هذي الحُدوجُ فأيْنَ عُفْرُ ظِبائِها
هذي الحُدوجُ فأيْنَ عُفْرُ ظِبائِها / هذي البُروجُ فأيْنَ زُهْرُ سَمائِها
غَربَتْ أُولى وتَغرَّبتْ هاتي فلا / أثَرٌ لِمَرْآها وَلا لِرُوائِها
ولَقَدْ وَقَفْتُ على الدِّيارِ مُسائِلاً / أطْلالَها بالعَهْدِ عَنْ أطلائِها
مُتردِّداً في مِثْلِ جِسْمي في البِلى / لَوْلا تبايُنُ وَجْدِهِ وشِفائِها
دِمَنٌ مَحَتْ أيْدي الدُّروسِ طُروسَها / لم يَبْقَ مِنْها غَيْرُ وَهْمِ بَقائِها
نُؤْيٌ تَراءى مِثْلَ عَطْفَةِ نُونِهِ / وأثافٍ التاحَتْ كعُجمَةٍ ثائِها
يا هَلْ تُبلِّغُني الجِيادُ مَنازِلاً / قَلْبي نَزِيلٌ في حِمَى نُزَلائِها
مِنْ كلِّ أشْوَسَ للعواصِفِ يَنْتَمِي / فِي مَرِّها وكرورِها وعِدائِها
مِنْ أشْقَرٍ كالبَرْقِ في وَمَضاتِهِ / أو أشْهَبٍ كالشُّهبِ في أضْوائِها
ولَرُبَّ لَيْلَةٍ انْطَوتْ مِنِّي عَلى / مِثْلِ الصّباحِ أجُولُ في أرجائِها
مُتَبَطِّناً نَهداً أحَمَّ رَفَعْتُ مِنْ / داجِيْهِ ما مَزَّقتُ مِن ظَلْمائِها
مُتَنَكِّباً زَوراءَ مِثلَ هِلالها / مُتأبِّطاً زُرْقاً كَشُهبِ سَمائِها
مُتَقَلِّداً عَضْباً كَوِتْرِ صَباحِها / ضاهَتْ حَمائِلَهُ ثُنى جَوْزائِها
أعْدُوا وأخْترِقُ المفاوِزَ مُدْلِجاً / أرْمِي بأنْجُدِها إلى أحْسائِها
فِيْحٌ تَعاوَرُها الجَنائِبُ والصَّبا / فَنُجُومُها لا يُهْتَدى بضِيائها
قد ظلَّ فيها النَّجمُ رَهْنَ مَضِلَّةٍ / وغدا يتيه الذيبُ في تيهائِها
هيهات ما في الأرض موضع راحةٍ / ذو راحة للنفس من أعبائها
أنّى لأيَّامي قَضاءُ مآربي / شّتَّانَ ما بَيْني وبَيْنَ قَضائِها
عَجَباً لأزْمانٍ تَسُرُّ عَبيدَها / وتُسِيء للأحرارِ مِنْ أبْنائِها