القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 136
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني / خُبْرِي بدهرِي فقدتُ العيشةَ الرّغَدَا
كأنَّنِي كنتُ في حُلْمٍ فأيقظَني / خَوْفي وآلَى على جفنيَّ لا رَقَدَا
عجزتُ عن الدنيَا فما ليَ من يدٍ / بِها وليَ الأيَدُ المساعدُ واليَدُ
ولكنّنِي لم أسْلُ عنها فأرْعَوي / ولا نِلتُ منها ما أَوَدُّ وأقصِدُ
شَقِيتُ بما أحرزتُه من فضائلٍ / بأيسرِها يحظى الشقيُّ ويَسعَدُ
وفي النَّفسِ إن ناجَيْتُها باطِّراحِها / وبالزُّهدِ فيها فترةٌ وترَدُّدُ
فيا ربّ أَلْهمْها الرشادَ بتركِها / فإِنَّك تهدِي من تشاءُ وتُرْشِدُ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ / بأنّكَ الواحدُ المستعلِيُ الصَّمَدُ
ما يصبغُ الأسودَ الغِربيبَ غيرُكَ مُبْ / يَضّاً ولا يتعاطَى صِبغَهُ أَحَدُ
النّاسُ كالطّيرِ والدّنيا شِباكُهُمُ
النّاسُ كالطّيرِ والدّنيا شِباكُهُمُ / وهُمْ بها بَيْنَ ركَّاضٍ ومُخْتَبِطِ
والموتُ قَنّاصُهُم يأتي على مَهَلٍ / لِهُلْكِهِم بَيْنَ مَذْبوحٍ ومُعْتَبِطِ
وقد شُغِلْنا بدُنيانا وزُخْرِفها / فالخلقُ ما بين مَحزونٍ ومُغتبِطِ
هذا يُسرُّ بحالٍ لا تَدومُ وذا / يبكي على الفَوتِ من دنياهُ والفَرَطِ
ولَيس يَسوى الذي نالَ الملوكُ من الدْ / دُنيا فدَعْ غيرَهُم كفّاً من العَبَطِ
سلوتُ عن صَبَواتٍ كنتُ ذا شَغَفٍ
سلوتُ عن صَبَواتٍ كنتُ ذا شَغَفٍ / بها ومِلْتُ للإخباتِ والنُّسُكِ
لكنْ لِقلبيَ مِن تَذكارِها قَلَقٌ / ونزوَةٌ كاختباطِ الطّيرِ في الشَّرَكِ
هذي عقابيلُ داءٍ كانَ يمطُلُنِي / ولم أزَلْ مُشْفِياً مِنهُ على الهُلُكِ
حتّى إذا الشَّيبُ ردَّاني تصرَّمَ ذا / كَ الدّاءُ عن شائِبِ الفَوْدَيْنِ مُحتَنَكِ
ماذا الوُقوفُ على دارٍ بِذي سَلَمَ
ماذا الوُقوفُ على دارٍ بِذي سَلَمَ / عجماءَ أو قد عَراها عارِضُ البَكَمِ
أحالَها الدهرُ عمّا كنتَ تَعهَدُهُ / وغالَ مستوطِنيها غائلُ الأُممِ
حتى لقد أظلمَتْ من بَعدِهم ولقد / غَنوا بها وهمُ الأقمارُ في الظُّلَمِ
بَلُوا كما بَلِيَتْ آثارُهم ولَكَم / أبْلى دياراً وأهلاً سالِفُ القِدَمِ
أملى الزَّمانُ لهم حيناً وغرَّهُمُ / ما خُوَّلوهُ من الدّنيا فلم يَدُمِ
مضَوْا وما استصحبُوا مالاً ولا نِعَماً / ونوقِشوا عن حساب المالِ والنِّعَمِ
لم يحْصُلوا حين وافاهُم حِمامُهُمُ / مِن كلِّ ما حَصَّلوا إلاّ عَلى النَّدَمِ
وصبوةُ النَّاسِ بِالدّنيا وشُغلهم / عمَّا سيَبقى بِما يَفنى من اللَّمَمِ
