المجموع : 3
العِزُّ وَالمَجدُ في الهِندِيَّةِ القُضُبِ
العِزُّ وَالمَجدُ في الهِندِيَّةِ القُضُبِ / لا في الرَسائِلِ وَالتَنميقِ لِلخُطَبِ
تَقضي المَواضي فَيَمضي حُكمُها أَمَماً / إِن خالَجَ الشَكُّ رَأيَ الحاذِقِ الأَرِبِ
وَلَيسَ يَبني العُلا إِلّا نَدىً وَوَغىً / هُما المَعارِجُ لِلأَسنى مِنَ الرُتَبِ
وَمُشمَعِلٌّ أَخو عَزمٍ يُشَيِّعُهُ / قَلبٌ صَرومٌ إِذا ما هَمَّ لَم يَهَبِ
لِلَّهِ طَلّابُ أَوتارٍ أَعَدَّ لَها / سَيراً حَثيثاً بِعَزمٍ غَيرِ مُؤتَشِبِ
ذاكَ الإِمامُ الَّذي كادَت عَزائِمُهُ / تَسمو بِهِ فَوقَ هامِ النَسرِ وَالقُطُبِ
عَبدُ العَزيزِ الَّذي ذَلَّت لِسَطوَتِهِ / شوسُ الجَبابِرِ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
لَيثُ اللُيوثِ أَخو الهَيجاءِ مِسعَرُها / السَيِّدُ المُنجِبُ اِبنُ السادَةِ النُحُبِ
قَومٌ هُمُ زينَةُ الدُنيا وَبَهجَتُها / وَهُم لَها عَمَدٌ مَمدودَةٌ الطُنُبِ
لكِنَّ شَمسَ مُلوكِ الأَرضِ قاطِبَةً / عَبدُ العَزيزِ بِلا مَينٍ وَلا كَذِبِ
قادَ المَقانِبَ يَكسو الجَوَّ عَثيرُها / سَماءَ مُرتَكِمٍ مِن نَقعِ مُرتَكِبِ
حَتّى إِذا وَرَدَت ماءَ الصَراةِ وَقَد / صارَت لَواحِقَ أَقرابٍ مِنَ الشَغَبِ
قالَ النِزالُ لَنا في الحَربِ شِنشِنَةٌ / نَمشي إِلَيها وَلَو جَثيناً عَلى الرُكَبِ
فَسارَ مِن نَفسِهِ في جَحفَلٍ حَرِدٍ / وَسارَ مِن جَيشِهِ في عَسكَرٍ لَجِبِ
حَتّى تَسَوَّرَ حيطاناً وَأَبنِيَةً / لَولا القَضاءُ لَما أُدرِكنَ بِالسَبَبِ
لكِنَّها عَزمَةٌ مِن فاتِكٍ بَطَلٍ / حَمى بِها حَوزَةَ الإِسلامِ وَالحَسَبِ
فَبَيَّتَ القَومَ صَرعى خَمرِ نَومِهِمُ / وَآخَرينَ سُكارى بِاِبنَةِ العِنَبِ
في لَيلَةٍ شابَ قَبلَ الصُبحِ مَفرِقُها / لَو كانَ تَعقِلُ لَم تُملَك مِن الرُعُبِ
أَلقَحتَها في هَزيعِ اللَيلِ فَاِمتَخَضَت / قَبلَ الصَباحِ فَأَلقَت بَيضَةَ الحُقُبِ
كانوا يَعُدّونَها نَحساً مُذَمَّمَةً / وَاللَهُ قَدَّرَها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
صَبَّ الإِلهُ عَلَيهِم سَوطَ مُنتَقِمٍ / مِن كَفِّ مُحتَسِبٍ لِلَّهِ مُرتَقِبِ
في أَوَّلِ اللَيلِ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ / وَآخِرِ اللَيلِ في وَيلٍ وَفي حَرَبِ
