القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 19
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً / وَالقَلبُ مِن أَجلِ ذاكَ الحَربِ في حَرَبِ
لَمياءُ لَعساءُ مَعسولٌ مُقَبَّلُها / شَهادَةُ النَحلِ ما يَلقى مِنَ الضَرَبِ
رَيّا المُخَلخَلِ ديجورٌ عَلى قَمَرٍ / في خَدِّها شَفَقٌ غُصنٌ عَلى كُثُبِ
حَسناءُ حالِيَةٌ لَيسَت بِغانِيَةٍ / تَفتَرَّ عَن بَرَدٍ ظَلمٍ وَعَن شَنَبِ
تَصُدُّ جِدّاً وَتَلهو بِالهَوى لَعِباً / وَالمَوتُ ما بَينَ ذاكَ الجِدِّ وَاللَعبِ
ما عَسعَسَ اللَيلُ إِلّا جاءَ يَعقُبُهُ / تَنَفُّسُ الصُبحِ مَعلومٌ مِنَ الحِقَبِ
وَلا تَمُرُّ عَلى رَوضٍ رِياحُ صَباً / تَحوي عَلى كاعِباتٍ خُرَّدٍ عُرُبِ
إِلّا أَمالَت وَنَمَّت في تَنَسُّمِها / بِما حَمَلنَ مِنَ الأَزهارِ وَالقُضُبِ
سَأَلتُ ريحَ الصَبا عَنهُم لِتُخبِرَني / قالَت وَما لَكَ في الأَخبارِ مِن أَرَبِ
في الأَبرَقَينِ وَفي بَركِ العِمادِ وَفي / بَركِ العَميمِ تَرَكتُ الحَيَّ عَن كَثَبِ
لا تَستَقِلُّ بِهِم أَرضُ فَقُلتُ لَها / أَينَ المَفَرَّ وَخَيلُ الشَوقِ في الطَلَبِ
هَيهاتَ لَيسَ لَهُم مَعنىً سِو خَلَدي / فَحَيثُ كُنتُ يَكونُ البَدرُ فَاِرتَقِبِ
أَلَيسَ مَطلَعُها وَهمي وَمَغرِبُها / قَلبي فَقَد زالَ شُؤمُ البانِ وَالغَرَبِ
ما لِلغُرابِ نَعيقٌ في مَنازِلُنا / وَما لَهُ في نِظامِ الشَملِ مِن نَدَبِ
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ / أمرك عند الورى عجيبُ
قرّبك السِّيد العليُّ / فيممتْ نحوك القلوبُ
لما تغيبت عن جفوني / تاهت على الظاهر الغيوب
لولاك يا كاتبَ المعاني / ما كان لي في العلى نصيب
فاكتب طير الأماني حتى / يأمنك الخائف المريب
شمس الهوى في النفوسِ لاحت
شمس الهوى في النفوسِ لاحت / فأشرقت عندها القلوب
الحبُّ أشهى إليّ مما / يقوله العارفُ اللبيبُ
يا حبَّ مولاي لا تولِّ / عني فالعيشُ لا يطيب
لا إنس يصغو للقلبِ إلا / إذا تجلَّى له الحبيب
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به / وقد تيقن هذا في تقلبه
من يطمئن إلى تحصيل فائته / فإن ما فاته أعى لمنتبه
مواقفُ الحقِّ أدَّبْتني
مواقفُ الحقِّ أدَّبْتني / وإنما يوقفُ الأديبُ
أشهد في ذاته كفاحاً / فلم أجد شمسها تغيبُ
واتحدت ذاتنا فلما / كنتُ أنا العاشقُ الحبيبُ
أرسلني بالصفاتِ كيما / يعرفني العاقلُ المصيبُ
فيأخذ السرَّ من فؤادي / فتغتذي باسمه القلوب
ألبستُ بنتَ زكيّ الدين خرقتنا
ألبستُ بنتَ زكيّ الدين خرقتنا / من بعد صحبتِها إياي بالأدبِ
تخلقتْ فصفتْ منها مواردها / وقُدستْ ذاتها عن أكثر الريبِ
لما حويت علوماً أنت أكثرها / أخذتها عن مُربٍّ صادقٍ وأب
فلتُلبسِ البنتُ من شاءته خرقَتنا / بعد التحققِ بالأسماء والنسبِ
لكل إنس وجنٍّ بعد صحبتهم / على الشروطِ التي أودعتها كتبي
لله عبد مشى المختص في طلبه
لله عبد مشى المختص في طلبه / وقد أقام له البرهانُ في طلبه
لقد تزكَّى بما زكَّاه خالقه / لكن تصح له دعواه في نسبه
وأنصف الخير بالإقرار معترفاً / بما درى منه من علمٍ ومن نسبه
أعدَّ ألفاً ولم يحصل فأعلم أن / النقصَ نعتٌ له منه ومن تعبه
أين الثلاثةُ من ألفٍ أعدَّ له / فلا تقف عندما يدريه من سببه
