المجموع : 4
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ
زارتْ على الخوفِ من رقيبِ / كظبيةٍ رُوّعت بذيبِ
كافورةٌ في بياضِ لونٍ / ومسكةٌ في ذكيِّ طيبِ
كادت تروّي غليلَ صبٍّ / فؤاده منه في لهيبِ
من ثَغَبٍ باردٍ حصاه / منظم اللؤلؤ الشنيبِ
حتى إذا ما طمعتُ منه / بحَسْوة الطائر المُريبِ
ولّتْ فَقُلْ في طلوع شمس / قد أخذت عنه في الغروبِ
كان زمان اللقاء منها / أقصر من جلسة الخطيبِ
وجْدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا
وجْدٌ عن الدمع فضّ الختم فانسكبا / بهِ أرَدْتُ خمودَ الجمْرِ فالتَهَبا
وما تَيَقّنْتُ أن الماءَ قبلهما / يكونُ للنار ما بينَ الحَشَا حطبا
هل أقْصَرَ الدهرُ عن تعنيتِ ذي أدبِ
هل أقْصَرَ الدهرُ عن تعنيتِ ذي أدبِ / أو قال حَسْبِيَ من إخمالِ ذي حسبِ
لا يلحظُ الحرَّ إلّا مثلما وَقَعَتْ / على أخي سيئاتٍ عينُ ذي غضبِ
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَاربُهُ / يخوضها كُلَّ حينٍ جَحفلُ النُّوَبِ
إنّ الزمانَ بما قاسيتُ شيّبَني / ولم أُشَيّبْهُ هذا والزّمانُ أبي
ولو خلا الدّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ / أكثرْتُ منه ومن أبنائِهِ عَجبي
قَرَأْتُ وحدي على دهري غرائِبَهُ / فما أعاشرُ قوماً غَيْرَ مغتربِ
أحَلْتُ عزمي على همّي فقَطّعَهُ / كأنّ عزميَ من صَمصَامتي الذّربِ
ما قرّ بي السيرُ في سهلٍ ولا جبلٍ / إلّا كما قرّ جاري الماء في صَبَبِ
ولم أضِقْ في السرَى ذرعاً بمعضلةٍ / قد زاحمتنيَ حتى ضاقَ مُضْطَربي
ويرْتَقِي حَرُّ أنْفاسي فَأَبْعَثُهُ / بَرداً وإن كان مُسْتبَقى من اللهبِ
وأحْرِ بالحَرّ أن تَلقاهُ ذا جَلَدٍ / وإن تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ
ولابسٍ نُقَبَ الأعْراض جوهره
ولابسٍ نُقَبَ الأعْراض جوهره / لهُ انسيابُ حُبابٍ رَقْشُهُ الحَبَبُ
إذا الصَّبا زلقت فيه سنابكُها / حسبته مُنْصُلاً في متنه شُطَبُ
وردتُهُ ونجوم الليل مائلةٌ / كما تدَحرَجَ دُرٌّ ما له ثُقَبُ
ومغربٍ طعنته غيرَ نابيةٍ / أسنَّةٌ هي إن حققتها شهبُ
ومشرقٍ كيمياءُ الشمسِ في يدهِ / ففضةُ الماءِ من إلقائها ذهبُ