القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 1157
هَل يَنفَعَنَّكَ إِن جَرَّبتَ تَجريبُ
هَل يَنفَعَنَّكَ إِن جَرَّبتَ تَجريبُ / أَم هَل شَبابُكَ بَعدَ الشَيبِ مَطلوبُ
أَم كَلَّمَتكَ بِسُلمانينَ مَنزِلَةٌ / يا مَنزِلَ الحَيِّ جادَتكَ الأَهاضيبُ
كَلَّفتُ مَن حَلَّ مَلحوباً فَكاظِمَةً / أَيهاتَ كاظِمَةٌ مِنها وَمَلحوبُ
قَد تَيَّمَ القَلبَ حَتّى زادَهُ خَبَلاً / مَن لا يُكَلَّمُ إِلّا وَهوَ مَحجوبُ
قَد كانَ يَشفيكَ لَو لَم يَرضَ خازِنُهُ / راحٌ بِبَردِ قَراحِ الماءِ مَقطوبُ
كَأَنَّ في الخَدِّ قَرنَ الشَمسِ طالِعَةً / لَمّا دَنا مِن جِمارِ الناسِ تَحصيبُ
تَمَّت إِلى حَسَبٍ ما فَوقَهُ حَسَبٌ / مَجداً وَزَيَّنَ ذاكَ الحُسنُ وَالطيبُ
تَبدو فَتُبدي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ / إِذا تَزَأزَأَتِ السودُ العَناكيبُ
هَل أَنتَ باكٍ لَنا أَو تابِعٌ ظُعُناً / فَالقَلبُ رَهنٌ مَعَ الأَظعانِ مَجنوبُ
أَما تَريني وَهَذا الدَهرُ ذو غِيَرٍ / في مَنكِبَيَّ وَفي الأَصلابِ تَحنيبُ
فَقَد أُمِدُّ نِجادَ السَيفِ مُعتَدِلاً / مِثلَ الرُدَينِيُّ هَزَّتهُ الأَنابيبُ
وَقَد أَكونُ عَلى الحاجاتِ ذا لَبَثٍ / وَأَحوَذِيّاً إِذا اِنضَمَّ الذَعاليبُ
لَمّا لَحِقنا بِظُعنِ الحَيِّ نَحسِبُها / نَخلاً تَراءَت لَنا البيضُ الرَعابيبُ
لَمّا نَبَذنا سَلاماً في مُخالَسَةٍ / نَخشى العُيونَ وَبَعضُ القَومِ مَرهوبُ
وَفي الحُدوجِ الَّتي قِدماً كَلِفتُ بِها / شَخصٌ إِلى النَفسِ مَوموقٌ وَمَحبوبُ
قَتَلنَنا بِعُيونٍ زانَها مَرَضٌ / وَفي المِراضِ لَنا شَجوٌ وَتَعذيبُ
حَتّى مَتى أَنتَ مَشغوفٌ بِغانِيَةٍ / صَبٌّ إِلَيها طَوالَ الدَهرِ مَكروبُ
هَل يَصبُوَنَّ حَليمٌ بَعدَ كَبرَتِهِ / أَمسى وَأَخدانُهُ الأَعمامُ وَالشيبُ
إِنَّ الإِمامَ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ / بَعدَ الإِمامِ وَلِيُ العَهدِ أَيّوبُ
مُستَقبَلُ الخَيرِ لا كابٍ وَلا جَحِدٌ / بَدرٌ يَغُمُّ نُجومَ اللَيلِ مَشبوبُ
قالَ البَرِيَّةُ إِذ أَعطوكَ مُلكَهُمُ / ذَبِّب وَفيكَ عَنِ الأَحسابِ تَذبيبُ
يَأوي إِلَيكَ فَلا مَنٌّ وَلا جَحَدٌ / مَن ساقَهُ السِنَّةُ الحَصّاءُ وَالذَيبُ
ما كانَ يُلقى قَديماً في مَنازِلِكُم / ضيقٌ وَلا في عُبابِ البَحرِ تَنضيبُ
اللَهُ أَعطاكُمُ مِن عِلمِهِ بِكُمُ / حُكماً وَما بَعدَ حُكمِ اللَهِ تَعقيبُ
أَنتَ الخَليفَةُ لِلرَحمَنِ يَعرِفُهُ / أَهلُ الزَبورِ وَفي التَوراةِ مَكتوبُ
كونوا كَيوسُفَ لَمّا جاءَ إِخوَتُهُ / وَاِستَعرَفوا قالَ ما في اليَومِ تَثريبُ
اللَهُ فَضَّلَهُ وَاللَهُ وَفَّقَهُ / تَوفيقَ يوسُفَ إِذ وَصّاهُ يَعقوبُ
