المجموع : 263
ما زادني نظري يا من سُررت به
ما زادني نظري يا من سُررت به / إليك إلا اشتياقاً فوق ما أجِدُ
حَجَبْت لما حجبت النوم عن بصري / وخانني في هواك الصبر والجلدُ
رأيت حظي من الدنيا وإن حسُنَتْ / لغيرنا فيك حظاً عابه النكدُ
فالحمد لله ما ينفكُّ من كَمَدٍ / قلبي عليك فقد أودى بيَ الكمدُ
يا آل نُوبَخْتَ كفُّوا من غزالكُم
يا آل نُوبَخْتَ كفُّوا من غزالكُم / عنِّي فلم يتَّرِكْ قلباً ولا جسدا
أنا الصديق الذي لا شك فيه فلِمْ / أورثتموني على وُدِّي لكم كمدا
ردُّوا عليَّ فؤادي قد أُصبتُ به / أو حاكموني وإلا فابذلوا القَوَدَا
لئن تَصيَّدَني ظبيٌ بمقلته / لقد تَصيدُ الظِّبا من قَبْله الأسدا
استودع الله من لو شاء أنصفني / وردّ قلبي وأَولاني بذاك يدا
تُلقَى بتسبيحةٍ من حُسن ما خُلقت
تُلقَى بتسبيحةٍ من حُسن ما خُلقت / وتستفِزُّ حشا الرائي بإرعادِ
كأنما أفرغَتْ من قشر لؤلؤة / فكلُّ أكنافها وجه بمرصادِ
ملكتم يا بني العباس عن قَدَرٍ
ملكتم يا بني العباس عن قَدَرٍ / بغير حقٍّ ولا فضْلٍ على أحدِ
تُقدَّمونَ أمام الناس كلِّهمُ / وأنتُمُ يا بني العباس كالنَّقَدِ
شبهتكم إن بغى باغٍ لكم مثلاً / صُغرى الأصابع تُثْني أوَّلَ العددِ
ما أنصف الآس بالياسَمين مُشْبِهُهُ
ما أنصف الآس بالياسَمين مُشْبِهُهُ / والآس منه مكانُ الياء مفقودُ
والياسمين إذا حصَّلْتَ أحْرُفَهُ / فاليأسُ منه مكانَ الياء معدودُ
إن الدليل على هذا تناثُرُ ذا / وأنَّ ذاك على الأَيام موجودُ
كفاك من ذلّتي للشيب حين أتى
كفاك من ذلّتي للشيب حين أتى / أني تَوَلَّيْتُ نتفاً لحيتي بيدي
لم أخضب الشيب للغواني
لم أخضب الشيب للغواني / أبغي به عندهم ودادا
لكن خضابي على شبابي / لَبِسْتُ من بعده حدادا
فلو شَهِدْت مُقامي ثم أنديتي
فلو شَهِدْت مُقامي ثم أنديتي / يوم الخصام وماءُ الموت يطَّردُ
في فتيةٍ لم يلاق الناس إذ وجدوا / لهم شبيهاً ولا يلقون إن فُقدوا
مجاورو الفضل أفلاك العلا سُبُل ال / تقوى محل الهدى عمد النهى الوُطُدُ
كأنهم في صدور الناس أفئدةٌ / تحسُّ ما أخطأوا فيها وما عَمَدُوا
يُبْدون للناس ما تُخفي ضمائرهم / كأنهم وجدوا منها الذي وجدُوا
دلوا على باطن الدنيا بظاهرها / وعلم ما غاب عنهم بالذي شهدُوا
مطالع الحق ما من شُبهة غَسَقَتْ / إلا ومنهم لديها كوكبٌ يَقِدُ
لئن فخرتَ بآباءٍ ذوي حسبٍ
لئن فخرتَ بآباءٍ ذوي حسبٍ / لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا
اطعن بحدِّ القُمُدِّ قِدْماً
اطعن بحدِّ القُمُدِّ قِدْماً / ما اسطاع في مَطْعن نفاذا
في أمِّ هذا وبنت هذا / وأخت هذا وعِرْس هذا
فلستَ تعدو هناك إما / إدراك ثأرٍ أو التذاذا
لا جعل الله للزواني / من حِيَلي للزنا مَعاذا
يا صلعة لأبي حفص مُمرَّدةً
يا صلعة لأبي حفص مُمرَّدةً / كأن ساحتها مرآةُ فولاذِ
ترنُّ تحت الأكف الواقعات بها / حتى ترن لها أكناف بغداذِ
كم من غناءٍ سمعنا في جوانبها / من حاذقٍ بلُحون الصفح أستاذِ
لا شيء أحسن منها حين تأخذها / من الأكفِّ سماءٌ ذات إرذاذِ
أبلغْ فتى آل بشرٍ بل مؤمَّلهُمْ
أبلغْ فتى آل بشرٍ بل مؤمَّلهُمْ / رسالةً ليس في أمثالها عارُ
