القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 281
نظمت للصاحب المرجى
نظمت للصاحب المرجى / رائية كالحباب يلقط
نروم من برّه نقوطاً / والحكم للراء أن تنقط
أفنى جفاكم كثير دمعي
أفنى جفاكم كثير دمعي / لكن بقي في القليل نشطه
قد كنتُ أروِي عن ابن بحر / فصرتُ أروي عن ابن نقطة
لا أترك الحبّ والعذَّال وعَّاظ
لا أترك الحبّ والعذَّال وعَّاظ / ما دام في حفظه للقوم إحفاظ
يرتاض قلبي إذا ما الحبّ خامرَه / فخلّ عاذله في الحبِّ يغتاظ
رووا الشجون على سمعي فإني من / قوم لحديث الشجو حفَّاظ
وانْظر لألحاظ من أهوى وقل لي عن / علم تلك ظباً أم تلك ألحاظ
أعيذ بالكهف ألحاظاً مناقضةً / تخالهنَّ رقوداً وهي إيقاظ
ومبسماً لبهيِّ الدّرّ متَّسقاً / كأنه لبهاء الدِّين ألفاظ
ذو البيت نظماً ومجداً قد سخا وذكا / حتَّى شتا حوله الطلاب أو قاظوا
لله ما مدحة علياء قد نسبت / فهي الصَّميم ونظم القوم أوشاظ
ودّ العدا منه ما فاض العروض بها / لو أنهم بنفوسِ الغيظ قد فاظوا
مزجت يا بحرُ بحرَيها فذاك وذا / عذب على أنه للدّرّ ألفاظ
مقدس بيتها حتى الخليل به / جذلان والباحث الوزَّان مغتاظ
قالت لنظم مجاريها وما ظلمت / ما أنت حمل فإن الحمل نهاظ
وزاد ذكر عليّ مجدها فلها / مع رقَّة القول بالأنداد إغلاظ
ونطَّقتني ببكرٍ هامَ سامعها / حتَّى كأنَّ انتصاب السمع إنعاظ
تجنبت لك حوشيّ الكلام فما / فيها وحوشيت حنياظٌ ولغماظ
لا زلتَ تملي وتملأ الحلو من كلمٍ / بذكرهنَّ لسان الذوق لمَّاظ
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع / هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع
صبًّا تحجب عن عذَّاله سقماً / فاعْجب لمن بعوادِي الضرّ ينتفع
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعاً / لو كانَ ينفعني من بعدكم جزع
حمَّلتمُ العين يا أشهى العيان لها / من أدمع وسهاد فوق ما تسع
ماءٌ من الجفنِ يغني روح واحدةٍ / كأنما السمّ حقًّا فيه منتقع
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم / دعوا التهكم أين الأعين الهجع
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا / من الغرامِ فهل للوصلِ مرتجع
وعاذلٍ فيكُم تعبان قلت له / إن كنت أعمى فإني لستُ أستمع
يخادعُ السمعَ والأحشاء قائلةٌ / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
ليتَ الثغور جلت برقاً له فرأى / سحائب الدمع وجداً كيفَ تنهمع
وربّ ظالمةٍ ما عند مقلتها / لفارشِ الخدّ إلاَّ السيف والنطع
يشكو كما يتشكَّى خصرها سغباً / وجارهُ الرّدف قد أودى به الشبع
كأنما ينقل البين المشتّ لها / دمي فتحمرّ خدَّاها وأمتقع
حثَّت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى / لكنها للأسى بين الحشا تضع
وخادعتنيَ من عرفِ الحمى سحراً / بالريح والعاشق المسكين ينخدع
كفى دلالك إن الصبر طاوعني / وإن قلبيَ من كفَّيك منتزع
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزلٍ / فهنَّ لابن عليّ في الثنا شِيَع
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك / والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع
علا عن المدح حتَّى ما يهش له / كأنما المدح في أوصافِه قزَع
يممْ حماه إذا ما خفت ضائعةً / فبابه بالندى كالصدر متسع
وقلْ لحاسدِه المغرور مت كمداً / ذاك الجناب صفاه ليسَ ينصدع
هيَّا لك الكرم الطائيّ مفترق / للناسِ والسؤدد القيسيّ مجتمع
بابٌ لبذلِ اللهى في كلّ نائبة / مجرَّبٌ وندًى في الجدب منتجع
وسيد بالمعالِي الغرّ مؤتلفٌ / بالحمدِ مشتغلٌ بالمجدِ مطَّلع
جمُّ المناقب يلقى العسر من يدِه / في المحل ما لقيت من علمه البدَع
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلطاً / ما راحَ كلّ قرين وهوَ منقطع
يهوى المعالي وأبكارَ الكلام فما / يزال يفرع أعلاها ويفترع
