المجموع : 133
البَيْنُ بَيَّنَ أشْجاني وأشجاني
البَيْنُ بَيَّنَ أشْجاني وأشجاني / وبَلَّ بالدَّمعِ أَرْداني وأَرْداني
لم يَكفِني أنْ أذابَ الدَّمعُ إنساني / وخَصَّني بملامِ كُلِّ إنسانِ
يا ناظِرَ العَينِ قُلْ هَلْ ناظِرٌىعَيْني
يا ناظِرَ العَينِ قُلْ هَلْ ناظِرٌىعَيْني / إليكَ يَوْماً وهَلْ تدنُو خُطى البَيْن
اللهُ يعلَمُ أنِّي بعدَ فُرقَتِهِمْ / كطائرٍ سَلَبُوهُ من جَناحَيْنِ
لوِ استَطَعْتُ ركِبْتُ الرِّيحِ نحوَهُمُ / لأنَّ بُعْدِيَ عَنهُمْ قد جنى حَْيني
اللهًُ يعلَمُ أَنِّي بعد فُرقَتِكُمْ
اللهًُ يعلَمُ أَنِّي بعد فُرقَتِكُمْ / كَطائِرٍ سلخوهُ من جَناحَيْنِ
ولو قدِرت رُكوبَ الرِّيحِ زرتُكُمُ / لأنَّ بُعدي مِنكُمْ قَد جَنى حَيْني
دَعْني فإنَّ غَريمَ العَقلِ لازَمَني
دَعْني فإنَّ غَريمَ العَقلِ لازَمَني / وذا زَمانُكَ فامْرَحْ فيهِ لا زَمَني
ولَّى الشَّبابُ بِما أحْبَبْتُ مِنْ مِنَحٍ / والشَّيْبُ وافى بَما أبغَضْتُ مِنْ مِحَنِ
فما كرهْتُ ثَوى عِندي وعنَّفَني / وما حرِصْتُ علَيهِ مُنْذُ عَنَّ فَنِي
البَيْن بَيَّنَ أشجَاني وأشجاني
البَيْن بَيَّنَ أشجَاني وأشجاني / وَبلَّ بِالدَّمعِ أرْداني وَأرْدْاني
لم يَكفِني أنْ أذابَ الدَّمْع إنسانس / وخَصَّني بَمَلامِ كُلِّ إنسانِ
ظلَلْتُ والدَّمعُ يَطويني وَينشُرُني / وقد مضى لي في العُمْرانِ عُمرانِ
مِنَ الخَرابِ مِنَ الأوطانِ أوطاني / وقد مضى لي في العُمْرانِ عُمْران
فرحتُ بلْ مضى عُمرٌ فدَعْ عَذْلي / فالعَذْلُ إنْ مَرّ بالآذانِ آذاني
لي مجلِسُ يُبهِجُ الرّائينَ بهجَتَهُ / ولي نَديمانِ مِن حُلْوانِ حُلوانِ
والكأسُ تًسري وتَكسو الخَدَّ حُمْرَتُها / وساعدا الطَّعنِ بالمُرّانِ مُرّانِ
لا يحضران امَرأ عندي بَمنقَصةٍ / ولا إذا جادَتِ الكَفّانِ كَفّاني
إذا نظرتُ إلى الضَّحّاكِ أضحكني / وإذا نظرْت إلى حَيّانَ حَيّاني
وحاسِدٍ غرَّهُ بُعدي فأوَعَدَني / ولو تقارَبَتِ الأرضانِ أرضاني
سامٍ على نَسلِ سامٍ بالجَمال لهُ
سامٍ على نَسلِ سامٍ بالجَمال لهُ / بالخالِ خالٌ وفي عَمّانَ عَمّانِ
كأنَّه اغتاظَ من بُعدي فأوعَدني / أنِّي إذا جئتُ من أرْجَانَ أرْجاني
رِفقاً بِصَبِّ لهُ في طَرْفِهِ طُرَفٌ
رِفقاً بِصَبِّ لهُ في طَرْفِهِ طُرَفٌ / مِن دَمعِهِ ولهُ في قلبِه وَلَهُ
لّما رأوْني فريداً حِلْسَ زاوِيَةٍ
لّما رأوْني فريداً حِلْسَ زاوِيَةٍ / مُستوحِشاً مِن أُناسٍ حِلْمُهُم سَفَهُ
قالُوا وضيعٌ سَلا عن حظِّه ورأى / أنَ النَّبيهَ هوَ المُستحْقَرُ النَّبِهُ
لوْ أنصَفوني أصاخُوا للنِّداء وهلْ / ترجى إصاخَةُ قَومٍ بعدَما انتَبهُوا
أنّى يكونُ وضيعُ النَّفسِ ذا هِمَمٍ / لهُ بإبلاغِها أقصى العُلا وَلَهُ
ما عابَني غيرَ أنِّي عِبْتُ شَهوتَهُ / إليهِ ظناً بأنّ الهِمَّةَ الشَّرَهُ
رَضِيتُ نَفسي لِنَفسي مُؤنساً حَدباً / إنْ ظُنّ بي بَلَهٌ أو ظُنَّ بي وَرَهُ
ففي بَلاغاتِ أهلِ العِلِم لي بُلَغٌ / وفي رياضِ الرَّياضاتِ لي نُزَهُ
