المجموع : 3
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي / حتى مزجت هوى الشبان بالشيب
كم بيض الشعر من فوديه ناصيةً / شابت باغيد داجي الشعر غربيب
وشب فيه زهيراً في صناعته / ككوكب شرقٍ في الأفق مشبوب
يحدو بسرح قوافيه مرجعة / حدو المرهفة العيش المطاريب
من كل حرف كحرف هاض جانبها / من خلف طرف طموح الطرف مجنوب
قد أنجبت فيه في الأعراب منجبة / أصلاً فأعرب عن طبع الأعاريب
غذته من لبن الحيين رغوته / حي اللقاح وحي المنزل الموبي
الغي الحضارة إذ حنت بداوته / فهل سمعت لشعر حنة النيب
ينسل مختطفاً أقصى شوارده / مثل انسلال رصيد الثلة الذيب
ما صوب الفكر إلا ريث صعده / فالفكر منه بتصعيد وتصويب
يفيض بالثاقب الرأي المصيب ذكا / حتى يصوب بدر غير مثقوب
منمنم زهر الألفاظ يرقمها / رقم الخميلة في طرز وترتيب
للشعر حسنان لا تعدوهما جهة / حسن بمعنى وحسن بالأساليب
مقوض الهم والحوبا مطنبة / فلا يزال بتقويض وتطنيب
سلس القياد وفيه بعد عجرفة / لا يسهل الصعب إلا بالمصاعيب
قد يخشن المرء بعد اللين جانبه / فالمرء ليس بمأكول ومشورب
يفتر عن خلق ذاك يفوه به / طيب النسيم كماء الورد مسكوب
قد حمل الطيب طيباً من خلائقه / فرحت أنشق طيباً منه في الطيب
زين الأخلاء إن جادوا وإن بخلوا / محب صدق تزيا زيَّ محبوب
وحسب جعفر تلقيباً وتسمية / لم يحوها البحر باسم أو بتلقيب
اللابس النثرة الحصدا من الزرد الن / نثر المشرد والنظم والأساريب
إذا اعتلى صهوة الاداب مزدهياً / بذَّ التخايل بالخيل السراحيب
يصيح في سرجها هب كلما انقعطت / حتى يواصل الهوباً بألهوب
جاري جواد فجدا في السباق معا / عنقاً لعنق وعرقوباً لعرقوب
إن لم يجز لهما في الحال نصبهما / قاضٍ قضى عنتاً في خفض منصوب
لا يعدم الضرم البازي شيمته / فوق المراقيب أو دون المراقيب
إن كان قد اصحباني بعض ودهما / أني اصطفيتهما من كل مصحوب
أو كنتُ أطلب شيئاً دون ما أربي / فقد ظفرت بشيء فوق مطولبي
ما كل من صحب الإخوان جربها / لا يعرف الخل إلّا بالتجاريب
أو كل من طلب لآداب أحرزها / إن الأديب لمشروط بتأديب
لم يبق حقّاً وراء الظهر باطنه / ولم يلذ بين تليق الأكاذيب
شعاره الصدق في جد وفي هزل / في وصف كل نقي الخد رعبيب
يعوم في جدولي ماءين زورقه / ماء الشباب بماء الحسن مقطوب
لم يحتجب منه وجه بالجمال بدا / ورب وجه لقبح فيه محجوب
تحلَّ عقدة صدر الصب لبته / إن حل أزرار أطراف الجلابيب
يقودني غنج عينيه بلا قرن / ذاك الغزيل مقرون الحواجيب
يشير إما بعين أو بحاجبها / إليَّ أو ببنان منه مخضوب
يشوب بالعذب تعذيبي وديدنه / يشوب بالعذب عذب الريق تعذيبي
يا يوسف نفحتني بعد غيبته / ريح القميص سرت وهنا ليعقوب
ألوى يختالها بالجد واللعب
ألوى يختالها بالجد واللعب / ظبي بملعب ذاك الربرب السرب
يفتر عن ظلم ثغر بارد شنب / يا حرَّ قلبي لذاك البادر الشنب
صبا له الصب لا يصغي إلى عذل / والوجد في صعد والدمع في صبب
شربت من فمه المعسول بنت لمىً / صهباء تهزء لونا بابنة العنب
أسرح اللحظ في خدٍّ له شرق / بالماء والنار مخضر وملتهب
يدعون خدك زهر الروض زاهيه / أولى لخدك أن يدعي أبالهب
لو لم يكُن ثغرك الدري كاس طلا / لما تحبب مثل الراح في الحبب
