القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 112
الشعر ما قاله الكرخيّ عبود
الشعر ما قاله الكرخيّ عبود / ففيه للأدب الشعبي تجديد
شعر يفيض من القلب المشع له / على اللسان فما ان فيه تعقيد
كالدر يزداد حسنا في تألقه / اذا تحلت به اللبات والجيد
على ابتكار معانيه له حسدوا / وكل مبتكر في الشعر محسود
لا يستوي الناس في اتقان صنعتهم / والقول كالفعل مذموم ومحمود
ما في الذي لم يلن للشعر من صمم / وانما عنده الاحساس مفقود
الشعر ليس بمبق فيه من اثر / كأنما قلبه في الصدر جلمود
يا حبذا البلبل الشادي بروضته / وحبذا منه هايتك الاغاريد
عبّود ان عدت الافذاذ في بلد / فانت في اول الافذاذ معدود
خلدت شعرك اذ جددت كسوته / من البيان وفي التجدبد تخليد
فتحت للشعر ابوابا ولا عجب / ففي يمينك للشعر المقاليد
اذا عتبت فنيران مؤججة / وان شدوت فاغرود واغرود
لا تجزعن اذا ما نكبة حزبت / فانما الدهر ارخاء وتشديد
وربما بات يذوي العود من ظمأ / به وبعد قليل اورق العود
افرح بدنياك ما آنست طيبتها / فما لياليك فيها كلها سود
ان الزمان عجوز من تقادمه / وما على وجهه البسام تجعيد
الفن روض أنيق غير مسؤوم
الفن روض أنيق غير مسؤوم / وأنت بلبله يا أم كلثوم
لانت اقدر من غنى بقافية / لحنا يرجعه من بعد ترنيم
اني اخاف افتتانا فيه مفتضحي / فانما انا شيخ غير معصوم
سلى بي القوم قبل اللوم باحثة / وبعد ذلك يا لوامتي لومي
لا تفزع الكاعب العذراء من كلمي / فان نصل سهامي غير مسموم
اوعى الفنغراف اصواتا شدوت بها / وسار يضرب اقليما باقليم
لممت شمل الاغاني بعد تفرقة / لها فلم يبق شمل غير ملموم
يا ام كلثوم انا شاكرون فقد / اتيت طائرة فوق القشاعيم
هل انت سامعة شعراً ابث به / يا ام كلثوم اعجابي وتكريمي
لا تحسبي انني قد قلت مزدلفاً / فليس ذلك من طبعي ومن خيمي
يا ام كلثوم غنى فالهوى نغم / تلذه الشيب والشبان كلهم
غنى وغنى على الاوتار صادحة / فانما بالاغاني تنهض الامم
من اجل صوت رخيم منك يسمعه / يا ام كلثوم جاء الجمع يزدحم
قد هزه صوتك الموار يطربه / فهاج كالبحر ذي الامواج يلتطم
غنى فليلتنا من بعد حلكتها / فيها باوجهنا الانوار تبتسم
كأنما نحن في حرب تهاجمنا / فيها المسرات والاحزان تنهزم
غني لنا ثم غنى ان ليلتنا / فيها العواطف بالالباب تصطدم
ان الغناء الى محياي يجذبني / وان مشت في طريق الموت بي القدم
الحسن تسمعه كالحسن تبصره / ما عنهما من غنى يأتي به السأم
كلاهما يبتغي قلبا ليملكه / والقلب بينهما في المرء منقسم
لا يبلغ المرء من لذاته وطرا / حتى يمتع منه السمع والبصرا
افرح بدنياك واشبع من مشاهدها / فبعدها لا ترى شمسا ولا قمرا
لم منك نفسا اضاعت ويك فرصتها / ولا تعاتب على ما فاتك القدرا
ماذا يريبك في عصر نعيش به / من شاعر بالذي في قلبه جهرا
قالوا كفرت ولم اكفر كما زعموا / أكل من قال حقا بينا كفرا
يا حبذا الحسن يهدى زهره عبقا / وحبذا الحب تلقي ناره شررا
قد تسقط النخله الفرعاء لي رطبا / فقد رميت على عثكولها حجرا
لا خير في النخلة الفرعاء قد بسقت / ولم تساقط على من تحتها ثمرا
انا بروض به الازهار مصغية / للعندليب وقد حفت به زمرا
يا ام كلثوم غنى فالغناء اذا / ذهبت عنا سيبقى عندنا اثرا
