المجموع : 112
المجمعون على التوحيد ما عبدوا
المجمعون على التوحيد ما عبدوا / من المقابر دون اللَه أوثانا
عدت من الدين والإيمان طائفة / ما لم يكن أصله ديناً وإيمانا
إن يطلبوا ويح قومي من عبادتها / ربحاً فقد كان هذا الربح خسرانا
أتدخلون بهذا في الجنان غدا / وتبتغون به حوراً وغلمانا
وتشربون به كاساً مسنمة / وتأكلون به نخلاً ورمانا
إن الألى اعترفوا بالدين قد عبثوا / بالدين غفرانك اللهم غفرانا
جازى الإله أناساً من بني وطني / بالشر شراً وبالإحسان إحسانا
قام وفي عينه نعاس
قام وفي عينه نعاس / ظبي له في النفوس باسُ
عذاره فوق عارضيه / كما علا الجّلنارَ آس
ما زال في خاطري مقيما / كأنما خاطري كناس
قد افترى عاذلي كلاما / يشهد في كذبه أناس
لا تبنِ يا منيتي عليه / فما لما قاله أساس
تأَنَّ في الظلم تخفيفاً وتهوينا
تأَنَّ في الظلم تخفيفاً وتهوينا / فالظلم يقتلنا والعدل يحيينا
يا مالكا أمر هذي الناس في يده / فابيضّ ليلك واسودّت ليالينا
أوضاك أنا جهلنا كل معرفةٍ / زمانَ جاز الورى فيه الميادينا
أرضاك أنا سكتنا عن مطالبنا / يا مالك الأمر ما أرضاك يؤذينا
ليست طريقك محموداً مغبتها / غيِّر إذا شئت في الأحوال تحسينا
ارحم قلوباً لأقوامٍ إذا عطشت / للعدل يوماً سقاها الظلم غِسلينا
لقد ملكت فأسجح إننا فئة / لا شيء غير جمال العدل يرضينا
كم نسوةٍ قتلت ظلما بعولتها / فصرن يهملن دمعاً قبله صينا
يا رقق اللَه منك القلب من ملك / يجمع المال لكن من مساعينا
في عهده صار يُبكى الحيفُ أعيننا / دماً ويضحكه ما كان يبكينا
فكم شبابٍ من الأحرار قد هلكوا / وللإرادات قد صاروا قرابينا
ما ان تهضَّم سلطان رعيته / فالملك قبلك قد ربى سلاطينا
كانوا على الناس آباء أولى شفق / وفي الأرائك أملاكاً خواقينا
وكانت الناس في أيام دولتهم / لا يبخسون على الناس الموازينا
وهل ترى غير عمران ومسعدةٍ / إذا التفتَّ قليلاً نحو ماضينا
قد انقضت دولة بالعدل عامرة / كنا سعدنا على أيامها حينا
لقد نشرت قوانينا موقتة / ولم تولِّ الذي يُجرى القوانينا
قست قلوب ولاة أنت مرسلهم / كأَنما اللَه لم يخلق بها لينا
تراهُمُ أغبياءً عند مصلحة / وفي المفاسد تلقاهم شياطينا
تكدرت بازدياد الجور عيشتنا / حتى غدا ماؤها في كأسه طينا
وضاع في الملك عدلٌ يُستظل به / ما بين إغماض مرشيِّ وراشينا
إن الرعية أغنما يَحدُّ لهم / عمَّالك المستبدون السكاكينا
كم عاهدوا أنهم يأتون معدلة / لكنهم جانبوا الإنجاز لاهينا
يا والي السوء لا تكذب بموعدة / فالكذب ليس بمحمود وإن زينا
في كل يوم تلاقين احتفال ردى / لِلّه ما أنت يا نفسي تلاقينا
يا شمس لا تشرقي بالنور أوجنا / فذاك يملأ غيظاً قلب والينا
وأنت يا ريح إن راعيت جانبنا / فلا تهبِّي على جَهر بوادينا
ماذا على من يشمُّ العدل مكتفيا / بنفحة منه إن عاف الرياحينا
يا عدل إن التفاتاً منك يسعدنا / يا عدل إن ابتساما منك يكفينا
إن غبت عنا فلا عيش يطيب لنا / ولا نسيم الصبا إن هب يسلينا
يا عدل من كانَ محبوباً محاسنه / ما هَكَذا يصرم القوم المحبينا
يا من لياليهم باللهو قد قصرت / تذكروا أننا طالت ليالينا
ما السعي منك لنيل العدل عن كثب / يا نفس إلَّا أمانيٌّ تَمنينا
قد سافر الجهل إلّا عن منازلنا / وأثمر العلم إلا في نواحينا
ما جاءنا الشر إلا من تهاوننا / ما عمنا الظلم إلا من تغاضينا
لو أن في الجهل كل الجاه مدخر / لما ربحنا به دنيا ولا دينا
لابر من فك ما قد شد من عقد / كف الاسار بأيدينا بأيدينا
إن الذين استحبوا قتل أنفسهم / فراً من الضيم ما كانوا مجانينا
