المجموع : 4
دَعْ ما يريبُ إلى ما ليسَ بالرِّيب
دَعْ ما يريبُ إلى ما ليسَ بالرِّيب / فَذا يبوؤك العَلْيا مِن الرُّتبِ
واعْمِدْ إلى سُبُل الخيراتِ منتَهجا / لَها لِتَسْعَدَ في حالٍ وَمُنْقَلَبِ
لا أعْصِرُ الخَمْرَ بل أغْرِس العِنَبا
لا أعْصِرُ الخَمْرَ بل أغْرِس العِنَبا / حَسبي ثُغُورٌ تُبيحُ الظّلْمَ والشّنَبا
إذا تُدارُ على صاحٍ سُلافَتُها / يَوْماً تَهافَتَ سُكْراً وانتَشى طرَبا
وظلّ يَهْزَجُ في أثناءِ نَشْوَتِه / حتّى كأنّ دَمَ العُنقودِ ما شرِبا
قل للنّزيفِ بِها أدْمِنْ على ثِقَةٍ / فلا جُناحَ على مَن أدْمن الضَربا
يا بُؤْسَ للصبّ شَام البَرْقَ مُبتَسما / فباتَ يُزْري بصَوْبِ المُزْن مُنْتَحبا
وفي الحَشا ما الحَشايا عنْه تُنْبِئُه / مِن لوْعة سَعّرتها فاغْتَدَتْ عَجَبا
لا أنكرُ الضّد يلقى الضّدّ مذ جمعتْ / جوانحي وجفوني الماء واللَهبا
إنّ الذين ولُوا أمْر التي ولِيَتْ / أمْري غدا سِلْمُهُم حَرْباً فَواحرَبا
أمُّوا العَقيق فعاقوا العاشِقين ولَوْ / عاجُوا على منعجٍ قضّى الهوى أرَبا
آمَتْ بَنَاتُ نَسيبي يوْم بينهِمُ / لِفَقْدها منْ فُؤادي قَيّماً حَدِبا
ساروا بِه دونَ جِسْمي كَيفَ صاحَبَهُم / ولا قوامَ لهُ إلا إِذا اصْطُحِبا
يا آلَ خَوْلَةَ لا آلُو مَضَارِبَكُم / حَوْما عَليها رَجاء الوردِ إذْ عذُبا
وإنْ حَجَبْتم عنِ الأبصارِ هَوْدجَها / فحاجب الشمس لا يخفى وإن حُجبا
ما ضرّكم لو نَفَحْتُم مِن تعلّقها / بأنْ يَسوق لَها المُهرية النُّجُبا
لَئِن بَخِلْتُم بِنزْر ليسَ يَرْزَؤُكُمْ / لَتَفْضَحُنّ بِما تأتُونَه العَربَا
أليسَ يُعْديكُم جُودُ الأميرِ عَلى / قاصٍ ودانٍ بِما يَسْتَغْرقُ الطَلبا
المُنتَضي صارِماً للهَدْي مُنْتَصراً / والمُرْتَضى قائِماً بِالحَقّ مُنْتصبا
إمامُ دينٍ ودُنيا لمّ شَمْلَهُما / مِنْ بعد ما اضْطَرَبا دهراً وما اغْتَربا
تقلّد المُلْكَ والسُّلطان مُنْهَجةً / أثْوَابُه فَثَناها غَضّةً قُشُبا
يَسمو بآبائِهِ الأنام مُفْتَخِراً / إِذا المَنابِر سَمَّتْهُمْ أباً فأبا
وإنّ يَحْيى بنَ عبد الواحدِ بنِ أبي / حَفْصٍ لأَنوَرُ من شَمسِ الضُحى نَسبا
ثَلاثَةٌ هُمْ نُجومُ الأرضِ قَد عَشَروا / وعَاشَرُوا في السّماءِ السّبْعَة الشُهُبا
مُبارَكونَ عَلى الدُنيا عَزائِمُهُم / حِزْبُ الديانَة فيما غالَ أو حَزَبا
أضحى وحيدَهُمُ في كلِّ مَعْلُوَةٍ / مَنْ ردّ من ألْفة التّوحيدِ ما ذَهَبا
مَلْكٌ تَبَحْبَحَ في عَلْياء سُؤْدَدِه / فأَحرَزَ السّلَف القُدْسِيّ وَالعَقبا
تَهْوى الكَواكِبُ لوْ أهوَت لِسُدّتِه / فَقبّلَتْ راحَةً لا تَأتَلي تَعَبا
