القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 9
كُل العَوالم مَهما سر أَو ساءَ
كُل العَوالم مَهما سر أَو ساءَ / فَلَيسَ إِلاك يَقضى كُلَّ ما شاءَ
نَرى الحَوادث بُرهاناً عَليك فَما / تَنفكُّ تشكر من جَدواك آلاءَ
شَيَّأتَ ما شئته من منشأ عدمٍ / جعلته لشموس الحَق أَفياء
لِذاك أَصبحت الأَكوان شاهِدَةً / بالحق للخلق في المَعنى أَدلّاء
أَخفيت جَوهر كَونٍ ذاتُه عَرضٌ / إلا على كُنهِ كُنهٍ عَزَّ إخَفاء
فَمَن هديتَ اِهتَدى أَو لا فَلا عَجَبٌ / أن لَيسَ يَدري بسر الذات أَسماء
قَد يَهتدي بِنُجوم اللَيل ذُو بَصَرٍ / وَقَد يَضل ضياء الشَمس عَمياء
تُدني وَتُقصي بِأَقدارٍ مقدّرة / كَتبتها أَنتَ إِبداعاً وَإِنشاء
جَعلتَني بَشَراً لا النفس طائِعتي / وَلَستُ أَعصي لَها في الغَي أَهواء
جِسمي وَرُوحي غَيري مَن أَنا فَأَنا / أَبغي سِوى العَجز إطراباً وَإِطراء
يا مالكَ الرُوح يُشقيها وَيُسعدها / وَحافظ الجسم إفناء وَإبقاء
أَوجَدت مِن عَدمٍ رُوحي وَكُنت لَها / أَوقاتَ لَم أَدر فيها الطين وَالماء
مَتَّعتني في صَفاء القُدس مُنفَرِداً / مطهَّراً لَم أَخَف رجساً وَبأساء
يا طيب ذا العَهد أذ روحٌ مجردة / لَم تَحتبس بِحَواسٍ صرنَ أَعداء
إِذ جانبُ القُربِ بِالإِيناس يُطربنا / لَم نَدر آدم إِذ يستجلي حَواء
كانَت مَواطنَ صَفو لا يكدرها / هَمُّ السوى وَيَروق الكل أَجزاء
كُن لي إلهى كَما قَد كُنت لي قِدَماً / وَأَهدني سبلاً للرُشد فَيحاء
خَرَجت مِنها وَلا ذَنبٌ أَحاذره / وَها أَعود لَها حُمِّلت أَسواء
فاقبل عَلى مُقبلٍ بِالذلِّ معترفٍ / بِالعَجز ملتمسٍ بِالبُؤس نعماء
وَاغفر ذنوباً إِذا لَم تُغتَفَر فَضحت / فَسوّدت مِن جَمال الستر بَيضاء
وَارحم فَتىً طالَما لذَّ الهيامُ لَهُ / فَذلَّ عَن بابك العالي وَقَد جاء
لا تجعلنّي إلهي عِندَما اِكتسبت / نَفسي فَقَد كسبت كَفّاي ما ساء
وَكُن لعقبى عُبَيد أَنت كُنت لَهُ / مِن قَبل أَن تَجعَل الأَشياء أَشياء
وَاجعل شفاعة خَير الخَلق ناصرَه / لديك إن أَعوز العز الأَذلاء
وَصلِّ رَبي عَلَيهِ كلما ابتسمت / ثُغور زَهرٍ فَهاج النوحُ وَرقاء
هوىً إِذا ما تَناهى دَورُه اِبتَدأَ
هوىً إِذا ما تَناهى دَورُه اِبتَدأَ / أَفنى الحَياة وَأَضناني وَما فَتِئا
وَالنَفس إِن جبنت بالغي همّتُها / عَن كَبح زلتها شَيطانها جرأ
عَمّا تَساءل ياذا اللَوم عَن نَبأٍ / وَلَست أَذكر بلقيساً وَلا سَبأَ
فَهَل أَتاكَ بِأَني عَنك في شغلٍ / بِمَن دَنا فَأَصابَ القَلب ثُمَّ نَأى
فَاعذر إِذا حَنَ قَلبي أَو بكى بصري / فَذا هَوى ودَّه الصافي وَذاك رَأى
