القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن عُثَيْمِين الكل
المجموع : 3
العِزُّ وَالمَجدُ في الهِندِيَّةِ القُضُبِ
العِزُّ وَالمَجدُ في الهِندِيَّةِ القُضُبِ / لا في الرَسائِلِ وَالتَنميقِ لِلخُطَبِ
تَقضي المَواضي فَيَمضي حُكمُها أَمَماً / إِن خالَجَ الشَكُّ رَأيَ الحاذِقِ الأَرِبِ
وَلَيسَ يَبني العُلا إِلّا نَدىً وَوَغىً / هُما المَعارِجُ لِلأَسنى مِنَ الرُتَبِ
وَمُشمَعِلٌّ أَخو عَزمٍ يُشَيِّعُهُ / قَلبٌ صَرومٌ إِذا ما هَمَّ لَم يَهَبِ
لِلَّهِ طَلّابُ أَوتارٍ أَعَدَّ لَها / سَيراً حَثيثاً بِعَزمٍ غَيرِ مُؤتَشِبِ
ذاكَ الإِمامُ الَّذي كادَت عَزائِمُهُ / تَسمو بِهِ فَوقَ هامِ النَسرِ وَالقُطُبِ
عَبدُ العَزيزِ الَّذي ذَلَّت لِسَطوَتِهِ / شوسُ الجَبابِرِ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
لَيثُ اللُيوثِ أَخو الهَيجاءِ مِسعَرُها / السَيِّدُ المُنجِبُ اِبنُ السادَةِ النُحُبِ
قَومٌ هُمُ زينَةُ الدُنيا وَبَهجَتُها / وَهُم لَها عَمَدٌ مَمدودَةٌ الطُنُبِ
لكِنَّ شَمسَ مُلوكِ الأَرضِ قاطِبَةً / عَبدُ العَزيزِ بِلا مَينٍ وَلا كَذِبِ
قادَ المَقانِبَ يَكسو الجَوَّ عَثيرُها / سَماءَ مُرتَكِمٍ مِن نَقعِ مُرتَكِبِ
حَتّى إِذا وَرَدَت ماءَ الصَراةِ وَقَد / صارَت لَواحِقَ أَقرابٍ مِنَ الشَغَبِ
قالَ النِزالُ لَنا في الحَربِ شِنشِنَةٌ / نَمشي إِلَيها وَلَو جَثيناً عَلى الرُكَبِ
فَسارَ مِن نَفسِهِ في جَحفَلٍ حَرِدٍ / وَسارَ مِن جَيشِهِ في عَسكَرٍ لَجِبِ
حَتّى تَسَوَّرَ حيطاناً وَأَبنِيَةً / لَولا القَضاءُ لَما أُدرِكنَ بِالسَبَبِ
لكِنَّها عَزمَةٌ مِن فاتِكٍ بَطَلٍ / حَمى بِها حَوزَةَ الإِسلامِ وَالحَسَبِ
فَبَيَّتَ القَومَ صَرعى خَمرِ نَومِهِمُ / وَآخَرينَ سُكارى بِاِبنَةِ العِنَبِ
في لَيلَةٍ شابَ قَبلَ الصُبحِ مَفرِقُها / لَو كانَ تَعقِلُ لَم تُملَك مِن الرُعُبِ
أَلقَحتَها في هَزيعِ اللَيلِ فَاِمتَخَضَت / قَبلَ الصَباحِ فَأَلقَت بَيضَةَ الحُقُبِ
كانوا يَعُدّونَها نَحساً مُذَمَّمَةً / وَاللَهُ قَدَّرَها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
صَبَّ الإِلهُ عَلَيهِم سَوطَ مُنتَقِمٍ / مِن كَفِّ مُحتَسِبٍ لِلَّهِ مُرتَقِبِ
في أَوَّلِ اللَيلِ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ / وَآخِرِ اللَيلِ في وَيلٍ وَفي حَرَبِ