اللَهُ أَكبَرُ هذا الفَتحُ قَد فُتِحَت / بِهِ مِنَ اللَهِ أَبوابٌ بِلا حُجُبِ
فَتحٌ تُؤَرِّجُ هذا الكَونَ نَفتَحُهُ / وَيُلبِسُ الأَرضَ زِيَّ المارِحِ الطَرِبِ
فَتحٌ بِهِ أَضحَتِ الأَحساءُ طاهِرَةً / مِن رِجسِها وَهيَ فيما مَرَّ كَالجُنُبِ
شُكراً بَني هَجَرٍ لِلمُقرِنِيِّ فَقَد / مِن قَبلِهِ كُنتُمُ في هُوَّةِ العَطَبِ
قَد كُنتُمُ قَبلَهُ نَهباً بِمَضيَعَةٍ / ما بَينَ مُفتَرَسٍ مِنكُم وَمُستَلَبِ
رومٌ تُحَكِّمُ فيكُم رَايَ ذي سَفَهٍ / أَحكامَ مُعتَقِدِ التَثليثِ وَالصُلُبِ
وَلِلأَعاريبِ في أَموالِكُم عَبَثٌ / يَمرونَكُم مَريَ ذاتِ الصِنورِ في الحَلَبِ
وَقَبلَكُم جُنَّ نَجدٌ وَاِستُطيرَ بِهِ / فَماذَهُ بِشِفارِ البيضِ وَاليَلَبِ
شَوارِدٌ قَيَّدَها صِدقُ عَزمِتهِ / فَظَلنَ يَرفُسنَ بَعدَ الوَخدِ وَالخَبَبِ
مَلكٌ يَؤودُ الرَواسي حَملُ هِمَّتِهِ / لَو كانَ يُمكِنُ أَرفَتهُ إِلى الشُهُبِ
وَيَركَبُ الخَطبَ لا يَدري نَواجِذَهُ / تَفتَرُّ عَن ظَفَرٍ في ذاكَ أَو شَجَبِ
إِذا المُلكُ اِستَلانوا الفُرشَ وَاِتَّكَئوا / عَلى الأَرائِكِ بَينَ الخُرَّدِ العُرُبِ
فَفي المَواضي وَفي السُمرِ اللِدانِ وَفي الجُ / ردِ الجِيادِ لَهُ شُغلٌ عَنِ الطَرَبِ
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ / اِسمَع هديتَ مقالَ الناصِحِ الحَدِبِ
اِجعَل مُشيرَكَ في أَمرٍ تُحاوِلُهُ / مُهَذَّبَ الرَأيِ ذا عِلمٍ وَذا أَدَبِ
وَقَدِّمِ الشَرعَ ثُمَّ السَيفَ إِنَّهُما / قِوامُ ذا الخَلقِ في بَدءٍ وَفي عَقِبِ
هُما الدَواءُ لِأَقوامٍ إِذا صَعَرَت / خُدودُهُم وَاِستَحَقّوا صَولَةَ الغَضَبِ
وَاِستَعمِلِ العَفوَ عَمَّن لا نَصيرَ لَهُ / إِلّا الإِلهُ فَذاكَ العِزُّ فَاِحتَسِبِ
وَاِعقِد مَعَ اللَهِ عَزماً لِلجِهادِ فَقَد / أوتيتَ نَصراً عَزيزاً فَاِستَقِم وَثِبِ
وَأَكرِمِ العُلَماءِ العامِلينَ وَكُن / بِهِم رَحيماً تَجِدهُ خَرَ مُنقَلَبِ
وَاِحذَر أُناساً أَصارُوا العِلمَ مَدرَجَةً / لِما يُرَجّونَ مِن جاهٍ وَمِن نَشَبِ
هذا وَفي عِلمِكَ المَكنونِ جَوهَرُهُ / ما كانَ يُغنيكَ عَن تَذكير مُحتَسِبِ
وَخُذ شَوارِدَ أَبياتٍ مُثَقَّفَةٍ / كَأَنَّها دُرَرٌ فُصِّلنَ بِالذَهَبِ
زَهَت بِمَدحِكَ حَتّى قالَ سامِعُها / اللَهُ أَكبَرُ كُلُّ الحُسنِ في العَرَبِ