يا ام كلثوم احييت المنى فينا / من بعد يأس تألمنا به حينا
يا ام كلثوم انا امة رزحت / تحت المصائب احقابا فلسلينا
يا ام كلثوم ان اليأس يقتلنا / اذا تأبيت والآمال تحيينا
حملت ما يعجز الفتيان محمله / وما ابن عشرين صنو لابن سبعينا
اني دخلت جحيمي قبل آخرتي / وذقت في العيش زقوما وغسلينا
يا نجمة في سماء الرافدين بدت / انا نحييك افواجا فحيينا
ارسلت نوراً بهياً في اشعته / نرى الجمال افانيناً افانينا
يا ام كلثوم حيينا مغردة / حيي الملائك منا والشياطينا
بلى جننا بلحن قد شدوت به / وقبل ذلك ما كنا مجانينا
ماذا علي اذا آليت في كبري / ان لا اغازل الا الربرب العينا
لي في الحياة احترام للنواميس / فلا ابدل موهوما بمحسوس
اني امرؤ الشك لا ايمان يربطني / بالخير ان كان شيئا غير ملموس
يا حبذا روضة ازهارها اتسقت / كأنما هي اذناب الطواويس
وحبذا عندليب فوق اكيته / يلقى الاغاريد ليلا بعد تغليس
وحبذا ام كلثوم اذا اخذت / تشدو فتلعب بالالباب في الروس
اني لفي جنة للفن دانية / قطوفها ولها حمدي وتقديسي
وكم هنالك ابليساً يحاول ان / يزيحني بخداع من فراديسي
اعوذ بالله ربي فهو يعصمني / اذا استعنت به من كل ابليس
يا ام كلثوم ان الشعر ذو نسب / الى الغناء كمثل الشمس قدموس
غنى بشعر جميل تنقذي رجلا / شيخا من الهم قد اضناه والبوس
غني وغنى الى ان يظهر الفلق / ويذهب الليل كل الليل والغسق
يا ام كلثوم ان الامر مشترك / فان سكت فلسنا فيه نتفق
يا ام كلثوم غنينا مسلية / فاننا بعد ايام سنفترق
طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا / ككوكب في سماء الفن يأتلق
ما اجمل الفن قد ارخى ذوائبه / وكوكب الفن منه النور ينبثق
قد انتظرنا ونار الوجد واقدة / نكاد من حرها اللذاع نحترق
غنى لنا ثم غنى اننا فئة / الى الغناء اذا ما طاب نستبق
ولنغتنم هذه الساعات سانحة / فانني بصفاء الدهر لا اثق
قالوا الغناء غذاء الروح ينعشه / والحق فيما به في وصفه نطقوا
فكم تثقف في ناس به عوج / وكم تهذب في ناس به خلق
اميرة الفن انا من رعاياك / نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي
في صوتك الفن قد لاقى سعادته / فانه كل يوم لاثم فاك
كان الفنغراف يحكي الصوت منك لنا / قبلا فيا حبذا المحكى والحاكي
ما كنت احسب حتى جئت محسنة / ان يجمع الله دنيانا ودنياك
يام ام كلثوم يقنو الشعب فيك هوى / من ذا الى امة تهواك القاك
كنا اذا ما تمنينا لعاطفة / في النفس لا نتمنى غير لقياك
وتلك امنية تغري الشكوك بها / كوردة ذات حسن بين اشواك
ورب سائلة لي وهي باكية / وقد رأتني ابكي بعد امساك
تقول ماذا الذي ابكاك خاطره / فقلت هذا الذي في النفس ابكاك
ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما / غداً اذا اجتمع المشكو والشاكي
لاقى اسامة وهو الضيغم الضاري
لاقى اسامة وهو الضيغم الضاري / في الغاب صياد آساد وأنمار
فقال واليد تحوي بندقيتها / يلقى عليه سؤال العاتب الزاري
يا ليث قل لي لماذا انت ذو ولع / بقتل باقورة ترعى وبقار
فقال بالقتل يغريني السعار فسل / من كان يقتل لهواً بالدم الجاري
وقد احاول قتل النفس مثئراً / والقتل للهوى غير القتل للثار