اللَهُ أَكبَرُ هذا الفَتحُ قَد فُتِحَت / بِهِ مِنَ اللَهِ أَبوابٌ بِلا حُجُبِ
فَتحٌ تُؤَرِّجُ هذا الكَونَ نَفتَحُهُ / وَيُلبِسُ الأَرضَ زِيَّ المارِحِ الطَرِبِ
فَتحٌ بِهِ أَضحَتِ الأَحساءُ طاهِرَةً / مِن رِجسِها وَهيَ فيما مَرَّ كَالجُنُبِ
شُكراً بَني هَجَرٍ لِلمُقرِنِيِّ فَقَد / مِن قَبلِهِ كُنتُمُ في هُوَّةِ العَطَبِ
قَد كُنتُمُ قَبلَهُ نَهباً بِمَضيَعَةٍ / ما بَينَ مُفتَرَسٍ مِنكُم وَمُستَلَبِ
رومٌ تُحَكِّمُ فيكُم رَايَ ذي سَفَهٍ / أَحكامَ مُعتَقِدِ التَثليثِ وَالصُلُبِ
وَلِلأَعاريبِ في أَموالِكُم عَبَثٌ / يَمرونَكُم مَريَ ذاتِ الصِنورِ في الحَلَبِ
وَقَبلَكُم جُنَّ نَجدٌ وَاِستُطيرَ بِهِ / فَماذَهُ بِشِفارِ البيضِ وَاليَلَبِ
شَوارِدٌ قَيَّدَها صِدقُ عَزمِتهِ / فَظَلنَ يَرفُسنَ بَعدَ الوَخدِ وَالخَبَبِ
مَلكٌ يَؤودُ الرَواسي حَملُ هِمَّتِهِ / لَو كانَ يُمكِنُ أَرفَتهُ إِلى الشُهُبِ
وَيَركَبُ الخَطبَ لا يَدري نَواجِذَهُ / تَفتَرُّ عَن ظَفَرٍ في ذاكَ أَو شَجَبِ
إِذا المُلكُ اِستَلانوا الفُرشَ وَاِتَّكَئوا / عَلى الأَرائِكِ بَينَ الخُرَّدِ العُرُبِ
فَفي المَواضي وَفي السُمرِ اللِدانِ وَفي الجُ / ردِ الجِيادِ لَهُ شُغلٌ عَنِ الطَرَبِ
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ / اِسمَع هديتَ مقالَ الناصِحِ الحَدِبِ
اِجعَل مُشيرَكَ في أَمرٍ تُحاوِلُهُ / مُهَذَّبَ الرَأيِ ذا عِلمٍ وَذا أَدَبِ
وَقَدِّمِ الشَرعَ ثُمَّ السَيفَ إِنَّهُما / قِوامُ ذا الخَلقِ في بَدءٍ وَفي عَقِبِ
هُما الدَواءُ لِأَقوامٍ إِذا صَعَرَت / خُدودُهُم وَاِستَحَقّوا صَولَةَ الغَضَبِ
وَاِستَعمِلِ العَفوَ عَمَّن لا نَصيرَ لَهُ / إِلّا الإِلهُ فَذاكَ العِزُّ فَاِحتَسِبِ
وَاِعقِد مَعَ اللَهِ عَزماً لِلجِهادِ فَقَد / أوتيتَ نَصراً عَزيزاً فَاِستَقِم وَثِبِ
وَأَكرِمِ العُلَماءِ العامِلينَ وَكُن / بِهِم رَحيماً تَجِدهُ خَرَ مُنقَلَبِ
وَاِحذَر أُناساً أَصارُوا العِلمَ مَدرَجَةً / لِما يُرَجّونَ مِن جاهٍ وَمِن نَشَبِ
هذا وَفي عِلمِكَ المَكنونِ جَوهَرُهُ / ما كانَ يُغنيكَ عَن تَذكير مُحتَسِبِ
وَخُذ شَوارِدَ أَبياتٍ مُثَقَّفَةٍ / كَأَنَّها دُرَرٌ فُصِّلنَ بِالذَهَبِ
زَهَت بِمَدحِكَ حَتّى قالَ سامِعُها / اللَهُ أَكبَرُ كُلُّ الحُسنِ في العَرَبِ