لَمّا رَأَيتَ قُرومَ المُلكِ سامِيَةً / طاحَ الخُبَيبانِ وَالمَكذوبُ مَكذوبُ
كانَت لَهُم شِيَعٌ طارَت بِها فِتَنٌ / كَما تَطَيَّرُ في الريحِ اليَعاسيبُ
مُدَّت لَهُم غايَةٌ لَم يَجرِها حَطِمٌ / إِلّا اِستَدارَ وَعَضَّتهُ الكَلاليبُ
سَوَّستُمُ المُلكَ في الدُنيا وَمَنزِلُكُم / مَنازِلُ الخُلدِ زانَتها الأَكاويبُ
لَمّا كَفَيتَ قُرَيشاً كُلَّ مُعضِلَةٍ / قالَت قُرَيشٌ فَدَتكَ المُردُ وَالشيبُ
إِنّا أَتَيناكَ نَرجو مِنكَ نافِلَةً / مِن رَملِ يَبرينَ إِنَّ الخَيرَ مَطلوبُ
تَخدي بِنا نُجُبٌ أَفنى عَرائِكَها / خِمسٌ وَخِمسٌ وَتَأويبٌ وَتَأويبُ
حَتّى اِكتَسَت عَرَقاً جَوناً عَلى عَرَقٍ / يُضحي بِأَعطافِها مِنهُ جَلابيبُ
عيدِيَّةٌ كانَ جَوّابٌ تَنَجَّبَها / وَاِبنا نَعامَةَ وَالمَهرِيُّ مَعكوبُ
يَنهَضنَ في كُلِّ مَخشِيِّ الرَدى قَذَفٍ / كَما تَقاذَفَ في اليَمِّ المَرازيبُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى عَذَوَّرَةٍ / في مِرفَقَيها عَنِ الدَفَّينِ تَحنيبُ
إِن قيلَ لِلرَكبِ سيروا وَالمَها حَرِجٌ / هَزَّت عَلابِيَها الهوجُ الهَراجيبُ
قالوا الرَواحَ وَظِلُّ القَومِ أَردِيَةٌ / هَذا عَلى عَجَلٍ سَمكٌ وَتَطنيبُ
كَيفَ المَقامُ بِها هَيماءَ صادِيَةً / في الخِمسِ جَهدٌ وَوِردِ السُدسِ تَنحيبُ
قَفراً تَشابَهُ آجالُ النَعامِ بِها / عيداً تَلاقَت بِهِ قُرّانُ وَالنوبُ
أَمّا صُبَيرٌ فَإِن قَلّوا وَإِن لَؤُموا
أَمّا صُبَيرٌ فَإِن قَلّوا وَإِن لَؤُموا / فَلَستُ هاجِيَهُم ما حَنَّتِ النيبُ
أَمّا الرِجالُ فَجِعلانٌ وَنِسوَتُهُم / مِثلُ القَنافِذِ لا حُسنٌ وَلا طيبُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ أَخزَتهُ مَثالِبُهُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ أَخزَتهُ مَثالِبُهُ / عَبدُ النَهارِ وَزاني اللَيلِ دَبّابُ
لا تَهجُ قَيساً وَلَكِن لَو شَكَرتَهُمُ / إِنَّ اللَئيمَ لَأَهلِ السَروِ عَيّابُ
قَيسُ الطِعانِ فَلا تَهجو فَوارِسَهُم / لِحاجِبٍ وَأَبي القَعقاعِ أَربابُ
هُمُ أَطلَقوا بَعدَ ما عَضَّ الحَديدُ بِهِ / عَمروَ بنَ عَمروٍ وَبِالساقَينِ أَندابُ
أَدّوا أُسَيدَةَ في جِلبابِ أُمُّكُمُ / غَصباً فَكانَ لَها دِرعٌ وَجِلبابُ
مُجاشِعٌ لا حَياءٌ في شَبيبَتِهِم / وَلا يَثوبُ لَهُم حِلمٌ إِذا شابوا
شَرُّ القُيونِ حَديثاً عِندَ رَبَّتِهِ / قَينا قُفَيرَةَ مَسروحٌ وَزَعّابُ
لا تَترُكوا الحَدَّ في لَيلى فَكُلُّكُمُ / مِن شَأنِ لَيلى وَشَأنِ القَينِ مُرتابُ
فَاِسأَل غَمامَةَ بِالخَيلِ الَّتي شَهِدَت / كَأَنَّهُم يَومَ تَيمِ اللاتِ غُيّابُ
لَكِن غَمامَةُ لَو تَدعو فَوارِسَنا / يَومَ الوَقيطُ لَما وَلّوا وَلا هابوا
مُجاشِعٌ قَد أَقَرّوا كُلَّ مُخزِيَةٍ / لا مَن يَعيبونَ لا بَل فيهُمُ العابُ
