المجموع : 3
أعلى المطالبِ أدناها إلى العَطَب
أعلى المطالبِ أدناها إلى العَطَب / وأمجدُ السُّبل أقصاها عن الأدبِ
ولا أرى في الورى شيئين بينهما / كبُعد ما بين هذا العلم والنَّشَبِ
وربما أشرفَ المجدودُ في دَعةٍ / على مراتبَ قد أعيَت على الطَّلَب
الدَّهرُ مُستَعجِل يَخُبُّ
الدَّهرُ مُستَعجِل يَخُبُّ / فاختِم وطينُ الكتابِ رَطبُ
إن الذي أنتَ فيه حُلمٌ / وسوف تنساه إذ تَهُبُّ
تَوَقَّ مكرَ الزَّمانِ واحذَر / ولا تثق فالزَّمانُ خِبُّ
جميعُ أحوالِه غُرُورٌ / وَجلُّ ما نحن فيهِ لعبُ
وَلَيسَ يبقى عليه شيء / يكرهُهُ الَمرءُ أو يُحبُّ
من أين للعارِضِ السَّاري تلهُّبُه
من أين للعارِضِ السَّاري تلهُّبُه / وكيفَ طَبَّق وَجهَ الأَرضِ صَيِّبُه
هل استعانَ جُفُوني فهيَ تُنجِدُهُ / أم استعارَ فُؤادي فهو يُلهبُهُ
بجانب الكرخ من بغدادَ لي سَكَنٌ / لولا التَجَمُّلُ ما أَنفَكُّ أَندبُهُ
وصاحبٍ ما صَحِبتُ الصَّبرَ مذ بَعُدت / ديارُهُ وأرِاني لستُ أَصحبُهُ
في كل يومٍ لعَيني ما يؤرِّقُها / من ذِكرِه ولقلَبي ما يُعَذِّبُه
ما زال يُبِعدُني عنه وأُتبِعُهُ / ويستمرُّ على ظُلمي وأعتبُهُ
حتى لَوَت لي النوى من طولِ جَفوِتهِ / وَسَهَّلت لي سبيلاً كنت أَرهبُهُ
وما البعادُ دَهَاني بل خَلائقُه / ولا الفراقُ شَجاني بل تجنُّبهُ
لو أن قلبي على ما فيه من جَزَعٍ / يَومَ النَّوَى بيدي ما ضاق مهرَبُه
إذاً لَجُدتُ به طوعاً بينهم / كي لا أكون برغمي حين أَسلبهُ
ما فائت بذَلَتهُ النَّفسُ طائعةً / كما تُمانع عنه ثم تُغلبُه