القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 8
يَأتي عَلى الخَلقِ إِصباحٌ وَإِمساءُ
يَأتي عَلى الخَلقِ إِصباحٌ وَإِمساءُ / وَكُلُّنا لِصُروفِ الدَهرِ نَسّاءُ
وَكَم مَضى هَجَرِيٌّ أَو مُشاكِلُهُ / مِنَ المَقاوِلِ سَرّوا الناسَ أَم ساءوا
تَتوى المُلوكُ وَمِصرٌ في تَغَيُّرِهِم / مِصرٌ عَلى العَهدِ وَالأَحساءُ أَحساءُ
خَسِستِ يا أُمَّنا الدُنيا فَأُفِّ لَنا / بَنو الخَسيسَةِأَوباشٌ أَخِسّاءُ
وَقَد نَطَقتِ بِأَصنافِ العِظاتِ لَنا / وَأَنتِ فيما يَظِنُّ القَومُ خَرساءُ
وَمن لِصَخر بنِ عَمرٍو أَنَّ جُثَّتَهُ / صَخرٌ وَخَنساءَهُ في السِربِ خَنساءُ
يَموجُ بَحرُكِ وَالأَهواءُ غالِبَةٌ / لِراكِبَيهِ فَهَل لِلسُفنِ إِرساءُ
إِذا تَعَطَّفتِ يَوماً كُنتِ قاسِيَةً / وَإِن نَظَرتِ بِعَينٍ فَهيَ شَوساءُ
إِنسٌ عَلى الأَرضِ تُدمي هامَها إِحَنٌ / مِنها إِذا دَمِيَت لِلوَحشِ أَنساءُ
فَلا تَغُرَّنكَ شُمٌّ مِن جِبالِهِمُ / وَعِزَّةٌ في زَمانِ المُلكِ قَعساءُ
نالوا قَليلاً مِنَ اللَذّاتِ وَاِرتَحَلوا / بِرَغمِهِم فَإِذا النِعماءُ بَأساءُ
إِنَّ الأَعِلّاءَ إِن كانوا ذَوي رَشَدٍ
إِنَّ الأَعِلّاءَ إِن كانوا ذَوي رَشَدٍ / بِما يُعانونَ مِن داءٍ أَطِبّاءُ
وَما شَفاكَ مِنَ الأَشياءِ تَطلُبُها / إِلّا الأَلِبّاءُ لَو تُلفى الأَلِبّاءُ
نَفِرُّ مِن شُربِ كَأسٍ وَهيَ تَتبَعُنا / كَأَنَّنا لِمَنايانا أَحِبّاءُ
إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها
إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها / فَإِنَّهُم عِندَ سوءِ الطَبعِ أَسواءُ
أَو كانَ كُلُّ بَني حَوّاءَ يُشبِهُني / فَبِئسَ ما وُلِدَت في الخَلقِ حَوّاءُ
بُعدي مِنَ الناسِ بُرءٌ مِن سَقامِهِمُ / وَقُربُهُم لِلحِجى وَالدينِ أَدواءُ
كَالبَيتِ أُفرِدَ لا ايطاءَ يُدرِكُهُ / وَلا سَنادٌ وَلا في اللَفظِ إِقواءُ
نوديتَ أَلوَيتَ فَاِنزِل لا يُرادُ أَتى / سَيري لِوى الرَملِ بَل لِلنَبتِ إِلواءُ
وَذاكَ أَنَّ سَوادَ الفَودِ غَيَّرَهُ / في غُرَّةٍ مِن بَياضِ الشَيبِ أَضواءُ
إِذا نُجومُ قَتيرٍ في الدُجى طَلَعَت / فَلِلجُفونِ مِنَ الإِشفاقِ أَنواءُ
أَكفِئ سَوامَكَ في الدُنيا مُياسَرَةً
أَكفِئ سَوامَكَ في الدُنيا مُياسَرَةً / وَأَعرِضَن عَن قَوافي الشِعرِ تُكفِئُها