لا تَغبِطَنْ أهْلَ بيتٍ سَرّهُمْ زمَنٌ
لا تَغبِطَنْ أهْلَ بيتٍ سَرّهُمْ زمَنٌ / فسوفَ يَطْرُقُهم بالهمِّ والحَزَنِ
يُعيرُهم كلَّ دُنياهم وينْهَبُ ما / أعارَهم بيد الآفاتِ والمِحَنِ
حتى يَروحوا بِلا شيءٍ كما خُلِقوا / كأنَّ ما خُوَّلوه أمسِ لم يكنِ
لا يصحبُ المرءَ مما كان يملِكُهُ / في ظُلمةِ اللَّحدِ إلاّ خِرقَةُ الكَفَنِ
يُستَنْزَعُ المالُ مِنهُ ثم يُسألُ عن / جميعِهِ يا لها من حسرةِ الغَبَنِ
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً / أنَّ اللّيالِي يَصِدْن الصّقرَ بالخَرَبِ
وأن أَيدِيَها شَلّتْ ولا انبسطَت / إذا ضَربنَ كَسرْن النّبعَ بالغَرَبِ
حتّى رأيتُ النّعامَ الرّبْدَ قد قَتَلَتَ / أُسْدَ العرينِ فيا لَلنّاسِ للعَجَبِ
كأَنَّ سقْبَ المنَايا وسْطَ جمعِهِمُ / رغَا فماتُوا جميعاً جيرةَ الصّقَبِ
لم تُغنِ نجدتُهُم إذ حانَ يَومُهُمُ / عنْهم ولم تَحمهم من سطوةِ النُّوَبِ
وَيْحَ الغَريبةِ والدّيارُ دِيارُها / لم تَرتَحِلْ عنها ولم تَتَغَرَّبِ
ماتت غريبةَ وِحدةٍ من تِرْبِها / وشقيقِها ومن العُمومةِ والأبِ
فهي الوحيدةُ والأقارِبُ حولَها / وهي البعيدةُ في المحَلِّ الأقربِ
فإذا تضرَّمَ في الجوانِحِ ذكرُها / قال الأسَى باللهِ يا عينُ اسكُبِي
أزورُ قبرَكَ مشتاقاً فيحجُبُني
أزورُ قبرَكَ مشتاقاً فيحجُبُني / ما هيلَ فوقَك من تُربٍ وأحْجارِ
فأنْثَنِي ودُموعي مِن جَوى كَبِدِي / تَفيضُ فاعجب لماءٍ فاضَ من نارِ
صَبري على فَقدِ إخواني وفُرْقَتِهمْ
صَبري على فَقدِ إخواني وفُرْقَتِهمْ / غَدْرٌ وأجملُ بي من صَبريَ الجَزعُ
تَقاسَمَتْهُم نَوىً شطَّت بهم وردىً / فالحيُّ كالمَيْتِ ما في قُربِه طَمَعُ
وأَصبَحَتْ وحشَةُ الغبراءِ دونَهُمُ / من بعد أُنسي بِهِم والشَّملُ مُجتمِعُ
وعِشتُ منفرداً منهم وأُقسِمُ ما / يكادُ مُنفردٌ بالعيشِ يَنتفِعُ
أزورُ قبرَكَ والأشجانُ تمنعُني
أزورُ قبرَكَ والأشجانُ تمنعُني / أن أهتَدي لطريقي حينَ أنصرِفُ
فما أرى غيرَ أحجارٍ مُنضَّدَةٍ / قَد احتوتْك ومأْوَى الدُّرَّةِ الصَدَفُ
فأنثني لستُ أدري أين مُنقَلَبي / كأنني حائرٌ في اللّيلِ مُعتَسِفُ
إن قصَّر العمرُ بي عن أن أَرى خَلفاً / له ففي الأجرِ عند اللهِ لي خَلَفُ
أقولُ للنَّفْسِ إذ جد النِّزَاعُ بِها / يا نفسُ ويْحَكِ أينَ الأهلُ والسَّلَفُ
أَلَيسَ هذا سبيلَ الخلقِ أجمعِهِم / وكلُّهم بورودِ الموتِ مُعتَرِفُ
كم ذا التّأَسُفُ أم كم ذا الحنينُ وهل / يردُّ مَن قَد حَواهُ قبرُهُ الأَسَفُ