قالَت قُرَيشٌ وَقَد أَبلَيتُمُ خَوراً / لَيسَت لَكُم يا بَني رَغوانَ أَلبابُ
هَلّا مَنَعتُم مِنَ السَعدِيِّ جارَكُمُ / بِالعِرقِ يَومَ اِلتَقى بازٍ وَأَخرابُ
أَقصِر فَإِنَّكَ ما لَم تُؤنِسوا فَزَعاً / عِندَ المِراءِ خَسيفُ النوكِ قَبقابُ
فَاِسأَل أَقَومُكَ أَم قَومي هُمُ ضَرَبوا / هامَ المُلوكِ وَأَهلُ الشِركِ أَحزابُ
الضارِبينَ زُحوفاً يَومَ ذي نَجَبٍ / فيها الدُروعُ وَفيها البَيضُ وَالغابُ
مِنّا عُتَيبَةُ فَاِنظُر مَن تُعِدُّ لَهُ / وَالحارِثانِ وَمِنّا الرَدفُ عَتّابُ
مِنّا فَوارِسُ يَومِ الصَمدِ كانَ لَهُم / قَتلى وَأَسرى وَأَسلابٌ وَأَسلابُ
فَاِسأَل تَميماً مَنِ الحامونَ ثَغرَهُمُ / وَالواجِلونَ إِذا ما قُعقِعَ البابُ
ما لِلفَرَزدَقِ مِن عِزٍّ يَلوذُ بِهِ
ما لِلفَرَزدَقِ مِن عِزٍّ يَلوذُ بِهِ / إِلّا بَنو العَمِّ في أَيديهِمُ الخَشَبُ
سيروا بَني العَمِّ فَالأَهوازُ مَنزِلُكُم / وَنَهرُ تيرى فَلَم تَعرِفكُمُ العَرَبُ
الضارِبو النَخلَ لا تَنبو مَناجِلُهُم / عَنِ العُذوقِ وَلا يُعيِيهِمُ الكَرَبُ
يا طُعمَ يا اِبنَ قُرَيطٍ إِنَّ بَيعَكُمُ
يا طُعمَ يا اِبنَ قُرَيطٍ إِنَّ بَيعَكُمُ / رِفدَ القِرى ناقِصٌ لِلدينِ وَالحَسَبِ
لَولا عِظامُ تَريفٍ ما غَفَرتُ لَكُم / يَومي بِأودَ وَلا أَنسَأتُكُم غَضَبي
قالوا اِشتَروا جَزَراً مِنّا فَقُلتُ لَهُم / بيعوا المَوالِيَ وَاِستَحيوا مِنَ العَرَبِ
سُربِلتَ سُربالَ مُلكٍ غَيرَ مُغتَصَبٍ
سُربِلتَ سُربالَ مُلكٍ غَيرَ مُغتَصَبٍ / قَبلَ الثَلاثينَ إِنَّ المُلكَ مُؤتَشَبُ
ماذا تُحاوِلُ مِن شَتمي وَمَنقَصَتي
ماذا تُحاوِلُ مِن شَتمي وَمَنقَصَتي / ماذا تُحاوِلُ مِن حَمّالَةِ الحَطَبِ
غَرّاءُ سائِلَةٌ في المَجدِ غُرَّتُها / كانَت حَليلَةَ شَيخٍ ثاقِبِ النَسَبِ
إِنّا وَإِنَّ رَسولَ اللَهِ جاءَ بِنا / شَيخٌ عَظيمُ شُؤونِ الرَأسِ وَالنَشَبِ
يا لَعَنَ اللَهُ قَوماً أَنتَ سَيِّدُهُم / في جِلدَةٍ بَينَ أَصلِ الثَيلِ وَالذَنَبِ
أَبِالقُيونِ تُوافيني تُفاخِرُني / وَتَدَّعي المَجدَ قَد أَفرَطتَ في الكَذِبِ
وَفي ثَلاثَةِ رَهطٍ أَنتَ رابِعُهُم / توعِدُني واسِطاً جُرثومَةَ العَرَبِ
في أُسرَةٍ مِن قُرَيشٍ هُم دَعائِمُها / تَشفي دِماؤُهُمُ لِلخَبلِ وَالكَلَبِ
أَمّا أَبوكَ فَعَبدٌ لَستَ تُنكِرُهُ / وَكانَ مالِكُهُ جَدّي أَبو لَهَبِ
النَبعُ عيدانُنا وَالمَجدُ شيمَتُنا / لَسنا كَقَومِكَ مِن مَرخٍ وَمِن غَرَبِ
ماذا أَرَدتَ إِلى شَتمي وَمَنقَصَتي
ماذا أَرَدتَ إِلى شَتمي وَمَنقَصَتي / ماذا أَرَدتَ إِلى حَمّالَةِ الحَطَبِ
ذَكَرتَ بِنتَ قُرومٍ سادَةٍ نُجُبِ / كانَت حَليلَةُ شَيخٍ ثاقِبِ النَسَبِ
أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ
أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ / فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ
فَراكِسٌ فَثُعَيلِباتٌ / فَذاتُ فِرقَينِ فَالقَليبُ
فَعَردَةٌ فَقَفا حِبِرٍّ / لَيسَ بِها مِنهُمُ عَريبُ
إِن بُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً / وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ
أَرضٌ تَوارَثُها شُعوبُ / وَكُلُّ مَن حَلَّها مَحروبُ
إِمّا قَتيلاً وَإِمّا هالِكاً / وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَشيبُ
عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ / كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ
واهِيَةٌ أَو مَعينٌ مُمعِنٌ / أَو هَضبَةٌ دونَها لُهوبُ
أَو فَلَجٌ ما بِبَطنِ وادٍ / لِلماءِ مِن بَينِهِ سُكوبُ
أَو جَدوَلٌ في ظِلالِ نَخلٍ / لِلماءِ مِن تَحتِهِ قَسيبُ
تَصبو فَأَنّى لَكَ التَصابي / أَنّى وَقَد راعَكَ المَشيبُ
إِن تَكُ حالَت وَحُوِّلَ أَهلُها / فَلا بَديءٌ وَلا عَجيبُ
أَو يَكُ أَقفَرَ مِنها جَوُّها / وَعادَها المَحلُ وَالجُدوبُ
فَكُلُّ ذي نِعمَةٍ مَخلوسٌ / وَكُلُّ ذي أَمَلٍ مَكذوبُ
وَكُلُّ ذي إِبِلٍ مَوروثٌ / وَكُلُّ ذي سَلَبٍ مَسلوبُ
وَكُلُّ ذي غَيبَةٍ يَؤوبُ / وَغائِبُ المَوتِ لا يَؤوبُ
أَعاقِرٌ مِثلُ ذاتِ رِحمٍ / أَم غَنِمٌ مِثلُ مَن يَخيبُ
أَفلِح بِما شِئتَ فَقَد يُبلَغُ بِال / ضَعفِ وَقَد يُخدَعُ الأَريبُ
لا يَعِظُ الناسُ مَن لَم يَعِظِ ال / دَهرُ وَلا يَنفَعُ التَلبيبُ
إِلّا سَجِيّاتِ ما القُلوبِ / وَكَم يَصيرَنَّ شانِئاً حَبيبُ
ساعِد بِأَرضٍ إِذا كُنتَ بِها / وَلا تَقُل إِنَّني غَريبُ
قَد يوصَلُ النازِحُ النائي وَقَد / يُقطَعُ ذو السُهمَةِ القَريبُ
مَن يَسَلِ الناسَ يَحرِموهُ / وَسائِلُ اللَهِ لا يَخيبُ
وَالمَرءُ ما عاشَ في تَكذيبٍ / طولُ الحَياةِ لَهُ تَعذيبُ
بَل رُبَّ ماءٍ وَرَدتُ آجِنٍ / سَبيلُهُ خائِفٌ جَديبُ
ريشُ الحَمامِ عَلى أَرجائِهِ / لِلقَلبِ مِن خَوفِهِ وَجيبُ
قَطَعتُهُ غُدوَةً مُشيحاً / وَصاحِبي بادِنٌ خَبوبُ
عَيرانَةٌ مُؤجَدٌ فَقارُها / كَأَنَّ حارِكَها كَثيبُ
أَخلَفَ ما بازِلاً سَديسُها / لا حِقَّةٌ هِي وَلا نَيوبُ
كَأَنَّها مِن حَميرِ غابٍ / جَونٌ بِصَفحَتِهِ نُدوبُ
أَو شَبَبٌ يَحفِرُ الرُخامى / تَلُفُّهُ شَمأَلٌ هُبوبُ
فَذاكَ عَصرٌ وَقَد أَراني / تَحمِلُني نَهدَةٌ سُرحوبُ
مُضَبَّرٌ خَلقُها تَضبيراً / يَنشَقُّ عَن وَجهِها السَبيبُ
زَيتِيَّةٌ ناعِمٌ عُروقُها / وَلَيِّنٌ أَسرُها رَطيبُ
كَأَنَّها لِقوَةٌ طَلوبُ / تُخزَنُ في وَكرِها القُلوبُ
باتَت عَلى إِرَمٍ عَذوباً / كَأَنَّها شَيخَةٌ رَقوبُ