الموت أفضل أدنى اللَه ساعته / من الحياة التي أمست تعنِّينا
إن غضِبَ الناس من كلامي
إن غضِبَ الناس من كلامي / فما على الناس من ملامِ
ما ألف الناس مثل قولي / فهم يجدّون في خصامي
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب / تبكي على عزها الماضي وتنتحبُ
أيامَ كانت تَهادى في شبيبتها / كأنها البان مافي ظهرها حدب
كيف القرار على الأرزاء في بلدي / إن السفينة في الأمواج تضطرب
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ / روحي تُرفرف في جسمي لمرآكِ
يا نجمة الصبح ما أزهاك في نظري / يا نجمة الصبح ما أحلى مزاياك
يا نجمة الصبح ما إن أنت عالمة / أني على الأرض دون الناس أهواك
بلى أحبك من قلبي بأجمعهِ / ومن ضميري ومن روحي وأرعاك
إليك كلي من الأشواق منجذب / كأَنني بك مربوط بأسلاك
مسراك في أخريات الليل يبهجني / بمنظر فاتن أحسن بمسراك
لولاك يا نجمةً تزهو بطلعتها / ما طاب لي الأفق الشرقي لولاك
قد جاء يا أم وقت فوتي
قد جاء يا أم وقت فوتي / ولم يجئ آه بعد صبري
إن جاءَ يا أمُّ بعد موتي / فالتمسي أن يزور قبري
إن جاء يا أم بعد دفني / فخبِّريه أني انتظرته
وخبريه يا أم أني / لساعة الموت قد ذكرته
قولي له عند ما يعودُ / سلمي قضت وهي في انتظارك
لم تخل في ساعة تجود / بالنفس فيها من ادّكارك
قد قاومت بعدك الرزايا / لم تألُ في دفعهن جهدا
وآخرا جاءت المنايا / فما استطاعت لهن ردا
يا أم إني إذا بكيت / فلا تلومي على بكائي
ألم ترى أنني حكيت / غصنَ نقاً جف في الهواء
يا أم أبكي على ضياعي / يا أم ابكي على شبابي
فإنما الليلة اضطجاعي / يكون يا أم في التراب
في جسدي والرجاء يكبو / تنازع الموت والحياة
بينهما لو علمتِ حرب / لابد أن يغلب الممات
آهٍ على العمر كيف ولَّى / آه على العيش إذ تبدَّلف
هلا تأنّى الحمام هلاً / حتى يؤوبَ الذي ترحل
في الصبح إذ زارني الطبيب / أحسستُ في الوجه منه يأسا
فبان لي أنني قريب / من سكني في التراب رمسا
يا ع أم يا أم قد يطول / مكثى بقبري ويستمرّ
هل صادق قول من يقول / إن الدجى فيه مكفهر
أودُّ لو كان ما أود / أني عنكم أطوى المسيرا
لكنما الموت مستبد / فلا يراعي قلباً كسيرا
إن رام عني الحبيب بعدا / لم ينأَ عن مقلتي خياله
إن لم يكن شخصه المفدى / فإنه دائماً مثاله
في يقظة كنت أو منامِ / أراه يا أُمُّ نصب عيني
كأنه واقف أمامي / كأنه آسف لحيني
ما باله ساكتاً ملياً / يَغض من طرفهِ خُشوعا
أظنه باكياً خفيا / فانه يمسح الدموعا
يا أم هاتي نبيلا ابني / منه أنل قبلة الوداع
يا أم هاتيه لي فمني / قَرُبت ساعة النزاع
أدنته منها الأمُّ الأسيفه / وهي لبادي الدموع تخفى
فقبلته سلمى النحيفة / ثم ارتمى رأسها لضعف
طفلٌ صغيرٌ في السن جداً / كصورة الحسن والجمال
بملك خدا يُظن وردا / وأعينا هنَّ للغزال
يريدُ في لفظهِ كلاماً / وهو على ذاك غيرُ قادر
يُهدى إلى أمهِ ابتساما / ويُمسك الشعر والضفائر
فأغمضت أمه قليلا / ثم أرعوت تنظر السماء
رافعة طرفها الكليلا / بصورة تجلب البكاء
قائلةً ربِّ لا تفارق / بين نبيل طفلي وبيني
أعتق حياتي حتى يراهق / يا رب والموت بعد ديني
دعت كذا دعوة وطاحت / في رقدة مالها انتباهُ
وأمها بالعويل صاحت / وبان صبري يُدنى خطاه
باغته في اللقاء بهتُ / إذ شاهد المنظر الكئيبا
فساد من في المكان صمت / تخاله مِصقعاً خطيبا
وصاح بعد السكوت حينا / من كبد كاللهيب حرّى
كنت لرود زهت قرينا / فاغتالها الموت آه غدراء
قد كان لي زهرة لطيفة / في رونق العمر والشباب
هبت عليهِا ريح عنيفه / فبدَّدتها على التراب