حمائِمَ الأيكِ هيّجتُنَّ أشجانا
حمائِمَ الأيكِ هيّجتُنَّ أشجانا / فليبكِ أصدقُنا بثّاً وأَشجانا
كم ذا الحنينُ على مرّ السّنينَ أَما / أفادكُنّ قديمُ العهدِ نِسيانا
هل ذا العويلُ على غيرِ الهَديلِ وهل / فقيدكُنَّ أعزُّ الخلقِ فِقدانا
ما وجدُ صادحَةٍ في كلّ شارقَةٍ / تُرجِّعُ النَّوحَ في الأفنان أَلحانا
كما وجدتُ على قَومي تخوُّنَهم / ريبُ المَنونِ ودهرٌ طالَ ما خَانا
إذا نَهى الصّبرُ دَمعي عند ذِكرِهِمُ / قال الأَسى فِضْ وجُدْ سَحّاً وتَهتانا
قالوا تَأسَّ وما قالوا بِمَنْ وإِذا / أُفرِدتُ بالرُّزءِ ما أنفكَّ أَسوانا
ما حدَّثتنيَ بالسُّلوانِ بعدَهُمُ / نَفسي ولا حانَ سُلواني ولا آنا
ما استدرَجَ الموتُ قومي في هلاكِهِمُ / ولا تخرَّمَهمْ مَثْنى ووُحدانا
فكنتُ أصبرُ عنهم صبرَ مُحتَسبٍ / وأحملُ الخطبَ فيهم عَزَّ أو هانا
وأقتَدي بالوَرى قبلي فكم فَقدوا / أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا
لكنَّ سقبَ المنايا وسطَ جمعِهِمُ / رَغا فخَرُّوا على الأذْقان إِذْعانا
وفاجأتْهُمْ مِن الأَيّامِ قارِعةٌ / سقتهُمُ بكؤوسِ الموتِ ذَيْفانا
ماتوا جميعاً كَرجعِ الطَّرْفِ وانقرضوا / هل ما تَرى تارِكٌ للعينِ إنْسانا
أعزِزْ علَيَّ بِهم من مَعشرٍ صُبُرٍ / عند الحفيظةِ إِنْ ذو لُوثةٍ لانا
لم يتركِ الدهرُ لي من بعدِ فقدِهِمُ / قلباً أُجشِّمُه صبراً وسُلوانا
فلو رأَوْني لقالوا مات أسعدُنا / وعاشَ للهَمِّ والأحزانِ أشقانا
لم يترك الموتُ منهم من يُخبِّرُني / عنهم فيُوضِحُ ما لاقَوْهُ تِبيانا
بادوا جميعاً وما شادوا فوا عَجَباً / للخطبِ أهلَكَ عُمّاراً وعُمرانا
هذي قصورُهُمُ أمست قبورَهُمُ / كذاكَ كانوا بها من قبلُ سكّانا
ويحَ الزّلازِلِ أفنَت مَعشَري فإذا / ذكَرتُهُم خِلتُني في القوم سَكرانا
بَنِي أبي إن تَبيدوا أن عَدا زَمنٌ / عليكُمُ دون هَذا الخلقِ عُدوانا
فلن يَبيدَ جَوى قَلبي ولا كَمَدي / عليكُمُ أو يُبيدَ الدَّهرُ ثَهلانا
أفسدتُمُ عمْرِيَ الباقي عليَّ فما / أَنْفَكُّ فيه كئيبَ القَلبِ ولهانا
أُفردتُ منكُم وما يَصفو لمنفرِدٍ / عيشٌ ولو نال من رِضوانَ رِضوانا
فليتني معَهم أوليتَ أنّهُمُ / بَقَوا وما بَينَنا باقٍ كَما كانا
لقِيتُ منهم تَباريحَ العُقوقِ كَما / لقيتُ من بَعدُهم همّاً وأَحزانا
لولا شَماتُ الأعادي عند ذكرِهِمُ / لغادَرَتْ أدمُعي في الأرض غُدرانا
أرُدُّ فَيضَ دُموعي في مَسالِكِها / فتستحيلُ مياهُ الدَّمعِ نِيرانا