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن خَصَّهُ اللَهُ بِالأَسنى مِنَ الكُتُبِ
المُصطَفى مِن أَرومٍ طابَ عُنصُرُها / مُحَمَّدِ الطاهِرِ بنِ الطاهِرِ النَسَبِ
وَالآلِ وَالصَحبِ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَما حَدَ الرَعدُ بِالهامي مِنَ السُحُبِ
يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي
يا صاحِبَيَّ دعا عَذلي وَتَأنيبي / لا أَنثَني لِمَلامٍ أَو لِتَثريبِ
ما كنتُ أَوَّلَ مَن لجَّ الغَرامُ بهِ / أَو هامَ بِالخُرَّدِ البيضِ الرَعابيبِ
أَلقاتِلاتُ على عمدٍ بلا قودٍ / وَالمُصَبِياتُ بِتَغميزِ الحواجيبِ
من كلِّ أَحورَ ساجي الطَرفُ فاتِرهِ / يَمضي سهاماً بِتَرشيقٍ وَتَعذيبِ
ذي عارِضٍ مُشرِقٍ يَفتَرُّ عَن بَردٍ / عذبِ المُقَبَّلِّ بَالصَهباءِ مَقطوبِ
مُضَرَّجِ الخَدِّ لو رُمتَ اقتِباسَ ضواً / أَغنَتكَ وجنَتُهُ عن كلِّ مَشبوبِ
عَبلِ الرَوادِفِ ضامي الكَشحِ مُقتَبِل / غانٍ من الحُسنِ مَنّاعٍ لِمَطلوبِ
أَهواهُ في غَيرِ مَحظورٍ وَلا سَفهٍ / كَذلكَ الحُبُّ صَفوٌ غيرُ مَشيوبِ
فَدَع تَذَكُّرَ أَيّامِ الشَبابِ وَما / قَد كانَ فيهِنَّ من غَزلٍ وَتَشبيبِ
وَاذكُر فَواضِلَ مَن عَمَّت فَضائِلُهُ / على الأَنامِ وَلم يَمنُن بِمَوهوبِ
خَليفَةُ العَهدِ سامي المَجدِ همَّتهُ / لِلدينِ نَصراً وَلِلدُنيا بِتَرتيبِ
مُؤَيَّدُ العَزمِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ / مُسَدَّدُ الرَأي في بَدءٍ وَتَعقيبِ
يَغشى الكَريهَةَ لا يَخشى عَواقِبِها / وَيَركَبُ الخَطبَ لا يَلوي لِتَنكيبِ
شَأنَ المُجارينَ سَبقاً كلَّ مَكرُمَةٍ / سامَ المُعادينَ تَدميراً بِتَتبيتِ
نَماهُ في الأَصالِ أَمجادٌ خَضارِمَةٌ / شُمُّ الأُنوفِ إلى البيضِ المَناجيبِ
قومٌ هُو نُصرَةٌ لِلحَقِّ مُذ خُلِقوا / بِالبيضِ وَالسُمرِ وَالجُردِ السَراحيبِ
كَم أُودعوا الدَهرَ مِن بَأسٍ وَمن كرمٍ / وَأَنقَذوا الناسَ مِن كُفرٍ وَمن حوبِ
وَقامَ بَعدَهُمو عَينُ الزَمانِ وَمن / يُرجى وَيُخشى لِمَوهوبٍ وَمَرهوبِ
أَبوكَ فَخرُكَ من عادَ الزَمانُ فتىً / في عَصرهِ بعدَ تَقويسٍ وَتَحديبِ
أَشَمُّ أَشوَسُ في الجُلّى يُلاذُ بهِ / في الحَربِ وَالجَدبِ مَأوى كلِّ مَكروبِ