وليس يُزري بنَفسي فقدَ مُؤنِسِها / وهَلْ يضُرُّ بِعَينِ الأكحَلِ المَرَهُ
ما أشبَهُوني فعادُوني لنَقصِهِمُ / وليسَ يشبهُ تِبراً خالِصاً شَبَهُ
يَخطُبُ وُدِّي وليسَ كُفْواً
يَخطُبُ وُدِّي وليسَ كُفْواً / لِوُدِّهِ الرّائعِ النَّبيهِ
فهلْ نِكاحٌ بلا تَكافٍ / يجوزُ في مَذهَبِ الفَقيهِ
يا شادِناً غابَ نَجمُ الحُسْنِ لَولاهُ
يا شادِناً غابَ نَجمُ الحُسْنِ لَولاهُ / ما كانَ يوسفُ لّما ماتَ وَلاّهُ
وَلاّهُ رِقِّي ظَرْفٌ في شَمائِلهِ / فاشتَطَّ في الحُكمِ لّما أنْ تَوَلاّهُ
اِرحَمْ فتىً مُدْنَفاً ما إنْ يُخَلِّصُهُ / مِن غَمْرَةِ العِشقِ إلاّ أنْتَ وَاللهُ
عَجِبتُ لِلحَمْرِ تَرْوي حَرَّ غُلَّتِنا
عَجِبتُ لِلحَمْرِ تَرْوي حَرَّ غُلَّتِنا / وطَبعُها وكَذاكَ الفِعلُ نارِيُّ
فَهاتِ فارْوِ بِنار الخَمرِ غُلَّتَنا / فما لَدَيْنا إذا لم تَرْوِنا رِيُّ
لا تَجزَعَنَّ لِدارٍ أقفرَتْ وخَلَتْ
لا تَجزَعَنَّ لِدارٍ أقفرَتْ وخَلَتْ / فليسَ في طَبعِها إلاّ أوارِيُّ
فالعِزُّ والمالُ والأهلونَ قاطِبَةً / والعُمرُ في هَذِهِ الدُّنْيا عَوَارِيُّ
وفي النِّطافِ الّتي يَسخُو الزَّمانُ بِها / لِمَنْ تَبَصَّرَ رُشْداً وارْعوى رِيُّ
لا يعدمُ المَرءُ كِنّاً يَستكِنُّ بهِ
لا يعدمُ المَرءُ كِنّاً يَستكِنُّ بهِ / ومَنْعَةً بينَ أهليهِ وأصحابِهْ
ومنْ نأى عنهُمْ قلَّتْ مهابَتُهُ / كاللَّيثِ يُحقَرُ لّما غابَ عَن غابِهْ
فإنْ تزُرْني أزُرْكَ أو إنْ
فإنْ تزُرْني أزُرْكَ أو إنْ / تقِفْ ببابي أقِفْ ببابِكْ
واللهِ لا كنْتَ في حِسابي / إلاّ إذا كنتُ في حِسابِكْ
معاشِرَ النّاس أصْغُوا قد نصحْتُ لكُمْ
معاشِرَ النّاس أصْغُوا قد نصحْتُ لكُمْ / في الّاحِ حُكمٌ مَليحٌ غَيرُ مَمقوتِ
قَليلُها مُستباحٌ والكثيرُ حِمىً / كغَرْفَةٍ فَرْدَةٍ من نَهرِ طالُوتِ
إذا قنِعْتَ بمَيسورٍ منَ القُوتِ
إذا قنِعْتَ بمَيسورٍ منَ القُوتِ / بَقيتَ في النّاسِ حُرّاً غَيرَ مَمْقوتِ
ياقوتَ يَومي إذا مادَرَّ خَلْفُكَ لي / فلَسْتُ آسى على دُرٍّ وياقوتِ
أَفدي الغَزالَ الّذي في النَّحوِ كلَّمَني
أَفدي الغَزالَ الّذي في النَّحوِ كلَّمَني / مُناظِراً فاجتَنَيْتُ الشّهدَ مِن شَفَتِهْ
وارفضّ من عرق من مر جامده / حتَّى وددتُ بأنِّي تِربُ مِنشَفَتِهْ
فأوردَ الحُججَ المقَبولَ شاهِدُها / مُحَقِّقا لِيريني فضلَ معرِفَتِهْ
ثمَّ اتفَقْنا على رأيٍ رَضيِتُ بهِ / بالرَّفعُ مِن صِفَتي والنَّصبُ مِن صِفَتِهْ
إذا رأيْتَ الوَداعَ فاصبِرْ
إذا رأيْتَ الوَداعَ فاصبِرْ / ولا يَهُمَّنَّكَ البِعادُ
وانتظِرِ العَوْدَ مِن قَريبٍ / فإنَّ قَلْبَ الوَداعِ عادُوا
مَن ظَنَّ أنَّ العُلا بالمالِ يجمَعُهُ
مَن ظَنَّ أنَّ العُلا بالمالِ يجمَعُهُ / فاعلَمْ بأنَّ غِناهُ فَقرُهُ أبَدا
فاستَغْنِ بالعِلمِ والتَّقوى وكُنْ رَجلاً / لا يَرتَجي غيرَ رزّاقِ الوَرى أحَدا
ليسَ الكواكِبُ في الظَّلماءِ أحسَنُ مِن
ليسَ الكواكِبُ في الظَّلماءِ أحسَنُ مِن / نَعمائِكَ البِيضَ في آمالِيَ السُّودِ