لا ألتقي الدَّهرَ من بعد الزَّلازِل ما / بقيتُ إلاّ كسيرَ القَلب حَيْرانا
أخْنَتْ على مَعشري الأدنَيْنَ فاصطَلَمَتْ / منهم كُهولاً وشُبّاناً ووِلدانا
كم رامَ ما أدرَكَتْه منهمُ مَلِكٌ / فعادَ باليأسِ ممّا رامَ لَهفانا
لم يَحمِهم حِصنُهم منها ولا رَهِبَتْ / بأساً تَناذَرَه الأقرانُ أزمانا
أتاهُمُ قَدرٌ لم يُنْجِهم حَذَرٌ / منه وهل حَذرٌ مُنجٍ لمن حانا
إن أقْفرت شيزَرٌ منهمْ فهم جَعَلوا / منيعَ أسوارِها بيضاً وخُرصانا
هُمُ حَمَوهَا فلو شاهدتَها وهُمُ / بها لشاهدتَ آساداً وخَفّانا
كانوا لمن خافَ ظُلماً أو سُطا مَلِكٍ / كَهفاً وللجاني المطلوبِ جيرانا
عَلَوْا بمجدِهِمُ سيفَ بنَ ذي يَزنٍ / كما علت شيزرٌ في العزِّ غُمْدانا
كانوا مَلاذاً لأيتامٍ وأرمَلَةٍ / وبائِسٍ فاقدٍ أهلاً وأوطانا
إذا أتيتَهُمُ ألفيتَ شطرَهمُ / مُسترفِدين وزُوَّاراً وضيفانا
تراهُمُ في الوَغى أُسداً ويومَ نَدىً / غيثاً هَتُوناً وفي الظَّلْماءِ رُهبانا
حاولتُ كتمانَ بثِّي بعدَ فقدِهِمُ / فلم يُطِقْ قلبيَ المحزونُ كِتمانا
لعلَّ مَن يعرفُ الأمرَ الذي بَعُدتَ / بَعدَ التّصاقُبِ من جَرَّاهُ دارانا
يقولُ بالظَّنِّ إذْ لم يَدرِ ما خُلُقي / ولا مُحافَظتي مَن حانَ أو بانا
أسامةٌ لم يَسُؤْهُ فقدُ معشرِهِ / كم أوغروا صَدرَه غيظاً وأضغانا
وما دَرَى أنَّ في قلبي لفقدِهِمُ / ناراً تلظّى وفي الأجفانِ طُوفانا
بنو أبي وبنو عمّي دَمِي دمُهُمْ / وإن أرَوْني مُناواةً وشَنَآنا
كانوا جَناحي فحَصَّتْهُ الخطوبُ وإِخْ / واني فلم تُبقِ لي الأيّامُ إخوانا
كانوا سُيوفي إذا نازلتُ حادِثةً / وجُنَّتي حين ألقَى الخطبَ عُريانا
بهِمْ أصولُ على الأمرِ المَهولِ إذا / عَرا وألقى عَبوسَ الدَّهرِ جذْلانا
فكيف بالصبرِ لي عنهم وقد نَظَموا / دَمعي على فَقدِهم دُرّاً ومَرجانا
يُطَيِّبُ النَّفسَ عنهم أنَّهم رَحَلوا / وخلَّفوني على الآثارِ عَجلانا
سَقى ثَرىً أُودِعُوهُ رحمةً مَلأَتْ / مَثوى قُبورِهِمُ رَوْحاً ورَيْحانا
وألبسَ اللهُ هاتيكَ العظامَ وإن / بَلِينَ تحتَ الثّرى عفواً وغُفرانا
حَسْبي من العيشِ كم لاقيتُ فيهِ أذَىً
حَسْبي من العيشِ كم لاقيتُ فيهِ أذَىً / أقَلُّهُ فَقدُ أترابي وخُلاّني
لم يَبقَ لي من مُشْتَكى بثٍّ أحَمِّلُهُ / همّي ولا مَنْ إذا استصرختُ لَبّاني
وصُمَّ عنِّي صَدى صوتي وأفردَني / ظِلِّي وملَّ الكَرى والطيفُ غِشياني
وما نظرتُ إلى ما كان يُبهِجُني / إلاّ شَجاني وآسانِي وأَبْكاني
