المجموع : 281
نظمت للصاحب المرجى
نظمت للصاحب المرجى / رائية كالحباب يلقط
نروم من برّه نقوطاً / والحكم للراء أن تنقط
أفنى جفاكم كثير دمعي
أفنى جفاكم كثير دمعي / لكن بقي في القليل نشطه
قد كنتُ أروِي عن ابن بحر / فصرتُ أروي عن ابن نقطة
لا أترك الحبّ والعذَّال وعَّاظ
لا أترك الحبّ والعذَّال وعَّاظ / ما دام في حفظه للقوم إحفاظ
يرتاض قلبي إذا ما الحبّ خامرَه / فخلّ عاذله في الحبِّ يغتاظ
رووا الشجون على سمعي فإني من / قوم لحديث الشجو حفَّاظ
وانْظر لألحاظ من أهوى وقل لي عن / علم تلك ظباً أم تلك ألحاظ
أعيذ بالكهف ألحاظاً مناقضةً / تخالهنَّ رقوداً وهي إيقاظ
ومبسماً لبهيِّ الدّرّ متَّسقاً / كأنه لبهاء الدِّين ألفاظ
ذو البيت نظماً ومجداً قد سخا وذكا / حتَّى شتا حوله الطلاب أو قاظوا
لله ما مدحة علياء قد نسبت / فهي الصَّميم ونظم القوم أوشاظ
ودّ العدا منه ما فاض العروض بها / لو أنهم بنفوسِ الغيظ قد فاظوا
مزجت يا بحرُ بحرَيها فذاك وذا / عذب على أنه للدّرّ ألفاظ
مقدس بيتها حتى الخليل به / جذلان والباحث الوزَّان مغتاظ
قالت لنظم مجاريها وما ظلمت / ما أنت حمل فإن الحمل نهاظ
وزاد ذكر عليّ مجدها فلها / مع رقَّة القول بالأنداد إغلاظ
ونطَّقتني ببكرٍ هامَ سامعها / حتَّى كأنَّ انتصاب السمع إنعاظ
تجنبت لك حوشيّ الكلام فما / فيها وحوشيت حنياظٌ ولغماظ
لا زلتَ تملي وتملأ الحلو من كلمٍ / بذكرهنَّ لسان الذوق لمَّاظ
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع / هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع
صبًّا تحجب عن عذَّاله سقماً / فاعْجب لمن بعوادِي الضرّ ينتفع
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعاً / لو كانَ ينفعني من بعدكم جزع
حمَّلتمُ العين يا أشهى العيان لها / من أدمع وسهاد فوق ما تسع
ماءٌ من الجفنِ يغني روح واحدةٍ / كأنما السمّ حقًّا فيه منتقع
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم / دعوا التهكم أين الأعين الهجع
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا / من الغرامِ فهل للوصلِ مرتجع
وعاذلٍ فيكُم تعبان قلت له / إن كنت أعمى فإني لستُ أستمع
يخادعُ السمعَ والأحشاء قائلةٌ / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
ليتَ الثغور جلت برقاً له فرأى / سحائب الدمع وجداً كيفَ تنهمع
وربّ ظالمةٍ ما عند مقلتها / لفارشِ الخدّ إلاَّ السيف والنطع
يشكو كما يتشكَّى خصرها سغباً / وجارهُ الرّدف قد أودى به الشبع
كأنما ينقل البين المشتّ لها / دمي فتحمرّ خدَّاها وأمتقع
حثَّت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى / لكنها للأسى بين الحشا تضع
وخادعتنيَ من عرفِ الحمى سحراً / بالريح والعاشق المسكين ينخدع
كفى دلالك إن الصبر طاوعني / وإن قلبيَ من كفَّيك منتزع
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزلٍ / فهنَّ لابن عليّ في الثنا شِيَع
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك / والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع
علا عن المدح حتَّى ما يهش له / كأنما المدح في أوصافِه قزَع
يممْ حماه إذا ما خفت ضائعةً / فبابه بالندى كالصدر متسع
وقلْ لحاسدِه المغرور مت كمداً / ذاك الجناب صفاه ليسَ ينصدع
هيَّا لك الكرم الطائيّ مفترق / للناسِ والسؤدد القيسيّ مجتمع
بابٌ لبذلِ اللهى في كلّ نائبة / مجرَّبٌ وندًى في الجدب منتجع
وسيد بالمعالِي الغرّ مؤتلفٌ / بالحمدِ مشتغلٌ بالمجدِ مطَّلع
جمُّ المناقب يلقى العسر من يدِه / في المحل ما لقيت من علمه البدَع
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلطاً / ما راحَ كلّ قرين وهوَ منقطع
يهوى المعالي وأبكارَ الكلام فما / يزال يفرع أعلاها ويفترع
