المجموع : 9
مانِعَتي لذّةَ التَّداني
مانِعَتي لذّةَ التَّداني / مانحتي الوصلَ غيرَ عَذْبِ
إن كان ذنْبي إليكِ حبّي / فلستُ أَعتدُّه بذنب
ها فانظري هل تَرَيْنَ إلاّ / قلبيَ يَبْكي لفقد قلبي
كأنّ من شفني عدوّي / وهو على رغم ذاك حِبِّي
خليفةَ الله إنّ الدهرَ مُذْ طَلَعَت
خليفةَ الله إنّ الدهرَ مُذْ طَلَعَت / فيه سعودُك بادي الحسن محبوبُ
أعَدْتَ آسِنَه عَذْباً بلا كَدَر / وصَرْفَه الصَّعْبَ فينا وهو مَرْكُوب
إنِّي بعثتُ طريفاً وهي سُنْبلةٌ / تَمَّتْ فتمّ لرائيها الأعاجيب
وسَوْسَناً تمَّ مرآهُ ومَخْبرُهُ / فقد تَكامل فيه الحسن والطِّيب
كأنّه مِعْصَمٌ بالكفّ مُتَّصلٌ / له بَنانٌ من الحِنّاء مخضوب
وقد تفَاءلتُ فيه أنّ باكِرَه / بُكور عزِّك ما في ذاك تَكْذيب
وأنّها سَنَةٌ جاءت مبارَكةً / تَدِين فيها لك الزَّوْراء والنُّوبُ
يا مهْمِلَ العيش إنّ الدهر ذو نُوَبٍ
يا مهْمِلَ العيش إنّ الدهر ذو نُوَبٍ / حكمُ الحوادث صعبٌ غيرُ مُنْجَذِب
كم من مؤخِّرِ أمر حين يُمْكنه / إلى غدٍ وغَدٌ في قبضة الغَيَب
ومُبْتَدٍ لبناء وهو هادمُه / ومُدَّعٍ لصواب وهو لم يُصِب
فاستَنْهِض العيشَ بالصهباء مُعْمَلَةً / وافْرِ الهمومَ بسيف اللَّهو واللَّعبِ
وانظر إلى الكأس في كفّ المُدِير لها / كفضّة حَملتْ ذَوْباً من الذّهب
قواضِبُ الرأي أمْضَى من شَبَا القُضُبِ
قواضِبُ الرأي أمْضَى من شَبَا القُضُبِ / والحزمُ في الجِدّ ليس الحزمُ في اللَّعِب
والعزُّ ليس براضٍ عن عُلاَ مَلِكٍ / ما لم تُعِنْه سيوفُ الهند بالقُضُب
وليس يَسْتَطْعِم الرَّاحاتِ طيِّبةً / من لا يخوض إليها شدّة التَّعب
وتَرْكُك الشيء ممّا تَسْترِيب به / عجزٌ وداعيةٌ تُفْضي إلى العطب
إذا استربتَ بشيءٍ فامْحُ ظلمتَه / فذاك أنفى لِلْيلِ الشّك والرِّيَب
أعلى المراتب ما تَبْنيه مجتهِداً / وأفضلُ المجد ما تَحْويه بالنَّصَب
بِتْ ساهراً عند رأس الأمر تَرْقُبُه / ولا تبِتْ نائماً عنه لَدى الذَّنَب
والهمُّ بالخطب قبل الخطب مَنْبهةٌ / ومن رَمى بسهام الحزم لم يَخِب
يُرْجَى دفاعُ الرَّزايا قبل موقِعها / وليس يُرتجع الماضي من النوب
وأفضلُ الحلِم حلمٌ عند مَقْدُرة / وأعذبُ الجود ما وافَى بلا طلب
يَهْنَا العزيزَ من العلياء منزِلةٌ / لم يَحْويها مَلِكٌ في سالف الحِقَب
خلافةٌ علَوِيٌ أصلُ مَوْرِثها / ومولِدٌ نَبَويّ الجنس والحسب
لقد حويتَ أبا المنصور مرتبةً / من المكارم طالت أرؤسَ الرُّتب
أنتَ المسمَّى المرجَّى قبل مولِده / والخامسُ القائُم المذكورُ في الكُتُبِ
ما زلتَ تخطُب للعلياء أنفُسَها / دون الملوك ببيض الهند والذَّهب
حتى جلستَ على الجوزاء منفرِداً / بها وقبَّلْتَها في موضع الشَّنب
مكارمٌ حُزتَها لم يَحْوِها مَلِكٌ / في سالف الدهر من عُجْم ولا عرب
يا ناصرَ الدِّين والجَدْوى وطالِبها / وفارسَ القول والأنباء والخطب
هناك عيدٌ أعَدْت السعدَ فيه لنا / عوناً على نَكَد الأيام والشَّغَب
برزتَ فيه بروزَ الشمس كاسفةً / بضوئها لضياء البدر والشُّهُب
تأمّلوا منك بالأبصار إذ نظروا / تقوى إمامٍ ولاذوا منك بابن نبي