طَعْنَاً وضَرْباً وبَذلاً كُلّ آوِنَة / ولا نَصيبَ لمَن يَستَنكِفُ النّصَبا
فمِنْ سماح إذا القطر المُلِثُّ ونَى / أوْ مِنْ مَضاء إِذا العَضْبُ الحُسامُ نَبا
لَم يَدْنُ مِن بابِهِ مُسْتَشْعِرٌ وَجَلاً / إلا دنا مِن أمانِ اللّهِ وَاقْتربا
أَعْرى الصَوارِمَ لمّا باتَ مُدَّرعا / مُفاضَة الحزْم واستَدنَى القَنا السُّلبا
وَصالَ بِالبيضِ بأساً حِينَ سالَ نَدىً / بِالصَّبرِ فاسْتفْرغ الأكياس والقِربا
الطّوْد والبَحر من حُسّادِه أبداً / إذا احْتَبى في سَريرِ المُلكِ ثُمّ حَبا
لأجلِها طاشَ هَذا مُزبِدا قَلِقاً / وقَرّ ذاك طويلَ الفِكْرِ مُكْتَئِبا
ثمّ استَبان كَمالاً فيهِ عِزُّهُما / حتَّى لَقَد رَضِيا مِن طُولِ ما غَضِبا
مُبَارَكٌ لَم تَلُحْ كالصُّبحِ غُرّتُه / إلا جَلَتْ كالظّلام الحَندس النوَبا
يُغادِر النّهْر غَصّاناً وقَد جُعِلَت / تُحيلُ شُمّ الرّواسي خيلُه كُثبا
في الجَيْشِ منهُ رَبيط الجَأشِ يُؤْمِنُه / والرّوْع يَفْصِلُ عن راياتِها العَذَبا
ما هَزّهُ المَدْحُ إلا انْثَالَ نائِلُهُ / كالجِذع ساقط لما حرَّك الرُّطبا
عُلى المُلوكِ وُقوفٌ دونَ غايَته / إنّ القُطوف إذا جارى الجَواد كَبا
وَإن أخالُوا بِدَعوى في مُجَانَسَةٍ / فمن لَهم بلُجيْن يُشبِهُ الذّهَبا
هذِي الشُهورُ شُهورُ اللّهِ واحِدَةٌ / والفَرْدُ مِنهُنّ وَصفٌ لازِمٌ رَجبا
مَوْلايَ سَحّتْ عَلى العبدِ اللهَى دِيَماً / فَبَادَرَ الحَمْد يَقْضي مِنْهُ مَا وَجَبا
إنّي أخاف وَقَد عُجلْتهَا مِنَحاً / إِذا أؤَجّل مَدْحاً أن يكونَ رِبا
سارَعتُ بالشكرِ إِفصاحاً بأن يَدي / تَأثّلَت مِن يَدَيْك المَالَ والنّشَبا
وَما توقّفتُ عَن بَيْتٍ وَقَافِيَةٍ / مُنذُ استَفدْتُ لَدَيك العِلم والأدَبا
دَانَتْ بِهَجْر الدُّنى للّهِ وازْدَلَفَت
دَانَتْ بِهَجْر الدُّنى للّهِ وازْدَلَفَت / كَريمَة المُنتمَى مرْضِيّةَ القُرَبِ
قَوّامة الليلِ مَحْنِيا عَلى خَصَرٍ / صَوّامة اليَوْم مَطْوياً عَلى لَهَبِ
تَبَايَنتْ واليَتامى هُنّ في رغَب / لِمَا تَعَوّدْنَ مِنها وَهي فِي رَهَبِ
لَوْ أن آثَارها تُحصَى لَمَا كَتبَتْ / سِوى مَآثِرها الأقْلامُ في الكُتُبِ
نقُول في خطبها المُلقي طَلْعَتَهُ / إنّا بَكَيْناهُ بِالأشْعَارِ والخُطَبِ
فَلَوْ عَقَلْنَا عقَلنا عَنهُ ألسُننا / لكِنّها سُنَةٌ في شِرْعَة الأدبِ
يا حُسْنَها سَوْسَناتٍ أطْلعتْ عَجَبا
يا حُسْنَها سَوْسَناتٍ أطْلعتْ عَجَبا / مَداهِناً مِن لُجَيْنٍ تخْبأُ الذّهَبا
لمّا سَقاها الحَيا ما شاء مُنْبِتُها / لم تَعْدُ أنْ مزّقَتْ أثْوَابَها طرَبا