المجموع : 3
غَزْوٌ على النّصر والتمكين منْشؤُه
غَزْوٌ على النّصر والتمكين منْشؤُه / الفَتْحُ غَايَتُه والنُّجْح مَبْدَؤُهُ
لا رَيْبَ فيما تجلّى مِنْ دَلائِلهِ / إنّ السَّعادَةَ لِلْحُسْنى تُهيِّئهُ
والفجر إذ يَصْدُق الأبصارَ مطْلِعُه / لا يستطيعُ جَناحُ الجُنْحِ يُخفِئُهُ
يُعْطِيكَ أوَّلُه مَضْمونَ آخِره / فإِن واصفَه صدْقَاً يُنَبَّؤُهُ
خَطّتْ بِهِ اليَدُ منهُ مُهْرَقاً فبَدا / عنْوَانُه لِعُيونِ الناسِ تَقْرَؤُهُ
الأمْرُ أمْرُك تُعْطيه وتَمْنَعُه / والحُكم حُكمك تُمضيهِ وتُرْجِئهُ
غَضبت لله تَسْتَرْعي فرائِضَهُ / فَجِئتَ تَرْمي بِسهم لَيسَ يخطِئهُ
وقُمْتُ للدّين إفْصاحاً بنصْرَتِه / فاسحنْفَرتْ عندها الدُّنيا تُهنّئُهُ
قد كانَ مُنتهكاً جسْمُ الهُدى مَرَضاً / وأَنت رُوحٌ لَهُ مازِلت تُبْرئُهُ
للهِ جيْشُك والأسْطول قد ضَمِنا / لِلْمُقْتدي بالهُدى سيْراً يُهدّئُهُ
تَساوقا في سبيل الله واسْتَبَقا / فَاستَوْسَقَ النّصر أوفَاه وأبْطؤُهُ
هذا على أَغْبَرِ البَيْداء يسْجرُه / وَذاك في أخضَر الدّأماء يملؤُهُ
كُلُّ عَلَيْهِ بِما جَشَّمْتَهُ أبْداً / كِلاءةُ الدين واليُمنُ يُكلِّئُهُ
يا حبَّذا من بَنات الماء سَابِحَةٌ / تطفو لِما شبّ أهل النار تطفئُهُ
تُطيرُها الرّيح غرْباناً بأجنِحة ال / حمائمِ البِيض للإشْراكِ تَرْزَؤُهُ
مِن كلّ أدْهمَ لا يُلفى به جرَبٌ / فَما لراكِبه بالقارِ يهنئُهُ
يُدْعَى غُراباً ولِلْفتخاء سرْعتُه / وهوَ ابْن ماء وللشاهِين جُؤْجُؤُهُ
إن كانَ مِن نحو بَحر الشرق مسبَحه / فإنّ سَاحِلَ بَحْر الغَرْبِ مَرْفَؤُهُ
حَنَّ الإمَامُ إلى أوْطانِه كَرَماً / آثارهُ خيمُهُ الأرضَى وضِئْضِئُهُ
فيمّم المَغْربَ الأَقصى يُمَلّكه / واسْتَقبَلَ المَنْزل الأَعلى يبَوّؤُهُ
سَما إلى مَطلع المهديّ يصْدعُ ما / غَشّاهُ ظُلْمَاً وَإظْلامَاً تلأْلُؤُهُ
نَادى بِيحيى بن عَبد الواحدِ بنِ أبي / حَفْصٍ فَلَبَّاهُ يَجْزيهِ ويُجْزِئُهُ
لمَّا رَأى إخوَة التثليث تَمْحَقُه / أجَابَه بِبَني التّوحيدِ يُنْشِئُهُ
مِنْ جحْفلٍ يَحمل الإسعَادُ رَايتهُ / لا يَرْبأ بالعَالَمُ العَلْويُّ يُرْبِئُهُ
تُنْمى نِكايَتُهُ في الرُّوم إذْ جعلت / بالقَرْحِ توجعه والجرْح تنكؤُهُ
كَم ظامئٍ للظُّبا فِيهم تضَلُّعُه / وساغِبٍ للْقَنَا مِنْهم تَمَلُّؤُهُ
إمَام عَدْلٍ بِنُور اللَهِ يَنْظُر مَا / غَدا يُعَجّله أو مَا يُرَوِّئُهُ
على الكواكِب مضْروبٌ سُرادِقه / بِحَيْثُ يَبْلغ أوْج الشمسِ مَوْطِئُهُ
لا طيبَ حينَ يُعبي عَسكراً لِوَغىً / ما لم يكن من دَم الكُفارِ يَعبَؤُهُ
وزار كلَّ وَريدٍ حدُّ صارِمه / وَليْس من دونِه رِدْءٌ يُحلِّئُهُ