وَدَع مَلام فَتى كانَت محبته / جبلَّةً وَهوَ في مَهد الهَوى نَشأ
صبٌّ صبا للهوى إِذ كانَ جَوهرُه / مجرداً لَم يَحلّ الكَم وَالحمأَ
أَوقاتَ لا الفلكُ الدوّارُ يَحصرُنا / وَلا الحِجابُ عَلى أَرواحنا طرأ
يا حَبَّذا النشأة الأُولى وَنضرتها / أَيامَ كُنا عَلى أنس الخَفا ملأ
ني لأذكرها يَوماً فيَحزُنُني / قَيدُ المَظاهر أَو تذكار ما اختبأ
كانَت مَواطن قدسٍ لا يدنسها / غيٌّ وَصيقلُ لَوحِ الرُوحِ ما صَدأ
آهاً لها إِذ تَبدّلْنا بِها وَطناً / داراً عليلُ هَواها قلّ ما برأ
أَصبَحت فيها سجينَ الجسم مرتهناً / بِما الحَواس بِهِ تقضيه لي خطأ
يا ويلتا مِن وُجودٍ كلُّه كدرٌ / مَن سار فيهِ عَلى غَرب الظُبى وطئا
كَأَنني فيهِ إِذ أَمّلتُ راحتَه / أَعمى يحاول في دوّ الفَضا رَشأ
لَكن يؤمّن خَوفي أَنني بحمى / خَيرِ البَرية قَد أَصبَحتُ ملتجئا
فَهوَ الذي جاءَ بِالحَق المبين لَنا / وَجدد العَهد وَالمِيثاق وَالنَبأ
وَكَم أَقام مهيضاً في اليقين وَكم / أَنار مصباح قلب طالما طُفئا
وَكَم جسومٍ تلافى مِن تَلاف ضنىً / أَرواحها إِذ هداها روعها هدأ
وَكَم قُلوبٍ وَقاها في تقلبها / وَكَم عَظائمِ أَمرٍ إذ دَرى دَرأ
أَتى بِآيات مَولاه الكَريمِ فيا / وَيلَ الألى اتخذوا آياته هزؤا
وَهوَ الَّذي تَرتجي الدُنيا شفاعته / إِذ يحشر اللَه يَوم الحشر ما ذَرأ
لَو أَبصرت حسنَ مَعناه زليخا نُهىً / لَم تَتَّخذ في هَوى الصديق متّكأ
وَإِن قَلباً خلا عما سِواه غَدا / مَعززاً ببَها الإِيمان ممتلأ
تَرى الحَقيقة تَبدو في صحيفته / مَسطورة إِنَّما هَيهات مَن قَرأ
فَاقصد بِهِ العروة الوثقى إِذا انفصمت / عرى الأَنام وَفاجئ إِن عَناً فجأ
عَلَيهِ أَزكى صَلاة اللَه دائِمَة / ما تمّ دورٌ مِن الدُنيا وَما اِبتَدأ
أَساجِلُ الوُرقَ إنشاداً وَإنشاءَ
أَساجِلُ الوُرقَ إنشاداً وَإنشاءَ / وَأسألُ الحُبَّ عودَ القُرب إِن شاءَ
وَأسأل الناسَ طِبّاً للهوى دلها / وَإِنّ داء الهَوى أَعيا الأَطباء
إِني لأعجبُ من نَفسي تغرّ وَقَد / جَرّبتُ في الناس أَحباباً وَأَعداء
فَانصب أَمانيك أَشراكاً تصيد بها / إِن أَسعدت من فضاء القَصد عَنقاء
جفنٌ يُحذّرُ ما أَغرت لَواحظُهُ / بِالسَلب يوجبُ تحذيراً وَإغراء
أَهلاً نَسيمَ الصَّبا لَو جئتَ بِالنَبَأِ
أَهلاً نَسيمَ الصَّبا لَو جئتَ بِالنَبَأِ / عَن أَرض مصر وَلا أَرجوك عَن سَبأِ
فَلَيسَ بلقيسُ مَن أَهوى وَلَست سُلَي / ماناً وَلَستَ بطيرٍ سامعٍ وَرَأي
لَكنها عادةُ العُشّاقِ من قِدمٍ / وَتابع السَلفُ المبرورُ لم يُسِئ
عَواقبُ الأَمر محذورٌ شدائدُها
عَواقبُ الأَمر محذورٌ شدائدُها / ما لم يَكُن بسديد الرَأي مبدوءا
