المجموع : 10
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ / من عالم الأرض والسماء
يحسبه عالمٌ حجاباً / لم يعرفوا لذةَ العطاءِ
لولا الذي في النفوس منه / لم يجب الله في الدعاء
لا تحسب المال ما تراه / من عَسْجد مشرقٍ لرائي
بل هو ما كنتَ يا بنيّ / به غنياً عن السواء
فكن برب العلى غنيّاً / وعامل الحقَّ بالوفاء
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني / بأفضلِ الذكر في نفسٍ وفي ملأ
ذاك الإله الذي عمَّت عوارفه / أتى به السيد المعصومُ في النبأ
كما أتى نبأ من هدهد صدقت / أخباره لنبيِّ الريحِ من سبأ
فالذكر يحجبني والذكر يكشفُ لي / خَبأَ السماءِ وخبأ الأرض في نبأ
صِدقٌ ويعضد وما لا أفوه به / فيه وإني في خصبٍ من الكلأ
أشاهد العين في ضيقٍ وفي سعةٍ / لما جلوتُ مرآة القلبِ من صَدأ
وكلما وطئت رجلي مجالسَه / مجالس الذكر بالأغيار لم تطأ
غير أن ما منع السؤال من بخلٍ / لكنه لاقتضاء العلم لم يشأ
إن الوجودَ الذي أبصرته عجبٌ / فيه الخسارةُ والأرباحُ إن يشأ
أخبره بالحال يا حالي إذا سألت / آياته البينات الغرُّ عن نبىء
بأنني من بلاد أنتَ ساكنها / ولستُ والله من سَلمى ولا أجأ
إنْ كان أوجدني الرحمن من ملأ / فالفردُ أوجدني من قبل ملأ
إني وجدت علوماً ليس ينكرها / إلا الذي هو في جهدٍ وفي عنأ
خلقي من الماء والباقي له تبع
خلقي من الماء والباقي له تبع / من العناصر فاطلبني على الماء
والماءُ ليس له حدٌّ يحيط به / كذا أنا في وجودي عند أسمائي
لله في الماء أوصافٌ منوَّعةٌ / تغني مشاهدها عن حكمِ إيماءِ
قد جاء في خلقه ما قال من عرق / تكفي الإشارة عن تصريح إنباءِ
يقرّر المنعم النعما إذا شاء
يقرّر المنعم النعما إذا شاء / على الذي شاءه ومثله جاءَ
امتنَّ جوداً فأعطاه عنى وهدى / معنى وحِسَّاً وإيجاداً وإيواءَ
من جودِه كان شكرُ الجودِ في خبر / كان الحديثُ عن النعماءِ نعماء
رِفقاً من الله للجل الذي عجبتْ / نفوسُنا فيه إذ أنشأن إنشاء
إن المنازعَ في الأمثالِ ذو حسد / ما شئته لم يشأُ ما لم أشاء
وقد يكون لنا خيراً نفوز به / لعلمنا أنَّ ظلَّ المثلِ قد فاء
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني / وقد علمت عناه قلتُ بالداءِ
غرقتُ في عبرات ما لأبحرها / من ساحلٍ فافهموا قصدي وإيمائي
وقد أحاطت بي الأنواء واتسعت / بحارها للذي فيه من أسماء
ولم أجد غيره يشفي فأطلبه / هو العليلُ المعلُ السامعُ الرائي
سمعتُ بيتاً رواه الناسُ في صفتي / من قبلِ كوني، فيه شرحُ أنبائي
ما أنتَ نوح فتنجيني سفينته / ولا المسيحُ أنا أمشي على الماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء / وكونه عين كُلّي عين أجزائي
إن كان ينصفني من كان يعرف ما / يبدو إليه إعراضي وإنحائي
أسماء ربي لا يُحصى لها عددٌ / ولا يُحاط بها كمثلِ أسمائي
إن قلتُ قلت به أو قال قال بنا / تداخل الأمر كالمرئيّ والرائي
العينُ واحدةٌ والحكمُ مُختلفٌ / فانظر به منك في تلويح إيمائي
النورُ ليس له لونٌ يميزه / وبالزجاجِ له الألوان كالماء
الماءُ ليس له شكلٌ يقيده / إلا الوعاءُ في تقييده دائي
الداء داءٌ دفينٌ لا علاجَ له / كيف العلاجُ ودائي عينُ أدوائي
أروم بُرءاً لداءٍ لا يزايلني / هيهاتِ كيفَ يُداوى الداءُ بالداء
أقولُ باللامِ لا بالباء إنَّ لنا / شخصاً ينازعني في القولِ بالباء