وربما اضطرني للقتل معترض / وما على القاتل المضطر من عار
القتل فيه حياة لي سأشكر من / له حباني بانياب واظفار
اصوم يومي وحسبي ان يكون على / دم عبيط لظبي صدت افطاري
لانت اضعف مخلوق ويدهشني / مافي سلاحك من سحر واسرار
ان القضيب الذي تلهو يداك به / يكاد يخطف منه البرق ابصاري
وتعترى رجفة مني الفؤاد لدى / سماع صوت له كالرعد هدار
وهذه الارض من خوفي سأهجرها / فلست تسمع بعد اليوم اخباري
لانت اعدى عدو لي يطاردني / وانت اجدر من عادي باكباري
قد كنت احمى عريني ان يطوف به / وحش واني ذاك القسور الضاري
اذا زأرت فاني مثل راعدة / او انقضضت فاني شبه اعصار
وقد اهاجم جاموسا فاصرعه / بضربة من يميني ذات آثار
ما اكثر الوحش في الآجام واغلة / وما بها كل ذي ناب بمغوار
واليوم اني على ما فيّ من ثقة / بقوتي خائف من زندك الواري
الليل منك اذا ما جن يسترني / اما النهار فواش غير ستار
اني اقر باوزاري التي عظمت / لو كان يذهب اقراري باوزاري
ان كنت اقتل ذا شر يهاجمني / فقد قتلتم الوفا غير اشرار
بالسيف بالنار بالغازات خانقة / وبابتعاث الوباء الفاتك الساري
ونحن اما اردنا البطش ننذركم / وتفتكون بنا من غير انذار
ندنو فنقتل بالانياب عن كثب / وتقتلون برغم البعد بالنار
كانت لنا الارض ملكا قبل خلقكم / من صلب قرد طريد آكل الفار
سل ان شككت رجال العلم يعترفوا / بما اقول وما ذو الجهل كالداري
بلى اضر اذا ما جعت مفترسا / لكنني لست في شبعي بضرار
لا اوثر القتل حباً في محاسنه / بل ان في حاجتي بعثا لا يثارى
خلقت ليثا هصورا وسط غابته / ولم اكن انا في خلقي بمختار
اني بكوني رئبالا لمفتخر / فلا تعيبن اخلاقي واطواري
وجدت في الغاب نفسي ضاريا اسدا / فهل يغير مني الهازئ الزاري
ولست تعلم ما نفسي ترى حسنا / فان رأسك يحوي غير افكاري
اما الحياة فليست مثلما زعموا / مقسومة بين اشرار وابرار
ادير عيني في الاحياء ارقبها / فلا الاقي امامي غير اشرار
ان القوي ليبقى والحياة وغى / في البر في البحر في الاجواء في الغار
ولا يعيش عزيزا غير مجترئ / ولا يموت ذليلا غير خوار
تود سجني لو تسطيع في قفص / ويمقت السجن حر شبل احرار
لبيك من آمر يا خير من عزما
لبيك من آمر يا خير من عزما / وبث في كل ارض للهدى علما
الحق ابلج وضاح تليح به / والسيف احمر بتار يمجّ دما
دعوت قومك للتوحيد ترشدهم / فآمنوا بعد حرب حرها احتدما
واخلصوا بعد ايمان عبادتهم / وكان كل فريق عابدا صنما
اما الفصاحة فالآيات باهرة / قد اعجزت كل من قد قال اورقما
اكبر بما انت قد احرزت من خلق / قد اسند الله في نعت له العظما
نعم السجايا خصال فيك بارزة / تهدى بانوارها الفياضة الامما
وفي النبوة اسرار قد استترت / وفي الاشعة ما في العين عنه عمى
ان انكرت فئة ما فيك من شيم / فما بذى شيمة من يكر الشيما
قاسيت في البدء آلاما مبرحة / لكن لسانك منها ما شكا الما
كانت تخيف بليل الباطل الظلم / حتى تبلج صبح الحق يبتسم
وكنت في محقها باللَه معتصما / والله يعصم من باللَه يعتصم
اما قريش فكانت في عداوتها / كأنها بخشام طال تصطدم
نار بها اضطرمت تلتاع انفسهم / وليس فوق اضطرام النفس مضطرم
ان الألى لك قد ابدوا خصومتهم / لم يظلموك ولكن نفسهم ظلموا
حاربت السلم حبا في صيانته / حتى تألفت الاقوام والامم