فَأَصبَحَت في غَداةِ قِرَّةٍ / يَسقُطُ عَن ريشِها الضَريبُ
فَأَبصَرَت ثَعلَباً مِن ساعَةٍ / وَدونَهُ سَبسَبٌ جَديبُ
فَنَفَضَت ريشَها وَاِنتَفَضَت / وَهيَ مِن نَهضَةٍ قَريبُ
يَدِبُّ مِن حِسِّها دَبيباً / وَالعَينُ حِملاقُها مَقلوبُ
فَنَهَضَت نَحوَهُ حَثيثَةً / وَحَرَدَت حَردَةً تَسيبُ
فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِها / وَفِعلَهُ يَفعَلُ المَذؤوبُ
فَأَدرَكَتهُ فَطَرَّحَتهُ / وَالصَيدُ مِن تَحتِها مَكروبُ
فَجَدَّلَتهُ فَطَرَّحَتهُ / فَكَدَّحَت وَجهَهُ الجَبوبُ
يَضغو وَمِخلَبُها في دَفِّهِ / لا بُدَّ حَيزومُهُ مَنقوبُ
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا / إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا
فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ / وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا
وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً / فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا
يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ / مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا
حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم / أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا
هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ / مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا
يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم / نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا
المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ / وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا
خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ / إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا
حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ / شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا
سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا / لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا
ما بالُ عَينَيكِ مِنها دَمعُها سَرَبُ
ما بالُ عَينَيكِ مِنها دَمعُها سَرَبُ / أَراعَها حَزَنٌ أَم عادَها طَرَبُ
أَم ذِكرُ صَخرٍ بُعَيدَ النَومِ هَيَّجَها / فَالدَمعُ مِنها عَلَيهِ الدَهرَ يَنسَكِبُ
يالَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رَكِبَت / خَيلٌ لِخَيلٍ تُنادي ثُمَّ تَضطَرِبُ
قَد كانَ حِصناً شَديدَ الرُكنِ مُمتَنِعاً / لَيثاً إِذا نَزَلَ الفِتيانُ أَو رَكِبوا
أَغَرُّ أَزهَرُ مِثلُ البَدرِ صورَتُهُ / صافٍ عَتيقٌ فَما في وَجهِهِ نَدَبُ