ماذا حياتي من بعدُ تنفع / كان الذي خفت أن يكونا
ما حيلتي آه كيف أصنع / إنا إلى اللَه راجعونا
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا / لم يجحدوا انهم منهن قد ولدوا
اما الألى لم يزالوا في مداركهم / ادنى الى اصلهم منها فقد جحدوا
آثرت حتفك بعد اليأس تنتحر
آثرت حتفك بعد اليأس تنتحر / في حين كان اليك الشعب يفتقر
ضحيت بالنفس والاقدار واجمة / من هول ما جئته والليل معتكر
ما كان يرنو الى ما كنت تنفذه / الا السماء والا الانجم الزهر
فهل سئمت حياة طال شقوتها / حتى قذفت عليها النار تختصر
وقر بعد قليل كل نابضة / الا دما عربياً كان ينفجر
وما انتحارك بدع في جرائته / فطالما يئس الاحرار فانتحروا
بقيت في الحزب مثل النجم مؤتلقا / لا كالذين اختفوا من بعدما ظهروا
وكنت هاديهم فيما به اختلفوا / تقيلهم كلما في سيرهم عثروا
وكنت للشعب رأساً في حكومته / والرأس فيه الحجى والسمع والبصر
ما من سلام لشعب ذي مسالمة / اذا تعدّوا عليه فهو يعتذر
الشعب اعياه ذود عن حقيقته / والشعب اعزل لا ناب ولا ظفر
ما ان له نشب ما ان له غضب / ما ان له سند ما ان له وزر
لم يبق في نفسه الا حشاشتها / وفي حشاشتها استقلاله وطر
قد طال للغرب فوق الارض سلطان
قد طال للغرب فوق الارض سلطان / وطال في الشرق اقرار واذعان
الغرب فيه نشاط خلف حاجته / يسعى ليبلغها والشرق كسلان
الغرب مستلب والشرق مهتضم / والغرب منتبه والشرق وسنان
ان انقض الغرب ظهر الشرق يرهقه / فالدهر والارض والعادات اعوان
وقد يثور من الارهاق منفجراً / كما يثور من التضييق بركان
متى تقلمُ اظفار محددة / فلا يجور على الانسان انسان
وهل يرجى وفاق بعدما اختلفت / مطامع وسجيات واديان
لا يحفظ السلم ابرار ملائكة / ويوقد الحرب اما شاء شيطان
زكت دماء لاجل الحق سائبة / فانها وحدها للمجد اثمان
وكل شعب على الاوعاد معتمد / فحظه في عراك الدهر خذلان
قد ازهقت منه ارواح مسالمة / تبغي الحياة وديست منه اوطان
ان لم تكن قوة للمرء بالغة / فكل حق به قد لاذ بطلان
لا تظلموا عربياً في مواطنه / فانه مثلكم يا قوم انسان
لقد سلا كل محروب كوارثه / وليس للعربي اليوم سلوان
سبعون مليون ممن جدهم عرب / عليك في الشرق يا بلفور غضبان
الى الضمير ارجعوا في كل غامضة / فانه وحده للحق ميزان
يا قبر فوزي سلاماً بعد تكرمة / اليك يهديه من بغداد لهفان
وبعد ذلك شعر عرفه عبق / كأنه من نبات الارض ريحان
لقد شدا عندليب فوق باسقة / كأن اوراقها للشعر ديوان
في جنة كجنان الخلد مزهرة / كأن اشجارها حور وولدان
قد قلت حقا فلم تقبله أذهان
قد قلت حقا فلم تقبله أذهان / وحاربتك سياسات وأديان
فأنت من بعد إنكار الجميع له / شهرته فهو مثل السيف عريان
وكنت انت البصير الفرد يومئذ / وحولك الناس كل الناس عميان
نم في ضريحك في امن وفي ودعة / فما هنالك احقاد وأضغان
لا يزعج المرء ضوضاء الحياة به / ولا يجور على الانسان انسان
أزال شكك في كون الحياة اذا / بانت فليس لها عود ورجعان
ام انت توقن ان الناس ان هلكوا / فسوف يحيون في يوم كما كانوا
بل تلك رقدة ميت لا انتباه له / الا اذا انكصت في الدور اكوان
شدوت بالشعر للاجيال تطربهم / بسحره قادرا والسحر الحان
الفاظه ومعانيه تمازجتا / كما تمازج ارواح وابدان
قصائد ومقاطيع مخلدة / سارت بها في فضاء الارض ركبان
فيها الحقائق مبثوث فرائدها / كأنها لؤلؤ رطب ومرجان
الشعر اسمعه كالسحر ابصره / كلاهما لي اذا ما جد فتان
وقد ارى ثلة بالشعر لاغية / ما في قصائدها روح واتقان
كأن فيها المعاني من برودتها / موتى عليها من الالفاظ اكفان
