القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 9
مانِعَتي لذّةَ التَّداني
مانِعَتي لذّةَ التَّداني / مانحتي الوصلَ غيرَ عَذْبِ
إن كان ذنْبي إليكِ حبّي / فلستُ أَعتدُّه بذنب
ها فانظري هل تَرَيْنَ إلاّ / قلبيَ يَبْكي لفقد قلبي
كأنّ من شفني عدوّي / وهو على رغم ذاك حِبِّي
خليفةَ الله إنّ الدهرَ مُذْ طَلَعَت
خليفةَ الله إنّ الدهرَ مُذْ طَلَعَت / فيه سعودُك بادي الحسن محبوبُ
أعَدْتَ آسِنَه عَذْباً بلا كَدَر / وصَرْفَه الصَّعْبَ فينا وهو مَرْكُوب
إنِّي بعثتُ طريفاً وهي سُنْبلةٌ / تَمَّتْ فتمّ لرائيها الأعاجيب
وسَوْسَناً تمَّ مرآهُ ومَخْبرُهُ / فقد تَكامل فيه الحسن والطِّيب
كأنّه مِعْصَمٌ بالكفّ مُتَّصلٌ / له بَنانٌ من الحِنّاء مخضوب
وقد تفَاءلتُ فيه أنّ باكِرَه / بُكور عزِّك ما في ذاك تَكْذيب
وأنّها سَنَةٌ جاءت مبارَكةً / تَدِين فيها لك الزَّوْراء والنُّوبُ
يا مهْمِلَ العيش إنّ الدهر ذو نُوَبٍ
يا مهْمِلَ العيش إنّ الدهر ذو نُوَبٍ / حكمُ الحوادث صعبٌ غيرُ مُنْجَذِب
كم من مؤخِّرِ أمر حين يُمْكنه / إلى غدٍ وغَدٌ في قبضة الغَيَب
ومُبْتَدٍ لبناء وهو هادمُه / ومُدَّعٍ لصواب وهو لم يُصِب
فاستَنْهِض العيشَ بالصهباء مُعْمَلَةً / وافْرِ الهمومَ بسيف اللَّهو واللَّعبِ
وانظر إلى الكأس في كفّ المُدِير لها / كفضّة حَملتْ ذَوْباً من الذّهب
قواضِبُ الرأي أمْضَى من شَبَا القُضُبِ
قواضِبُ الرأي أمْضَى من شَبَا القُضُبِ / والحزمُ في الجِدّ ليس الحزمُ في اللَّعِب
والعزُّ ليس براضٍ عن عُلاَ مَلِكٍ / ما لم تُعِنْه سيوفُ الهند بالقُضُب
وليس يَسْتَطْعِم الرَّاحاتِ طيِّبةً / من لا يخوض إليها شدّة التَّعب
وتَرْكُك الشيء ممّا تَسْترِيب به / عجزٌ وداعيةٌ تُفْضي إلى العطب
إذا استربتَ بشيءٍ فامْحُ ظلمتَه / فذاك أنفى لِلْيلِ الشّك والرِّيَب
أعلى المراتب ما تَبْنيه مجتهِداً / وأفضلُ المجد ما تَحْويه بالنَّصَب
بِتْ ساهراً عند رأس الأمر تَرْقُبُه / ولا تبِتْ نائماً عنه لَدى الذَّنَب
والهمُّ بالخطب قبل الخطب مَنْبهةٌ / ومن رَمى بسهام الحزم لم يَخِب
يُرْجَى دفاعُ الرَّزايا قبل موقِعها / وليس يُرتجع الماضي من النوب
وأفضلُ الحلِم حلمٌ عند مَقْدُرة / وأعذبُ الجود ما وافَى بلا طلب
يَهْنَا العزيزَ من العلياء منزِلةٌ / لم يَحْويها مَلِكٌ في سالف الحِقَب
خلافةٌ علَوِيٌ أصلُ مَوْرِثها / ومولِدٌ نَبَويّ الجنس والحسب
لقد حويتَ أبا المنصور مرتبةً / من المكارم طالت أرؤسَ الرُّتب
أنتَ المسمَّى المرجَّى قبل مولِده / والخامسُ القائُم المذكورُ في الكُتُبِ
ما زلتَ تخطُب للعلياء أنفُسَها / دون الملوك ببيض الهند والذَّهب
حتى جلستَ على الجوزاء منفرِداً / بها وقبَّلْتَها في موضع الشَّنب
مكارمٌ حُزتَها لم يَحْوِها مَلِكٌ / في سالف الدهر من عُجْم ولا عرب
يا ناصرَ الدِّين والجَدْوى وطالِبها / وفارسَ القول والأنباء والخطب
هناك عيدٌ أعَدْت السعدَ فيه لنا / عوناً على نَكَد الأيام والشَّغَب
برزتَ فيه بروزَ الشمس كاسفةً / بضوئها لضياء البدر والشُّهُب
تأمّلوا منك بالأبصار إذ نظروا / تقوى إمامٍ ولاذوا منك بابن نبي