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن خَصَّهُ اللَهُ بِالأَسنى مِنَ الكُتُبِ
المُصطَفى مِن أَرومٍ طابَ عُنصُرُها / مُحَمَّدِ الطاهِرِ بنِ الطاهِرِ النَسَبِ
وَالآلِ وَالصَحبِ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَما حَدَ الرَعدُ بِالهامي مِنَ السُحُبِ
يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي
يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي / لا أَنثَني لِمَلامٍ أَو لِتَثريبِ
ما كنتُ أَوَّلَ مَن لجَّ الغَرامُ بهِ / أَو هامَ بِالخُرَّدِ البيضِ الرَعابيبِ
أَلقاتِلاتُ على عمدٍ بلا قودٍ / وَالمُصَبِياتُ بِتَغميزِ الحواجيبِ
من كلِّ أَحورَ ساجي الطَرفُ فاتِرهِ / يَمضي سهاماً بِتَرشيقٍ وَتَعذيبِ
ذي عارِضٍ مُشرِقٍ يَفتَرُّ عَن بَردٍ / عذبِ المُقَبَّلِّ بَالصَهباءِ مَقطوبِ
مُضَرَّجِ الخَدِّ لو رُمتَ اقتِباسَ ضواً / أَغنَتكَ وجنَتُهُ عن كلِّ مَشبوبِ
عَبلِ الرَوادِفِ ضامي الكَشحِ مُقتَبِل / غانٍ من الحُسنِ مَنّاعٍ لِمَطلوبِ
أَهواهُ في غَيرِ مَحظورٍ وَلا سَفهٍ / كَذلكَ الحُبُّ صَفوٌ غيرُ مَشيوبِ
فَدَع تَذَكُّرَ أَيّامِ الشَبابِ وَما / قَد كانَ فيهِنَّ من غَزلٍ وَتَشبيبِ
وَاذكُر فَواضِلَ مَن عَمَّت فَضائِلُهُ / على الأَنامِ وَلم يَمنُن بِمَوهوبِ
خَليفَةُ العَهدِ سامي المَجدِ همَّتهُ / لِلدينِ نَصراً وَلِلدُنيا بِتَرتيبِ
مُؤَيَّدُ العَزمِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / مُسَدَّدُ الرَأي في بَدءٍ وَتَعقيبِ
يَغشى الكَريهَةَ لا يَخشى عَواقِبِها / وَيَركَبُ الخَطبَ لا يَلوي لِتَنكيبِ
شَأنَ المُجارينَ سَبقاً كلَّ مَكرُمَةٍ / سامَ المُعادينَ تَدميراً بِتَتبيتِ
نَماهُ في الأَصالِ أَمجادٌ خَضارِمَةٌ / شُمُّ الأُنوفِ إلى البيضِ المَناجيبِ
قومٌ هُو نُصرَةٌ لِلحَقِّ مُذ خُلِقوا / بِالبيضِ وَالسُمرِ وَالجُردِ السَراحيبِ
كَم أُودعوا الدَهرَ مِن بَأسٍ وَمن كرمٍ / وَأَنقَذوا الناسَ مِن كُفرٍ وَمن حوبِ
وَقامَ بَعدَهُمو عَينُ الزَمانِ وَمن / يُرجى وَيُخشى لِمَوهوبٍ وَمَرهوبِ
أَبوكَ فَخرُكَ من عادَ الزَمانُ فتىً / في عَصرهِ بعدَ تَقويسٍ وَتَحديبِ
أَشَمُّ أَشوَسُ في الجُلّى يُلاذُ بهِ / في الحَربِ وَالجَدبِ مَأوى كلِّ مَكروبِ