وَكُل ما لم يَكُن إحسان فكرته / قَرينَه قل أَن لا يَلتقي السوءا
وَمَن لأبصاره في الكنه تبصرةٌ / رَأَت بصائره في الغَيب مخبوءا
وَمَن أَتاح لهول من تهاونه / يَوماً غَدا بعظيم الأَمر مفجوءا
وَإِن مَن لَم يَطأ رَأس الكِرام عُلاً / أَضحى بِأَقدام هين القَوم موطوءا
وَمَن خلا قَلبه عن فكر عاقبة / ردّته آمالُه باليأس مملوءا
فاسمع مقال حكيم كَم رَأى وَدرى / محرّراً في كتاب الدَهر مَقروءا
وَلا تَضع قَدماً إِلا اتخذت لَها / لرجعة ما طريقا ثمّ منبوءا
فلا تنم عن عُيون أَنتَ مسهدها / وَلا تضمنّ صَدراً منكَ موجوءا
إني وحقك ألهاني ودلّهني
إني وحقك ألهاني ودلّهني / حسنٌ يطابق منه المسمعَ المرأى
لعله بالوفا في الحب يمنحني / حسنَ الختام كما قد أحسن البِدءا
كان الزمان نصيحاً في تقلُّبه
كان الزمان نصيحاً في تقلُّبه / وعن بعيد المدى كم جاءنا بِنبا
لكن سليمانُ لم يشعر بهدهدِه / حتى على جسدٍ واعتز ملك سبا
يا دَهر كَم لك في الحَشا من داءِ
يا دَهر كَم لك في الحَشا من داءِ / صيّرتني غرضاً لسهم عناءِ
أَو ما كَفى ما بالفؤاد من الجَوى / والعَين من طُولِ احتمال بكائي
يا وَيح مثلي من يَبيتُ وقلبُهُ / مترددٌ من خيفةٍ ورجاءِ
يجري عَلى صنو الرياح ولو دَرى / خفقانَ قلبي أَو نفادَ عزائي
يجري على متن الرياح عواصفاً / هوجاً وَلا يَرضى بسيرِ رُخاءِ
يا أَيها الوابور عجلاً بنا / نحوَ الديار وتلكمُ الأَحياءِ
وازدد بنيران الفؤاد تَضرُّماً / وانهَل من الأَجفان فيضَ الماء
ولك الجَميل فأنت خيرُ وَسيلةٍ / لتواصلِ الأَحبابِ والحلفاءِ
حدِّث هُديتَ عن الأحبةِ والحِمى / إني رأَيتُك عادمَ الإغفاءِ
تسري ولا وَطناً تؤم ولا فناً / تهوى لذاتِ معزّةٍ حسناءِ
فلأنت أَثبتُ عاشقٍ حملَ الهَوى / مع أَنه في قبضة الأَهواءِ
مَن جفنه يبكي لفرقة أَهيفٍ / أَو قلبه يكوى لشوقٍ ناءِ
لا ريب هذا شأن من ذاق النوى / بعد التمتّع من زَمان لقائي
يطوي البلاد مشارقاً ومغارباً / ويظلُّ يدافع داهمَ الظلماء
فكأنه صبٌّ جفاه حبيبُه / فلذاك هام للوعةٍ وشقاء
أَو لَيث غاب فرّقوه شبله / فلثاره يَهوي عَلى فيفاء
أَم ذا رَسولٌ للخواطر بَينَنا / فتراه يستبق الخواطرَ نائي
فلذاك صاغوا من حديد قلبَه / كيما سيقوى لاحتمال فضاء
يا قاتل اللَه الزَمان فإنه / أَبدى بذلك أَعجبَ الأشياء
حتى الجَماد بطبعه أَلِفَ الهَوى / فهوى ولم يَصبر عَلى البَلواءِ
إن الضعيفين إن جمّعت بينَهما
إن الضعيفين إن جمّعت بينَهما / قاما بأمر له تعيا الأشداءُ
مثل اللطيفين إن أَلفت بينهما / كانت نتيجةَ ما أَلّفته الماءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025