فكل شخصٍ على علم ويجهله / الغير منه وذاك العلمُ في كتبه
ومَن تحقق بالآداب أجمعها / فكلُّ علمٍ يرى منه فمن أدبه
العلمُ أفضلُ ما يُقنى ويكتَسَبُ
العلمُ أفضلُ ما يُقنى ويكتَسَبُ / والعلمُ أزيَن ما على النفوس به
بالعلمِ يَطبعُ ربُّ العالمين على / قلبِ العبيد فلا كبر يحلُّ به
لأنه يجدُ الأبواب مغلقةً / بفِطرةٍ هو فيها أو بمكسبه
قلْ كيف شئتَ فإنَّ الأمر يقلبه / ولا تخفْ من غويٍّ في تطلُّبه
وكيفَ يدخل كبرٌ من حقيقته / فقر وعجزٌ وموتٌ عند منتبه
شخص يرى قرصةَ البرغوثِ تؤلمه / إلى مكارهَ يلقى في تقلبه
فالحسُّ يعلمُ هذا من يقوم به / لدى إقامته أو حال مذهبه
إنَّ التقرَّش تأليفٌ والفته
إنَّ التقرَّش تأليفٌ والفته / بربه فلهذا إلا مَن يصحبه
من أجلِ أهلٍ له بالبيتِ آمَنَهم / من المخاوفِ إذ تأتي فتركبه
لذاك أطعمهم من جوعٍ طبعهمُ / فالجوعُ يرهقه والطعمُ يذهبه
عجبتُ من أمر دارٍ كلُّها عجبٌ
عجبتُ من أمر دارٍ كلُّها عجبٌ / فيها النقيضان فيها الفوزُ والعَطَبُ
يلتذ شخصٌ بما يشقى سواه به / لذاكَ جئتُ بقولي كلها عجب
نعمتْ مطيتنا إن كنتَ ذا نظرٍ / فيها يُشال وفيها تسدلُ الحجب
الشيء مختلفُ الأحكام والنسب
الشيء مختلفُ الأحكام والنسب / والعينُ واحدةٌ فانظر إلى السبب
واحكم عليه به إن كنتَ ذا نَصَفٍ / فإنما العلمُ والتحقيق في النسب
ألا ترى الله لا شيء يماثله / وقد تنزل للمخلوق بالنسب
فقل إن له في خلقه نسَباً / وهو التقي فأنا في الكدِّ والنَصَب
عسى أفوز به حتى يورثني / أسماءه كلها الحسنى بلا تَعَب
فلا يرى الحق عيناً في مشاهدة / من لا يرى الحقَّ في الأزلام والنصب
فما رأيت مسمى في الوجودِ سوى / ربّ البرية بالحاجات والطلب
وكلما قلت خلق قال خالقه / ما ثَمَّ إلا أنا فاحذر من الرَّهَب
الخلق حقٌ وعينُ الخلقِِ خالقه / فاثبت ولا تهرب إنَّ الجهلَ في الهرب
إنّي أُقمت لدينِ الله أنصره
إنّي أُقمت لدينِ الله أنصره / والنصرُ منه كما قد جاء في الكتبِ
لأنني حاتميُّ الأصلِ ذو كرمٍ / من طيء عربيِّ عن أبٍ فأبِ
ورتبتي في الإلاهيات يعلمها / ما نالها أحدٌ قبلي من العربِ
إلا النبيُّ رسولُ الله سيدُنا / وراثة للذي عندي من الأدب
وإنني خاتم الأتباعِ أجمعهم / أتباعة رتبة تسمو على الرتب
من جملة القومِ عيسى وهو خاتم من / قد كان من قبله حياً بلا كذب
وفي شريعتنا كانت ولايته / دون الرسالةِ لما جاء في العقب
فنحن من كونه في الأمر تابعه / بمنزلِ العالمِ العلويّ كالأشهبِ
الأمر لله والمأمور في عدم
الأمر لله والمأمور في عدم / فإن أضيف له التكوين يكذبه
بل كن لربك والتكوين ليس له / وإنما هو للمأمور يصحبُه
كذا أتاك به نص الكتابِ وما / أتى له ناسخٌ في الحال يعقبه
سيحانه من غنيّ لا افتقارَ له / لعالمِ الكونِ والأسماء تطلبه
وهو المسمى بها والعين واحدةٌ / وليس تدركه إذ عز مطلبه
جلَّ الإله فما تُحصى معارفه
جلَّ الإله فما تُحصى معارفه / ولا عوارفُه ولا مواهبهْ
ولن يصاحبه من خلقه أحد / لكنه الله في المشروعِ صاحبه
ومن يكون بهذا الوصفِ فارضَ به / رباً فإنك بالبرهانِ كاسبهْ
واعلم بأنك مجبورٌ على خطر / في خرج مل أنت بالرحمنِ واهبه
فمن يوافقكم فأنت شاكره / ومن يخالفكم فما تطالبه