أطابَ لي العيشَ أنّي منك مُنْتَصرٌ / بأنصرِ الناس للقُربى وللنَّسب
وأكثرِ الناس ذبّاً عن ذَوي رَحِم / وأعلمِ الناس بالتَّفضيل والأدب
وأنَّنا غُصُنَا فرعٍ يَضمُّهما / إلى أواصر جَدٍّ واحدٍ وأبِ
فمِن عُلاك مَعاليَّ التي شَرُفَت / ومن أياديك ما أحوِى من النَّشَب
لا زلتَ تَبْقَى على الأيام مُقْتدِراً / ما مالت الرِّيحُ بالأغصان والقُضُب
إذا حَذرتَ زماناً لم تُستر به
إذا حَذرتَ زماناً لم تُستر به / كم قد أتى سهلُ دهرٍ بعد أَصْعَبِه
فاقبل من الدّهر ما آتاك مختلِطاً / لعلَّ مُرَّك يحلو في تَقلُّبه
خُذْها إليك ودَعْ لومي مُشَعْشَةً / من كفّ أقنى أسيلِ الخدّ مُذْهَبِهِ
في كلّ مَعْقِد حسن منه مُعْترِضٌ / يَحْميه دونك من أن تَستبدّ به
فكُحلُ عينيه ممنوع بِخنْجره / ووردُ خدّيه مَحْمِيّ بعقربه
لا تترك القدَحَ المملوء في يده / إني أخاف عليها من تَلَهّبه
وصُنْه عن سقْينا إن أغارُ به / وسَقِّه واسقِني من فضل مَشْربه
وانظر إلى الليل كالزّنجي منهزِماً / والصّبح في إثره يعدو بأشْهبَه
والبدرُ مُنْتصِبٌ ما بين أنجمه / كأنّه مَلِكٌ في وسط موْكِبه
أما تَرَى الدَّجنَ يدعونا إلى الطَّرِب
أما تَرَى الدَّجنَ يدعونا إلى الطَّرِب / والغيمَ يَخْتال في أثوابه القُشُبِ
والقَطرَ منثورةً منه لآلئه / كأنّهنّ دموعُ المُدْنَفِ الوَصِب
كأنّما الجوّ ملتفٌّ لَناظره / بمُطْرفَ أدْكنَ قد رُشّ بالذّهب
فرضٌ على كلّ ذي علم بلذّته / في مثل ذا اليوم لبسُ اللَّهو واللَّعب
في الطُّنّ معنّى من التَّعنيق معترضٌ
في الطُّنّ معنّى من التَّعنيق معترضٌ / في الضَّم منه وفي التَّشديد بالقُضُب
زهرٌ تنقّب بالصَّفْصاف حين أتى / تَنقُّبَ الأنجمِ الغرّاء بالسُّحُب
جعلتُ فألِيَ في توجيه زهرته / طلوعَ زهرة من أهوى من الوَصَب
لا أّخّر البُرءُ من لُقياك زَوْرتَه / فإنّ بُرْءَك برءُ المجد والأدب
مُجيرُك من سُقْم ومن وَصَبِ
مُجيرُك من سُقْم ومن وَصَبِ / وحسبُك الله من داء ومن نَصَبِ
وكيف عقّك دهرٌ أنت بهجتُه / وأنت جَنَّتُه للعُجْم والعُربُ
وأنتَ ألبسته تاجَ السَّنا شرفاً / حتى تبخترَ في أثوابه القُشُب
إن صارمتك لياليه فما رَجَعت / إلاّ على نفسها بالوَيْل والحَرَب
سيعلم الدهر إن لم يَثْن عنك يداً / بأنه فاقئٌ عينيه عن كَثَب
لأنّه بك أضحى في تصرفه / يُعْطي ويأخذ في الأحداث والنُّوَب
يا دهر أسرفتَ عُدْواناً مَنَيْتَ به / يا دهر حسبك فارْجِع عن ذوي الحسَب
اشربْ فإنّ الزمان غضٌّ
اشربْ فإنّ الزمان غضٌّ / وصَرْفُه لينِّ الجَناب
من قهوةٍ مُزَّة كُمَيْت / أَسْكَرَ من أَعْصُر الشَّباب
أرق من أَدْمُع التّصابي / سَكْبا وأَشْهى من الضِّراب
صاغَ لها المَزْجُ حين شِيبَتْ / نَطاقَ دُرّ من الحَبَابِ
كأنّ في كَأسها صباحاً / والليلُ مُحْلَولْك الثِّياب
يَسْعى بها ساحرُ المآقي / لا يُمْرض الوصلَ بالعتاب
كأنها لونُ وجنَتَيْه / وطِيبُ ألفاظِه العِذابِ
إنّ نَدَى راحَتَيْ نزارٍ / ما زال يُغْني عن السَّحاب
مهذّبٌ أروعُ السَّجايا / مقابلٌ ماجد النِّصاب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025