القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 72
لَوْ قِيلَ هَلْ رَجُلٌ طالَتْ بَلِيَّتُهُ
لَوْ قِيلَ هَلْ رَجُلٌ طالَتْ بَلِيَّتُهُ / لاسْتَعْبَرَتْ مُقْلَتِي حَتَّى أَقولَ أَنا
وَلَوْ قَضى حَزَناً مُسْتَهْتَرٌ دَنِفٌ / لَكُنْتُ أَوَّلَ مَحْزُونٍ قَضى حَزَنا
هذا كِتابُ فَتَىً طالَتْ صَبَابَتُهُ / مُكَبَّلٍ في الهَوى وَقْفٍ لِكُلِّ ضَنى
بَياضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ
بَياضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ / صُدْغٍ مِنَ اللَّيْلِ مُسْوَدِّ الجَناحَيْنِ
سَلَلْتَ سَيْفاً قَتَلْتَ العالَمِينَ بِهِ / فَكَيْفَ لَوْ جَرَّدَتْ عَيْناكَ سَيْفَيْنِ
هِيَ الحَياةُ الَّتي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
هِيَ الحَياةُ الَّتي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها / تُمِيتُها كُلَّما شَاءَتْ وَتُحْييها
لَوْ أَنَّها خَاطَبَتْ مَيْتاً لَكَلَّمَها / وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ شَوْقاً يُلَبِّيها
عَادَيْتُ مِنْ أَجْلِها رُوحي وَقَدْ عَلِمَتْ / رُوحي بِأَنِّي أُعَادِي مَنْ يُعادِيها
وَلَسْتُ أَبْكي بِدَمْعِي حِينَ تُبْعِدُني / لَكِنْ بِرُوحي عَلَيْها حِينَ أَبْكِيها
للَّهِ إِنْسانُ طَرْفي حِينَ صَارَ بِها / عَبْدي كَما صِرْتُ فِيها عَبْدَ حُبِّيها
غُرِيتُ بِاللَّوْمِ فِيها إِذْ غُرِيتُ بِها / فَصِرْتُ أَهْوى مَلامي مِنْ مَلامِيها
هَذا لأَنَّ عَذابي صارَ يَعْذُبُ لِي / فيها وَأَنَّ حَيَاتي مِنْ أَيادِيها
يَا قَاتَلَ اللَهُ قَلْبي كَيْفَ صَبَّرَنِي / دَعَوْتُ بِالْمَوْتِ خَوْفاً مِنْ دَوَاعِيها
بِحَقِّها يا هَوَاها أَغْرِ هَجْرَكَ بِي / إِذا تَمَنَّيْتُ مِنْها هَجْرَ وَصْلِيها
رُحْ يا سَقَامِي عَلَى الأَعْضاءِ مُحْتَكِماً / كَما غَدَوْتَ لِفَرْطِ السُّقْمِ تُفُنِيها
خُذْ مِنْ قُوى النَّفْسِ مَا أَحْبَبْتَهُ صِلَةً / مِنِّي وَلا تُبْقِ لِي إِنْ شِئْتَ باقِيها
وَأَنْتَ فَاحْكُمْ بِمَا تَهْواهُ يا تَلَفِي / رَضِيتُ مِنْكَ بِهِ إِنْ كُنْتَ تُرْضِيها
عَساكِرُ الشَّوْقِ في قَلْبِي مُخَيِّمَةٌ / مُذْ خَيَّمَ الوَجْدُ لِي في رَبْعِ حُبِّيها
هَا قَدْ لَبِستُ ثِيابَ الضُّرِّ فِيكِ فَقَدْ / بُلِيتُ بِالسُّقْمِ فِيها قَبْلَ أُبْلِيها
وحَقِّ حُبِّكِ لا أَبْقَيْتُ مَا بَقِيتْ / عَيْني تَراكِ لِعَيْنِي دَمْعَةً فيها
وَلا اشْتَكَيْتُ إِلَيْها مَا وَجَدْتُ بِها / وَلا شَكانِي اشْتِكائِي مِنْ تَشَكِّيها
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ / وَجَلَّ عَنْ مُشْبِهٍ في الحُسْنِ يَحْكِيهِ
اُنْظُرْ إِلَى وَجْهِهِ وَاسْتَغْنِ عَنْ صِفَتي / سُبْحانَ خَالِقِهِ سُبْحَانَ بَاريهِ
النَّرْجِسُ الغَضُّ مِنْ أَجْفَانِ مُقْلَتِهِ / وَالوَرْدُ مِنْ خَدِّهِ وَالدُّرُّ مِنْ فِيهِ
دَعَا بِأَلْحَاظِهِ قَلْبي إِلى تَلَفِي / فَجَاءهُ مُسْرِعاً طَوْعاً يُلَبِّيهِ
مِثْلَ الفَراشَةِ تَأْتِي إِنْ رأَتْ لَهَباً / إِلى السِّراجِ فَتُلْقِي نَفْسَها فِيهِ
تُرَكِّبُ الرُّوحَ فِيهِ إِذْ تُرَكِّبُهُ
تُرَكِّبُ الرُّوحَ فِيهِ إِذْ تُرَكِّبُهُ / في حِجْرِها فَمَلاوِيها مَلاوِيهِ
حَتَّى إِذَا دَغْدَغَتْ أَوْتَارَهُ عَبَثاً / تكَلَّمَتْ أَلْسُنٌ مِنْ صَدْرِها فِيهِ
مَا أَفْسَدَتْ يَدُها اليُمْنى مَحَاسِنَهُ / مُذْ أَصْلَحَتْ يَدُها اليُسْرى مَساوِيهِ
كأَنَّ أَجْفَانَهُ مِنْ جِسْمِ عَاشِقِهِ
كأَنَّ أَجْفَانَهُ مِنْ جِسْمِ عَاشِقِهِ / قَدْ رُكِّبَتْ فَهْيَ بِالأَسْقَامِ تَحْكِيهِ
في صُدْغِهِ عَقْرَبٌ لِلْصُّدْغِ لادِغَةٌ / دِرْياقُ لَدْغَتِها يا قَوْمِ مِنْ فِيهِ
للَّهِ للَّهِ مَا أَحْلى رِضَاكِ وَمَا
للَّهِ للَّهِ مَا أَحْلى رِضَاكِ وَمَا / أَمَرَّ سُخْطَكِ يا مَوْلاةَ مَوْلاهَا