وبان للدين نور لا انطفاء له / فما بدا النور حتى زالت الظلم
آياته بينات يستضاء بها / كما تضمّ الانجم السدم
وكان مولدك الميمون مسعدة / عنها تمخض في آزالة القدم
حاولت وصف خصال فيك راجحة / فاعجزتني عن تصويرها الكلم
من بعد ليل طويل للضلال دجا / اطلعت صبحا جميلا للهدى انبلجا
وان دينا رسول اللَه مبلغه / ينير حيث بدا الالباب والمهجا
قد خاب من حاد يوما عن محجته / اما الذي هو عنه لم يحد فنجا
نعم السراج كتاب اللَه انزله / فحيثما التفت ابصر له وهجا
الدين في كل عصر للحياة مضى / قد كان خير صراط للذي نهجا
يريك اوله اعقاب آخره / فما تلاقى به امتا ولا عوجا
وقلت هاكم كتاب اللَه والتمسوا / في آية الحق كل الحق منبلجا
قالوا أفيه على تأييده حجج / فقلت ان له من نفسه حججا
وليس يعلم ما في البحر قاصده / الا اذا خاض من يعبو به اللججا
ما احسن الدين قد ادلى بحجته / والعقل والنقل في رأس قد امتزجا
نهضت بعد جهاد نهض مقتدر / بالدين بالعلم بالاقوام بالبشر
ابقيت في كل ارض للهجى اثرا / فجل ما انت قد ابقيت من اثر
نبت من خير آباء واكرمهم / فانت زهرة ذاك المنبت العطر
وقمت بالعبء عبء الدين تحمله / فما هنالك من نكص ومن خور
ورحت تدعو اليه القوم منفردا / فلم يكن لك غير اللَه من وزر
حتى حباك باصحاب ذوي جلد / مناصرين وحتى فزت بالظفر
لا دين اكمل من دين دعوت له / في طلعة الشمس ما يغني عن القمر
حاججتهم بكتاب اللَه تفحمهم / فكان امضى من الصمصامة الذكر
وفي كتاب عليك اللَه انزله / من روحه متعة الاسماع والبصر
فكان ابقى لهم من كل ما وضعوا / والنقش في الماء غير النقش في الحجر
بعد الشتات تلاقى الشمل مجتمعا / واصبح الملك بعد الفتح متسعا
والمؤمنون بواء في اخوتهم / والامر شوى يراه المؤمنون معا
والحق بان مضيئا لا خفاء به / والغي كان عجاجا زال وانقشعا
واحمد كان قد ادى رسالته / وحبه كان في الارواح منطبعا
اما الشعوب فتحت الراية اتحدت / وقبل ذلك كانت امة شيعا
في الجاهلية صرعى لا انتباه لهم / كأنهم شربوا من مرقد جرعا
فصاح داعي الهدى فيهم ينبههم / من رقدة بات فيها العقل منقطعا
يا ايها القوم هبوا من مراقدكم / فانما الصبح كل الصبح قد طلعا
دعا الى وحدة فيها سلامتهم / وقد اجاب من اختار الهدى ووعى
اقبح بدنيا بلا دين تعف به / ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا
يا ايها الدين انت الحول والشرف / ما بال اهلك في الاقطار قد ضعفوا
انا على ما اصيب المسلمون به / لآسفون وان لم ينفع الاسف
طال الجدال على اشياء تافهة / واعرضوا عن صميم الدين واختلفوا
وولوا الحق الا البعض اظهرهم / وانكروه وقد كانوا به اعترفوا
الدين سمح فما ان فيه من عقد / والدين ما كان يستهدى به السلف
الدين اسوة من ضيموا ومن حزنوا / والدين سلوة من في عيشهم شظف
الحق دين ولكن قل ناصره / والدين حق ولكن اهله جنفوا
العيب في امة اخلاقها فسدت / لا عيب في الدين عنه اهله انحرفوا
ان الألى قد صفت منهم سرائرهم / ما ان لهم عن كتاب الله منصرف
وان احمد بحر في معارفه / فليغترف منه من قد كان يغترف
اكبر بفيصل ملكا طاهر النسب / يرى بلوغ العلى في وحدة العرب
نجل الرسول الذي كانت قد انقلبت / به العروبة قبلا خير منقلب