وان اكبر شيء فيك يعجبني / سخرية بتقاليد وعصيان
بعد العمى وهو سجن لا خصاص له / يزيد وحشته للنور فقدان
تخذت بيتك سجنا ثانيا فغدا / وانت فيه سجين ثم سجان
ةانكروا فيك الحادا وزندقة / وعل ما انكروه فيك بهتان
اما ضياعك والارزاء قاسية / ففيه للشرق كل الشرق خسران
الشرق ما زال يحبو وهو مغتمض / والغرب يركض وثبا وهو يقضان
والغرب ابناؤه بالعلم قد سعدوا / والشرق اهلوه في جهل كما كانوا
الغرب يشغله مال ومتربة / والشرق يشغله كفر وايمان
الغرب عز بنوه اينما نزلوا / والشرق الا قليلا اهله هانوا
الطائرات وتلكم من مراكبهم / كأنها في عنان الجو عقبان
اما مراكبنا في كل مرحلة / فانها ليعافير وبعران
اني تلمذت في بيتي عليك وان / ابلت عظامك ازمان وازمان
اصابني في زماني ما اصابك من / حيف فما رد هذا الحيف انسان
نظمت فيك على عجز اقربه / قصيدة حشوها بث واشجان
فان اجدت فمن جدواك جودته / وان اسأت فكم قد خاب فنان
اني لفي بلد فيه النفاق طغى / وحبذا لو بدا في الجهد طغيان
وحبذا النقد لو راعوا قواعد / فانه وحده للحكم ميزان
في الغرب حيث كلا الجنسين يشتغل
في الغرب حيث كلا الجنسين يشتغل / لا يفضل المرأة المقدامة الرجل
كلا القرينين معتز بصاحبه / عليه ان نال منه العجز يتكل
وكل جنس له نقص بمفرده / اما الحياة فبالجنسين تكتمل
بيت نظيف واولاد قد ازدهروا / كأنهم زهر في الروض تنتقل
والبيت فيه نظام حين تبصره / وانه لنظام ما به خلل
تبقى المودة حتى الموت بينهما / فما هنالك شنآن ولا ملل
وانما غاية الزوجين واحدة / وان تعددت الاسباب والسبل
وقد يطلقها او قد تطلقه / اذا قضى بالطلاق الكره والملل
اما العراق ففيه الامر مختلف / فقد المّ بنصف الامة الشلل
ومن تزوج لا عن خبرة سبقت / فانما خطبه في داره جلل
وقد يعالج هما لا يزايله / حتى يموت وجرحا ليس يندمل
وقد يطلقها في حانة ثملا / وليس تدري لماذا طلق الثمل
في البيت بعد وفاق في الهوى دعة / وفيه بعد خلاف في الهوى جدل
اعزز فتاتك واخطب عن معاشرة / بريئة ولامّ الناقد الهبل
كم قد تزوج ذو الستين يافعة / والشيب في رأسه كالنار يشتعل
يقضى لبانته منها الى اجل / وقد يكون قصيرا ذلك الاجل
ولا يبالي بحبل الود بعدئذ / أكان متصلاً ام ليس يتصل
تزوجت وهي لا تدري لشقوتها / أزوجها احد الغيلان ام رجل
يسبها لا لذنب ثم يركلها / بالرجل منه مهينا وهي تحتمل
وبعد ذلك يعدو كالنعام الى / اصحابه وهو مما جاءه جذل
يروي لهم كيف ابكاها وآلمها / كأنه في ميادين الوغى بطل
ولم تكن اربع يشبعن نهمته / والذئب يشبعه من جوعه حمل
لا تحسبن كل من قد سار مهتديا / وكل من كان معوجا سيعتدل
القوم ان واجهوا اعداءهم جبنوا / والقوم ان قابلوا ازواجهم بسلوا
الى السماء العيون النجل شاخصة / ماذا ترى في السماء الاعين النجل
وددت من كل قلبي غير مختشع / لو عاد يوما على اعقابه الازل
فاسأل اللَه تقديرا يغير ما / قضاه قبلا فلا ظلم ولا دخل
جاؤوا قبيحا وسبوا من يعارضهم / فيه الا بئس ما قالوا وما فعلوا
تلك الشتائم في الاعراض جارحة / للنفس اكثر مما تجرح الاسل
الغرب والشرق طول الدهر بينهما / تنازع عجزت عن حسمها الحيل
بين الشقيقين من اجل البقاء وغى / ليت الصداقة عن هذي الوغى بدل
والفرق بينهما في كل ناحية / باد اذا نظرت تستشرف المقل
ولا تكافوء فيما شب بينهما / هذا يفوز وهذا كله فشل
هذا على نفسه تلقاه معتمدا / يسعى وهذا على الاقدار يتكل
هذا له من نشاط ما يقدمه / وذا يؤخره عن غايه الكسل
تبقى الحياة على الارزاء طيبة / ما دامت النفس بالآمال تتصل