لم يخل منك ضمير قد خلوت به / ملآن من أربٍ خال من الربيب
تغازل العين عينيه مغازلة / غزيلاً أن رنا بالغنج واحربي
أخذت أنسج فيه الشعر رائقه / ثم انقلبت بأشعاري لمنقلبي
وافت بساعة يمن الأنس والطرب / ساع بسعي علي المركز الفصب
أتى بها السبب الداعي لخير حمى / يا ربما سبب قد جاء من سبب
نال العلى باسمه السامي علاً ويلي / نال العلى بعلي الأسم واللقب
دارت عليه رحا العلياء منتصبا / وهل تدور رحىً الأعلى قطب
الدُمنهُ يرد الخصم عن جدلٍ / سنان ذاك اللسان الفاتك الذرب
قضى له النجف الأعلى بمأثرة / في العزم فلَّت شبا المأثورة القضب
هو المجير إذا ما أزمة أزمت / وهو المعد لريب الحادث الأشب
ذو همة ما علاها في العلى نصب / قد غادرت همم النصاب في نصب
قد جدَّ قوم من الأقوام واجتهدوا / أن يلحقوه ققد خابوا ولم يخب
كم مغتد لبعيد الرزق يطلبه / والرزق أن تغد عنه انصاع في الطلب
بحر عباب من المعروف جاش له / بحر تغوَّر منه البحر ذو العبب
دعا الأمين قلبي عند دعوته / أمين غيب على الأستار والحجب
أهدى الأمين أمير العجم معربةً / هدية لأمير العجم والعرب
أتى بما حير الألباب من عجب / والمرء في حالةٍ يدعي أخا العجب
إن عضَّك الدهر في نابٍ لنائبة / فلذ بجانبه تأمن من النوب
إن كنت أعقبت عرفاً خص كاظمنا / فقد ذهبت بفضل البدء والعقب
فضيلة لك في الآفاق ذاهبة / فاذهب بحلي لجين الفضل والذهب
وخير جود الفتى من عمَّ نائله / ما خص فيه نبي أو وصي نبي
وقائل مالاسمعيل من شيم / صفها لنا قلت ما قد صح في الكتب
قد جاد في نفسه للَه محتسباً / للَه طاعة فرض ابنٍ لخير أب
هل كان يعرف إبراهيم موقعه / غداة تلَّ جبيناً منه للترب
له ضروب من الفعل الجميل وذا / ضرب لهمته أحلى من الضرب
يا حبذا ساعة بالبشر قادمة / بها علينا تباشير الحيا السكب
كنا نراع إذا ما لساعة اقتربت / إذ قال قائلنا للساعة اقتربي
نصغي لرنة صافي الطاس إن قرعت / إصغاء ذي طرب يصغي إلى الطرب
نارقب الوقت منها كل آونةٍ / ياحب مرتقب منها لمرتقب
تدعو إلى الصلوات الخمس مؤذنة / قتقتصي ناب ناهيك من أرب
تفيد من أمم نفعاً ومن كثب / والفيض من أمم يقضي ومن كثب
فضل تساوى به الداني القريب مع ال / نائي البعيد فكل بالحباء حبي
عاضت عن الشمس قانوناً يبين لنا / وقتا فوقتا إذا غابت ولم تغب
وطاردت في دجى الليل البهيم سرى / عطارد النجم بين الأنجم الشهب
كأنما قطب هذا الكون منتصب / فيها تدور به الأيام في الحقب
فهاكها سلسة الألفاظ منجبة / سادت على العشر بابن السادة النجب
ولم أكن حرفتي في رصفها أدبٌ / وإن أليَّ تناهت نوبة الأدب
بمنتهى أرب تم الحبور لنا / أرخ بساعة أنس العيش والطرب
نزعت دين التسلي في هواك وقد
نزعت دين التسلي في هواك وقد / لبست دين التصابي فيك جلبابا
قطعت حبلك عن حبلي بلا سبب / يا قاطعاً من حبال الوصل أسبابا
أعلل القلب أن يحظى بمنيته / فكم أعلل قلباً فيك قد خابا
من لي بياقوت خدٍّ منك ملتهب / يزيد خدك قبيل الهابا
قابلت منه نسيم الورد أسأله / هل طاب منه نسيم الورد إذ طابا
أما وصلتِ جبين منك مثَّ لي / لدمية القصر أو داود محرابا
ما ضرَّ كونك بالسن الصغير وقد / أحرزت ضعف كبير السن آدابا