له عيون بنور الله ناظرة / الى الامام ولا ترنو الى العقب
يبني فيرفع ما يبني بحكمته / ويأخذ الشيء بعد الشيء عن كثب
اقرأه واقرأ سجايا اوليه تجد / ما شئت من نسب حمد ومن حسب
نرجو من الله في ايامه رشدا / في الدين في العلم في الاخلاق في الادب
وان تكون خطى غازي موفقة / فهو الامير الذي نرجوه في الكرب
وسوف تحمل اشبال العراق ظبيً / تحمى الثغور بها في عسكر لجب
لا يحفظ الثغر الا الجند محتشدا / فالملك كالعين والاجناد كالهدب
والعلم افضل لو زيدت وسائله / مما هنالك من مال ومن نشب
ومدّع بحياة البحر معرفة
ومدّع بحياة البحر معرفة / ما حازها احد في الاعصر الاول
فقلت صف لي كيف الحوت ممتحناً / فقال لي الحوت ذو قرنين كالجمل
ارثى لمرضى ببرح الداء قد برموا
ارثى لمرضى ببرح الداء قد برموا / يكابدون حياة كلها تعب
وعندما يئسوا من عود صحتهم / الى منيتهم في جرأة وثبوا
اني لاحكي لعيني مبصري طللا
اني لاحكي لعيني مبصري طللا / نال البلى منه قسطاً وهو يحكيني
قد بت والحق منبوذين في بلد / كنا عزيزيه ابكيه ويبكيني
أثرى الدخيل بأرض قد شببت بها
أثرى الدخيل بأرض قد شببت بها / أما نصيبك منها فهو حرمان
وقدم البعض حتى نال بغيته / تزلف لم تمارسه وأدهان
يزداد كونك من اطرافه سعة
يزداد كونك من اطرافه سعة / في فهمها العقل كل العقل حيران
ما للوجود تناه في ضخامته / فانما خلف هذا الكون اكوان
ان الفضاء انحناءات قد اتصلت
ان الفضاء انحناءات قد اتصلت / منها النهايات عودا بالبدايات
فيه العوالم ارحاء تدور بها / يد الزمان من الماضي الى الاتى
قد عدت بعد ذهاب منك يا عيد
قد عدت بعد ذهاب منك يا عيد / اذ كل شيء يسر النفس مفقود
أانت عيد به الافراح شاملة / ام مأتم فيه للاحزان تجديد
عيد اجل انت عيد الاسلام به / الا لمن قلبه بالغش معقود
عيد به عنك هذا الناس في شغل / بهمها ما بها في الالف مسعود
عيد الم على يأس بمملكة / وليس فيه لجرح سال تضميد
حيث الدخيل سعيد من تزلفه / وعن مواطنه للحر تشريد
عيد تمج جراح الحق فيه دما / وخنجر الضيم في الاحشاء مغمود
عيد يكابد فيه المسلمون اسى / مبرحا ما عليه الصبر محمود
يبغون ركناً لهم يستعصمون به / والركن من ضربات الدهر مهدود
يؤملون زعيما فيه تسرية / وهل يسري عن المصفود مصفود
يشكو تباريحه الاسلام مضطهدا / اين الاباة واين الذادة الصيد
الحق يوطأ بالاقدام منسحقا / وما هنالك يحمى الحق صنديد
باب المنية مفتوح لمضطهد / وكل باب سواه فهو مسدود
الغيد تبكي شجاها في المصاب وما / اشجى دموعا همت تبكي بها الغيد
ما ان لها من عقود غير ادمعها / منها تحلى بها اللبات والجيد
نالت مطالبها الاقوام قاطبة / ومطلب العرب المهضوم مردود
في كل يوم تصيب القوم كارثة / فداحة ويروع القوم تهديد
لا قلب الا وفيه الحزن مرتكم / وما لأبعاد هذا الحزن تحديد
لا الروض نضر كما قد كنت تعهده / ولا لبلبله الصيداح تغريد
اتى على الروض حتى جف من ظمأ / يوم من الدهر يشوى النبت صيخود
تسر بالعيد اقواما اولى شمم / ايامها البيض لا ايامها السود
اذهب فان قلوب الشعب دامية / ما ان لها من سلو فيك يا عيد
وكيف تفتح ابواب السرور لها / وفي يد غير ايديك المقاليد
