القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 3
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي / حتى مزجت هوى الشبان بالشيب
كم بيض الشعر من فوديه ناصيةً / شابت باغيد داجي الشعر غربيب
وشب فيه زهيراً في صناعته / ككوكب شرقٍ في الأفق مشبوب
يحدو بسرح قوافيه مرجعة / حدو المرهفة العيش المطاريب
من كل حرف كحرف هاض جانبها / من خلف طرف طموح الطرف مجنوب
قد أنجبت فيه في الأعراب منجبة / أصلاً فأعرب عن طبع الأعاريب
غذته من لبن الحيين رغوته / حي اللقاح وحي المنزل الموبي
الغي الحضارة إذ حنت بداوته / فهل سمعت لشعر حنة النيب
ينسل مختطفاً أقصى شوارده / مثل انسلال رصيد الثلة الذيب
ما صوب الفكر إلا ريث صعده / فالفكر منه بتصعيد وتصويب
يفيض بالثاقب الرأي المصيب ذكا / حتى يصوب بدر غير مثقوب
منمنم زهر الألفاظ يرقمها / رقم الخميلة في طرز وترتيب
للشعر حسنان لا تعدوهما جهة / حسن بمعنى وحسن بالأساليب
مقوض الهم والحوبا مطنبة / فلا يزال بتقويض وتطنيب
سلس القياد وفيه بعد عجرفة / لا يسهل الصعب إلا بالمصاعيب
قد يخشن المرء بعد اللين جانبه / فالمرء ليس بمأكول ومشورب
يفتر عن خلق ذاك يفوه به / طيب النسيم كماء الورد مسكوب
قد حمل الطيب طيباً من خلائقه / فرحت أنشق طيباً منه في الطيب
زين الأخلاء إن جادوا وإن بخلوا / محب صدق تزيا زيَّ محبوب
وحسب جعفر تلقيباً وتسمية / لم يحوها البحر باسم أو بتلقيب
اللابس النثرة الحصدا من الزرد الن / نثر المشرد والنظم والأساريب
إذا اعتلى صهوة الاداب مزدهياً / بذَّ التخايل بالخيل السراحيب
يصيح في سرجها هب كلما انقعطت / حتى يواصل الهوباً بألهوب
جاري جواد فجدا في السباق معا / عنقاً لعنق وعرقوباً لعرقوب
إن لم يجز لهما في الحال نصبهما / قاضٍ قضى عنتاً في خفض منصوب
لا يعدم الضرم البازي شيمته / فوق المراقيب أو دون المراقيب
إن كان قد اصحباني بعض ودهما / أني اصطفيتهما من كل مصحوب
أو كنتُ أطلب شيئاً دون ما أربي / فقد ظفرت بشيء فوق مطولبي
ما كل من صحب الإخوان جربها / لا يعرف الخل إلّا بالتجاريب
أو كل من طلب لآداب أحرزها / إن الأديب لمشروط بتأديب
لم يبق حقّاً وراء الظهر باطنه / ولم يلذ بين تليق الأكاذيب
شعاره الصدق في جد وفي هزل / في وصف كل نقي الخد رعبيب
يعوم في جدولي ماءين زورقه / ماء الشباب بماء الحسن مقطوب
لم يحتجب منه وجه بالجمال بدا / ورب وجه لقبح فيه محجوب
تحلَّ عقدة صدر الصب لبته / إن حل أزرار أطراف الجلابيب
يقودني غنج عينيه بلا قرن / ذاك الغزيل مقرون الحواجيب
يشير إما بعين أو بحاجبها / إليَّ أو ببنان منه مخضوب
يشوب بالعذب تعذيبي وديدنه / يشوب بالعذب عذب الريق تعذيبي
يا يوسف نفحتني بعد غيبته / ريح القميص سرت وهنا ليعقوب
ألوى يختالها بالجد واللعب
ألوى يختالها بالجد واللعب / ظبي بملعب ذاك الربرب السرب
يفتر عن ظلم ثغر بارد شنب / يا حرَّ قلبي لذاك البادر الشنب
صبا له الصب لا يصغي إلى عذل / والوجد في صعد والدمع في صبب
شربت من فمه المعسول بنت لمىً / صهباء تهزء لونا بابنة العنب
أسرح اللحظ في خدٍّ له شرق / بالماء والنار مخضر وملتهب
يدعون خدك زهر الروض زاهيه / أولى لخدك أن يدعي أبالهب
لو لم يكُن ثغرك الدري كاس طلا / لما تحبب مثل الراح في الحبب