فتوَّةٌ وفتاوٍ لا نظيرَ لها / كأنه في الندى والحكم مخترع
وأنعمٌ قربت عن همَّةٍ بعُدت / كالشمس يدنو سناها حينَ ترتفع
لا عيبَ في لفظه المنظوم جوهرُه / إلاَّ نوافثُ فيها للنهى خدَع
جُنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه / أما تراه على وجه الثرى يقع
وقالت السمر من يلقى يراعته / منا فأمست كما قد قيل تقترع
صحَّت إمامة أقلامٍ براحتِه / فأصبحت بخبير الخير تلتفع
تسوَدّ نِقْساً وتجلو كلّ داجيةٍ / فهل هيَ الليل داج أم هي الشمع
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهَّرةً / وأفضل الناس إن طاروا وإن وقعوا
إن الجماهيرَ قد ذلَّت رقابهُم / إلى كمالك واسْتوفاهمُ الهلع
لا تسمعنَّ حديثَ القوم في شرفٍ / حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت / أنشقت آنافها نكباء تجتدع
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشداً / إن المساجد تحكي شكلها البيع
وجحفل لجبّ تطفو غواربه / كأنما تبّع في أثره تبع
ردَّت رداه سهامٌ من دعائك لا / بيضٌ حدادٌ ولا خِطّيةٌ شرع
يا ابن الكرام الأولى في كلّ مكرمةٍ / إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا
لا في اليسارِ مفاريحٌ إذا بلغوا / غايات مجدٍ ولا في أزْمة جزع
كم نالَ سعيهمو جدّ فما بطروا / فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا
من كلّ أروع للأقلام في يدِه / وللظُّبا في الوغى والسلم مطلع
تزداد والرمح في جنبيه سوْرَته / كأنما زيدَا في أضلاعه ضلع
وملجأ العلم في أوطانه لفتىً / للجودِ والبأس فيه الشهد واللسع
من مبلغٌ عنِّيَ الأهل الذين نأوا / إني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع
مطوَّق بهباتٍ ساجعٌ بثناً / ينسي الأوائل ما جادوا وما سجعوا
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ / وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع
نعمَ الفتى أنتَ لا تحنو على نشبٍ / كفَّاه يوماً ولا تبقي ولا تدع
أجديت حالي ولم تسمع شكايته / من بعد ما ضنَّ أقوامٌ وقد سمعوا
وجادَ فكري بنوعٍ من مدائحه / وللمساكين أيضاً بالندى ولع
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله / مسلمٌ ومدى علياك ممتنع
ما زلت ترتجع النعمى إليَّ إلى / إن خلت أن شباب العمر مرتجع
وقلت للخاطبِي مدحي بذكرِ ندى / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
هل لكَ يا أرفع البرايا
هل لكَ يا أرفع البرايا / في قريةٍ شأنها رفيع
قد أحوجت عبدك الليالي / لسفرة أمرها فظيع
لم يستطع مكترى حمار / فكيف للملك يستطيع
هذا وفي حظِّه نزول / نعم وفي رجله طلوع
ليس له طاقة ليجري / إلاَّ إذا فاضت الدموع
فاجْعل له في الأنام شأد / بفرس سوقها بديع
إذا تسمى الجواد بحراً / فبحرها في الفلا سريع
ودمْ مدى الدهر في أمان / يفديكَ أبناؤه الجميع
فحبذا رفدك المعنى / وحبَّذا وقتنا المريع
شهر وفضل وجود كف / ثلاثة كلها ربيع
تفترس الناس في هواها
تفترس الناس في هواها / مالكة للقلوب تدعو
مليحة حجبت وشاعت / فخاب طرسٌ وفاز شمع
عجيبة الإسم قيل خمسٌ / وقيل ستٌّ وقيل سبع
لله طرف الغداة قد همعا
لله طرف الغداة قد همعا / وحملته الليالي فوقَ ما وسعا
بين السّهاد وبين الدمع مقتسم / فيكم فما جفَّ من شوقٍ ولا هجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه / إن الكريم إذا خادعته انْخدعا
ويقتضي الهمّ تسهادِي فيا حرباً / من قاتلين على إنسانيَ اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري / حتَّى اسْتهلَّ وماذا بالحشا صنعا
وقائلٌ ما الذي أبكاكَ قلت له / شخصٌ رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع / فالحبّ ما بين منصوب ومرفوع
جوارحي وكتابي قد نهبتهما / ففي يديك على الحالين مجموعي
