المجموع : 5
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ
النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ / وَالعِزُّ فَوْقَ ظُبا الهِنْدِيَّةِ القُضُبِ
وَالعَزْمُ يُوقِظُ داعِي الحَزْمِ نائِمهُ / وَهَل تَدورُ الرَّحَى إلا على القُطُبِ
فَما الثَّواءُ بِأَرْضٍ لِلْمُقيم بِها / إِلى الهُوَيْنى حَنينُ الوُلَّهِ السُّلُبِ
أَقْذَى الزَّمانُ بِها شِرْبي وَرَنَّقَهُ / ماذا تُريدُ اللَّيالي مِنْ فَتىً غُرُبِ
مَتى أُرَوِّي غَليلَ السُّمْرِ مِنْ ثُغَرٍ / يَمِدْنَ فيهنَّ كَالأشْطانِ فِي القُلُبِ
فَهُنَّ أَزْوَيْنَ إِبْلي وَالمِياهُ دَمٌ / وَقَدْ تَوَشَّحَتِ الغُدْرانُ بِالعُشُبِ
أُزْهَى بِنَفْسي وَإِنْ أَصْبَحْتُ في مُضَرٍ / أَلْوي على العِزِّ مِنْ بَيْتي قُوى الطنُبِ
فَالعُودُ مِنْ حَطَبٍ لولا رَوائِحُهُ / وَالنَّخْلُ تُكْرَمُ لِلأَثْمار لا العُسُبِ
وَقَدْ جَعَلْتُ مَرادَ الطَّرَفِ غَيْر مَهاً / يَهْزُزْنَ في المَشْي أَغْصانَاً على كُثُبِ
إِنَّ العُيونَ عَنِ العَلْياءِ نابِيَةٌ / وَمَسْرَحُ العَيْنِ مِنّي مَسْبَحُ الشُّهُبِ
هِيَ الّتي لا تَزالُ الدَّهْرَ ناظِرَةً / إِلى عُلاً وَلِسُؤَّالٍ وفي كُتُبُ
وَقَدْ شَكَتْ فَشَفاهَا اللهُ وَارْتَجَعتْ / لَحْظاً أَحَدَّ مِنَ المَأْثُورَةِ الرُّسُبِ
وَالشَّمْسُ تَرْنو بِعَيْنٍ لا يُغَيِّضُ مِنْ / أَنْوارِها ما يُوارِيها مِنَ السُّحُبِ
وَالمَشْرَفِيّةُ لا تَنْبو مَضارِبُها / فيها المَضاءُ وَإِن رُدَّتْ إِلى القُرُبِ
فَأَصْبحَ المَجْدُ مَسْروراً بِعافِيةٍ / أُلاعِبُ الظِّلَّ في أَثْوابِها القُشُبِ
وَأَشْرَقَ الدَّهْرُ حَتّى خِلْتُ صَفْحَتَهُ / تُقَدُّ مِنْ وَجَناتِ الخُرَّدِ العُرُبِ
مَن أَرتَجي وَإِلى ما يَنتَهي أَرَبَي
مَن أَرتَجي وَإِلى ما يَنتَهي أَرَبَي / وَلَم أَطأ صَهواتِ السَبعَةِ الشُهُبِ
يا دَهرُ هَبنيَ لا أَشكو إِلى أَحَدٍ / ما ظَلَّ مُنتَهَساً شِلوي مِنَ النُّوَبِ
فَكَم تُجَرِّعُني غَيظاً تَفورُ بِهِ / جَوانِحٌ بِتُّ أَطويها عَلى لَهَبِ
تَرَكتَني بَينَ أَيدي النَّائِباتِ لَقىً / فَلا عَلى حَسَبي تُبقي وَلا نَسَبي
يُريك وَجهي بشاشاتِ الرِّضى كَرَماً / وَالصَدرُ مُشتَمِلٌ مِنِّي عَلى الغَضَبِ
هَل في أُهَيلِكَ غَيري مَن تُزانُ بِهِ / أَم هَل لَهُم حين يُعزى مِن أَبٍ كَأَبي
مَتى تَعُدُّ بَنيها أَعصُرٌ سَلَفَتْ / فَأَنتَ تُربي عَلَيها حينَ تَفخَرُ بِي
أَما عَلِمتَ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ / أَنَّ المَطامِعَ لا أُرخِي لَها لَبَبي
إِن هَزَّني اليُسرُ لَم أَنهَض عَلى مَرَحٍ / أَو مَسَّني العُسرُ لَم أَجثِم عَلى لَغَبِ
حَسبُ الفَتى مِن غِناهُ سَدُّ جَوْعَتِهِ / فَكُلُّ ما يَقتَنيهِ نُهزَةُ العَطَبِ
مَنِ الطَّوالِعُ مِن نَجدٍ تُظِلُّهُمُ
مَنِ الطَّوالِعُ مِن نَجدٍ تُظِلُّهُمُ / سُمرُ القَنا أَنِزاراً يَدَّعونَ أَبا
أَرى سُيوفَهُمُ بيضاً كأَوجُهِهِمْ / فَما لأَعيُنِهِمْ مُحمَرَّةً غَضَبا
أَجَلْ هُمُ عامِرٌ هَزَّتهُمُ إِحَنٌ / واِستَصحَبوا مِن سُلَيمٍ غِلمَةً نُجُبا