لعلمكم أنه ما عنده خبر / فالله طالبه ما أنت طالبه
لولا الوجودُ ولولا سرُّ حكمته / ما كان لي أمل فيمن أصاحبه
إني خصيص لما أوليه من كرم / إني خسيسٌ لجانٍ إذ أعاقبه
العفو أولى بنا إن كنتَ ذا كرمٍ / فإنني عارفٌ بمن أراقبه
الخلق من خلقٍ أشفتْ مكانته / ولا يجانبني إذا أجانبه
لعلةٍ ولجهلٍ قامَ بي فأنا / للجهلِ في المنع أنسى إذ أعاتبه
فالله يغفر لي ما قد جنته يدي / مما يكون له مما أقاربه
فالجهل غالبته والجهل من شيمي / وما يغالبني إذا أغالبه
إني عجبتُ لمن قد قال من عجبٍ / الله من كثرت فينا أعاجبه
إني أغار على المولى وصاحبه
إني أغار على المولى وصاحبه / من الحديثِ بشيء لا أسرّ به
وما يليقُ بحرٍّ أنْ يبلغه / فإنَّ تبليغه يزري بمنصبه
ونائبُ الله يرمي بالسهامِ فلا / يقف لع غرض في صدر مذهبه
وليس يدري الذي بالقلبِ من صور / إلا لبيبٌ يراه في تقلبه
فكم دعوتكَ يا عيني ولم تجبْ
فكم دعوتكَ يا عيني ولم تجبْ / خابتْ سهامُ دعائي فيك لم تصبِ
شُغلتَ عني بأمرٍ أنت تعرفه / ولا تظنَّ بنا شيئاً من الريب
رميت حب قبول في حبالتكم / فصدت والله يا عيني ولم تخب
فاهنأ فديتك صياداً أظفرت بما / تريده من فتى من سادةٍ نجبِ
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا / نارا وما أحرقت نبتاً وما التهبا
فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع / يريك مضطجعاً من كان منتصبا
لقد تحوّل للرائين في صور / شتى وما صدق الرائي وما كذبا
كقوله ما رمى من قد رمى ومضى / في أفقه طالعا لقطاً وما غربا
وظلَّ يطلبه في كلِّ شارقةٍ / بيضاء من حُرق عليه ملتهبا
ليس التعجبُ من خيرٍ نعمتَ به / لكنه من عذابٍ فيه قد عذبا
إنَّ المعارفَ أنوارٌ مخبرة / من عنده تُخرقُ الأستارُ والحُجُبا
إنَّ اللبيب كذي القرنين شيمته / ما ينقضي سببٌ إلا ابتغى سببا
إذا انتهى حكمه في نفسِ صاحبه / يريك في كونه من أمره عجبا
فتبصر الفضةَ البيضاءَ خالصةً / عادتْ بصنعة المثلى لنا ذهبا
كما بصيرُّ عينَ الشمسِ في نظري / من أيمن الطورِ في وادٍ به لهبا
لقد تحوَّل لي من عينِ صورته / بغير صورتِه فيما به ذهبا
فكنتُ أطلبه والعينُ تشهده / ولستُ أعرفه لما به احتجبا
فقلتُ هذا أنا فقال ها أنا ذا / فقلتُ من قال لي لا تترك الطبا
والله لو نظرتْ عيناك من نظرت / لما رأت غيرنا فلتلزم الأدبا
ولست تنظره إلا بنا فعسى / تقولُ حالَ عليه النومَ قد غلبا
حديثُ نفسي بنفسي والحديث أنا / كالفرد يضربه فيه الذي ضربا
فلا تضاعفه ولا تعدِّده / لأنه عينُه أكرم به نسبا
إذا تحققتَ شيئاً أنت تعلمه
إذا تحققتَ شيئاً أنت تعلمه / ساويتَ فيه جميعَ العالمين بهِ
أقولُ هذا لأمرٍ قد سمعتُ به / عن واحدٍ فطنٍ للعلمِ منتبِهِ
فقال ليس كما قالوه واعتقدوا / فما لعالمنا العلاّم من شبه
وذا لجهلُ بما قلناه قامَ به / فليس في قولنا المذكور من شبه
هل نسبة الذهب الإبريز في شِبه / ما صاغَه الصائغُ العلاّم من شَبَه
حقيقتي أن أكون عبداً
حقيقتي أن أكون عبداً / وحقُّه أن يكون ربا
إن كان لي في الشهود مثلا / كنتُ له في المثال قلبا
ما زال إذ زدت منه بعدا / بالوجد يوليني منه قربا
أو كنت ذا لوعة معنى / يكون لي الصادق المحبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025