المجموع : 11
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ / فكيفَ حالُ مَنِ الدّنيا تُعذِّبُهُ
ومن سَمَتْ لوصالِ الشّمسِ هِمَّتُهُ / فغيرُ مُستَنكَرٍ إنْ عزّ مطلبُهُ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ / ونظَّمَ الدُّرَّ بين الرّاحِ والحَبَبِ
ومن تُرى غَرسَ الأغصانَ حاملةً / شمساً تردّتْ ديَاجي الشَّعر في كُثُبِ
وقُل لِشَادِنٍ آرامِ الكَناسِ أَلاَ / فاُنظُر إلى مُلَحٍ في شادِنِ العَربِ
نارُ الحياءِ بخَدَّيْهِ بلا لَهبٍ / قد مازَجَت ماءَ حُسنْ غَيرَ مُنسَكِبِ
سُبحانَ باري سِهَامٍ مِن لَواحِظِهِ / من الملاَحَةِ لا مِن أسهُمِ الغَرَبِ
إذا رَمَينَ فَما دُون القُلوبِ وإِن / حُرِسنَ من جُنَنٍ تَحمي ولا حُجُبِ
كانت وليلُ الصِّبا تُخفي دَياجِرُهُ / عَنِّي سبيلَ النُّهَى والرّشدِ من أَرَبي
أعْصِي النّصيحةَ فيها غيرَ مُعتَذِرٍ / وأَركبُ الغَيَّ عمداً غير مُتَّئِبِ
وأحِملُ الضِّغْنَ في وجْدِي بِها وأَرَى / حملَ الَهوى مِن وقارِ الحُلمِ أجمَلَ بِي
حتّى إذا نَادَتِ السبعونَ حَسبُكَ مِنْ / تَعليلِ قَلبِكَ بالآمالِ والكَذِبِ
عَلامَ يا دهرُ بالعُدوَانِ تَحبِسُني
عَلامَ يا دهرُ بالعُدوَانِ تَحبِسُني / في غيرِ جِنْسِي وَلم أُفقَدْ ولم أَغِبِ
هَلاّ بأَدنَى العذَابَيْنِ اقتَنَعْتَ لنَا / فالذَّبحُ أَرْوَحُ من تَعذيبِ مُغتَرِبِ
يا مَن به سَلْوَتي عن كُلِّ مُفْتَقَدٍ
يا مَن به سَلْوَتي عن كُلِّ مُفْتَقَدٍ / ومَن مودَّتُهُ أدنَى من النَّسَبِ
شَكوتَ همَّكَ بي لمَّا اشتكيتُ فَلا / زلتَ المُوقّى من الآلامِ والنّوَبِ
أبَّلَ جسمِيَ مِن أوصَابِه وأَرَى / قَلبي مِن الهمِّ لا ينفَكُّ ذَا وَصبِ
وداؤُه باطنٌ لا طِبَّ يبلُغُهُ / إن لَمْ يُدارِكْهُ لطفٌ غيرُ مُحتَسَبِ
وما الّذِي نَالَه من دائِه عَجبُ / لكنْ سلامَتهُ من أعجَبِ العَجَبِ
لأصبرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ
لأصبرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ / حتّى يَرى غيرَ ما قَد كان يَحسَبُهُ
وأستَميتُ لما تأتي الخطوبُ به / ليعلَم الخطبُ أنّي لستُ أرهَبُهُ
إن غالَبتْني على وَفْري نوائبهُ / فحُسنُ صَبريَ في اللأواءِ يغلِبهُ
أو أبعدتَنيَ عن أهْلي وعن وطَني / فأبعَدُ الفَرَجِ المرجُوِّ أقْربُهُ
والدّهرُ يَهدِمُ ما يَبني ويُخْمِدُ ما / يوري ويُبعِدُ ما يُدني تَقَلُّبُهُ
حَسبي من العيشِ خيرُ العيشِ يُدرِكُهُ
حَسبي من العيشِ خيرُ العيشِ يُدرِكُهُ / سَوايَ بي وليَ الأوصابُ والنَّصَبُ
كأنّني البَوُّ تُسْتَمْرى العَجولُ بِهِ / وإِنَّما لِسِواهُ الدَّرُ والحَلَبُ
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى يُصيبُ ولا
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى يُصيبُ ولا / يَرى مكان الأعادي مِن ذَوي النَّسَبِ
كالنَّارِ تحرقُ طبعاً لا تُمَيِّزُ بَيْ / نَ المَنْدَل الرَّطْبِ في الإحراقِ والحَطَبِ
يا رَبِّ حُسْنُ رجائي فيكَ حسَّنَ لي
يا رَبِّ حُسْنُ رجائي فيكَ حسَّنَ لي / تضييعَ وقتيَ في لهوٍ وفي لَعِبِ
وأنتَ قلتَ لِمن أضحى على ثِقَةٍ / بحسنِ عفوِكَ إنّي عند ظنِّكَ بي
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً / أنَّ اللّيالِي يَصِدْن الصّقرَ بالخَرَبِ
وأن أَيدِيَها شَلّتْ ولا انبسطَت / إذا ضَربنَ كَسرْن النّبعَ بالغَرَبِ
حتّى رأيتُ النّعامَ الرّبْدَ قد قَتَلَتَ / أُسْدَ العرينِ فيا لَلنّاسِ للعَجَبِ
كأَنَّ سقْبَ المنَايا وسْطَ جمعِهِمُ / رغَا فماتُوا جميعاً جيرةَ الصّقَبِ
لم تُغنِ نجدتُهُم إذ حانَ يَومُهُمُ / عنْهم ولم تَحمهم من سطوةِ النُّوَبِ
وَيْحَ الغَريبةِ والدّيارُ دِيارُها / لم تَرتَحِلْ عنها ولم تَتَغَرَّبِ
ماتت غريبةَ وِحدةٍ من تِرْبِها / وشقيقِها ومن العُمومةِ والأبِ
فهي الوحيدةُ والأقارِبُ حولَها / وهي البعيدةُ في المحَلِّ الأقربِ
فإذا تضرَّمَ في الجوانِحِ ذكرُها / قال الأسَى باللهِ يا عينُ اسكُبِي
يا مدعي الصبر عن أحبابه وله
يا مدعي الصبر عن أحبابه وله / دمع إذا حن ذكراهم تكذبه
خلفت قلبك في أرض الشآم وقد / أصبحت في مصر يا مغرور تطلبه
هلا غداة النوى استصحبته وإذا اخ / تار المقام فهلا كنت تصحبه
أفردته بالأسى في دار غربته / وعدت لا عدت تبكيه وتندبه
هيهات قد حالت الأيام بينكما / فعز نفسك عما عز مطلبه
أشتاق أهلي وأوطاني وقد ملكت
أشتاق أهلي وأوطاني وقد ملكت / دوني وأفنى الردى أهلي وأحبابي
فأستريح إلى رؤيا القبور ففي / أمثالها حل إخواني وأترابي
ولست أحيا حياة أستلذ بها / من بعدهم ولحاق القوم أولى بي