فتوَّةٌ وفتاوٍ لا نظيرَ لها / كأنه في الندى والحكم مخترع
وأنعمٌ قربت عن همَّةٍ بعُدت / كالشمس يدنو سناها حينَ ترتفع
لا عيبَ في لفظه المنظوم جوهرُه / إلاَّ نوافثُ فيها للنهى خدَع
جُنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه / أما تراه على وجه الثرى يقع
وقالت السمر من يلقى يراعته / منا فأمست كما قد قيل تقترع
صحَّت إمامة أقلامٍ براحتِه / فأصبحت بخبير الخير تلتفع
تسوَدّ نِقْساً وتجلو كلّ داجيةٍ / فهل هيَ الليل داج أم هي الشمع
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهَّرةً / وأفضل الناس إن طاروا وإن وقعوا
إن الجماهيرَ قد ذلَّت رقابهُم / إلى كمالك واسْتوفاهمُ الهلع
لا تسمعنَّ حديثَ القوم في شرفٍ / حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت / أنشقت آنافها نكباء تجتدع
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشداً / إن المساجد تحكي شكلها البيع
وجحفل لجبّ تطفو غواربه / كأنما تبّع في أثره تبع
ردَّت رداه سهامٌ من دعائك لا / بيضٌ حدادٌ ولا خِطّيةٌ شرع
يا ابن الكرام الأولى في كلّ مكرمةٍ / إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا
لا في اليسارِ مفاريحٌ إذا بلغوا / غايات مجدٍ ولا في أزْمة جزع
كم نالَ سعيهمو جدّ فما بطروا / فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا
من كلّ أروع للأقلام في يدِه / وللظُّبا في الوغى والسلم مطلع
تزداد والرمح في جنبيه سوْرَته / كأنما زيدَا في أضلاعه ضلع
وملجأ العلم في أوطانه لفتىً / للجودِ والبأس فيه الشهد واللسع
من مبلغٌ عنِّيَ الأهل الذين نأوا / إني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع
مطوَّق بهباتٍ ساجعٌ بثناً / ينسي الأوائل ما جادوا وما سجعوا
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ / وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع
نعمَ الفتى أنتَ لا تحنو على نشبٍ / كفَّاه يوماً ولا تبقي ولا تدع
أجديت حالي ولم تسمع شكايته / من بعد ما ضنَّ أقوامٌ وقد سمعوا
وجادَ فكري بنوعٍ من مدائحه / وللمساكين أيضاً بالندى ولع
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله / مسلمٌ ومدى علياك ممتنع
ما زلت ترتجع النعمى إليَّ إلى / إن خلت أن شباب العمر مرتجع
وقلت للخاطبِي مدحي بذكرِ ندى / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
هل لكَ يا أرفع البرايا
هل لكَ يا أرفع البرايا / في قريةٍ شأنها رفيع
قد أحوجت عبدك الليالي / لسفرة أمرها فظيع
لم يستطع مكترى حمار / فكيف للملك يستطيع
هذا وفي حظِّه نزول / نعم وفي رجله طلوع
ليس له طاقة ليجري / إلاَّ إذا فاضت الدموع
فاجْعل له في الأنام شأد / بفرس سوقها بديع
إذا تسمى الجواد بحراً / فبحرها في الفلا سريع
ودمْ مدى الدهر في أمان / يفديكَ أبناؤه الجميع
فحبذا رفدك المعنى / وحبَّذا وقتنا المريع
شهر وفضل وجود كف / ثلاثة كلها ربيع
تفترس الناس في هواها
تفترس الناس في هواها / مالكة للقلوب تدعو
مليحة حجبت وشاعت / فخاب طرسٌ وفاز شمع
عجيبة الإسم قيل خمسٌ / وقيل ستٌّ وقيل سبع
لله طرف الغداة قد همعا
لله طرف الغداة قد همعا / وحملته الليالي فوقَ ما وسعا
بين السّهاد وبين الدمع مقتسم / فيكم فما جفَّ من شوقٍ ولا هجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه / إن الكريم إذا خادعته انْخدعا
ويقتضي الهمّ تسهادِي فيا حرباً / من قاتلين على إنسانيَ اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري / حتَّى اسْتهلَّ وماذا بالحشا صنعا
وقائلٌ ما الذي أبكاكَ قلت له / شخصٌ رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع / فالحبّ ما بين منصوب ومرفوع
جوارحي وكتابي قد نهبتهما / ففي يديك على الحالين مجموعي