إِذا اِدلَهَمَّت هوادى الخَطبِ وَالتَبَسَت / عَلى ذوي الرَأيِ من أَهلِ التَجاريبِ
جَلّى لهُ رَأيهُ ما كان مُلتَبِساً / مِنها فَعادَت كَصُبحٍ بَعد غِربيبِ
لهُ سَرائِرُ لِلإِسلامُ أَضمَرَها / وَاللَهُ أَظهَرَها جَهراً بِتَوجيبِ
فَهوَ الحَبيبُ المُفَدّى بِالنُفوسِ وَما / تَحويه أَنفُسُنا مِن كلِّ مَحبوبِ
سَمّاك باسمِ سُعودٍ إِذ طَلَعتَ بهِ / سَعداً بيُمنٍ وَعنواناً بِتَلقيبِ
وَلّى لكَ العهدَ مُختاراً وَمرتَضياً / جَميلُ صُنعكَ في شَتّى الأَساليبِ
أَرادَ أَنَّكَ وَالأَعداءُ راغمةً / تَلى مشارِقَها من بعدِ تَغريبِ
فَنَستَمِدُّ منَ المَولى لكُم مدداً / في العُمرِ وَالفَخرِ وَالإِذكارِ وَالطيبِ
وَكم يدٌ لكَ في العَلياءِ باسِقَةً / محمودَة بينَ مَوروثٍ وَمَكسوبِ
لا نَنثَني أَبداً نُثني عَلَيك بها / نَظماً وَنثراً وَتَفصيلاً بِتَبويبِ
يا اِبنَ الكِرامِ الأُولى ما زالَ فَضلهمُ / في الناسِ ما بينَ مَتلُوٍّ وَمَكتوبِ
أليكَ أَعلَمتُها عيساً مُدرَّبَةً / تَفلى الفَلا بينَ إِدلاجٍ وَتَاويبِ
مِن كلِّ حَرفٍ كَحَرفِ الخَطِّ مُعمِلَةً / رَفعاً وَخَفضاً وَتَسكيناً بِتَنصيبِ
يَذودُ عَنّا الكَرى الحادي بِمَدحِكموا / وَيَستَفِزُّ مَطايانا بِتَطريبِ
لِنَبلُغَ الظِلَّ وَالمَرعى الخَصيبَ كَذا / الفَضلَ العَميمَ وَنَيلاً غَيرَ مَحسوبِ
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن خصَّهُ اللَهُ بِالزُلفى وَبِالطيبِ
محمدٌ خيرُ مَبعوثٍ وَشيعَتهُ / وَصَحبهُ همو خَيرُ الأَصاحيبِ
بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَفي نَسَبُ
بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَفي نَسَبُ / وَصِدقُ عَزمِ الفَتى في ذلِكَ السَبَبُ
لا يَبلُغُ المَجدَ إِلّا مَن تَكونُ لَهُ / نَفسٌ تَتَوُقُ إِلى ما دونَهُ الشُهُبُ
جوداً وَبَأساً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ / وَخَفضَ جَأشٍ إِذا ما اِشتَدَّتِ النوَبُ
وَجَحفَلاً تَستَخِفُّ الأَرضَ وَطأتُهُ / تَخُرُّ لِلخَيلِ فيهِ الأُكمُ وَالحَدَبُ
لِلَّهِ سَعيُ إِمامِ المُسلِمينَ فَقَد / حَوى الخِصالَ الَّتي تَسمو بِها الرُتَب
عَبدِ العَزيزِ الَّذي لَم تَبدُ طالِعَةً / شَمسٌ عَلى مِثلِهِ يَوماً وَلَم تَجِب
ما قُلتُهُ قَطرَةٌ مِن بَحرِ هِمَّتِهِ / هَيهاتَ يُحصي ثَناهُ النَظمُ وَالخَطبُ