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً / محاسناً منه في الأوصاف مبتدَعه
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا / فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه
يا شيخ علم وشيخ علم
يا شيخ علم وشيخ علم / فمن عيانٍ ومن سماع
رفعت قدري عطاً ولفظاً / يا سيدي أحمد الرفاعي
جبين سلطاننا المرجى
جبين سلطاننا المرجى / مبارك المطلع البديع
يا بهجة الدهر إن تبدى / هلال شعبان في ربيع
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف / ينبيك أنَّ حديث الصبر مصروف
وإنَّ كلّ مقال العذل مخرَفةٌ / وكلّ ما نقل الواشون تحريف
ليتَ الوشاةَ على خيطٍ فكلهمُ / يداه مشلولةٌ واللحظ مكفوف
آهاً لقدّك غصناً كلّه ثمرٌ / لو أنه ببنان اللّثم مقطوف
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ / لو أنه لعيان الطرف مصروف
أفدي التي تشتكي مني هوىً ولها / بالرّدف والخصر تثقيلٌ وتخفيف
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة / فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها / على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها / قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها / لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ / من فضلِه حبَّذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها / في الجودِ والبأسِ تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثَّت مناقبه / في الأفق لم يبدُ في الأقمارِ مخسوف
طلق السرة يعطي حيث وجه ذكا / كأنه بغبارِ المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمةٍ / هيهات أن يروع العشَّاق تعنيف
في كفِّه قلمٌ الإنشاد منشأه / فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الأسجاع خصَّ به / هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ / فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطَّافةٌ لبّ رائيه براعته / ووجهُ حاسدها بالرَّوع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرَّ الزمان به / صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاء في جهرٍ وآخر في / سرٍّ وللكلّ إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله / وطيَّها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به / حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ / وذاك من خجلٍ بالجودِ مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخطّ متّصلٌ / وكلّ عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ وأعراضٍ لديك هما / لعبد أبوابكم برٌّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئةٌ / شاكوا السلاح فتضريبٌ وتسييف
وما شكوتُ وما الشكوى إلى بشرٍ / من خلق مثلي والأقدار تصريف
حتى إذا غبطتك المكرمات عفت / تلك الهنات وكرّوا بعد ما عيفوا
إن ساءَ قوماً مقامي منشداً مدحاً / لساءهم ليَ تشريفٌ وتسريف
كم خلعةٍ قلت للاحي وقد حضرت / وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبَّذا وبرٌ قد غصَّت فيه غنىً / وكان لي وبرٌ بالفقرِ منتوف
وغلَّة طاف أولادي فقلت لهم / اسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا
سمراء حنطيَّة يغترّ مبسمها / فكلها بشفاه اللّثم مرشوف
دقَّت يدُ الرزق بابي وهي ناشزةٌ / فقلت كسّ أخت رزق فيه تعسيف
وعلّمتني نظمَ الشعر من دُرَرٍ / ما بيت واحدها بالفقرِ مزحوف
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية / وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت / فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العيّ ذا مدحٍ / تأتي وما عندها في القولِ تكليف
