المجموع : 3
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب / من سارقٍ نفسَه في الحيِّ مرعوبِ
مهلاً فما صلحت ريّاك إذ نفحت / لقاتلٍ راحلٍ في إثر مَطلوبِ
سلّم جفونك نأخذها بما اكتسَبت / قتلاً بقتلٍ وتعذيباً بتعذيبِ
فما انتظاري بها إن كان سفكُ دمي / يومَ الحساب عليها غيرَ مَحسوبِ
وحين أضنَيتني أغريتني أبداً / بها كما كنتَ تضنيها فتُغري بي
ولو وهبتُ دمي لم تُغنِ موهبتي / كم من دمٍ سفكتهُ غير موهوبِ
وغادةٍ وقفت في عادةٍ سلفت / من هجرها وكفاها ذاكَ تأنيبي
ولم تُفدني وصِدقي من مودتها / شيئاً سوى طمعٍ في الوصل مكذوبِ
فقُل لسالبتي عقلي عممتِ فما / أشكوكِ إلا إلى وَلهانَ مسلوبِ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ / فالغيث ما مطرت صُوراً به حلبُ
هبت رياح الندى منها شآميةً / وهّابةً أتهبُّ الريح أم تَهبُ
لما استقلّ سعيد الدين مرتحلاً / عنها تيقنتُ أنّ الجودَ مغتربُ
معوّداً أن يفوتَ الناسَ كلهم / سَبقاً ويُدرِكه في مالِه الطَّلبُ
يُردي ويُسدي فمن بأسٍ له سببٌ / يقودُه وعَطاء ما له سَببُ
وهمَّة مُذ عَلت صارَت ثَمانِيةً / بِها وكانَ يُقالُ السبعةُ الشّهبُ
ينير في السلم نور المشتري معه / وفي الحروب مع المريخ يلتهبُ
مبارك الدولة الزهراء تسميةً / نور الهياج على العلياء ينقلبُ
وربَّما غرّهم طول الجلوسِ به / عنهم وآراؤه في دَستِه تثِبُ
فالخيل مرتبطاتٌ وهي فاعلةٌ / في الشكلِ ما يفعل التقريبُ والخَببُ
حتى إذا فاضت الجردُ الصواهل والس / سُمرُ الذوابل والهِنديةُ القضبُ
هناك ما همُّه إلا النفوسُ إلى / أن تنجلي وهمومُ الناسِ ما نهبوا
أثارهم منه ما استجَدوه أو نزَعوا / قسراً وآثارُه في الرّوع ما سَحبوا
فهل من العدل أن الجود يسلبُه / وليس يعرف من أفعاله السلبُ
والناسُ في إثره يرجونَ رتبته / من العلى فإذا جاؤا فقد ذهبوا
ألقى على الشعر جزءاً من خلائقِه / فرقَّ في الطِّرس حتى كادَ ينسكبُ
وشدَّه بشُواظٍ من عزائِمه / فمسّه بامتزاجٍ منهما لهبُ
تهنَّ بالعيدِ مسعوداً ويتبعهُ / من بعده نسق بالسعد منسربُ
إني أرى العيد عندي لا هناء به / كيف الهناء لمن أيامه نوبُ
أما مديحُك فاعلم أنَّ أحسَنه / مِن حسن فِعلِك يستملَى ويُكتتبُ
وقد حصلت مقيماً في جنابك مح / سوباً عليكَ نعم من جل ما حسِبوا
حسبي برأيك لي فيما تنزِّلني / فيه ويا لكَ من حسبٍ له حسَبُ
أرَى اللَّيالي إِذا عاتَبتُها جعلَت
أرَى اللَّيالي إِذا عاتَبتُها جعلَت / تَمنُّ أن جَعلَتني من ذَوي الأدبِ
وليسَ عِندَ اللَّيالي أنَّ أقبحَ ما / صَنَعنَ بي أن جَعَلن الشِّعر مُكتَسَبي
إن كانَ لابدَّ مِن مَدحٍ فها أنا ذا / بحيث آمنُ في قَولي من الكذِبِ