يافارِسَ الخَيلِ إِذ شُدَّت رَحائِلُها / وَمُطعِمَ الجُوَّعِ الهَلكى إِذا سَغَبوا
كَم مِن ضِرائِكَ هُلّاكٍ وَأَرمَلَةٍ / حَلّوا لَدَيكَ فَزالَت عَنهُمُ الكُرَبُ
سَقياً لِقَبرِكَ مِن قَبرٍ وَلا بَرِحَت / جَودُ الرَواعِدِ تَسقيهِ وَتَحتَلِبُ
ماذا تَضَمَّنَ مِن جودٍ وَمِن كَرَمٍ / وَمِن خَلائِقَ ما فيهِنَّ مُقتَضَبُ
ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ
ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ / كَلُؤلُؤٍ جالَ في الأَسماطِ مَثقوبِ
إِنّي تَذَكَّرتُهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / فَفي فُؤادِيَ صَدعٌ غَيرُ مَشعوبِ
نِعمَ الفَتى كانَ لِلأَضيافِ إِذ نَزَلوا / وَسائِلٍ حَلَّ بَعدَ النَومِ مَحروبِ
كَم مِن مُنادٍ دَعا وَاللَيلُ مُكتَنِعٌ / نَفَّستَ عَنهُ حِبالَ المَوتِ مَكروبِ
وَمِن أَسيرٍ بِلا شُكرٍ جَزاكَ بِهِ / بِساعِدَيهِ كُلومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكتَهُ وَمَقالٍ قُلتَهُ حَسَنٍ / بَعدَ المَقالَةِ لَم يُؤبَن بِتَكذيبِ
يَسعى خُزَيمَةَ في قَومٍ لِيُهلِكَهُم
يَسعى خُزَيمَةَ في قَومٍ لِيُهلِكَهُم / عَلى الحَمالَةِ هَل بِالمَرءِ مِن كَلَبِ
لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ
لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ / وَالدَهرُ فيهِ وَفي تَصريفِهِ عَجَبُ
ما الناسُ إِلّا مَعَ الدُنيا وَصاحِبِها / فَكَيفَ ما اِنقَلَبَت يَوماً بِهِ اِنقَلَبوا
يُعَظِّمونَ أَخا الدُنيا وَإِن وَثَبَت / يَوماً عَلَيهِ بِما لا يَشتَهي وَثَبوا
لا يَحلِبونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ / حَتّى يَكونَ لَهُم صَفّو الَّذي حَلَبوا
لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي
لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي / وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ
لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَهُ / ما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَبي
سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ / إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة
إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة / وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه
ما زادَكَ السِنُّ مِن مِثقالِ خَردَلَةٍ / إِلّا تَقَرَّبَ مِنكَ المَوتُ تَقريبَه
فَما بَقاؤكَ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ / تَصعيدَةً فيكَ أَحياناً وَتَصويبَه
وَإِنَّ لِلدَهرِ لَو يُحصى تَقَلُّبُهُ / في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ مِنكَ تَقليبَه
قَد شابَ رَأسي وَرَأسُ الحِرصِ لَم يَشِبِ