لا زلت ممتدحاً منِّي بنظمِ فتىً / في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم ورَّاق مدائحه / وعن ثناً فيهِ للجزَّار تقطيف
نظَّفت فكري لكم من حبّ ذي قلم / فإن شرط وعاء الحبّ تنظيف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف / وما لحاصل حبِّي عنك مصروف
ذكري بخاطرك الناسي مصادفة / وخاطري عن سوى ذكراك مصدوف
يا ظبية من ظباء الحيّ نافرة / حتَّامَ هجرك شيء منك مألوف
ويل لجفنيّ لا جفنيك من سهرٍ / لكيله في الدجى خسر وتطفيف
يا باذل الوفر في الدنيا لآخرة / بشراكَ فضل على الأخرى وتسليف
عذراً لنظميَ والدنيا مطابقة / شكواي مستورة والحال مكشوف
وضعف فكريَ عن نظم القريض له / كالعدّ في رقعة الشطرنج تضعيف
لا زلت أنشد قولي فيك من قدمٍ / وأنت بالخلعةِ الزهراء محفوف
أهل يهنيك بالتشريف محتفلاً / يا من بأيامه المعروف معروف
لكنني بك أختار الهناء لها / فإن قدرك للتشريف تشريف
يا من له في طريق زهد
يا من له في طريق زهد / حال وفي المشكلات كشف
قل لي ما مبهم جلي / وفيه للواصفين خلف
يعدّ حرفان حين يملى / بغير شدّ وقيل حرف
وهو كما قد ترى خفيف / وفيه لطف وفيه ظرف
مع أنه من عجيب أمرٍ / يجرُّ طوداً وفيه لطف
وإن عكست الحروف منه / فبلدة ما تكاد تصفو
ألغازه في ضحى وممسى / فليس يخفى وليس يخفو
ذكرته في عديد وصف / فلا يفت مسمعيك وصف
وإن خفى زائداً فأعرض / عنه ودع منطقي يكف
فإن لفظي الفداة مثلي / أصبح والله فيه ضعف
يحير الغصن بين اللّين والهيف
يحير الغصن بين اللّين والهيف / ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف
أغنّ لم يبقَ مرأى حسنه بشراً / خال من الوجدِ يلحاني على شغفي
يا حبَّذا البدر حاز التمّ أجمعه / وزاد في مهج العشَّاق بالكلف
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ / وغصنُ بانٍ ولكن غير منعطف
يشكو السقامَ إلى أجفانه جسدي / فأعجب له دَنفاً يشكو إلى دنف
متى يحقِّق وعداً من تواصله / والمنع ينظر من وجهٍ إليَّ خفي
في الخدِّ لامٌ وفي عطف الصبا ألف / وآلة المنع بين اللاّم والألف
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلقت به / فكان في قصد موسى مانعٌ تلفي
مشير ملكٍ تجلَّى رأيه فسطا / بالخصبِ يطو بياض الصبح في السدف
فاقَ البريَّة في عدلٍ ومعرفةٍ / فليسَ عن رتب العليا بمنصرف
سجية في اقتضاء الحمد ناشئةٌ / على الندى والسدى والمجد والشرف
وهمَّة دبَّر الإسلام كافلها / تدبير متّصف بالحقِّ منتصف
يا جائل الطرف في السادات منتقداً / ها قد وصلت إلى أزكاهُم فقف
وقد وجدت معاني الفضل باهرةً / فإن قدرت على أوصافها فصف
دار الثناء على القطب الذي اتّفقت / فيه العقول فلا قول بمختلف
لا تبغِ منزلَ فضلٍ بعد منزلهِ / من حلّ طيبةَ لم يحتج إلى النجف
من معشرٍ نجبٍ ما زال مجدهمُ / يوصي به السلف الماضي إلى الخلف
شادَ المعالي بنو خاقان واجْتمعوا / في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف
قد قدّمته على السادات همّته / في الفضلِ تقديم بسم الله في الصحف
كافي الجيوش بآراءٍ مناضلةٍ / تكاد ترعد منها أنفسُ النّطف
فلا جناحٌ بمنهاضٍ إذا عضدت / من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف
في كفِّه قلمٌ كالسيف منتصبٌ / لكنه لبني الآداب كالهدف
جارٍ بكفِّ سهيليّ العلى فلذا / كم في المهمَّات من روضٍ له أنِف
أمّل عطاياه وأستعرض فضائله / فما يردّ جناه كفّ مقتطف
وشمْ بعينك في الدنيا محاسنه / إذا دَلفت ودَعنا من أبي دُلف
قالوا أفي بأسه أم في سماحتِهِ / فقلتُ في ذا على رغم الحسود وفي
يا من تحملت في أبوابه نعماً / لا عيبَ فيها سوى أن أثقلت كتفي
تهنّ بالمنصب الميمون طائره / واقبل لدستِك يا موسى ولا تخف
واغفر جنايةَ أيامٍ قد اعتذرت / وأبشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف
الله يعلم فيما أنت واجده / ونور حظِّيَ من بشري ومن أسفي
