القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 10
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ / من عالم الأرض والسماء
يحسبه عالمٌ حجاباً / لم يعرفوا لذةَ العطاءِ
لولا الذي في النفوس منه / لم يجب الله في الدعاء
لا تحسب المال ما تراه / من عَسْجد مشرقٍ لرائي
بل هو ما كنتَ يا بنيّ / به غنياً عن السواء
فكن برب العلى غنيّاً / وعامل الحقَّ بالوفاء
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني / بأفضلِ الذكر في نفسٍ وفي ملأ
ذاك الإله الذي عمَّت عوارفه / أتى به السيد المعصومُ في النبأ
كما أتى نبأ من هدهد صدقت / أخباره لنبيِّ الريحِ من سبأ
فالذكر يحجبني والذكر يكشفُ لي / خَبأَ السماءِ وخبأ الأرض في نبأ
صِدقٌ ويعضد وما لا أفوه به / فيه وإني في خصبٍ من الكلأ
أشاهد العين في ضيقٍ وفي سعةٍ / لما جلوتُ مرآة القلبِ من صَدأ
وكلما وطئت رجلي مجالسَه / مجالس الذكر بالأغيار لم تطأ
غير أن ما منع السؤال من بخلٍ / لكنه لاقتضاء العلم لم يشأ
إن الوجودَ الذي أبصرته عجبٌ / فيه الخسارةُ والأرباحُ إن يشأ
أخبره بالحال يا حالي إذا سألت / آياته البينات الغرُّ عن نبىء
بأنني من بلاد أنتَ ساكنها / ولستُ والله من سَلمى ولا أجأ
إنْ كان أوجدني الرحمن من ملأ / فالفردُ أوجدني من قبل ملأ
إني وجدت علوماً ليس ينكرها / إلا الذي هو في جهدٍ وفي عنأ
خلقي من الماء والباقي له تبع
خلقي من الماء والباقي له تبع / من العناصر فاطلبني على الماء
والماءُ ليس له حدٌّ يحيط به / كذا أنا في وجودي عند أسمائي
لله في الماء أوصافٌ منوَّعةٌ / تغني مشاهدها عن حكمِ إيماءِ
قد جاء في خلقه ما قال من عرق / تكفي الإشارة عن تصريح إنباءِ
يقرّر المنعم النعما إذا شاء
يقرّر المنعم النعما إذا شاء / على الذي شاءه ومثله جاءَ
امتنَّ جوداً فأعطاه عنى وهدى / معنى وحِسَّاً وإيجاداً وإيواءَ
من جودِه كان شكرُ الجودِ في خبر / كان الحديثُ عن النعماءِ نعماء
رِفقاً من الله للجل الذي عجبتْ / نفوسُنا فيه إذ أنشأن إنشاء
إن المنازعَ في الأمثالِ ذو حسد / ما شئته لم يشأُ ما لم أشاء
وقد يكون لنا خيراً نفوز به / لعلمنا أنَّ ظلَّ المثلِ قد فاء
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني / وقد علمت عناه قلتُ بالداءِ
غرقتُ في عبرات ما لأبحرها / من ساحلٍ فافهموا قصدي وإيمائي
وقد أحاطت بي الأنواء واتسعت / بحارها للذي فيه من أسماء
ولم أجد غيره يشفي فأطلبه / هو العليلُ المعلُ السامعُ الرائي
سمعتُ بيتاً رواه الناسُ في صفتي / من قبلِ كوني، فيه شرحُ أنبائي
ما أنتَ نوح فتنجيني سفينته / ولا المسيحُ أنا أمشي على الماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء / وكونه عين كُلّي عين أجزائي
إن كان ينصفني من كان يعرف ما / يبدو إليه إعراضي وإنحائي
أسماء ربي لا يُحصى لها عددٌ / ولا يُحاط بها كمثلِ أسمائي
إن قلتُ قلت به أو قال قال بنا / تداخل الأمر كالمرئيّ والرائي
العينُ واحدةٌ والحكمُ مُختلفٌ / فانظر به منك في تلويح إيمائي
النورُ ليس له لونٌ يميزه / وبالزجاجِ له الألوان كالماء
الماءُ ليس له شكلٌ يقيده / إلا الوعاءُ في تقييده دائي
الداء داءٌ دفينٌ لا علاجَ له / كيف العلاجُ ودائي عينُ أدوائي
أروم بُرءاً لداءٍ لا يزايلني / هيهاتِ كيفَ يُداوى الداءُ بالداء
أقولُ باللامِ لا بالباء إنَّ لنا / شخصاً ينازعني في القولِ بالباء