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً / محاسناً منه في الأوصاف مبتدَعه
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا / فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه
يا شيخ علم وشيخ علم
يا شيخ علم وشيخ علم / فمن عيانٍ ومن سماع
رفعت قدري عطاً ولفظاً / يا سيدي أحمد الرفاعي
جبين سلطاننا المرجى
جبين سلطاننا المرجى / مبارك المطلع البديع
يا بهجة الدهر إن تبدى / هلال شعبان في ربيع
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف / ينبيك أنَّ حديث الصبر مصروف
وإنَّ كلّ مقال العذل مخرَفةٌ / وكلّ ما نقل الواشون تحريف
ليتَ الوشاةَ على خيطٍ فكلهمُ / يداه مشلولةٌ واللحظ مكفوف
آهاً لقدّك غصناً كلّه ثمرٌ / لو أنه ببنان اللّثم مقطوف
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ / لو أنه لعيان الطرف مصروف
أفدي التي تشتكي مني هوىً ولها / بالرّدف والخصر تثقيلٌ وتخفيف
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة / فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها / على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها / قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها / لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ / من فضلِه حبَّذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها / في الجودِ والبأسِ تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثَّت مناقبه / في الأفق لم يبدُ في الأقمارِ مخسوف
طلق السرة يعطي حيث وجه ذكا / كأنه بغبارِ المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمةٍ / هيهات أن يروع العشَّاق تعنيف
في كفِّه قلمٌ الإنشاد منشأه / فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الأسجاع خصَّ به / هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ / فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطَّافةٌ لبّ رائيه براعته / ووجهُ حاسدها بالرَّوع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرَّ الزمان به / صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاء في جهرٍ وآخر في / سرٍّ وللكلّ إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله / وطيَّها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به / حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ / وذاك من خجلٍ بالجودِ مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخطّ متّصلٌ / وكلّ عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ وأعراضٍ لديك هما / لعبد أبوابكم برٌّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئةٌ / شاكوا السلاح فتضريبٌ وتسييف
وما شكوتُ وما الشكوى إلى بشرٍ / من خلق مثلي والأقدار تصريف
حتى إذا غبطتك المكرمات عفت / تلك الهنات وكرّوا بعد ما عيفوا
إن ساءَ قوماً مقامي منشداً مدحاً / لساءهم ليَ تشريفٌ وتسريف
كم خلعةٍ قلت للاحي وقد حضرت / وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبَّذا وبرٌ قد غصَّت فيه غنىً / وكان لي وبرٌ بالفقرِ منتوف
وغلَّة طاف أولادي فقلت لهم / اسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا
سمراء حنطيَّة يغترّ مبسمها / فكلها بشفاه اللّثم مرشوف
دقَّت يدُ الرزق بابي وهي ناشزةٌ / فقلت كسّ أخت رزق فيه تعسيف
وعلّمتني نظمَ الشعر من دُرَرٍ / ما بيت واحدها بالفقرِ مزحوف
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية / وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت / فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العيّ ذا مدحٍ / تأتي وما عندها في القولِ تكليف