لو كنت اشهر بعض العز في وطني / ما كنت عن وطني المحبوب ارتحل
ماذا يثبط في بغداد معتزمي / وليس لي ناقة فيها ولا جمل
ليلى الحقيقة في حلي ومرتحلي / هي الخيال هي السلوى هي الامل
ما في هواي لليلى من مصانعة / أليس تأمرني ليلى وامتثل
حملته بين احشائي بلا برم
حملته بين احشائي بلا برم / اغذوه فيها الى وضعي له بدمي
وكان اما نهاري جاء من فكري / وكان اما بليلي نمت من حلمي
وضعته بعد آلام مؤملة / وفي المؤمل تخفيف من الالم
وبعد وضعي له ساقيت نبعته / حولين بالدر من ثديي بلا سأم
وطالما قمت في ليلي اراقبه / وطالما نام في حضني ولم انم
وكنت انظر ساعات اليه فلا / ارى هنالك الا وجه مبتسم
وشب ينمو كخوط البان مزدهراً / حتى تناسق من فرع الى قدم
وفاق كل قرين في ثقافته / فكان اشهر من نار على علم
حتى اذا قلت ان الدهر من مقة / مسالم لي وان السعد ملتزمي
اصابني في وحيدي غير مكترث / لما بقلبي من حب ومن ضرم
فرام بي حين جاء الموت يخطفه / تشبثا ثم لما اقتيد لم يرم
اجل تحفز يبغي الموت غيلته / فنال منه كذئب القرة النهم
سطا عليه بجنح الليل مختطفاً / واغتاله قبل وجه الصبح من امم
ولست تاللَه انسى حسن طلعته / ولا حلاوة ذاك اللفظ والكلم
فكان ان جاء في امر يكلمني / في سمعي الصوت منه احسن النغم
وكان صورته من خير ما نظرت / عيني وشيمته من اكرم الشيم
وسوف ابقى على الايام ذا كرةً / لما هنالك من عزم ومن شمم
اما هواه فملء القلب يشبعني / مسرة واسمه المحبوب ملء فمي
وكنت آمل عونا منه في كبرى / على صروف زماني ثم في هرمي
وللسعادة ايام قد انصرمت / اما شقائي فهذا غير منصرم
واحر قلباه من نار قد اضطرمت / من سورة الثكل فيه أي مضطرم
كأن قلبي بركان به انحبست / نيرانه مع ما فيه من الحمم
يا دهر انك لم تعطف على كبرى / وما رحمت بياض الشعر في لممي
قد اخترمت اعز الناس قاطبة / علي تقسو فهلا كنت مخترمي
وقد بنيت به الآمال شاهقة / فيا شواهق آمالي به انهدمي
ما ان ذكرتك الا صحت مجهشة / بني فقدك جرح غير ملتئم
يا كوكب الصبح قل لي اين انت وقل / لي اين ما كان يذكو فيك من ضرم
قالوا سيرجع حيا بعد ميتته / وهل سيرجع معدوم من العدم
الا اذا شاء بي فهو مقتدر / على اعادة آلاف من الرمم
لكنما اللَه لو شاء الحياة لهم / ما سلط الموت محتوما على الامم
استغفر اللَه ان الحزن دلهني / حتى تعثرت الالفاظ في كلمي
اني اذا كان ربي لم يضع رشدي / فليس الا بحبل اللَه معتصمي
اللَه يبعث موتانا ليجزيهم / على طواعية في الامر او اثم
واللَه يمقت مكارا ومنتقما / واللَه اكبر مكار ومنتقم
ادهى الكوارث ما يشقى الجميع به / والحادث الفرد دون الحدث العمم
وما اتهامك دهرا لا اختيار له / فيما يجيء من الاحداث والازم
وهل اذا الجلم المشحوذ اوسعنا / قرضاً نعاتب الا صاحب الجلم
لا تحزننّ اذا اصبحت متهما / فلست وحدك يا دهري بمتهم
الارض والشمس والاقدار قاطبة / لم تنج واحدة منها من التهم
ما الدهر في سيره الا كدائرة / وما الحدوث سوى شكل من القدم
ونحن الا فقاقيع مبعثرة / في لج بحر بعيد الغور ملتطم
اني لاحقر نفسي ثم احقرها / اذا تصورت ما للكون من عظم
لقد تنقدني ناس قد انغمسوا / في الجهل لا يكتبون النون بالقلم
يخفون في الضوء كالخفاش انفسهم / ولا يطيرون الا في حمى الظلم
ما للحياة وراء الموت تجديد
ما للحياة وراء الموت تجديد / فلا يقوم من الاجداث ملحود
فيها النهار كليل لا صباح له / اما الليالي فتلكم كلها سود
القبر آخر بيت للألى هلكوا / والحس في الهالك الملحود مفقود
فليس يدرى الذي هيل التراب على / جثمانه ان ما يحويه اخدود