إِذا اِدلَهَمَّت هوادى الخَطبِ وَالتَبَسَت / عَلى ذوي الرَأيِ من أَهلِ التَجاريبِ
جَلّى لهُ رَأيهُ ما كان مُلتَبِساً / مِنها فَعادَت كَصُبحٍ بَعد غِربيبِ
لهُ سَرائِرُ لِلإِسلامُ أَضمَرَها / وَاللَهُ أَظهَرَها جَهراً بِتَوجيبِ
فَهوَ الحَبيبُ المُفَدّى بِالنُفوسِ وَما / تَحويه أَنفُسُنا مِن كلِّ مَحبوبِ
سَمّاك باسمِ سُعودٍ إِذ طَلَعتَ بهِ / سَعداً بيُمنٍ وَعنواناً بِتَلقيبِ
وَلّى لكَ العهدَ مُختاراً وَمرتَضياً / جَميلُ صُنعكَ في شَتّى الأَساليبِ
أَرادَ أَنَّكَ وَالأَعداءُ راغمةً / تَلى مشارِقَها من بعدِ تَغريبِ
فَنَستَمِدُّ منَ المَولى لكُم مدداً / في العُمرِ وَالفَخرِ وَالإِذكارِ وَالطيبِ
وَكم يدٌ لكَ في العَلياءِ باسِقَةً / محمودَة بينَ مَوروثٍ وَمَكسوبِ
لا نَنثَني أَبداً نُثني عَلَيك بها / نَظماً وَنثراً وَتَفصيلاً بِتَبويبِ
يا اِبنَ الكِرامِ الأُولى ما زالَ فَضلهمُ / في الناسِ ما بينَ مَتلُوٍّ وَمَكتوبِ
أليكَ أَعلَمتُها عيساً مُدرَّبَةً / تَفلى الفَلا بينَ إِدلاجٍ وَتَاويبِ
مِن كلِّ حَرفٍ كَحَرفِ الخَطِّ مُعمِلَةً / رَفعاً وَخَفضاً وَتَسكيناً بِتَنصيبِ
يَذودُ عَنّا الكَرى الحادي بِمَدحِكموا / وَيَستَفِزُّ مَطايانا بِتَطريبِ
لِنَبلُغَ الظِلَّ وَالمَرعى الخَصيبَ كَذا / الفَضلَ العَميمَ وَنَيلاً غَيرَ مَحسوبِ
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ عَلى / مَن خصَّهُ اللَهُ بِالزُلفى وَبِالطيبِ
محمدٌ خيرُ مَبعوثٍ وَشيعَتهُ / وَصَحبهُ همو خَيرُ الأَصاحيبِ
بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَفي نَسَبُ
بَينَ العُلى وَالقَنا وَالمشرَفي نَسَبُ / وَصِدقُ عَزمِ الفَتى في ذلِكَ السَبَبُ
لا يَبلُغُ المَجدَ إِلّا مَن تَكونُ لَهُ / نَفسٌ تَتَوُقُ إِلى ما دونَهُ الشُهُبُ
جوداً وَبَأساً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ / وَخَفضَ جَأشٍ إِذا ما اِشتَدَّتِ النوَبُ
وَجَحفَلاً تَستَخِفُّ الأَرضَ وَطأتُهُ / تَخُرُّ لِلخَيلِ فيهِ الأُكمُ وَالحَدَبُ
لِلَّهِ سَعيُ إِمامِ المُسلِمينَ فَقَد / حَوى الخِصالَ الَّتي تَسمو بِها الرُتَب
عَبدِ العَزيزِ الَّذي لَم تَبدُ طالِعَةً / شَمسٌ عَلى مِثلِهِ يَوماً وَلَم تَجِب
ما قُلتُهُ قَطرَةٌ مِن بَحرِ هِمَّتِهِ / هَيهاتَ يُحصي ثَناهُ النَظمُ وَالخَطبُ