ريان فلكي عين الحق تحفظه
ريان فلكي عين الحق تحفظه / وهو السفينة والأمواج والماءُ
تجري بأعينه والعينُ واحدةٌ / ممن وقل لي إلى من فهي أسماءُ
ما في الوجود سوى هذا وكان لنا / في كل حادثة رمز وإيماء
الله يحفظنا منه ويحفظه / منا فتحن الأذلاء الأعزاء
به اعتززنا كما بنا يعزّ وهل / يحلُّ رمزي إلا الواو والهاءُ
مضى وجودي به عني فلستُ أنا / ولستُ هن وهي أغراضٌ وآراء
قد قلت ذلك عن علمٍ وعن ثقة / بما أقول وراح اللام والياء
فلا به كان كون لا و لا وله / وعنه كان فأمراضٌ وأدواء
لذاك قيل بمعلولٍ وعلة / من أجل ذا ثَم أسرارٌ وأشياءُ
ونحن نعلمها وهو العليم بها / حين التوالد آباء وأبناء
هو الشخيص الذي لا ريبَ يلحقنا / فيه ونحن ظلالاتٌ وأفياء
لولا السنا ما بدت منه الظلالُ و لا / إليه يقبض فالأنوار آباء
والشخص أم لها وعنه قد ظهرتْ / وفيه كانت فإظهار وإخفاء
سبحانَ من كوَّن السماءَ
سبحانَ من كوَّن السماءَ / والأرضَ والماءَ والهواءَ
وكوَّن النار اسطقاً / فاكتملتْ أربعاً وفاءَ
صعد ما شاءَهُ نجاراً / وحلل المعصِراتِ ماء
ولم يكن ذاك عن هواها / لكنه كان حين شاء
وإنما قلتُ حين شاء / من أجل مَن شرَّع الثناء
مع القبولِ الذي لديها / فميّزَ الداءَ والدواء
منازل الممكنات ليستْ / في كلِّ ما تقتضي سواء
فالأمر دور لذاك كانت / في الشكل كالأكرة ابتداء
تحرّكتْ للكمال شوقاً / تطلبْ في ذلك اعتلاء
والأمر لا يقضيه هذا / بل يقتضي أمرها انتماء
لولا وجودُ الذي تراه / ما أوجد الصبحَ والمساء
والحكم بي ما استقلَّ حتى / أوجد في عينها ذُكاء
من ضدّه كان كل ضدٍّ / فلم يكن ذلك اعتداء
أضحكني بسطُه ولما / أضحكني قبضه تناءى
من كونه مانعاً بخلنا / والمعطي أعطى لنا السخاء
فلو علمتَ الذي علمنا / رأيتَه كله عطاء
صيرني للذي تراه / على عيونِ النُّهى غطاء
وأنبت الحكم ما تراه / من خيرٍ أو ضدَّه جزاء
وهو صحيح بكلِّ وجهٍ / أثبتَه الشارع ابتلاء
فقال هذا بذا ففكِّر / إذ تسمعِ القولَ والنداء
والجودُ ما زال مستمّرا / أودعه الأرضَ والسماء
قد جعلَ الله ما تراه / منها ومن أرضها ابتناء
فقال إني جعلت أرضي / فراشها والسما بناء
فالأمر أنثى تمدُّ أنثى / لكنه رجح الخفاء
من غيرةٍ كان ما تراه / مما به خاطب النسا
فذكر البعلَ وهو أنثى / وعند ذاك استوى استواء
من يعرقِ السر فيه يعثر / على الذي قلته ابتداء
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها / أحكامها بالذي فيها من أسماءِ
يبس الترابِ إلى برد المياهِ إلى / تسخينِ نارٍ إلى ترطيبِ أهواء
لأجل ذا كان خلقُ الناسِ من حمأ / ومن هواء ومن نارٍ ومن ماء
فتلك أربعة أعطتك أربعة / دماً وبلغمٌ في صَفراً وسوداء
أعوانهم مثلهم جذبٌ ودفعُ أذى / عنا وهضمٌ وإمساك لأدواء
للحقِّ فينا تصاريفُ وأشياءُ
للحقِّ فينا تصاريفُ وأشياءُ / ولا دواءَ إذا ما استحكم الداءُ
الداء داء عضالٌ ليس يذهبه / إلا عبيدٌ له في الطبِّ أنباء
عن الإله كعيسى في نبوته / ومن أتته من الرحمن أنباء
لا يدفع القدرُ المحتوم دافعه / إلا به ودليلي فيه الاسماء
إنا لنعلم أنواءً محققةً / وقد يكفرُ من تسقيه أنواءُ
العلمُ يطلب معلوماً يحيط به / إن لم يحط فلإشارات وإيماء
ليس المراد من الكشفِ الصحيحِ سوى / علمٍ يحصلِّه وهمٌ وآراء
إن الذين لهم علمٌ ومعرفته / قتلى وهم عند أهل الكشفِ أحياء