لم يخل منك ضمير قد خلوت به / ملآن من أربٍ خال من الربيب
تغازل العين عينيه مغازلة / غزيلاً أن رنا بالغنج واحربي
أخذت أنسج فيه الشعر رائقه / ثم انقلبت بأشعاري لمنقلبي
وافت بساعة يمن الأنس والطرب / ساع بسعي علي المركز الفصب
أتى بها السبب الداعي لخير حمى / يا ربما سبب قد جاء من سبب
نال العلى باسمه السامي علاً ويلي / نال العلى بعلي الأسم واللقب
دارت عليه رحا العلياء منتصبا / وهل تدور رحىً الأعلى قطب
الدُمنهُ يرد الخصم عن جدلٍ / سنان ذاك اللسان الفاتك الذرب
قضى له النجف الأعلى بمأثرة / في العزم فلَّت شبا المأثورة القضب
هو المجير إذا ما أزمة أزمت / وهو المعد لريب الحادث الأشب
ذو همة ما علاها في العلى نصب / قد غادرت همم النصاب في نصب
قد جدَّ قوم من الأقوام واجتهدوا / أن يلحقوه ققد خابوا ولم يخب
كم مغتد لبعيد الرزق يطلبه / والرزق أن تغد عنه انصاع في الطلب
بحر عباب من المعروف جاش له / بحر تغوَّر منه البحر ذو العبب
دعا الأمين قلبي عند دعوته / أمين غيب على الأستار والحجب
أهدى الأمين أمير العجم معربةً / هدية لأمير العجم والعرب
أتى بما حير الألباب من عجب / والمرء في حالةٍ يدعي أخا العجب
إن عضَّك الدهر في نابٍ لنائبة / فلذ بجانبه تأمن من النوب
إن كنت أعقبت عرفاً خص كاظمنا / فقد ذهبت بفضل البدء والعقب
فضيلة لك في الآفاق ذاهبة / فاذهب بحلي لجين الفضل والذهب
وخير جود الفتى من عمَّ نائله / ما خص فيه نبي أو وصي نبي
وقائل مالاسمعيل من شيم / صفها لنا قلت ما قد صح في الكتب
قد جاد في نفسه للَه محتسباً / للَه طاعة فرض ابنٍ لخير أب
هل كان يعرف إبراهيم موقعه / غداة تلَّ جبيناً منه للترب
له ضروب من الفعل الجميل وذا / ضرب لهمته أحلى من الضرب
يا حبذا ساعة بالبشر قادمة / بها علينا تباشير الحيا السكب
كنا نراع إذا ما لساعة اقتربت / إذ قال قائلنا للساعة اقتربي
نصغي لرنة صافي الطاس إن قرعت / إصغاء ذي طرب يصغي إلى الطرب
نارقب الوقت منها كل آونةٍ / ياحب مرتقب منها لمرتقب
تدعو إلى الصلوات الخمس مؤذنة / قتقتصي ناب ناهيك من أرب
تفيد من أمم نفعاً ومن كثب / والفيض من أمم يقضي ومن كثب
فضل تساوى به الداني القريب مع ال / نائي البعيد فكل بالحباء حبي
عاضت عن الشمس قانوناً يبين لنا / وقتا فوقتا إذا غابت ولم تغب
وطاردت في دجى الليل البهيم سرى / عطارد النجم بين الأنجم الشهب
كأنما قطب هذا الكون منتصب / فيها تدور به الأيام في الحقب
فهاكها سلسة الألفاظ منجبة / سادت على العشر بابن السادة النجب
ولم أكن حرفتي في رصفها أدبٌ / وإن أليَّ تناهت نوبة الأدب
بمنتهى أرب تم الحبور لنا / أرخ بساعة أنس العيش والطرب
نزعت دين التسلي في هواك وقد
نزعت دين التسلي في هواك وقد / لبست دين التصابي فيك جلبابا
قطعت حبلك عن حبلي بلا سبب / يا قاطعاً من حبال الوصل أسبابا
أعلل القلب أن يحظى بمنيته / فكم أعلل قلباً فيك قد خابا
من لي بياقوت خدٍّ منك ملتهب / يزيد خدك قبيل الهابا
قابلت منه نسيم الورد أسأله / هل طاب منه نسيم الورد إذ طابا
أما وصلتِ جبين منك مثَّ لي / لدمية القصر أو داود محرابا
ما ضرَّ كونك بالسن الصغير وقد / أحرزت ضعف كبير السن آدابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025