أنا ابنُ مَحكانَ أخوالي بنو مَطرٍ
أنا ابنُ مَحكانَ أخوالي بنو مَطرٍ / أُنمىَ إليهم وكانوا مَعشراً نُجُبَا
المطعمينَ إذَا هَبَّت شأميةً / شَحمَ السَّنام إذ مادرُّها جَذَبَا
أقولُ والضَيف مُخشِيٌّ ذِمامَتهُ / على الكريم وَحَقُّ الضَّيفِ قَد وَجَبَا
يا ربَّةَ البيت قُومي غَير صاغرةٍ / ضُمِّي إليكِ رِحالَ القَومِ والقُربا
في ليلةٍ مِن جُمادَى ذَاتِ أَندِيةٍ / لا يُبصر الكلبُ من ظلمائها الطُنُبا
لا يَنبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ / حتى يلُفَّ على خَيشُومِهِ الذَّنبا
ماذَا ترينَ أَنُدنِيهم لأرحُلِنا / في جانب البيت أم نبني لهم قُببا
لمرملِ الزّادِ مَعنيٍّ بِحَاجتِهِ / من كان يكرَهُ ذَمًّا أو يقي حَسَبا
وَقُمتُ مُستبطِناً سَيفي فأَعرضَ لي / مثلَ المجادلِ كومٌ برّكت حَسَبا
فصادَفَ السَّيفُ منها ساقَ مُتلِيةٍ / جَلسٍ فَصَادَفَ منه ساقها عطبا
زيَّافَةٍ بنت زيّافٍ مُذكَّرةٍ / لمّا نَعوها لراعي سَرحِنا انتحبا
أمطَيتُ جازِرَنا أعلى سناسِنِها / فصار جَازِرُنا من فوقِها قَتَبا
يُنَشنِشُ الجلدَ عنه وهي باركةٌ / كما تُنِشنشُ كفَّا فَاتل سلبا
نَصَبتُ قِدري لهم والأرض قَد يبِسَت / من الصَّقِيع مِلاَءً جِدَّةً قُشُبا
لها أزيزٌ يزيل اللّحمَ أَرمَلهُ / عن العظام إذا ما استحمَشَت غَضَبا
ترمي الصُّلاَة بنَبلٍ غيرِ طائشةٍ / وَفقاً إِذا أَنَسَت من تحتها لهبا
زيّافَةٌ مثلَ جَوف الفيل مُجفرة / لو يُقذَفُ الرألُ في حيزومها ذهبا
حتى إذا ما قَضَى الأضيافُ حاجتَهُم / لم يجفُ غائِرُها عُجماً ولا عَرَبا
وقُلتُ لما غَدَوا أُوصِي قعيدتَنا / غَذِّي بَنِيكن فلن تَلقيهم حِقَبا
لا تعذليني على إِيتاء مَكرُمَةٍ / ناهَبتُها إِذ رأيتُ الحمدَ مُنتهَبَا
في عَقر نابٍ ولا مال أَجودُ به / والحمدُ خيرٌ لمَن يَنتَأبُه عقبا
أُدعَى أباهم ولم أُقرَف بأُمِّهِمُ / وقد عمِرتُ ولم أَعرف لهُم نَسَبَا