مِنَ الأَولى جَدَّدوا لِلنّاسِ دينُهُمُ / بِالوَحيِ تَعضُدُهُ الهِندِيَّةُ القُضُبُ
قَفَوا أَبا بَكرٍ الصِديقَ ما وَهَنوا / لَمّا دَعا الناسَ وَالأَهواءُ تَضطَرِبُ
فَرَدَّهُم بِالقَنا مِن حَيثُ ما خَرجوا / وَقالَ أَدّوا الَّذي في شَرعِنا يَجِب
وَأَنتُمُ حينَ لا بَدوٌ وَلا حَضَرٌ / إِلّا لَهُم نَحوَ ما يُرديهِمُ خَبَبُ
هذا يَطوفُ بِرَبِّ القَبرِ يَندُبُهُ / يَرجو النَجاةَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الكُرَبُ
وَذا يُعَطِّلُ آياتِ الصِفاتِ وَذا / مُغرىً بِتَحريفِ ما جاءَت بِهِ الكُتُبُ
قُمتُم مَقاماً يَؤودُ القائِمينَ بِهِ / وَقَد رَمَتكُم بِقَوسِ البِغضَةِ العَرَبُ
لكِنَّ مَن يَنصُرُ الرَحمنَ يَنصُرُهُ / جُندُ الإِلهِ بِهِم لَو قَلَّوا الغَلَبُ
رَدَدتُموهُم إِلى الدينِ القَويمِ وَهُم / مِن قَبلِكُم عَن طَريقِ المُصطَفى نُكُبُ
نِعمَ الوَزيرُ لَكُم شَيخٌ مَقالَتُهُ / ما قالَهُ اللَهُ وَالمُختارُ وَالصَحَبُ
أَعطاهُ مَولاهُ نوراً فَاِستَضاءَ بِهِ / وَاللَهُ يَختارُ مَن يُعطي لِما يَهَبُ
عِنايَةٌ شَمَلَت نَجداً وَساكِنَهُ / بِهِ وَفَخرٌ لَهُم ما اِمتَدَّتِ الحِقَبُ
وَحينَ قَلَّصَ ظِلُّ الأَمنِ وَاِنقَشَعَت / مِن نَجدَ أَعلامُهُ وَاِستَفحَلَ الكَلبُ
أَتى بِكَ اللَهُ غَوثاً لِلعِبادِ وَلِل / بِلادِ غَيثاً هَنيئاً بَعَ ما جَدبوا
فَضَلتَ تَنسَخُ آياتِ الضَلالِ بِما / يَقضي بِهِ النَصُّ لا زورٌ وَلا كَذِبُ
حَتّى اِستَقامَت قَناةُ الدينِ وَاِعتَدَلَت / فَالحَمدُ لِلَّهِ لا رَيبٌ وَلا رَيبُ
وَكَم مَكارِمِ أَخلاقٍ أَتَيتِ بِها / يَرضى بِها في الجُثى آباؤُكَ النُجُبُ
وَاِذكُر بَلاءَ بَني الإِسلامَ إِنَّهُمُ / نِعمَ الظَهيرُ لَهُ وَالناصِرُ الحَدِبُ
قَومٌ شَرَوا في سَبيلِ اللَهِ أَنفُسَهُم / وَجاهَدوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِحتَسَبوا
قُم أَدنِ مِن ساهِماتِ العيسِ ناجِيَةً / أَدنى تَغشمُرِها الإِرقالُ وَالخَبَبُ
كَأَنَّها خاضِبٌ يَحدو سَفَنَّجَةً / وَالدَوُّ شاسِعَةٌ وَالغَيثُ يَنسَكِبُ
تَلاحِظُ السَوطَ أَحياناً وَيُزعِجُها / إِذا رَأَت ظِلَّهُ أَو مَسَّها عَقَبُ
سُقها مِنَ البَلَدِ المَعمورِ مُتَّخِذاً / دَليلَكَ الجَديَ إِن لَم تَهدِكَ النُصبُ