ولي الشتاء وانواء الشتاء وقد / جاء الربيع ولما يورق العود
هناك جذع على الارض الخلاء لقى / كأنه في مهب الريح جلمود
وهكذا المرء شلو في نهايته / وهكذا المرء منه الركن مهدود
اما القصور فتلكم في مناكبها / مثل القبور عباديد عباديد
للحي جهد جهيد للحياة وما / للميت كيما يدوم الموت مجهود
سل الجماعات من عرب ومن عجم / هل بينهم واحد في العيش مسعود
اشكوا الى اللَه تعساً لا يفارقني / كأنه بي حتى الموت معقود
داء عقام واوجاع مبرحة / وفوقهن من الاشرار تهديد
لم يبق لي غير باب الموت منفتحا / وكل باب سواه فهو مسدود
اليوم التمس اللذات كاذبة / في ذكر عهد به انصاعت لي الغيد
لقد تلقص ظل كنت الزمه / من الشباب زمانا وهو ممدود
لا خمرة منه لي احسو سلافتها / ولا على كرمة الآمال عنقود
كان الشباب ربيعاً فيه تطربني / من العصافير في الصبح الاغاريد
مات الشباب وافراح الشباب معاً / الا هموما بهن الروح مكدود
الشعر كالفارس المغوار ذو جرة
الشعر كالفارس المغوار ذو جرة / ويومه في قديم العهد مشهود
واللفظ غمد لمعناه ومن عجب / ان يقطع النصل منه وهو مغمود
والشعر في لفظه كالماء مجتمعاً / ان كان في السمع عذبا فهو مورود
والشعر يكبر اما كان مبتكرا / والشعر لا ينبغي في الشعر تقليد
والشعر يهتف دهراً بعد قائله / والشعر للشاعر الخنذيذ تخليد
وشاعر الحب ما ان فيه من ثقل / فطالما حمل الصيداح املود
يا روضة الشعر مالي عنك من حول / ما دام في ايكك الفينان غريد
وقد اثوب الى عقلي فينبئني / ان القريض خيال فيه تبعيد
قد لمت دهري على ما جاء من رهق / وقلت لم ينج من عدواك موجود
الموت امضى سلاح في يديك وكم / به تجندل صنديد وصنديد
فقال لي لا تلمني قبل معرفتي / فانني بنواميس لمصفود
نصيبي العجز عن نفع وعن ضرر / فانما في يدي غيري المقاليد
لم يكذب الدهر فيما قال معتذرا / حتى يسفهه دحض وتفنيد
لا تجزعنّ اذا ما فتنة حدثت / ما انت وحدك بالاضرار مقصود
تأبى الطبيعة الا ان تطاوعها / وانت تؤثر ما تبغى التقاليد
فاختر لرأسك جلمودا لتضربه / ولا تقلّ على الارض الجلاميد
ذممت للناس دنياهم تزهدهم / وانت ان ذكر اسم الموت رعديد
تخشى الردى واجفا في كل نازلة / وانت بالجنة الغناء موعود
تصدق القول ترويه مقلدة / وان وهت منه في النقل الاسانيد
قل للذي ذهبت ايام عزته / لا تأس فالدهر تنزيل وتصعيد
الناس يحيون بالآمال تنعشهم / وانت من دونهم في اليأس موؤد
لا يسبق الراكب اليعفور ينخسه / من تحتهم تتبارى الضمر القود
ولا حجارتنا تحكى قنابلهم / كلاّ ولا عندنا علم وتمهيد
ما اسبق الجيل شأواً في حضارته / لو لم تثبطه للجهل التقاليد
لقد تمنيت ان الموت يمهلني / او انني بعد الف منه مولود
ان الوجود الذي حفّ الفضاء به / في واسع اللا تناهى منه ممدود
لقد ضحكت فكان الضحك ملء فمي / من الذي قال ان الكون محدود
تحكي السماء لعين لا نفوذ لها / روضا كأن الثريا فيه عنقود
اما الذين لهم علم بما وسعت / فعندهم كل ما قد قيل مردود
ما الارض بين شموس لاعداد لها / الا حصاة حواليها جلاميد
وكم بها سدماً تمتد واسعة / فيها النجوم عناقيد عناقيد
أضاء ثم تدلى يأفل القمر
أضاء ثم تدلى يأفل القمر / كما ارتمت من عل حسناء تنتحر
وخريذ كو شهاب لاح منبثقا / كدمعة من عيون الليل تنحدر
اما النجوم فكانت فيه خافقة / كأنهن قلوب راعها خطر
اذ نحن من دجلة في عدوة رحبت / وقد تصافح فيها الماء والشجر
طابت على رملها للصحب ليلتهم / وطاب فيها لهم في جوفها السمر
وبعد ذلك ران النوم يغلبهم / على العيون فما قالوا ولا نظروا