إِنَّ الشَبيبَةَ نارٌ إِن أَرَدتَ بِها / أَمراً فَبادِرهُ إِنَّ الدَهرَ مُطفِئُها
أَصابَ جَمرِيَ قُرٌّ فَاِنتَبَهتُ لَهُ / وَالنارُ تُدفِئُ ضَيفي حينَ أُدفِئُها
أَلقى عَلَيها جَليسي في الدُجى حُمَماً / فَقامَ عَنها بِأَثوابٍ يُرَفِّئُها
قَد حُجِبَ النورُ وَالضِياءُ
قَد حُجِبَ النورُ وَالضِياءُ / وَإِنَّما دينُنا رِياءُ
وَهَل يَجودُ الحَيا أُناساً / مُنطَوِياً عَنهُمُ الحَياءُ
يا عالمَ السَوءِ ما عَلِمنا / أَنَ مُصَلّيكَ أَتقِياءُ
لا يَكذِبَنَّ اِمرُؤٌ جَهولٌ / ما فيكَ لِلَّهِ أَولِياءُ
وَيا بِلاداً مَشى عَليها / أُولوا اِفتِقارٍ وَأَغنِياءُ
إِذا قَضى اللَهُ بِالمَخازِي / فَكُلُّ أَهليكِ أَشقِياءُ
كَم وَعَظَ الواعِظونَ مِنّا / وَقامَ في الأَرضِ أَنبِياءُ
فَاِنصَرَفوا وَالبَلاءُ باقٍ / وَلَم يَزُل داؤُكِ العَياءُ
حُكمٌ جَرى لِلمَليكِ فينا / وَنَحنُ في الأَصلِ أَغبِياءُ
نَرجو الحَياةَ فَإِن هَمَّت هَواجِسُنا
نَرجو الحَياةَ فَإِن هَمَّت هَواجِسُنا / بِالخَيرِ قالَ رَجاءُ النَفسِ إِرجاءَ
وَما نُفيقُ مِنَ السُكرِ المُحيطِ بِنا / إِلّا إِذا قيلَ هَذا المَوتُ قَد جاءَ
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها / فَما أَجابَت إِلى نُصحي وَإِيصائي
وَالرَملُ يُشبِهُ في أَعدادِهِ خَطَئي / فَما أَهُمُّ لَهُ يَوماً بِإِحصاءِ
وَالرِزقُ يَأتي وَلَم تُبسَط إِلَيهِ يَدي / سِيّانِ في ذاكَ إِدنائي وَإِقصائي
لَو أَنَّهُ في الثُرَيّا وَالسِماكِ أَو الشِع / رى العَبورِ أَو الشِعرى الغَميصاءِ
القَلبُ كَالماءِ وَالأَهواءُ طافِيَةٌ
القَلبُ كَالماءِ وَالأَهواءُ طافِيَةٌ / عَلَيهِ مِثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
مِنهُ تَنَمَّت وَيَأتي ما يُغَيِّرُها / فَيُخلِقُ العَهدَ مِن هِندٍ وَأَسماءِ
وَالقَولُ كَالخَلقِ مِن سَيءٍ وَمِن حَسَنٍ / وَالناسُ كَالدَهرِ مِن نورٍ وَظَلماءِ
يُقالُ إِنَّ زَماناً يَستَقيدُ لَهُم / حَتّى يُبَدِّلَ مِن بُؤسٍ بِنَعماءِ
وَيوجَدُ الصَقرُ في الدَرماءِ مُعتَقِداً / رَأيَ اِمرِىءِ القَيسِ في عَمرو بنِ دَرماءِ
وَلَستُ أَحسِبُ هَذا كائِناً أَبَداً / فَاِبغِ الوُرودَ لِنَفسٍ ذاتَ أَظماءِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025