سَلِّم عَلى فَيصَلٍ وَاِذكُر مَآثِرَهُ / وَقُل لَهُ هكَذا فَلتَفعَلِ النُجُبُ
سَيفُ الإِمامِ الَّذي بِالكَفِّ قائِمُهُ / ماضي المَضارِبِ ما في حَدِّهِ لَعِبُ
إِذا الإِمامُ اِنتَضاهُ في مُقارَعَةٍ / مَضى إِلَيها وَنارُ الحَربِ تَلتَهِبُ
رَئيسُ عُلوى عَلا بِالدينِ مَجدُهُمُ / وَالدينُ يُعلى بِهِ لَو لَم يَكُن نَسَبُ
وَمَن بَبَوَّأَ بِالدارِ الَّتي بُنِيَت / عَلى التُقى وَالهُدى أَكرِم بِهِم عَرَبُ
الساكِنينَ بِأَرطاوِيَّةٍ نَصَحوا / لِلدّينِ بِالصِدقِ في نُصحِهِم خَلَبُ
كَذاكَ إِخوانُهُم لا تَنسَ فَضلُهُمُ / هُم نُصرَةُ الحَقِّ صِدقاً أَينَما ذَهَبوا
أَعني بِهِم عُصبَةَ الإِسلامِ مِن سَكَنوا / مُبايِضاً وَلِحَربِ المارِقِ اِنتَدَبوا
وَاِذكُر مَآثِرَ قَومٍ جُلُّ قَصدِهِمُ / جِهادُ أَهلِ الرَدى لا النَفلُ وَالسَلَبُ
هُم أَهلُ قَريَةَ إِخوانٌ لَهُم قَدَمٌ / في الصالِحاتِ الَّتي تُرجى بِها القُربُ
صَبَّ الإِلهُ عَلى أَهلِ الكُوَيتِ بِهِم / سَوطَ العَذابِ الَّذي في طَيِّهِ الغَضَبُ
طَلَّت سِباعُ الفَلا تَفري تَرائِبَهُم / تَنوبُهُم عُصَبٌ مِن بَعدِها عُصَبُ
وَالطَيرُ تَمكو عَلى أَعلى جَماجِمِه / كَأَنَّها شارِبٌ يَهفو بِهِ الطَرَبُ
كَم عاتِقٍ تَلطِمُ الخَدَّينِ باكِيَةً / تَقولُ واحَربا لَو يَنفَعُ الحَرَبُ
تَفاءَلوا بِاِسمِكَ المَنحوسِ طائِرُهُ / بِسالِمٍ فَإِذا في سالِمَ العَطَبُ
هذا نَكالُ إِمامِ المُسلِمينَ لَكُم / فَإِن رَجَعتُم وَإِلّا اِستُؤصِلَ العِقبُ
يا شيعَةَ الدينِ وَالإيمانِ إِنَّ لَكُم / عَلَيَّ حَقّاً أَرى نُصحي لَكُم يَجِب
تَمَسَّكوا بِكِتابِ اللَهِ وَاِتَّبِعوا / هَديَ الرَسولِ وَلا تَأخُذكُمُ الشَعبُ
وَأَخلِصوا نُصحَ والي الأَمرِ فَهوَ لَهُ / شَرطٌ عَلَيكُم بِآيِ الذِكرَ مُكتَتَبُ
قَد أَوجَبَ المُصطَفى بِالنَصِّ طاعَتَهُم / لَو أَنَّهُم أَخَذوا لِلمالِ أَو ضَرَبوا
ما لَم يَكُن أَمرُهُم شِركاً وَمَعصِيَةً / هُناكَ طاعَتُهُم في ذاكَ لا تَجِبُ
أَمّا إِذا قَصَدوا الإِصلاحَ وَاِجتَهَدوا / وَلا اِستَبانَ لَنا الدّاعي وَلا السَبَبُ
فَما يَسوغُ اِعتِراضٌ أَو مُنابَذَةٌ / بِذاكَ جاءَت نُصوصُ الحَقِّ تَأتَلِبُ
ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي وَشيعَتِهِ / وَصَحبِهِ ما هَمى بِالوابِلِ السُحُبُ