / في مسرح ماج بين الجدّ واللعب
خافوا به أن تقوم الأسد واثبةً / حتى بنَوا حاجزاً فيه من الخشب
وحصّنوه من الأعلى بمشتبك / من الحبال جديل غير منقضب
به الأسود تمطَى في مرابضها / والنمر يخطر بين الخوف والغضب
والذئب يبصر جدي المعز مقتربا / منه فيرجع عنه غير مقترب
أما الكلاب فجاءت وهي كاسيةٌ / يرقصن منتصباً في أثر منتصب
قامت على أرجلٍ تمشي معلّمةً / مشي المليحة في ابرادها القشب
تخشى مؤدّبها والصولجان له / في الكفّ فرقعةٌ كالرعد في السحب
ترنو إليه بعين الخوف فاعلةً / ما كان يصدر من أمرٍ ومن طلب
خضعن للسوط حتى أن أعقدها / لو يأمر السوط يغدو مرسل الذنب
وكانت الأسد تجري في اطاعتها / مجرى الكلاب بحكم الخوف والرهب
كأنما الليث لم يخلق أخا ظفر / محدّد الناب قذّافاً إلى العطب
شاهدته مشهداً بدعاً علمت به / أن الغرائز لم تطبع على الشغب
وأن خبث البرايا في طبائعها / لا بدّ فيه سوى الإطباع من سبب
وأن ليث الشرى ما صيغ مفترساً / لكن أحالته فرّاساً يد السغب
وكم من الناس من فد راح مندفعاً / بدافع الجوع نحو القتل والسلب
وإن تربية الإنسان يرجعه / أكسيرها وهو من تربٍ إلى الذهب
هذا إذا حسنت أما إذا قبحت / فالمندليّ بها يمسي من الحطب
فكل ما هو في الإنسان مكتسبٌ / فلا تقل فيه شئ غير مكتسب
إني أرى أسوأ الآباء تربية / للإبن أحرى بأن يدعى أعقّ أب
والمرء كالنبت ينمو حسب تبته / وليس ينبت نبع منبت الغرب
من عاش في الوسط الزاكي زكا خلقاً / حتى علا فيالمعالي أرفع الرتب
فاحرص على أدب تحيا النفوس به / فإنما قيمة الإنسان بالأدب
سمعت شعراً للعندليب
سمعت شعراً للعندليب / تلاه فوق الغصن الرطيب
إذ قال نفسي نفس رفيعه / لم تهو إلا حسن الطبيعة
عشقت منها حسن الربيع / أحسن بذاك الحسن البديع
فالعيش عندي فوق الغصون / لا في قصور ولا حصون
أطير فيها لفرط وجدي / من غصن ورد لغصن ورد
وفي فروع الأشجار بيتي / فالظل فوقي والزهر تحتي
فسل نسيم الأسحار عنّي / كم هزّ عطف الأغصان لحني
وسل يشدوي زهر الرياض / أني بحكم الأزهار راض
فكم زهور لِما أفوه / أصغت وقالت لا فضّ فوه
يا قوم إني خلقت حرّاً / لم أرض إلا الفضا مقرّا
فإن أردتم أن تؤنسوني / ففي المباني لا تحبسوني
وإن أردتم أن تنطقوني / فأطلقوني فأطلقوني