القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 8
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي / وا حيرتي بين أفعال وأسماء
إن كان قلبك صخراً من قساوته / فإن طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمتِ باطنه / ماذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فإن / أسكتْ فقد شهدتْ بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتَّى الروضُ فاعتبروا / كم مقلةٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرِضتْ / فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبيّ أقلاّ من ملامكما / ولا تزيدا بهذا اللوم إغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمةٌ / كما تبسَّم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقةٌ عن صنع بارِئها / إلى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعيةٌ / عن شربِ فاقعةٍ للهمِّ صفراء
راحاً غريتُ بريَّاها ومشربها / حتَّى انتصبت إليها نصب إغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها / جريَ الرهان إلى غايات سرَّاء
سكراً أحيطتْ أبارِيقُ المُدامِ بهِ / فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفِّ أغيد يحسوها مقهقهةَ / كما تأوَّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوبِ ومن / جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا / وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما / ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ / تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا / حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نوراً من سعادتِه / فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما / ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملاً / يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه / لدافعته عصاً في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى / حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما / يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً / كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ / إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته / عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً / فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت / عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه / أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ / قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدماً كنتُ آخذها / يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ / لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ / لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ / فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً / نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة / كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء / وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني / لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ / بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ / بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من / لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها / وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني / بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ / حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى / فيا لَهُ صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة / لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها / إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى / ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله / تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ / وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به / من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ / كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب / إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على / بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا / عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها / عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر / وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وإنما لعليّ في الورى نعم / كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت / أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً / حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى / أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها / لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته / وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجراً / مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت / به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا / أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ / آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا / ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى / ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهباً / تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ / في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى / يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا / نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته / صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعاً / معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه / بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه / فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها / ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ / لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ / للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ / فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً / كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد / حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً / بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً / والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها / في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ / هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد / رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً / صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً / تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه / نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها / عن مسمعيك وليس الحبس من راء
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ / فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسمُ ما للعينِ إن عشقتْ / سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وإنَّ شعري إذا نظمتُ في غزل / ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الأوصافِ أجمعها / يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير / عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساءُ
تشريفُ عبدك نادى بيتُ مدحتهِ / لقد تشرَّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ / في الصدرِ سوداء أو في الرأسِ صفراءُ
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما / للنفسِ أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده / في محضرين أحباء وأعداء
يا ليت صحباً على ضعفي وقوَّتهم / ولي من الشكرِ أشواقٌ وإملاء
وحسبُ قلبي إن كان الصدود رضًى / فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ يا ساكناً قلبي كؤوس طلاً / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً / هلاَّ تفجَّر منه كالصفا ماء
آهاً لشرخِ شبابٍ كان لي ومضى / واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
يا واحدَ المدحِ والثناءِ
يا واحدَ المدحِ والثناءِ / وموجبَ الأجرِ والدُّعاءِ
تهنَّ بالعشرِ في سرورٍ / وفي حبورٍ وفي ارتقاءِ
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ / بخمسها لازم الأداءِ
فأنت بالعشر في سرورٍ / ونحن بالخمس في ثناءِ
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من / سمرِ القدود فسمراءٌ ولمياء
من السراري التي من بعد موت أبٍ / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سرَّاء
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا / شوقي إليه ويا شجوي ويا دائي
في شهرِ كانونَ وافاهُ الحمامُ لقد / أحرقتَ بالنارِ يا كانونُ أحشائِي
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم / جاءَ رقيبٌ له إزائي
إن قلتُ ذا الشرط منك شرطي / قال وهذا الجزا جزائي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025