ناحَتْ فباحَت في فُروعِ البانِ / عن لوعَتي وعن جَوَى أحْزاني
بخيلةُ العينينِ بالدّمعِ وَلِي / عينٌ تجودُ بالنجيعِ القاني
إذا دعَتْ أجَبْتُها بروعةٍ / وُرْقٌ تداعت في ذُرا الأغصانِ
وحَسْرَتي أنّ الزمانَ غالَ مَنْ / كنتُ إِذا دعَوْتُه لبّاني
يا غائبينَ وفي قلبي محلُّهُم
يا غائبينَ وفي قلبي محلُّهُم / لم تنزحوا لكِن الدَّمعُ الّذي نَزَحا
هواكُم إن دَنَت دارٌ وإن بَعُدَت / كما عهدتُم وبُرحُ الوجدِ ما بَرحا
أرجأت كتبي إلى حين اللقاء فقد
أرجأت كتبي إلى حين اللقاء فقد / أكدى رجائي وزاد الشوق إرجائي
وألجأتني إلى صبري موانع أي / يامي فلم يسلني سعيي وإلجائي
حتّى أحاطت بي الأشواق واشتملت / عليّ واستحوذت من كلّ أرجائي
فهل سبيل إلى قرب يميط شجا / صدري فقد طال تبريجي وإشجائي
يا مدعي الصبر عن أحبابه وله
يا مدعي الصبر عن أحبابه وله / دمع إذا حن ذكراهم تكذبه
خلفت قلبك في أرض الشآم وقد / أصبحت في مصر يا مغرور تطلبه
هلا غداة النوى استصحبته وإذا اخ / تار المقام فهلا كنت تصحبه
أفردته بالأسى في دار غربته / وعدت لا عدت تبكيه وتندبه
هيهات قد حالت الأيام بينكما / فعز نفسك عما عز مطلبه
أشتاق أهلي وأوطاني وقد ملكت
أشتاق أهلي وأوطاني وقد ملكت / دوني وأفنى الردى أهلي وأحبابي
فأستريح إلى رؤيا القبور ففي / أمثالها حل إخواني وأترابي
ولست أحيا حياة أستلذ بها / من بعدهم ولحاق القوم أولى بي
أفدي بدورا تمالوا
أفدي بدورا تمالوا / على الملال ولجوا
قد كنت أحسب أني / من هجرهم لست أنجو
هذا الذي كنت أخشى / فأين ما كنت أرجو
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني / أشد من قبضه كفي عن الجود
رأى سماحي بمنذور تجانف لي / عنه وجودي به فاجتاح موجودي
فصرت إن هزني جان تعود أن / يجني نداي رآني يابس العود
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي / وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطي جد مضطرب / كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملا قلما / من بعد حطم القنا في لبة الأسد
وإن مشيت وفي كفي العصا ثقلت / رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد
فقل لمن يتمنى طول مدته / هذي عواقب طول العمر والمدد
سل المدائن عمن كان يملكها
سل المدائن عمن كان يملكها / هل آنست منهم من بعدهم خبرا
فلو أجابتك قالت وهي عالمة / بسيرة الذاهب الماضي ومن غبرا
أرتهم العبر الدنيا فما اعتبروا / فصيرتهم لقوم بعدهم عبرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025