ناموا سوى عندليب فوق ايكته / يقول شعرا وإما قال يبتكر
كأنه كان فيما كان يرسله / من الاغاريد يشكو ثم يعتذر
يشكو الى الليل اشجانا تؤرقه / والليل يصغى اليه وهو معتكر
لقد شجتني شكواه برقتها / وكل صوت رقيق بي له اثر
افي النهار لسان الشوك آلمه / ام لم يصافحه لما زاره الزهر
ام هدمت عشه الغربان قادرة / عليه وهو ضعيف ليس يقتدر
ام غاب عنه فلما ثاب مفتقدا / الفاه قد قام فيه حية ذكر
نزا على البان غريداً فهزهزه / حتى تظنيت ان البان ينأطر
سمعت شهقته في فرع ايكته / فخيل لي انها الآمال تنفجر
وخيل لي انها نار مؤججة / ينبث منها الى اطرافها الشرر
وخيل لي انها باتت بارديتي / والصدر مني والاعصاب تستعر
صوت له شجوه كالسهم منطلق / وربه في ضمير الليل مستتر
وصحت اسمعه شعري واعلمه / اني كما هو شاد ماله وزر
شعر حكى العين معناه يفيض اسى / ولفظه دمع تلك العين ينهمر
انا شبيهان في البلوى بمجتمع / فيه كلانا لقاء الموت ينتظر
اجل كلانا اذا ما اللَه لم يقه / شلو على الارض ملقى او دم هدر
أين القصيد التي أبياتها خزف
أين القصيد التي أبياتها خزف / من القصيد التي أبياتها درر
اني وان كنت قد مارسته عمرا / ما قلت شيئا به اسمو وافتخر
يا شعر كنت سلاحا لي اذود به / عني الاذى وبه قد كنت انتصر
عليك مني سلام عرفه عبق / فانما عن قريب عنك لي سفر
لقد بلغت من السبعين غايتها / والقبر لي بعد هذا العمر ينتظر
الشعر قد كثرت فيه مقلدة / وقلّ من نظموه مثلما شعروا
الشعر اوشك ان يردى بما ضغطت / عليه غلظة ناس فهو محتضر
العقل مفتكر والقلب مرتجل / وما كمرتجل للشعر مفتكر
اجل اذا رمت في نهج الحياة هدى / فالعلم نور اليه العقل يفتقر
العقل بالعلم لا بالشعر منتفع / والقلب بالشعر لا بالعلم مزدهر
القلب للشعر تغذوه عواطفه / والرأس للعلم فيه السمع والبصر
وبلبل الروض اني كان منبره / فهو الخطيب فلا عيّ ولا حصر
وجدت في الروض بعد اللأى مرقده / فكان في بقعة قد حفها الزهر
اني ملم باخبار الحياة وما / عندي سوى الظن عما بعدها خبر
بت العلاقات بالدنيا ونعمتها / موتى قد احتضنت اجسادهم حفر
وطالما حارب الاحرار مرهفة / يراعها ثلة تعتو فما اندحروا
ان القبور لا ولى بالألى عجزوا / عن الدفاع بدار الضيم فانتحروا
تشدو الضغط في ارض العراق على / حرية الشعب حتى كاد ينفجر
لا يرجع الحق دمع العين منهمرا / فانه من جروح العجز معتصر
والشعب ان لم تحرره جراءته / فلا يحرره الاعوال والعبر
الشعب يشبه بركانا به حمم / فان تفجر لا يبقى ولا يذر
والشعب يطلب حقا منه مغتصبا / فليسعد السيف ان لم يسعد القدر
المعت للسيف في شعري وليس لنا / بل نحن كالشاء لا ناب ولا ظفر
سيفعل الشعر ان جدت معارضة / ما ليس يفعله الصمصامة الذكر
وقد يجرده من شل ساعده / وقد يليح به من ليس يقتدر
والشعر ليس بمجد في كفاءته / ان اشغل القوم عنه اللهو والبطر
لقد عثرنا لدى التأويب من شلل / فينا وادلج اقوام فما عثروا
ولا صلاح لفرد او لاسرته / الا اذا ارتد عن عادته البشر
انا بعصر يعاب الصادقون به / وليس يحمد الا الكاذب الاشر
للصادقين عقاب في مواطنهم / كأنما الصدق ذنب
ما بال ليلتنا سوداء حالكة / فهل تقرر ان لا يطلع القمر
خذوا تراثي بلا حساب
خذوا تراثي بلا حساب / وكل ما قد حوت حقابي
خذوا تليدي خذوا طريفي / خذوا صميمي خذوا لبابي
خذوا اباريق خندريسي / خذوا كأوسي خذوا شرابي
خذوا قريضي خذوا يراعي / خذوا علومي خذوا كتابي
خذوا فنوني خذوا نبوغي / خذوا رشادي خذوا صوابي
خذوا خذوا في البلاد صيتي / وما يلي الصيت من غلاب
وفي عياض عن كل هذا / ردوا شبابي ردوا شبابي