أطابَ لي العيشَ أنّي منك مُنْتَصرٌ / بأنصرِ الناس للقُربى وللنَّسب
وأكثرِ الناس ذبّاً عن ذَوي رَحِم / وأعلمِ الناس بالتَّفضيل والأدب
وأنَّنا غُصُنَا فرعٍ يَضمُّهما / إلى أواصر جَدٍّ واحدٍ وأبِ
فمِن عُلاك مَعاليَّ التي شَرُفَت / ومن أياديك ما أحوِى من النَّشَب
لا زلتَ تَبْقَى على الأيام مُقْتدِراً / ما مالت الرِّيحُ بالأغصان والقُضُب
إذا حَذرتَ زماناً لم تُستر به
إذا حَذرتَ زماناً لم تُستر به / كم قد أتى سهلُ دهرٍ بعد أَصْعَبِه
فاقبل من الدّهر ما آتاك مختلِطاً / لعلَّ مُرَّك يحلو في تَقلُّبه
خُذْها إليك ودَعْ لومي مُشَعْشَةً / من كفّ أقنى أسيلِ الخدّ مُذْهَبِهِ
في كلّ مَعْقِد حسن منه مُعْترِضٌ / يَحْميه دونك من أن تَستبدّ به
فكُحلُ عينيه ممنوع بِخنْجره / ووردُ خدّيه مَحْمِيّ بعقربه
لا تترك القدَحَ المملوء في يده / إني أخاف عليها من تَلَهّبه
وصُنْه عن سقْينا إن أغارُ به / وسَقِّه واسقِني من فضل مَشْربه
وانظر إلى الليل كالزّنجي منهزِماً / والصّبح في إثره يعدو بأشْهبَه
والبدرُ مُنْتصِبٌ ما بين أنجمه / كأنّه مَلِكٌ في وسط موْكِبه
أما تَرَى الدَّجنَ يدعونا إلى الطَّرِب
أما تَرَى الدَّجنَ يدعونا إلى الطَّرِب / والغيمَ يَخْتال في أثوابه القُشُبِ
والقَطرَ منثورةً منه لآلئه / كأنّهنّ دموعُ المُدْنَفِ الوَصِب
كأنّما الجوّ ملتفٌّ لَناظره / بمُطْرفَ أدْكنَ قد رُشّ بالذّهب
فرضٌ على كلّ ذي علم بلذّته / في مثل ذا اليوم لبسُ اللَّهو واللَّعب
في الطُّنّ معنّى من التَّعنيق معترضٌ
في الطُّنّ معنّى من التَّعنيق معترضٌ / في الضَّم منه وفي التَّشديد بالقُضُب
زهرٌ تنقّب بالصَّفْصاف حين أتى / تَنقُّبَ الأنجمِ الغرّاء بالسُّحُب
جعلتُ فألِيَ في توجيه زهرته / طلوعَ زهرة من أهوى من الوَصَب
لا أّخّر البُرءُ من لُقياك زَوْرتَه / فإنّ بُرْءَك برءُ المجد والأدب
مُجيرُك من سُقْم ومن وَصَبِ
مُجيرُك من سُقْم ومن وَصَبِ / وحسبُك الله من داء ومن نَصَبِ
وكيف عقّك دهرٌ أنت بهجتُه / وأنت جَنَّتُه للعُجْم والعُربُ
وأنتَ ألبسته تاجَ السَّنا شرفاً / حتى تبخترَ في أثوابه القُشُب
إن صارمتك لياليه فما رَجَعت / إلاّ على نفسها بالوَيْل والحَرَب
سيعلم الدهر إن لم يَثْن عنك يداً / بأنه فاقئٌ عينيه عن كَثَب
لأنّه بك أضحى في تصرفه / يُعْطي ويأخذ في الأحداث والنُّوَب
يا دهر أسرفتَ عُدْواناً مَنَيْتَ به / يا دهر حسبك فارْجِع عن ذوي الحسَب
اشربْ فإنّ الزمان غضٌّ
اشربْ فإنّ الزمان غضٌّ / وصَرْفُه لينِّ الجَناب
من قهوةٍ مُزَّة كُمَيْت / أَسْكَرَ من أَعْصُر الشَّباب
أرق من أَدْمُع التّصابي / سَكْبا وأَشْهى من الضِّراب
صاغَ لها المَزْجُ حين شِيبَتْ / نَطاقَ دُرّ من الحَبَابِ
كأنّ في كَأسها صباحاً / والليلُ مُحْلَولْك الثِّياب
يَسْعى بها ساحرُ المآقي / لا يُمْرض الوصلَ بالعتاب
كأنها لونُ وجنَتَيْه / وطِيبُ ألفاظِه العِذابِ
إنّ نَدَى راحَتَيْ نزارٍ / ما زال يُغْني عن السَّحاب
مهذّبٌ أروعُ السَّجايا / مقابلٌ ماجد النِّصاب