مِنَ الأَولى جَدَّدوا لِلنّاسِ دينُهُمُ / بِالوَحيِ تَعضُدُهُ الهِندِيَّةُ القُضُبُ
قَفَوا أَبا بَكرٍ الصِديقَ ما وَهَنوا / لَمّا دَعا الناسَ وَالأَهواءُ تَضطَرِبُ
فَرَدَّهُم بِالقَنا مِن حَيثُ ما خَرجوا / وَقالَ أَدّوا الَّذي في شَرعِنا يَجِب
وَأَنتُمُ حينَ لا بَدوٌ وَلا حَضَرٌ / إِلّا لَهُم نَحوَ ما يُرديهِمُ خَبَبُ
هذا يَطوفُ بِرَبِّ القَبرِ يَندُبُهُ / يَرجو النَجاةَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الكُرَبُ
وَذا يُعَطِّلُ آياتِ الصِفاتِ وَذا / مُغرىً بِتَحريفِ ما جاءَت بِهِ الكُتُبُ
قُمتُم مَقاماً يَؤودُ القائِمينَ بِهِ / وَقَد رَمَتكُم بِقَوسِ البِغضَةِ العَرَبُ
لكِنَّ مَن يَنصُرُ الرَحمنَ يَنصُرُهُ / جُندُ الإِلهِ بِهِم لَو قَلَّوا الغَلَبُ
رَدَدتُموهُم إِلى الدينِ القَويمِ وَهُم / مِن قَبلِكُم عَن طَريقِ المُصطَفى نُكُبُ
نِعمَ الوَزيرُ لَكُم شَيخٌ مَقالَتُهُ / ما قالَهُ اللَهُ وَالمُختارُ وَالصَحَبُ
أَعطاهُ مَولاهُ نوراً فَاِستَضاءَ بِهِ / وَاللَهُ يَختارُ مَن يُعطي لِما يَهَبُ
عِنايَةٌ شَمَلَت نَجداً وَساكِنَهُ / بِهِ وَفَخرٌ لَهُم ما اِمتَدَّتِ الحِقَبُ
وَحينَ قَلَّصَ ظِلُّ الأَمنِ وَاِنقَشَعَت / مِن نَجدَ أَعلامُهُ وَاِستَفحَلَ الكَلبُ
أَتى بِكَ اللَهُ غَوثاً لِلعِبادِ وَلِل / بِلادِ غَيثاً هَنيئاً بَعَ ما جَدبوا
فَضَلتَ تَنسَخُ آياتِ الضَلالِ بِما / يَقضي بِهِ النَصُّ لا زورٌ وَلا كَذِبُ
حَتّى اِستَقامَت قَناةُ الدينِ وَاِعتَدَلَت / فَالحَمدُ لِلَّهِ لا رَيبٌ وَلا رَيبُ
وَكَم مَكارِمِ أَخلاقٍ أَتَيتِ بِها / يَرضى بِها في الجُثى آباؤُكَ النُجُبُ
وَاِذكُر بَلاءَ بَني الإِسلامَ إِنَّهُمُ / نِعمَ الظَهيرُ لَهُ وَالناصِرُ الحَدِبُ
قَومٌ شَرَوا في سَبيلِ اللَهِ أَنفُسَهُم / وَجاهَدوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِحتَسَبوا
قُم أَدنِ مِن ساهِماتِ العيسِ ناجِيَةً / أَدنى تَغشمُرِها الإِرقالُ وَالخَبَبُ
كَأَنَّها خاضِبٌ يَحدو سَفَنَّجَةً / وَالدَوُّ شاسِعَةٌ وَالغَيثُ يَنسَكِبُ
تَلاحِظُ السَوطَ أَحياناً وَيُزعِجُها / إِذا رَأَت ظِلَّهُ أَو مَسَّها عَقَبُ
سُقها مِنَ البَلَدِ المَعمورِ مُتَّخِذاً / دَليلَكَ الجَديَ إِن لَم تَهدِكَ النُصبُ
سَلِّم عَلى فَيصَلٍ وَاِذكُر مَآثِرَهُ / وَقُل لَهُ هكَذا فَلتَفعَلِ النُجُبُ