كنا نرحب بالاعياد عائدة / لو كان في العيد للاحزان تبديد
لا وحدة في النظام اليوم تجمعهم / فان قومي عباديد عباديد
وما بكل بلاد العرب من جذل / ولا بكل بلاد العرب مسعود
قد كان وجهك بساما لناظره / واليوم يملأ منك الوجه تجعيد
اظافر الدهر غاصت فيه عابثة / ففيه من كل ظفر منه اخدود
الدهر يعطى سروراً يمنعه / وذلكم منه لا بخل ولا جود
ما كان قبلا لهذا الشعب من خطل / حتى اطمأن فغرته المواعيد
ان السهام وان كانت منصلة / يعوزها منه عند الرمي تسديد
ذم المدافع للاسماع قارعة / كما تصادم جلمود وجلمود
نريد ظلا يقينا الحر من شجر / لم يبق اخضر منه اليوم املود
لم يبق عندي بغير الشعر من ولع / وانما الشعر اغرود واغرود
وما الحياة سوى نار مؤججة / يثيرها في دم الشبان بارود
وانها لاصطدامات بمنحدر / كما تصادم بالسيل الجلاميد
قد علمتني تجاريبي التي سبقت / ان ليس يظفر بالحاجات رعديد
ايام ذي العز اعياد برمتها / اما الذليل فهذا ماله عيد
تجرد العود لما هيض من ورق / فهل ستصبر حتى يورق العود
لم استمع ردحا للحق من نبأ / حتى تظنيت ان الحق ملحود
يا حق انك من كل الذين بهم / عثت يد الحيف في الاقطار منشود
للحق حام وفي الايام متسع / الست تؤمن ان الله موجود
ما انت يا احمد في دولة الادب
ما انت يا احمد في دولة الادب / الا الزعيم والا شاعر العرب
وما تنبأت في دين كما زعموا / بل في الفصاحة سباقا وفي الادب
فكان يوحي اليك الشعر عن شحط / وكان يوحي اليك الشعر عن كثيب
ما كنت للشعر تستوحي قوافيه / حتى تجيئ من الاعجاز بالعجب
وكنت في قادة الآداب اولهم / وكنت اولهم في الجحفل اللجب
وكنت في الشعر مثل الماء منطلقا / وكنت في الحرب مثل النار في الحطب
كم حكمة لك سارت في الورى مثلا / قد قلتها بلسان الشاعر الذرب
كم دولة للقريض الناهض انقلبت / لكن عرشك فيها غير منقلب
وقالة الشعر ان نذكر منازلهم / فانت في الرأس والباقون في الذنب
صاحت بغاث ببازي الشعر تنقده / فلم يبال بها البازي ولم يجب
ان الذي مات عن شعر هدى امماً / لخالد في قلوب الناس والكتب
بالبغي قد قتلوا للشعر منك ابا / فاصبح الشعر من يتم بغير اب
لهفي كثر لو ان اللهف ينفعني / على حياتك اذا فضت الى العطب
هي الرزية لا تنسى فجيعتها / على توال من الاعصار والحقب
بالشعر والادب الايام طيبة / فان خلت منهما الايام لم تطب
الدهر جار على الآداب يزهقها / وما على الدهر إما جار من عتب
القتل رزء وهذا القتل افجعه / كأنما بك من الشر حل وبي
انت القتيل الذي لا قبر يجمعه / من بعدما مزقته اظفر النوب
وربما عرف الاسلاف مصرعه / مما على الارض فيه من دم سرب
القبر قبر فلا يجدى الدفين به / وان بنته اكف القوم من ذهب
مضى يريد حياة كلها دعة / وما درى ان غول الموت في الطلب
ولست اسأل عنه عند غيلته / أكان مضطربا ام غير مضطرب
ما في الرزية للمرزوء منتعش / لا يرقص الطير مذبوحا من الطرب
ليست بدار امان يطمأن لها / دينا مصائبها ينسلن من حدب
قصيدتي هذه ريحانة عبقت / جنيتها من لباناتي ومن اربى
نظمتها من شعور لي لاهديها / الى ابي الطيب النهاض بالادب
وما الذي قد نظمنا القول فيه سوى / صدى الذي قاله في سالف الحقب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025