القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 3
حدث عن السعد لا نكر ولا عجب
حدث عن السعد لا نكر ولا عجب / فالسعد بحر من الأقدار منسكب
ولا تظن القنا تجدي بمفردها / السعد رأس وأطراف القناذنب
لولا ملاحظة الأفلاك من صعد / ما كان قلب الحديد الصلد ينجذب
كم فتية لحظ التأييد قلتهم / وغالبوا العدد الأوفى فما غلبوا
والحظ يمنح لأجود ابن منجبة / فربما لم تجد بالقطرة السحب
لولا الحظوظ لما ألفيت ذا بله / يجني النضار وشهم القوم يحتطب
تا للَه كم قاعد يؤتى خزائنها / وربما لا ينال القوت مكتسب
أما ترى كيف قاد الحظ موكبه / إلى سليمان حتى انقادت الرتب
يا أيها العدل والجود ارقصا طربا / فما يعاب على مثليكما الطرب
وأفاكما العادل البر الذي انشعبت / به المظالم والتأمت به الأرب
وافى المؤدب فالدنيا وإن جهلت / فاليوم يقطر من أطرافها الأدب
أبدت قوارعها الغضبى بشاشتها / من بعد ما كان يفري درعها الغضب
وافى أخو نهز باتت تسالمه / خيل الليالي التي من شأنها الحرب
شديد عزم كأن الحزم قال له / لا يصدق النيل حتى يصدق الطلب
فضائل حملتهن الثرى عجبا / وفعل هذي الليالي كلها عجب
كأنه وملوك الأرض في همم / خزر العواسل يوم الطعن والقضب
لا يقبل الفتح إلا حكم صارمه / تلك الرحى ما لها من غيره قطب
فتح يدور على حدي مخذمه / كما يدور على مشمولة حبب
له يد ليس يصلى نارها رجل / وكأن من طرفيها الماء ينسكب
وحسب جحفله المرعي جانبه / جياد نصر متى هموا بها ركبوا
من كل ذي شطب في متنه اسد / تنقد من لحظه الماذية اليلب
تلاعبوا بالمنايا عابثين بها / كأن جد المنايا عندهم لعب
يؤمهم علم الإسلام معلمه / لولاه لم تصب الأوثان والصلب
موكل بحجاب الغيب يخرقه / فما عليه بحمد اللَه يحتجب
إذا رمى عن قسي الرأي اسهمه / مضت تميط له ما وارت الحجب
يا فارس الخيل مقريها اسود وغى / أدنى فرائسها الأيام والنوب
أتعبت حزمك فارتاحت عواقبها / من الأماني وعقبى الراحة التعب
إن المناصب لم تدرك بلا تعب / كأنما أبواها الجد والنصب
ورب عادية أخمدت جذوتها / ببارق المتن لم يخمد له لهب
حطمتها حطمة تهني الوغى وكفى / لنار سيفك من آجالها حطب
تركتهم إذ شطرت الخيل شطرهم / كاليم تضربه ريح فيضطرب
حسرى على الأمن قد شالت نعامته / منها وعرس في أبياتها الرعب
نهضت بالجد لم تعمد على حسب / والجد ينهض بالإنسان لا الحسب
أنت المقدم في أولى طلائعها / وهي السحائب خلف الريح تنسحب
تا للَه لو مطرت بالموت ديمتها / لا صبحوا مرتعا ترعى به القضب
رأت خزاعة من عطفيك ذا لبد / له الفتوة أم والآباء أب
وفي أناملك الآمال لامعة / كأنهن بروج حشوها الشهب
وفي جبينك من رقمي ظبى وقنا / حروف مجد خلت من مثلها الكتب
فأيقنوا أنك الأوفى إذا وزنوا / وأنك الكاتب الماحي لما كتبوا
قادوا نفوسا إلى ناديك سامية / لم ترضها من سماوياتها رتب
وأرغموا لك إجلالا أنوفهم / لما رأوا بك أنف الدهر يقتضب
ولو أتوك على رأر بلا قدم / لما قضوا لك إلا بعض ما يجب
لم تنجهم خرزات الطعن من تلف / لكن نجوا هربا فليحمد الهرب
ظنوا الظنون وراحوا يخبطون بها / عشواء يركض فيها الغي والريب
أظماهم العجز فاستسقوا خداعهم / ولم أخل لبن الشولاء يحتلب
تابوا ولكنهم من بعد ما عطبوا / ما استنبط الراح حتى عذب العنب
لم يسلموا رغبة بل عاينوا همما / بجلبها بيضة البيضاء تجتلب
وجحفلا يتهادى في أكفهم / من المنى والمنايا جحفل لجب
شروا بذاك الفدا أمنا لأنفسهم / والأمن طورا ببذل المال يكتسب
ونازلونا بأرماح مثقفة / من السؤال فنالوا كل ما طلبوا