هل جائزٌ يا أبا العباس أو حسنٌ / وأنت شهمٌ ذكي القلب نَظّارُ
ظلمٌ تَمادَون فيه لا يُرى لكُمُ / عنه وإن سكت المظلوم إقصارُ
ما هازِباء مَصيدٌ في فنائكُمُ / مثل السبائك أشبارٌ وأفتارُ
في كل يوم تُغاديكم وظائفكم / منه وإخوانكم من ذاك أصفارُ
أنتم أصحاء والمرضى أحقّ به / فأنصفوا إنّ أهل العدل أبرارُ
أولا ففي درهمٍ ما يُستعفُّ به / عنكم وتُقضى لُبانات وأوطارُ
فكلِّمونا إذا جئنا لحاجتنا / إنّا بذلك نستوفي ونختارُ
ولا تشحُّوا علينا أن نُغَرِّمكم / فيلتقي فيكُمُ بخلٌ وإضرارُ
أقول قولي وقد أنذرتكم غضبي / يا سادة الناس والإنذار إعذارُ
وقد خصصت أبا عيسى بلائمتي / إذ لم يكن منه تنبيهٌ وإذكارُ
أدْللتُ منكم على أحرار دهركُمُ / وليس يستثقل الإدلالَ أحرارُ
فلا يُقابَلْ بإنكارٍ فإنكُمُ / قومٌ لكم بحقوقِ المجد إقرارُ
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ
ودَّ المبردُ أنّ الله بدَّلهُ / من كلّ جارحةٍ في جسمهِ دُبُرا
فأعطِهِ يا إله الناس مُنْيتهُ / ولا تُبقِّ له سمعاً وبصرا
لكي يُقضِّي أوطاراً مُذمَّمةً / من كل عَرْدٍ ترى في رأسه عُجرا
بل لو يكون له ضِعفا جوارحِهِ / من الفِقاح لما قضّى بها وطرا
هيهاتَ ثمّ غليلٌ لا شفاءَ لهُ / أو يُجْعَل الكلُّ منه فَقْحةً وحِرا
عينيَّ لا تتهللْ منكما الدِّرَرُ
عينيَّ لا تتهللْ منكما الدِّرَرُ / وحالِفا النومَ لا يُقذيكما السهرُ
ويا همومي ابتغي مأوىً سوى خلدي / فلن يضمّك مني اليوم محتضَرُ
عفَّت على كلّ جرمٍ أجرمتْ وجَنتْ / أوائلَ الدهر أحداثٌ له أُخرُ
يا دهرنَا كلُّ جرمٍ أنت مجرمهُ / بعد اجتياح أبي حسانَ مغتفَرُ
أصاب سهمُك منه شر من حملتْ / أنثى ومن حازه في صلبه ذكرُ
لما ثوى عافَ بطنُ الأرض جيفتَهُ / لكنّ حَوْباءهُ ارتاحتْ لها سقرُ
فهذه رَهِبتْ من أن يحلّ بها / أنْ لا يجود على غَضْرائها المطرُ
وهذه فَرحتْ واستبشرتْ ثقةً / بأن سيُضعَف منها الحر والسُّعرُ
أقول لما به أودى وقد جعلت / أخبارُ مهلكه في الناس تنتشرُ
به الردى لا بضرغام خُنابسةٍ / يبغي افتراسي ومالي دونه وزَرُ
لي ابن عمٍّ يجرُّ الشرَّ مجتهداً
لي ابن عمٍّ يجرُّ الشرَّ مجتهداً / عليَّ قدماً ولا يصلى له نارا
يجني فأصلَى بما يجني فيخذُلُني / وكلما كان زنداً كنت مسعارا
الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له
الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له / تضلُّ فيه الأطباء النحاريرُ
قد كنتُ أحسبُ أنّ العاشقين غَلُوا / في وصفه فإذا في القوم تقصير
سُقياً لأيام لم أخْبُرْه تجربةً / إلا بما وصفتْ عنه الأخابير
هلِ الملالة إلا منقضى وطرٍ
هلِ الملالة إلا منقضى وطرٍ / من لذةٍ يُطَّبى من غيرها وطرُ
وفيكِ أحسنُ ما تسمو النفوس له / فأين يرغب عنك السمع والبصر
لا شيءَ إلا وفيها منه أحسنُهُ / فأين يُصرَف عنها القلب والنظر
ما كان ضرَّ سماءً تستظل بها / فلو امّحى نيّراها الشمس والقمر
يا من له صَفوات الحسنِ والخِيَرُ
يا من له صَفوات الحسنِ والخِيَرُ / ومن تَصاغرَ عنه الشمس والقمرُ
أحسْنُ وجهك ينمي لا انتهاءَ له / أم هل تعاقبهُ في ساعة صور
زُوِّج شيخ لنا عجوزاً
زُوِّج شيخ لنا عجوزاً / تُزهَى بطست لها وتَوْرِ