البحر يغلى كان البحر بركان
البحر يغلى كان البحر بركان / تثيره تحت فيض الماء نيران
والليل داج سوى مصباح هادية / له على ظلمات الليل سلطان
تمزق البحر من هوجاء عاصفة / كقلب ثكلى لها في الليل ارنان
وراعت العين امواج قد اصطخبت / كأنهن عفاريت وجنان
في شكل مرتفع منها ومنخفض / كأنما هي كثبان ووهدان
وكان في ساحل الدأماء منتصباً / شخص تبين في عينيه اشجان
يرنو مليا الى فلك تقاذفه / في اللج امواجه والفلك هيمان
وبعد ما حالت الامواج بينهما / كأنما تلكم الامواج جدران
سمعته قائلا ويلي ومديداً / كما يشير إلى الاخطار لهفان
قد مزقته سيوف الموج مرهفة / حتى هوى فطواه اللج يختان
وكان قبل تواريه يصارعه / ثم اختفى وذويه ثم ما بانوا
الفلك يحوي عزيزاً لي فوا حزني / ان بت حبل رجائي فيه فقدان
لا ينبغي ان يكون البحر قاتله / ان كان للبحر ذي الامواج وجدان
ان كان ما كنت منه قبل في وجل / فسوف تنهش مني القلب احزان
أفي استطاعة من اهوى مصارعة / للموج ام هو من جراه عيان
ام ضمه البحر في احضان لجته / ام ليس للبحر مثل الام احضان
وبعد ذلك ناداه يسائله / فلم يجبه سوى الامواج انسان
فقال بل قد ثوى في لجه غرقا / واللج قبر له والموج اكفان
يا بحر خذني الى من انت آخذه / فانني لألى لقياه ظمآن
فان هلكت فمالي عنه منصرف / وان بقيت فمالي عنه سلوان
ثم ارتمى باندفاع لامرد له / في البحر يقحم فيه وهو اسوان
ان الحبيب لذي اودى الخضم به / هو القريض ومن يهواه جبران
والبحر ليس سوى الشرق الذي اضطربت / اموره والرياح الهوج اضغان
قد مات جبران مجهودا بمهجره / ولا تموت على جبران اشجان
لبنان ثكلى جثت تبكي ابن تلعتها / وشاركتها اسى مصر وبغدان
جبران فارقها روحا مرفرفة / وعاد يصبو اليها وهو جثمان
جبران يحضنه قبر كمشفقة / والقبر تحضنه كالام لبنان
قد شيعته رجال الحكم قاطبة / وشيعته نواقيس ورهبان
في قبره حكمة روعاء صامتة / وفوقه من صنوف الزهر الوان
وفوقه عبرات غير راقئة / يسقينه ثم روح ثم ريحان
ما كان جبران الا بلبلا غرداً / له على دوحه الفينان الحان
اذا ترنم يشدو فوق منبره / اصغت اليه من الآفاق آذان
اقرأه في دولة التجديد منفردا / حيث اسمه لكتاب الشعر عنوان
ان خط سطراً فان السطر مكتبة / او قال بيتا فان البيت ديوان
كم حكمة بعد ان فاه الحكيم بها / سارت بها في فجاج الارض ركبان
كانت لجبران ثورات مباركة / على القديم الذي يحيا وعصيان
اما القديم فنضناض لشرته / كأنه عندما يلقاك ثعبان
له الخلود بآثار له انتشرت / فيها جمال كضوء الصبح فتان
المرء اقدر من فوق التراب مشى / وان اكبر ما في المرء ايمان
الله عون للبنان وقد ثكلت / مما تكابده في الثكل لبنان
من ذا يجرعني كأسا مبردة / فانني من همومي اليوم حران
ان كان في الخسر لي ربح كما زعموا / فكل امر سوى الخسران خسران
ما من مجيب وقد ناديت ملء فمي / أليس في الحي كل الحي يقظان
غندى له قدره في كل مؤتمر
غندى له قدره في كل مؤتمر / ولا يعيب عليه العرى انسان
من ذا من الناس الا من به خطل / يزرى على السيف ان السيف عريان
حبذا ليلى والأغاني التي تش / دو بها في الغدوّ والآصال
انا صب بها أغنت جهارا / ام اتى شدوها كهمس الليالي
انني لا ادور في بال ليلى / وسوى ليلى لا يدور ببالي
والى هذا اليوم لم تتفتح / زهرة لي في روضة الآمال
سوف ادنو منها وان كان صعبا / ان يداني امثالها امثالي
سترى عيني وجهها من قريب / انت يا وجهها على العين غال
لم تكن ليلى بالجبانة الا / انها تخشى لذعة الاقوال
آه يا ليلى ان لججت على الهجر / فماذا اقول للعذال