ريان فلكي عين الحق تحفظه
ريان فلكي عين الحق تحفظه / وهو السفينة والأمواج والماءُ
تجري بأعينه والعينُ واحدةٌ / ممن وقل لي إلى من فهي أسماءُ
ما في الوجود سوى هذا وكان لنا / في كل حادثة رمز وإيماء
الله يحفظنا منه ويحفظه / منا فتحن الأذلاء الأعزاء
به اعتززنا كما بنا يعزّ وهل / يحلُّ رمزي إلا الواو والهاءُ
مضى وجودي به عني فلستُ أنا / ولستُ هن وهي أغراضٌ وآراء
قد قلت ذلك عن علمٍ وعن ثقة / بما أقول وراح اللام والياء
فلا به كان كون لا و لا وله / وعنه كان فأمراضٌ وأدواء
لذاك قيل بمعلولٍ وعلة / من أجل ذا ثَم أسرارٌ وأشياءُ
ونحن نعلمها وهو العليم بها / حين التوالد آباء وأبناء
هو الشخيص الذي لا ريبَ يلحقنا / فيه ونحن ظلالاتٌ وأفياء
لولا السنا ما بدت منه الظلالُ و لا / إليه يقبض فالأنوار آباء
والشخص أم لها وعنه قد ظهرتْ / وفيه كانت فإظهار وإخفاء
سبحانَ من كوَّن السماءَ
سبحانَ من كوَّن السماءَ / والأرضَ والماءَ والهواءَ
وكوَّن النار اسطقاً / فاكتملتْ أربعاً وفاءَ
صعد ما شاءَهُ نجاراً / وحلل المعصِراتِ ماء
ولم يكن ذاك عن هواها / لكنه كان حين شاء
وإنما قلتُ حين شاء / من أجل مَن شرَّع الثناء
مع القبولِ الذي لديها / فميّزَ الداءَ والدواء
منازل الممكنات ليستْ / في كلِّ ما تقتضي سواء
فالأمر دور لذاك كانت / في الشكل كالأكرة ابتداء
تحرّكتْ للكمال شوقاً / تطلبْ في ذلك اعتلاء
والأمر لا يقضيه هذا / بل يقتضي أمرها انتماء
لولا وجودُ الذي تراه / ما أوجد الصبحَ والمساء
والحكم بي ما استقلَّ حتى / أوجد في عينها ذُكاء
من ضدّه كان كل ضدٍّ / فلم يكن ذلك اعتداء
أضحكني بسطُه ولما / أضحكني قبضه تناءى
من كونه مانعاً بخلنا / والمعطي أعطى لنا السخاء
فلو علمتَ الذي علمنا / رأيتَه كله عطاء
صيرني للذي تراه / على عيونِ النُّهى غطاء
وأنبت الحكم ما تراه / من خيرٍ أو ضدَّه جزاء
وهو صحيح بكلِّ وجهٍ / أثبتَه الشارع ابتلاء
فقال هذا بذا ففكِّر / إذ تسمعِ القولَ والنداء
والجودُ ما زال مستمّرا / أودعه الأرضَ والسماء
قد جعلَ الله ما تراه / منها ومن أرضها ابتناء
فقال إني جعلت أرضي / فراشها والسما بناء
فالأمر أنثى تمدُّ أنثى / لكنه رجح الخفاء
من غيرةٍ كان ما تراه / مما به خاطب النسا
فذكر البعلَ وهو أنثى / وعند ذاك استوى استواء
من يعرقِ السر فيه يعثر / على الذي قلته ابتداء
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها / أحكامها بالذي فيها من أسماءِ
يبس الترابِ إلى برد المياهِ إلى / تسخينِ نارٍ إلى ترطيبِ أهواء
لأجل ذا كان خلقُ الناسِ من حمأ / ومن هواء ومن نارٍ ومن ماء
فتلك أربعة أعطتك أربعة / دماً وبلغمٌ في صَفراً وسوداء
أعوانهم مثلهم جذبٌ ودفعُ أذى / عنا وهضمٌ وإمساك لأدواء
للحقِّ فينا تصاريفُ وأشياءُ
للحقِّ فينا تصاريفُ وأشياءُ / ولا دواءَ إذا ما استحكم الداءُ
الداء داء عضالٌ ليس يذهبه / إلا عبيدٌ له في الطبِّ أنباء
عن الإله كعيسى في نبوته / ومن أتته من الرحمن أنباء
لا يدفع القدرُ المحتوم دافعه / إلا به ودليلي فيه الاسماء
إنا لنعلم أنواءً محققةً / وقد يكفرُ من تسقيه أنواءُ
العلمُ يطلب معلوماً يحيط به / إن لم يحط فلإشارات وإيماء
ليس المراد من الكشفِ الصحيحِ سوى / علمٍ يحصلِّه وهمٌ وآراء
إن الذين لهم علمٌ ومعرفته / قتلى وهم عند أهل الكشفِ أحياء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025