تُنزِّه الطرف في ذُراها / فلا ترى ثَم غير ثورِ
قد بارها الدهرُ كلَّ بور / وبارت الدهرَ كل بورِ
دارت تعاويذُها قديماً / في الحَزْن والسهل كلَّ دور
مُلظّةً بالطريق تَهدى / في كل نَجْد وكل غور
قد أنعلتْ خُفَّها بزوجٍ / ولفَّفت رأسها بكَور
تزعم تعويذها شفاء / من كل برد وكل فور
وشيخنا مُحرِزٌ جَداها / في كل حال وكل طور
تمور أكسابُها عليه / إذا التوى الكسبُ كلَّ مور
حتى إذا ضاجعتْه ليلاً / وصافحت زَوره بزور
أدلتْ إلى شِدقه لساناً / ما هو إلا طِحال ثَورِ
وابتلعتْ أيرهُ بطيزٍ / ما هو إلا غِمار هَورِ
فالعدل منها عليه جَور / قاتلها الله أيُّ جور
وحاله الحورُ بعد كورٍ / في ذاك لا الكور بعد حور
أشهدُ إن لم ترح وتغدو / جليس قعقاعٍ بنِ شور
لتَسكننَّ الثرى وشيكاً / أو لَتموتَنّ خلف سور
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ
يا ابن الوزير الذي تمَّت وزارتُهُ / لا تجمعنّ عليّ العار والنارا
إن كنتُ أحسنت في وصفي مآثركم / فأثِّروا فِيَّ بالإحسان آثارا
أو كنت قد قلت ما لا أستحق به / منكم ثواباً فرُدّوه وما سارا
إن المديح إذا ما سار منفرداً / من الثواب كسا من قاله عارا
اللَّه يعلم أني ما ألوتكمُ / إطابةً عند مدحيكُم وإكثارا
وقد يُغَرُّ بليغٌ من بلاغتهِ / وقد يظنُّ سوى المختار مختارا
فعفوكم عن مسيءٍ غير معتمدٍ / كان الإله لكم من سُخطه جارا
إني أرى عفوكم عني وستركُمُ / عيبي أجلّ من التثويب مقدارا
صونوا خَلاقي كما صنتم نوالكُمُ / عني وإلا فكونوا حاكماً جارا
من ذا أحلّ لكم أن تهتكوا خَلَقي / وأن تمدُّوا على المعروف أستارا
غثٌّ من الشعر فيه ذلُّ مسألةٍ / كلاهما يُكسِب المستور إعوارا
رُدّوا عليّ بُيَيْتاً زلّ عن كبدي / لم يلق عندكُمُ إذ ضيمَ أنصارا
أصغرتموهُ فأسرفتم وحُق لهُ / لو تمم الله ما لقّاه إصغارا
ردوا عليَّ قبيحاً عندكم حسناً / عندي أرى ما ازدريتم منه كُبّارا
أقررتُ فيه بعيب لست أعرفهُ / وربما استبطن الإقرارُ إنكارا
أسهبتُ فيكم لكي أُعلى فطأطأني / تقصيركم بي فقد أزمعت إقصارا
إن السلاليم لا تبنَى أطاوِلُها / يوماً ليهبط بانيهنّ أغوارا
لكن ليصعدَ أنجاداً تُشرّفهُ / حتى يمدّ إليه الناس أبصارا
وقد هبطتُ بما أسديتُه لَكُمُ / من حالقٍ ولعل الله قد خارا
كم هابطٍ صاعدٌ من بعد هَبْطته / وغائرٍ منجِدٌ من بعد ما غارا
قد يخفض الدهرُ من حرٍّ ليرفعه / طوراً وطوراً وكان الدهر أطوارا
لا غرو أن يضعَ المهديُّ هاديَهُ / حالاً ليرفعه حالاً إذا ثارا
ثقلتُ في كفة الميزان فانكدرتْ / تهوي وشالت خفاف القوم أقدارا
صبراً فكم ناهضٍ من بعد وقعته / يوماً وكم واقع من بعد ما طارا
إذا هوى الدر في الميزان أصدرَهُ / تاجاً إلى قمة العلياء سَوّارا
إن المواعظ أنفال يُنفِّلها / ذوو الحجىتترك الأعسار أيسارا
سينصف الدهر من قوم بدائرةٍ / وفي الجديدين إنصاف إذا دارا
وثقت فيكم بغدر الدهر إن لهُ / غدراً وفيّاً وقِدْماً كان غدارا
يا رُبّ غدرٍ وفيٍّ قد رأيت لهُ / أخنى على ملك واغتال جبارا
لاْبنَي سُمَيرٍ صروف غير غافلةٍ / تُحسِنَّ نقضاً كما تحسنَّ إمرارا
لعل ما نالني منكم سيُغضِب لي / أنصار صدقٍ من الأنصار أحرارا