إِذا الصَّريخُ دَعا حَلوا الحُبا كَرَماً / وَحمحَمَ الخَيلُ فاِهتَزّوا لَها طَرَبا
يَحمونَ نَجداً بِأَرماحٍ مُثَقَّفَةٍ / تَحكي الأَسِنَّةُ في أَطرافِها الشُّهُبا
وَرُبَّ آنِسَةٍ في القَومِ ما عَرَفَتْ / سَبياً وَلَم تُبدِ عَن خَلخالِها هَرَبا
تُزيرُ عودَ البَشامِ اللَّدنَ مَكسِرُهُ / فَماً يَمُجُّ عَلَيهِ الخَمرَ وَالضَرَبا
وَلا يُحَدِّثُ عَنهُ غَيرُهُ أَحَدٌ / وَقَد حَكى عَنهُ ما أَهوى فَما كَذَبا
قالَت لِصَحبيَ سِرّاً إِذْ رأَتْ فَرَسي / مَنِ الَّذي يَتَقَدَّى مُهرُهُ خَبَبا
فَقالَ أَعلَمُهُم بي إِنَّ والِدَهُ / مَن كانَ يُجهِدُ أَخلافَ العُلا حَلَبا
ما ماتَ حَتَّى أَقَرَّ النَّاسُ قاطِبَةً / بِفَضلِهِ وَهوَ أَعلى خِندِفٍ نَسَبا
وَذا غُلامٌ بَعيدٌ صيتُهُ وَلَهُ / فَصاحَةٌ وَفَعالٌ زَيَّنَ الحَسَبا
وَظَلَّ يُنشِدُها شِعري وَيُطرِبُها / حَتىّ رَأَتهُ بِذَيلِ اللَيلِ مُنتَقِبا
فَوَدَّعَتهُ وَقالَت يا أخَا مُضَرٍ / هَذا لَعَمْري كَلامٌ يُعجِبُ العَرَبا
أَنا الَّذي وَطِئَتْ هامَ السُّها هِمَمِي / وَلَم يَكُن نَسَبي في الحَيِّ مُؤتَشَبا
لَكِنَّني في زَمانٍ لا تَزالُ لَه / نَكراءُ مَرهوبَةٌ تُغري بيَ النُّوَبا
أَعُضُّ كَفِّيَ مِن غَيظي فَشيمَتُهُ / أَنْ يُتبِعَ الرَّأسَ مِن أَبنائِهِ الذَّنَبا
وَزَفرَةٍ لَم تَسَعْها أَضلُعِي عَلِقَتْ / بِغَضبَةٍ خِلتُها بَينَ الحَشى لَهَبا
لأُخمِدَنَّ لَظاها مِنهُمُ بِدَمٍ / يَعومُ فيهِ غِرارُ السَّيفِ مُختَضِبا
وَعَدتِ وَالخِلُّ مَوفِيٌّ لَهُ زُفَراً
وَعَدتِ وَالخِلُّ مَوفِيٌّ لَهُ زُفَراً / بابنِ الغَمامِ مَشوباً بابنَةِ العِنَبِ
فَجئنَ يا ساقياتِ الخَمرِ صافيَةً / بِها قُبَيلَ اِبتِسامِ الفَجرِ عَن كَثَبِ
فَإِنَّ دَغدَغَةَ الأَقداحِ مُهدِيَةٌ / إِليَّ تَعتَعَةً لِلسُّكرِ تَعبَثُ بي
وَأَنتِ يا عَلْوَ شيمي اللَّحظَ إِنَّ لَهُ / في القَلبِ وَقعَ شَبا المأثورَةِ القُضُبِ
ضَحِكتِ ثُمَّ بَكى الإِبريقُ مُنتَحِباً / فالرِّيقُ وَالثَّغرُ مِثلُ الرَّاحِ وَالحَبَبِ
وَنَحنُ في رَوضَةٍ جَرَّ النَّسيمُ بِها / ذَيلاً بِهِ بَلَلٌ مِن أَدمُعِ السُّحُبِ
إِذا ذَكَرتُ بِها نَجداً وَساكِنَهُ / وَضَعتُ حُبوَةَ حِلمي في يَدِ الطَرَبِ
بِمنشَطِ الشَّيح مِن نجدٍ لنا وَطَنُ
بِمنشَطِ الشَّيح مِن نجدٍ لنا وَطَنُ / لَم تَجرِ ذِكراهُ إِلّا حَنَّ مُغتَرِبُ
إِذا رأَى الأُفقَ بالظَّلماءِ مُختَمِرا / أَمسى وَناظِرُهُ بِالدَّمعِ مُنتَقِبُ
ونشقَةٍ مِن عَرارٍ هزَّ لِمَّتَهُ / رُوَيحَةٌ في سُراها مَسَّها لَغَبُ
تشفي غَليلاً بصَدري لا يُزَحزِحهُ / دَمعٌ تُهيبُ بِهِ الأَشواقُ مُنسَكِبُ
والنَّارُ بالماءِ تُطفَى فالهموم لها / في القَلبِ نارٌ بِماءِ العَينِ تَلتَهِبُ
فَقالَ صَحبي غداةَ الشِّعبِ من حضَنٍ / وَالخَدُّ يَهمي عَلَيهِ واكِفٌ سَرِبُ
حتّامَ تَبكي دماً والشَّيبُ مبتَسِمٌ / وَالعُمرُ قَد أَخلَقَتْ أَثوابُهُ القُشُبُ
فَما ثَنَى اللَّومُ مِن غَربي وَذا عَمَهٌ / يا سَلمَ ما أَنا بَعدَ الشَّيبِ وَالطَّرَبُ