فإن طلبت الفدا صونا لعرضهم / فإن صون العذارى بعض ما تهب
تاللَه ما حكموا إلا أخا كرم / يرضى يتحكيمه العرفان والأدب
أشف من جوهر الأكسير نائله / هذا ومطلبه للناس مقترب
له من اللَه أسباب تؤديه / مهما بدا سبب منها بدأ سبب
ألقى عصا أمره في الماء مندفقا / فقام بين يديه وهو منتصب
يبين عن معجم العلياء معربها / لا العجم تدرك معناه ولا العرب
سد سددت ثغور المفسدين به / فصار للمجد شعبا ليس ينشعب
هي الهجائن والقب السراحيب
هي الهجائن والقب السراحيب / فاطلب بها المجد إن المجد مطلوب
وأقدم بها غير هياب ولا وكل / فكل أمر جرى في اللوح مكتوب
وخلها في سبيل المجد مرقلة / فكل سعد بغير السعي مكذوب
ولا ترم مطلبا إلا بقائمه / فما وعود المنى إلا أكاذيب
واصحب صروف الليالي في تقلبها / ففيالي تصاريف وتقليب
واشرف الملك ما أرست قواعده / بيض المباتير والسمر اليماسيب
وخض بها غمرات الموت مقتحما / فالدر تحت عباب اليم محجوب
وانزل على طاعة الأقدار محتسبا / فإن من غالب الأقدار مغلوب
وما لأم العلى كفؤ سوى رجل / بنانه بدم الأقران مخضوب
وأعلم الناس بالعلياء مطلبة / من حنكته بها منه التجاريب
وإن تكن جاهلا في نهج مطلبها / فذاك نهج يعبد اللَه ملحوب
القائد الفيلق الشهباء يقدمها / منه طويل نجاد السيف يعسوب
كتائب مثل موج اليم ذي لجج / تسري به ولخيل النصر تسريب
ورب دهياء غشى الدهر غيهبها / به انجلت عن دياجيها الجلابيب
مجد سما الذرى العيوق ممتطيا / فللمنى فيه تصعيد وتصويب
فقل لمن بالعلى أمسى يطاوله / لا تستوي الأكم والشم الأخاشيب
تلك العلى بسواه قلما اجتمعت / مراتب زانها جمع وترتيب
وإن تجد عجبا منه فلا عجب / وما ببدع من البحر الأعاجيب
فليهنه من سماء المجد منزلة / لها على النسر تأييد وتطنيب
من أصيد خفقت راياته وسمت / فاهتز منها الصاصي والأهاضيب
فساق من ماردين الماردين وقد / ولى رجوما عليها ساقها الحوب
وحلها بعدما عاد الخلاف بها / واليوم يسرح فيها الشاء والذيب
وطبق الغرب بعد الشرق نائله / وللسحائب تشريق وتغريب
فجرد القرم منه حد ذي شطب / ظام لفيض دم الأعداء شريب
والسعد مقترن والرفد مقترب / والجيش والعدل منصور ومنصوب
وكل قافية في المجد قد بهرت / له الموازين منها والتراكيب
مكارم نظمت في الشعر فابتهجت / تلك القواليب منه والأساليب
ولي الألى عقولها في معاقلها / ضحى تظلهم الغيم الأنابيب
فمن لقلبي بجمع الشمل شملهم / فيرتوي بزلال الماء ملهوب
وهل تبلغني عنهم مغلغلة / وأطيب الريح ما يهدى به الطيب
بمن وممن وفيمن بعدهم ولمن / نبت بأهل العلى المهرية النيب
ورب سيف برى أوداج صيقله / وحافر لقليب فيه مقلوب
فلا يهمك غيظ الحاسدين إذا / ما أبرموا أمرهم فالأمر ترتيب
قم للدنان فقدم بهجة الطرب
قم للدنان فقدم بهجة الطرب / وشنف الكأس في مرعى من اللعب
للَه لطف نديم بات ينعشني / بنهلة من لعاب الكأس والشنب
أيام مطربنا كأس وراحتنا / حان سلافته من جوهر الطرب
راح إذا المزج حياها بصوب ندى / رأيت في بحرها فلكا من الحبب
كأس تطوف بها في كل آونة / بكر تروح آمالي من النصب
رود سلا اليوم عن أهوائها جلدي / في مدح بدر حدى من أشرف النسب
علي مجد تأمله تجد علما / لا زال يصقل خد العلم والحسب
ما لاح للدهر رأس من سياسته / إلا وعاد جميع الناس كالذنب
جلت به حلية الأيام عن ملك / زهت بورد نداه دوحة الأدب
قرم الأكارم فرد الدهر واحده / في مكرمات يديه منزل الأرب
ندب تبسمت الدنيا لنايله / كالخصب لاح بوجه المربع الجدب
ليث يسيل الردى من سيفه وله / كفا منيل لطبع الجود منجذب