سَيفُ الإِمامِ الَّذي بِالكَفِّ قائِمُهُ / ماضي المَضارِبِ ما في حَدِّهِ لَعِبُ
إِذا الإِمامُ اِنتَضاهُ في مُقارَعَةٍ / مَضى إِلَيها وَنارُ الحَربِ تَلتَهِبُ
رَئيسُ عُلوى عَلا بِالدينِ مَجدُهُمُ / وَالدينُ يُعلى بِهِ لَو لَم يَكُن نَسَبُ
وَمَن بَبَوَّأَ بِالدارِ الَّتي بُنِيَت / عَلى التُقى وَالهُدى أَكرِم بِهِم عَرَبُ
الساكِنينَ بِأَرطاوِيَّةٍ نَصَحوا / لِلدّينِ بِالصِدقِ في نُصحِهِم خَلَبُ
كَذاكَ إِخوانُهُم لا تَنسَ فَضلُهُمُ / هُم نُصرَةُ الحَقِّ صِدقاً أَينَما ذَهَبوا
أَعني بِهِم عُصبَةَ الإِسلامِ مِن سَكَنوا / مُبايِضاً وَلِحَربِ المارِقِ اِنتَدَبوا
وَاِذكُر مَآثِرَ قَومٍ جُلُّ قَصدِهِمُ / جِهادُ أَهلِ الرَدى لا النَفلُ وَالسَلَبُ
هُم أَهلُ قَريَةَ إِخوانٌ لَهُم قَدَمٌ / في الصالِحاتِ الَّتي تُرجى بِها القُربُ
صَبَّ الإِلهُ عَلى أَهلِ الكُوَيتِ بِهِم / سَوطَ العَذابِ الَّذي في طَيِّهِ الغَضَبُ
طَلَّت سِباعُ الفَلا تَفري تَرائِبَهُم / تَنوبُهُم عُصَبٌ مِن بَعدِها عُصَبُ
وَالطَيرُ تَمكو عَلى أَعلى جَماجِمِه / كَأَنَّها شارِبٌ يَهفو بِهِ الطَرَبُ
كَم عاتِقٍ تَلطِمُ الخَدَّينِ باكِيَةً / تَقولُ واحَربا لَو يَنفَعُ الحَرَبُ
تَفاءَلوا بِاِسمِكَ المَنحوسِ طائِرُهُ / بِسالِمٍ فَإِذا في سالِمَ العَطَبُ
هذا نَكالُ إِمامِ المُسلِمينَ لَكُم / فَإِن رَجَعتُم وَإِلّا اِستُؤصِلَ العِقبُ
يا شيعَةَ الدينِ وَالإيمانِ إِنَّ لَكُم / عَلَيَّ حَقّاً أَرى نُصحي لَكُم يَجِب
تَمَسَّكوا بِكِتابِ اللَهِ وَاِتَّبِعوا / هَديَ الرَسولِ وَلا تَأخُذكُمُ الشَعبُ
وَأَخلِصوا نُصحَ والي الأَمرِ فَهوَ لَهُ / شَرطٌ عَلَيكُم بِآيِ الذِكرَ مُكتَتَبُ
قَد أَوجَبَ المُصطَفى بِالنَصِّ طاعَتَهُم / لَو أَنَّهُم أَخَذوا لِلمالِ أَو ضَرَبوا
ما لَم يَكُن أَمرُهُم شِركاً وَمَعصِيَةً / هُناكَ طاعَتُهُم في ذاكَ لا تَجِبُ
أَمّا إِذا قَصَدوا الإِصلاحَ وَاِجتَهَدوا / وَلا اِستَبانَ لَنا الدّاعي وَلا السَبَبُ
فَما يَسوغُ اِعتِراضٌ أَو مُنابَذَةٌ / بِذاكَ جاءَت نُصوصُ الحَقِّ تَأتَلِبُ
ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي وَشيعَتِهِ / وَصَحبِهِ ما هَمى بِالوابِلِ السُحُبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025