المجموع : 8
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي / وا حيرتي بين أفعال وأسماء
إن كان قلبك صخراً من قساوته / فإن طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمتِ باطنه / ماذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فإن / أسكتْ فقد شهدتْ بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتَّى الروضُ فاعتبروا / كم مقلةٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرِضتْ / فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبيّ أقلاّ من ملامكما / ولا تزيدا بهذا اللوم إغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمةٌ / كما تبسَّم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقةٌ عن صنع بارِئها / إلى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعيةٌ / عن شربِ فاقعةٍ للهمِّ صفراء
راحاً غريتُ بريَّاها ومشربها / حتَّى انتصبت إليها نصب إغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها / جريَ الرهان إلى غايات سرَّاء
سكراً أحيطتْ أبارِيقُ المُدامِ بهِ / فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفِّ أغيد يحسوها مقهقهةَ / كما تأوَّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوبِ ومن / جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا / وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما / ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ / تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا / حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نوراً من سعادتِه / فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما / ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملاً / يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه / لدافعته عصاً في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى / حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما / يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً / كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ / إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته / عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً / فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت / عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه / أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ / قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدماً كنتُ آخذها / يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ / لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ / لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ / فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً / نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة / كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء / وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني / لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ / بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ / بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من / لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها / وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني / بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ / حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى / فيا لَهُ صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة / لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها / إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى / ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله / تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ / وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به / من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ / كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب / إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على / بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا / عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها / عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر / وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وإنما لعليّ في الورى نعم / كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت / أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً / حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى / أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها / لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته / وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجراً / مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت / به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا / أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ / آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا / ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى / ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهباً / تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ / في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى / يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا / نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته / صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعاً / معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه / بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه / فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها / ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ / لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ / للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ / فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً / كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد / حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً / بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً / والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها / في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ / هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد / رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً / صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً / تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه / نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها / عن مسمعيك وليس الحبس من راء
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ / فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسمُ ما للعينِ إن عشقتْ / سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وإنَّ شعري إذا نظمتُ في غزل / ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الأوصافِ أجمعها / يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير / عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساءُ
تشريفُ عبدك نادى بيتُ مدحتهِ / لقد تشرَّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ / في الصدرِ سوداء أو في الرأسِ صفراءُ
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما / للنفسِ أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده / في محضرين أحباء وأعداء
يا ليت صحباً على ضعفي وقوَّتهم / ولي من الشكرِ أشواقٌ وإملاء
وحسبُ قلبي إن كان الصدود رضًى / فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ يا ساكناً قلبي كؤوس طلاً / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً / هلاَّ تفجَّر منه كالصفا ماء
آهاً لشرخِ شبابٍ كان لي ومضى / واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
يا واحدَ المدحِ والثناءِ
يا واحدَ المدحِ والثناءِ / وموجبَ الأجرِ والدُّعاءِ
تهنَّ بالعشرِ في سرورٍ / وفي حبورٍ وفي ارتقاءِ
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ / بخمسها لازم الأداءِ
فأنت بالعشر في سرورٍ / ونحن بالخمس في ثناءِ
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من / سمرِ القدود فسمراءٌ ولمياء
من السراري التي من بعد موت أبٍ / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سرَّاء
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا
يا لهفَ قلبي على عبد الرَّحيم ويا / شوقي إليه ويا شجوي ويا دائي
في شهرِ كانونَ وافاهُ الحمامُ لقد / أحرقتَ بالنارِ يا كانونُ أحشائِي
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم
مشروط خدٍّ مُصحفٍ كم / جاءَ رقيبٌ له إزائي
إن قلتُ ذا الشرط منك شرطي / قال وهذا الجزا جزائي