ينْسَى بإقْدامِه عَمْروٌ ومذحجُه / وحَاتِمٌ بِأياديهِ وطيِّئُهُ
من خاف حيفاً من الأيّام أو عنتا / وأمّه فَهْو مَنْجاهُ ومَلْجَؤُهُ
يا بَحْرَ عِلْم وجُودٍ لا كِفاءَ له / مَرْجَانُهُ مِلْءُ أيْدينا ولُؤْلُؤُهُ
يَفديك في سبْيك الأشْبالَ ضاريةً / منْ أُسْدِها كلِفٌ بالزِّقِّ يسْبؤُهُ
جاوزَ تلمسان فتحاً لاحقا بِسلا / يكُفُّ مَنْ كَفَر النُّعْمى ويَكْفؤُهُ
وانْهَدْ لمرّاكشٍ تسعدْ بها نفَلاً / ما كان مِثْلك يَنساه ويَنْسَؤُهُ
غرَّ المُناوئَ جَهْلاً نِيّةٌ قُذُفٌ / فأوْجَفَتْ نحوَهُ الأقدارُ تفْجؤُهُ
بَشِّرْ زناتة بالهَيجاء مُسْفِرَة / عَن كُلِّ ذي قَدرٍ لاَ حَوْلَ يَدْرَؤُهُ
ماضٍ على المَوْتِ والأسيافُ نابِية / ما أنصَفَ العيشَ يَهْوَاهُ ويَشنؤُهُ
إِذا ازْدَهى بِكَميٍّ ظَلَّ يَصْرَعُه / أحْظَاهُ مَا فَاتَ للمَقْدُور يُخطِئُهُ
يا وَيْل من غَشِيته الحرْبُ وهْو على / عَصا مَعاصيهِ لَم يُفْلِحْ توكؤُهُ
ما يَغْمرَاسنُ إلا أكْلُ غَمْرَتها / وإنْ بدا عن تَلظِّيها تَلَكُّؤُهُ
غَدا وَأصْلتَ وهوَ العبْدُ سيّدَهُ / فسوْفَ يَغدو الحُسامُ الصّلت يهرَؤُهُ
سُؤْر الغِوايَة نادى السُّؤرَ يُسمعُه / بِرأسِه فَهْوَ من ذُلّ يُطَأطِئُهُ
أوَى إلى أضْعَف الأركان مُستنداً / وأين من كاسراتِ الطير يُؤْيُؤُهُ
كَمنْ يَبيتُ عَلى أزْلٍ وَمَسْغَبَة / وليسَ يَنفكُّ مكروباً تجشُّؤُهُ
فإن يَطُلْ بسَنَايَاهُ تَبرُّمُهُ / فقَد أنَّى من أمانيهِ تَبرُّؤُهُ
أُولُو السَعادة لم يضْرِم هِياجَهُم / أولُو الشَقاوة إلا وهيَ تَفْثَؤُهُ
بُشْراكَ بالفتْح قد حيّاكَ من كثبٍ / والفتح أهنَؤُهُ الأوْحَى وأمْرَؤُهُ
فَاءَتْ بدولَتكَ الدُّنيا لِزِينَتِها / فدامَ ظِلُّك مأموناً تَفَيُّؤُهُ
هَلْ لِمُعاني الهوى دَواء
هَلْ لِمُعاني الهوى دَواء / أمْ هل لِعاني الهَوى فِداءُ
وما لِدَمعي يعودُ نَاراً / من شدّة الشّوْق وهْوَ ماءُ
لا عَيْشَ للصَّبّ مُذَ تَرَاءتْ / لَهُ دُوَيْن الحِمى ظِباءُ
صادت فُؤادي وما ارْتمته / مِنها قَنَاة لها رُواءُ
كَأنَّها إذْ مَشَتْ قَطَاةٌ / كأنّها إذْ بَدَتْ ذُكَاءُ
يقولُ قَوْم تَعَزّ عَنْهَا / كَيْفَ وقد عَزّني العَزاءُ
فَلم تَحِد عن حُبّها فأسلو / وليس لي في الهوَى ادّعاءُ
وَهَبْتُ للغانِيات ذَحْلِي / فَلْيَصْنَع الحُبُّ مَا يشاءُ
قالوا الخروج لأرْضِ الرُّوم منقصَةٌ
قالوا الخروج لأرْضِ الرُّوم منقصَةٌ / فقلتُ كَلا ولكن صادُها باءُ
إذَا خَرَجْتُ وَفَاءً ثم عُدْتُ تُقىً / أثْنَتْ بِفِعلي عُداتي والأحِبّاءُ
وكان لي في قُريْشٍ أسْوَةٌ وكفى / مع النّجاشيِّ تَرْضاها الألِبّاءُ