لا زلت ممتدحاً منِّي بنظمِ فتىً / في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم ورَّاق مدائحه / وعن ثناً فيهِ للجزَّار تقطيف
نظَّفت فكري لكم من حبّ ذي قلم / فإن شرط وعاء الحبّ تنظيف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف
كلّ الجوانح قلب فيك مشغوف / وما لحاصل حبِّي عنك مصروف
ذكري بخاطرك الناسي مصادفة / وخاطري عن سوى ذكراك مصدوف
يا ظبية من ظباء الحيّ نافرة / حتَّامَ هجرك شيء منك مألوف
ويل لجفنيّ لا جفنيك من سهرٍ / لكيله في الدجى خسر وتطفيف
يا باذل الوفر في الدنيا لآخرة / بشراكَ فضل على الأخرى وتسليف
عذراً لنظميَ والدنيا مطابقة / شكواي مستورة والحال مكشوف
وضعف فكريَ عن نظم القريض له / كالعدّ في رقعة الشطرنج تضعيف
لا زلت أنشد قولي فيك من قدمٍ / وأنت بالخلعةِ الزهراء محفوف
أهل يهنيك بالتشريف محتفلاً / يا من بأيامه المعروف معروف
لكنني بك أختار الهناء لها / فإن قدرك للتشريف تشريف
يا من له في طريق زهد
يا من له في طريق زهد / حال وفي المشكلات كشف
قل لي ما مبهم جلي / وفيه للواصفين خلف
يعدّ حرفان حين يملى / بغير شدّ وقيل حرف
وهو كما قد ترى خفيف / وفيه لطف وفيه ظرف
مع أنه من عجيب أمرٍ / يجرُّ طوداً وفيه لطف
وإن عكست الحروف منه / فبلدة ما تكاد تصفو
ألغازه في ضحى وممسى / فليس يخفى وليس يخفو
ذكرته في عديد وصف / فلا يفت مسمعيك وصف
وإن خفى زائداً فأعرض / عنه ودع منطقي يكف
فإن لفظي الفداة مثلي / أصبح والله فيه ضعف
يحير الغصن بين اللّين والهيف
يحير الغصن بين اللّين والهيف / ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف
أغنّ لم يبقَ مرأى حسنه بشراً / خال من الوجدِ يلحاني على شغفي
يا حبَّذا البدر حاز التمّ أجمعه / وزاد في مهج العشَّاق بالكلف
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ / وغصنُ بانٍ ولكن غير منعطف
يشكو السقامَ إلى أجفانه جسدي / فأعجب له دَنفاً يشكو إلى دنف
متى يحقِّق وعداً من تواصله / والمنع ينظر من وجهٍ إليَّ خفي
في الخدِّ لامٌ وفي عطف الصبا ألف / وآلة المنع بين اللاّم والألف
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلقت به / فكان في قصد موسى مانعٌ تلفي
مشير ملكٍ تجلَّى رأيه فسطا / بالخصبِ يطو بياض الصبح في السدف
فاقَ البريَّة في عدلٍ ومعرفةٍ / فليسَ عن رتب العليا بمنصرف
سجية في اقتضاء الحمد ناشئةٌ / على الندى والسدى والمجد والشرف
وهمَّة دبَّر الإسلام كافلها / تدبير متّصف بالحقِّ منتصف
يا جائل الطرف في السادات منتقداً / ها قد وصلت إلى أزكاهُم فقف
وقد وجدت معاني الفضل باهرةً / فإن قدرت على أوصافها فصف
دار الثناء على القطب الذي اتّفقت / فيه العقول فلا قول بمختلف
لا تبغِ منزلَ فضلٍ بعد منزلهِ / من حلّ طيبةَ لم يحتج إلى النجف
من معشرٍ نجبٍ ما زال مجدهمُ / يوصي به السلف الماضي إلى الخلف
شادَ المعالي بنو خاقان واجْتمعوا / في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف
قد قدّمته على السادات همّته / في الفضلِ تقديم بسم الله في الصحف
كافي الجيوش بآراءٍ مناضلةٍ / تكاد ترعد منها أنفسُ النّطف
فلا جناحٌ بمنهاضٍ إذا عضدت / من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف
في كفِّه قلمٌ كالسيف منتصبٌ / لكنه لبني الآداب كالهدف
جارٍ بكفِّ سهيليّ العلى فلذا / كم في المهمَّات من روضٍ له أنِف
أمّل عطاياه وأستعرض فضائله / فما يردّ جناه كفّ مقتطف
وشمْ بعينك في الدنيا محاسنه / إذا دَلفت ودَعنا من أبي دُلف
قالوا أفي بأسه أم في سماحتِهِ / فقلتُ في ذا على رغم الحسود وفي
يا من تحملت في أبوابه نعماً / لا عيبَ فيها سوى أن أثقلت كتفي
تهنّ بالمنصب الميمون طائره / واقبل لدستِك يا موسى ولا تخف
واغفر جنايةَ أيامٍ قد اعتذرت / وأبشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف
الله يعلم فيما أنت واجده / ونور حظِّيَ من بشري ومن أسفي
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ / إذا التجأت ونجمٌ غير منكسف
ففي وَلائك توكيدي إذا اختلفت / حالُ امرئٍ وإلى علياك منعطفي
حلفتُ أنَّك معدوم النظير فما / راجعت فكري وما اسْتثْنيت في حلفي
عندِي غلام بعلم الحرف مشتغلٌ
عندِي غلام بعلم الحرف مشتغلٌ / وأيّ حرف إلى الفحشاء منحرف
أحكى الأنام لدالٍ في تفاجعه / وأنفقَ الناسَ من ميمٍ على ألف
هنئتَ بالعيد يا من يستضيء به
هنئتَ بالعيد يا من يستضيء به / في الناس حالي ومن بالحمدِ أعطفه
الناس تعرف عيداً بالهلال إذا / وافى ولكنني بالبدرِ أعرفه
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت / جهد الثناء فأبدى وجه معترف
لو لم أكن للغنى أبغي تطلبها / طلبتها كونها نوعاً من الشرف
رجلي وحالي لغير نافع
رجلي وحالي لغير نافع / أصبح هذا لذا يخالف
الرجل طول النهار تمشي / والحال طول النهار واقف
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق / كما بكى الروض صوب العارض الغدق
تبكيك رقة لفظي في مهارقها / يا غصن فاسْمع بكاء الوُرق في الوَرَق
وما أوفيك يا عبد الرَّحيم وإن / بكت لك العين بعد الماء بالعُلق
ما زال مبيضّ دمعي داعياً لدمِي / حتَّى بكيت ظلال الحسن بالشفق
وخدَّدت فوق خدِّي للبكا طرق / حتى رويت حديث الحزن عن طرق
يا ساكن اللّحد مسرور المقام به / أرقد هنيئاً فإني دائم الأرق
وإن تعرض في الليل طيف كرى / فلا تشقني وغيري سالياً فشق
صحّ الوداد لقلبي والأسى فلذا / أبكيكَ بالبحرِ لا أبكيكَ بالملق
بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا / ولا أنست بتسهيد ولا أرق
ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا / فإن ذلك محمول على الحدق
بنيَّ لا وجبينٍ تحت طرَّته / لم يخلُ حسنك لا صبحي ولا غسقي
يهيِّج الليل ناراً فيكَ أنكرها / فإن صدقت فقلبي ليلة الصّدق
ويجلب الصبح لي ممَّا أساء به / بياض شعر فيا فرقي ويا فَرقي
بنيّ إن تُسْقَ كاسات الحمام فكم / مليك حسن كما شاء الزمان سقي
بنيّ إن الرَّدى كأس على أممٍ / ما بين مصطبح منها ومغتبق
وللهلال على الأعمار قاطبة / فتر يحاول منها كلّ مختنق
والعمر ميدان سبق والحمام له / مدىً وكلّ الورى جارٍ على طلق
ما ردّ سيف الرَّدى سيفُ ابن ذي يزن / ولا نجا تبّع في الزعف والحلق
ولا احتمى عنه ذو سنداد في شرف / ولا اختفت دونه الزَّباء في نفق
كم نائحٍ كالصدى مثلي على ولدٍ / يقول واحرقي إن قلت واحرقي
ولا كمثليَ في حزنٍ فُجِعتُ به / لكن أعلق صدري فيه بالعُلق
أدنيت للطرفِ قبراً أنت ساكنه / عسى أساعد في شجوي وفي قلقي
بالرغم إن باتَ بدر الأفق معتلياً / وبات بدريَ مدفوناً على الطرق
كأنني لم أغنِّي الليل من طربٍ / ليل الحمى بات بدري فيكَ معتنقي
يا ترب كم من فُتورٍ قد نثرت بها / أعضاء حسن كمثل اللؤلؤ النسق
وكم تركت بها كفًّ بلا عضد / وقد توسَّدها رأسٌ بلا عنق
آهاً لها حسرات لو رميت بها / ثهلانَ خلّ حصاة القلب لم يطق
وأوجهاً كخلاص التبر قد جليت / على الحمام عليها لؤلؤ العرق
كانت رياضاً لمستجلٍ فما تركت / منها الليالي سوى ذكر لمنتشق
بنيّ ليتك لم تعرف ولاءك في / حبِّي فرحت بدمعي شاكيَ الغرق
وليت نجمك لم يشرق على سحري / وليت برقك لم يومض على أفقي
ما كان أقصر أوقاتٍ بك استرقت / فليتَ عمريَ مقطوعٌ على السرق
ما كان أهداك في السنّ الصغير إلى / فضلٍ تجمَّع فيه كلّ مفترق
فإن يغب منك عن جفني عطارده / فقد رسيت بفكر فيه محترقي
مضيت حيث بقايا العمر تضعف لي / واطول حزنيَ ممَّا قد مضى وبقي
لا أهملتك عيونُ السحب هاملة / ولا بعينيك ما يلقى الحشا ولقي
فما أظنُّك ترضى حالة نعمت / وإن قلبي بنيران الهموم شقي
قد أخلقت جسدِي أيدي الأسى فمتى / للأرضِ ترمي بهذا الملبَسِ الخلِق