ما عيب بالباس بدر من تكرمه / أنى يعاب قوام البيض بالحدب
أكرم به من سخي كله منح / لو حرم البر يوما عنه لم يتب
من مخبر لليالي أن نائله / شبه اللجين بدا في وجهها الترب
كم رد بالمجد عنا راحتي زمن / ان تدعه لسوى اللاواء لم تنجب
ودك طود خطوب لم تزل أبدا / حال الأنام بها كالمنزل الخرب
نمت بإجلالها علياؤه فطوت / مفازة بسوى الإجلال لم تجنب
له عوايد من بر قد اندرجت / بطيها مكرمات العجم والعرب
وكم تلا ملأ عنه كتاب ندى / باتت فوائده من أعجب العجب
ولو سحاب عطاياه التي وكفت / دارت على دول الدنيا رحى القطب
لو رامت الشمس أدنى حسنه أفلت / وأصبحت أعين الحرباء في حرب
وإن جنى من نداه الخلق كل منى / ما زال بالسحب يستجنى جنى العشب
للَه قرم من الأنواء منشؤه / والمجد ساق إليه أنور الرتب
تهدي لنا كل مأمول سماحته / كأنها النخل أهدى يانع الرطب
للَه أسعد موجود وأفضله / سحت ثدي سماه أطيب الحلب
أشم لم تدرك الألباب سؤدده / هيهات يدرك وادي الشمس بالطلب
بل كيف يعصي العلى من بات يسعفه / جليل جد يذل النار للحطب
ندب محاسنه كالشمس طالعة / وهل بمطلع نور الشمس من ريب
وكم ثنى طبعه العلوي ركب منى / يجثو لنجم معاليه على الركب
ما حل فيض اياديه على ملأ / إلا وجاء بمرعى للندى خصب
خطيب بر عزيز الدهر واحده / يمسي لسان نداه مفصح الخطب
لو كان للشمس ما تولي أنامله / لم يحتجب قط عين الشمس بالحجب
باد على المجد كم باحت سماحته / بسر جود من الأفكار محتجب
ساق تدار لأهل الدهر من يده / كأس من الباس أو كأس من الذهب
إن تحو همة كفيه عطا وسطا / فالماء مجتمع بالنار في السحب
الجود من كفه تهمي سحائبه / والموت من كفها يمسي على رعب
طاب الزمان بمسك البذل من أسد / لولا نسيم نداه العذب لم يطب
ومذ بدا في قباب المجد منه هدى / عادت بوادي السها ممدودة الطنب
وإن تقيس بضوء الشمس جوهره / سعدا وكيف يقاس النجم بالترب
قاس الورى بعطاياك الحيا خطأ / هيهات أين الحصى من لامع الشهب
يا واحدا كل عضو من عزائمه / ملك له دانت الدنيا بلا تعب
في قدس معناك أعلام مقدسة / شمس الكمال بها لم تبد عن جنب
كأن علمك إذ يهدي جواهره / أنامل السحب تجري بالحيا السرب
لله حيك حي الفضل أجمعه / من شم عطر ندى واديه لم يشب
لما أدرت على الوفاد راح ندى / أمسى فؤاد العلى في منتهى الطرب
يكفيك يا فارس الدنيا بنان فتى / جياد جدواه فاتت سبق السحب
تاللَه إن بني اللأواء قد حييت / ببر ندب لروح العدم مستلب
إن هم يحكي أجل المجد مفخره / فأين شكل الدجى من جوهر الشهب
حوى من المجد أنماه وأفخره / والتام بالبأس منه كل منشعب
وافى بأوفى ثمار السعد سؤدده / يحكي مباسم تجنى من جنى الشنب
ليهن برد معال قد تقمصه / تقمص النجم جلباب الدجى الشحب
أفدي أبا البر مذ أبدى عجائبه / كم شاهدوا من نداه كاشف الكرب
أحسن بليث ردى ما زال بحر جدى / لولاه وابل نوء الخير لم يصب
ملك إليه جواد العلم مفتقر / والفقر بالفئة الإنجاب لم يعب
للَه هم امرىء وافت صوارمه / بجازر عنق الأوثان والصلب
أمام فضل بدا للجود من يده / هادي البرايا إلى الأسنى من الرتب
شهم لجود يديه في خزاينه / شعب من العدل أمسى أي منشعب
محيي المكارم لولا وبل رأفته / لم يبق للمجد من أثر ولا سبب
دهر أبي العدو في أعدائه وسرت / جياد علياه سير العدو لا الخبب
أعدت وجه المنى واليسر في صعد / بسهم جود يرد البخل في صبب
صاحبت كل ندى لولا أصابته / بصوبه حجر الأيام لم يذب
لولا جداك لاضحى الناس كلهم / شبيه قفر بلا ماء ولا عشب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025