قَد شابَ رَأسي وَرَأسُ الحِرصِ لَم يَشِبِ / إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
ما لي أَراني إِذا حاوَلتُ مَنزِلَةً / فَنِلتُها طَمَحَت نَفسي إِلى رُتَبِ
لَو كانَ يَنفَعُني عِلمي وَتَجرِبَتي / لَم أَشفِ غَيظي مِنَ الدُنيا وَلا كَلَبي
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ / هامَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ
يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ / أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
ساعٍ بِكَأسٍ إِلى ناشٍ عَلى طَرَبي
ساعٍ بِكَأسٍ إِلى ناشٍ عَلى طَرَبي / كِلاهُما عَجَبٌ في مَنظَرٍ عَجَبِ
قامَت تُريني وَأَمرُ اللَيلِ مُجتَمِعٌ / صُبحاً تَوَلَّدَ بَينَ الماءِ وَالعِنَبِ
كَأَنَّ صُغرى وَكُبرى مِن فَواقِعِها / حَصباءُ دُرَّ عَلى أَرضٍ مِنَ الذَهَبِ
كَأَنَّ تُركاً صُفوفاً في جَوانِبِها / تُواتِرُ الرَميَ بِالنُشّابِ مِن كَثَبِ
مِن كَفِّ ساقِيَةٍ ناهيكَ ساقِيَةً / في حُسنِ قَدٍّ وَفي ظُرفٍ وَفي أَدَبِ
كانَت لِرَبِّ قِيانٍ ذي مُغالَبَةٍ / بِالكَشخِ مُحتَرِفٍ بِالكَشخِ مُكتَسِبِ
فَقَد رَأَت وَوَعَت عَنهُنَّ وَاِختَلَفَت / ما بَينَهُنَّ وَمَن يَهوَينَ بِالكُتُبِ
حَتّى إِذا ما غَلى ماءُ الشَبابِ بِها / وَأُفعِمَت في تَمامِ الجِسمِ وَالقَصَبِ
وَجُمِّشَت بِخَفِيِّ اللَحظِ فَاِنجَمَشَت / وَجَرَّتِ الوَعدَ بَينَ الصِدقِ وَالكَذِبِ
تَمَّت فَلَم يَرَ إِنسانٌ لَها شَبَهاً / فيمَن بَرى اللَهُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
تِلكَ الَّتي لَو خَلَت مِن عَينِ قَيِّمِها / لَم أَقضِ مِنها وَلا مِن حُبِّها أَرَبي
شَمِّر شَبابَكَ في قَتلي وَتَعذيبي
شَمِّر شَبابَكَ في قَتلي وَتَعذيبي / فَقَد تَسَربَلتَ ثَوبَ الحُسنِ وَالطيبِ
عَينايَ تَشهَدُ أَنّي عاشِقٌ لَكُمُ / يا دُميَةً صَوَّروها في المَحاريبِ
جَرَّبتُ مِنكِ أُموراً صَدَّعَت كَبِدي / نَعَم وَأَودَت بِما تَحتَ الجَلابيبِ
اِفهَم فَدَيتُكَ بَيتاً سائِراً مَثَلاً / مِن أَوَّلٍ كانَ يَأتي بِالأَعاجيبِ
لا تَحمَدَنَّ اِمرَأً مِن غَيرِ تَجرِبَةٍ / وَلا تَذُمَّنَّهُ إِلّا بِتَجريبِ
وَقَهوَةٍ مِثلُ عَينِ الديكِ صافِيَةً / مِن خَمرِ عانَةَ أَو مِن خَمرَةِ السِيَبِ
كَأَنَّ أَحداقَها وَالماءُ يَقرَعُها / في ساحَةِ الكَأسِ أَحداقُ اليَعاسيبِ
يَسعى بِها مِثلَ قَرنِ الشَمسِ ذو كِفلٍ / يَشفي الضَجيعَ بِذي ظَلمٍ وَتَشنيبِ
كَأَنَّهُ كُلَّما حاوَلتُ نائِلَهُ / ذو نَخوَةٍ ناشِئٌ بَينَ الأَعاريبِ
يَسطو عَلَيَّ بِحُسنٍ لَستُ أُنكِرُهُ / يا مَن رَأى حَمَلاً يَسطو عَلى ذيبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025