لا الروض روضٌ ولا الصهباء صهباء
لا الروض روضٌ ولا الصهباء صهباء / ولا الندامى ميامينٌ أحبّاءُ
شطّ المزارُ فلا طيفٌ ولا أملٌ / أينَ الأخلّاء لا عاش الأخلّاء
حوّاءُ أوّاه من داء تأصّل في / قلبي فعزّ الدوا واستفحل الداءُ
ومن لواعج شوق قطّعت كبدي / حتّى رثى لي أعداءٌ الداءُ
من للكئيب وقد شقّت مرارتهُ / من للحزينِ وقد مسّته ضرّاء
فلا الطعام مساغٌ حين يطعَمهُ / ولا يبلُّ صداه ويحهُ الماءُ
يعيشُ في هذه الدنيا بلا أملٍ / نصيبه نوبٌ منها وأرزاء
يا مشعل الروح كم قال العواذلُ لي / لا أنتِ ولا حوّاءُ حوّاء
هجرتِ والروح لا تنفكّ حائرةً / وجُرتِ والأذنِ عن شكوايَ صمّاء
وفي جحيمِ الجوى نفسٌ معذّبةٌ / وما لطَرفيَ مذ فارقت إغفاءُ
سلي الصبا أنّني أودَعتهُ نبا / وطالما هيّجتني منه أنباءُ
حوّاء تذكارُ ذاك العهد برّح بي / وما أنا يا حياة الروح نسّاءُ
هذا هو الكاس في كفّي سأشربها / فهيَ الدواء وقد كلّ الأطبّاء
فلستُ أوّل مشتاقٍ تجرّعها / ومغرمٍ أودعَتهُ القبر حسناء
وها هيَ الروح قرباناً أقدّمها / يا مذبح الحبّ لا عاش الأشحّاء