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ / إذا التجأت ونجمٌ غير منكسف
ففي وَلائك توكيدي إذا اختلفت / حالُ امرئٍ وإلى علياك منعطفي
حلفتُ أنَّك معدوم النظير فما / راجعت فكري وما اسْتثْنيت في حلفي
عندِي غلام بعلم الحرف مشتغلٌ
عندِي غلام بعلم الحرف مشتغلٌ / وأيّ حرف إلى الفحشاء منحرف
أحكى الأنام لدالٍ في تفاجعه / وأنفقَ الناسَ من ميمٍ على ألف
هنئتَ بالعيد يا من يستضيء به
هنئتَ بالعيد يا من يستضيء به / في الناس حالي ومن بالحمدِ أعطفه
الناس تعرف عيداً بالهلال إذا / وافى ولكنني بالبدرِ أعرفه
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت / جهد الثناء فأبدى وجه معترف
لو لم أكن للغنى أبغي تطلبها / طلبتها كونها نوعاً من الشرف
رجلي وحالي لغير نافع
رجلي وحالي لغير نافع / أصبح هذا لذا يخالف
الرجل طول النهار تمشي / والحال طول النهار واقف
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق / كما بكى الروض صوب العارض الغدق
تبكيك رقة لفظي في مهارقها / يا غصن فاسْمع بكاء الوُرق في الوَرَق
وما أوفيك يا عبد الرَّحيم وإن / بكت لك العين بعد الماء بالعُلق
ما زال مبيضّ دمعي داعياً لدمِي / حتَّى بكيت ظلال الحسن بالشفق
وخدَّدت فوق خدِّي للبكا طرق / حتى رويت حديث الحزن عن طرق
يا ساكن اللّحد مسرور المقام به / أرقد هنيئاً فإني دائم الأرق
وإن تعرض في الليل طيف كرى / فلا تشقني وغيري سالياً فشق
صحّ الوداد لقلبي والأسى فلذا / أبكيكَ بالبحرِ لا أبكيكَ بالملق
بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا / ولا أنست بتسهيد ولا أرق
ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا / فإن ذلك محمول على الحدق
بنيَّ لا وجبينٍ تحت طرَّته / لم يخلُ حسنك لا صبحي ولا غسقي
يهيِّج الليل ناراً فيكَ أنكرها / فإن صدقت فقلبي ليلة الصّدق
ويجلب الصبح لي ممَّا أساء به / بياض شعر فيا فرقي ويا فَرقي
بنيّ إن تُسْقَ كاسات الحمام فكم / مليك حسن كما شاء الزمان سقي
بنيّ إن الرَّدى كأس على أممٍ / ما بين مصطبح منها ومغتبق
وللهلال على الأعمار قاطبة / فتر يحاول منها كلّ مختنق
والعمر ميدان سبق والحمام له / مدىً وكلّ الورى جارٍ على طلق
ما ردّ سيف الرَّدى سيفُ ابن ذي يزن / ولا نجا تبّع في الزعف والحلق
ولا احتمى عنه ذو سنداد في شرف / ولا اختفت دونه الزَّباء في نفق
كم نائحٍ كالصدى مثلي على ولدٍ / يقول واحرقي إن قلت واحرقي
ولا كمثليَ في حزنٍ فُجِعتُ به / لكن أعلق صدري فيه بالعُلق
أدنيت للطرفِ قبراً أنت ساكنه / عسى أساعد في شجوي وفي قلقي
بالرغم إن باتَ بدر الأفق معتلياً / وبات بدريَ مدفوناً على الطرق
كأنني لم أغنِّي الليل من طربٍ / ليل الحمى بات بدري فيكَ معتنقي
يا ترب كم من فُتورٍ قد نثرت بها / أعضاء حسن كمثل اللؤلؤ النسق
وكم تركت بها كفًّ بلا عضد / وقد توسَّدها رأسٌ بلا عنق
آهاً لها حسرات لو رميت بها / ثهلانَ خلّ حصاة القلب لم يطق
وأوجهاً كخلاص التبر قد جليت / على الحمام عليها لؤلؤ العرق
كانت رياضاً لمستجلٍ فما تركت / منها الليالي سوى ذكر لمنتشق
بنيّ ليتك لم تعرف ولاءك في / حبِّي فرحت بدمعي شاكيَ الغرق
وليت نجمك لم يشرق على سحري / وليت برقك لم يومض على أفقي
ما كان أقصر أوقاتٍ بك استرقت / فليتَ عمريَ مقطوعٌ على السرق
ما كان أهداك في السنّ الصغير إلى / فضلٍ تجمَّع فيه كلّ مفترق
فإن يغب منك عن جفني عطارده / فقد رسيت بفكر فيه محترقي
مضيت حيث بقايا العمر تضعف لي / واطول حزنيَ ممَّا قد مضى وبقي
لا أهملتك عيونُ السحب هاملة / ولا بعينيك ما يلقى الحشا ولقي
فما أظنُّك ترضى حالة نعمت / وإن قلبي بنيران الهموم شقي
قد أخلقت جسدِي أيدي الأسى فمتى / للأرضِ ترمي بهذا الملبَسِ الخلِق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025