لا شَيءَ أَحْسَنُ مِنْها إِنَّها خُلِقَتْ / أَعَزَّ شَيءٍ لِقَلْبِي حِينَ أَلْقَاهَا
إِذا تَلَهَّبَ نَارُ الشَّوْقِ في كَبِدي / أَطْفَاهُ مَاءُ التَّلاقي عِنْدَ رُؤْياها
يا مَنْ إِذا زِدْتُ ذُلا زَادَني تِيها
يا مَنْ إِذا زِدْتُ ذُلا زَادَني تِيها / عَلِّلْ بِوَعْدِكَ نَفْسِي فَهْوَ يَكْفِيها
أَمَتَّها بِدَوامِ الهَجْرِ مِنْكَ وَلَوْ / وَصَلْتَها كانَ رُوحُ الوَصْلِ يُحْييها
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً لا شَرِيكَ لَهُ / صَبْراً فَقَدْ حُرِمَتْ نَفْسِي أَمَانِيها
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ إِنِّي قَدْ كَلِفْتُ بِمَنْ / لا أَسْتَطِيعُ لَهُ وَصْفاً وَتَشْبِيها
لا تَعْجَبِي لاخضِرارٍ في عَوَارِضِهِ / فَإِنَّ جَدْوَلَ ماءِ الحُسْنِ يَسْقِيها
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي / نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها / أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها / فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً / تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ / وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ / وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ / فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ / مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ / مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا / مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً / مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ / إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها / مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ / تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى / بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ / وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ / يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا / مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ / وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً / مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ / حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ / فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها / فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي / حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
قَدْ جَاءَتِ البَغْلَةُ السَّفْوَاءُ يَجْنُبُها
قَدْ جَاءَتِ البَغْلَةُ السَّفْوَاءُ يَجْنُبُها / لِلْبَرْقِ غَيْثٌ بَدَا يَنْهَلُّ مَاطِرُهُ
عَرِيقَةٌ نَاسَبَتْ أَخْوالَها فَلَها / بِالْعِتْقِ مِنْ أَكْرَمِ الجِنْسَيْنِ فَاخِرُهُ
مِلءُ الحِزَامِ وَمِلءُ العَيْنِ مُسْفِرَةٌ / يُرِيكَ غَائِبَها فِي الحُسْنِ حَاضِرُهُ
أَهْدى لَها الرَّوْضُ مِنْ أَوْصَافِهِ شِيَةً / خَضْراءَ نَاضِرَةً إِنْ زَالَ ناضِرُهُ
لَيْسَتْ بِأَوَّلِ حُمْلانٍ شَرَيْت بِهِ / حَمْدِي وَلا هِيَ يَا ذَا الجُودِ آخِرُهُ
كَمْ قَدْ تَقَدَّمَها مِنْ سَابِحٍ بِيَدِي / عِنَانُهُ وَعَلى الجَوْزَا حَوَافِرُهُ
أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً / بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي أَنْ تُوَدِّعَني / رُوحُ الحَياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ
وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الرَّحيلِ ضُحَىً / وأَدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُهُ
وَكَم تَشَفَّعَ في أَن لا أُفارِقَهُ / وَلِلضَّرُورَةِ حَالٌ لا تُشَفِّعُهُ
يا سَادَتي هذِهِ رُوحي تُوَدِّعُكُمْ
يا سَادَتي هذِهِ رُوحي تُوَدِّعُكُمْ / إِذْ كَانَ لا الصَّبْرُ يُسْلِيها وَلا الجَزَعُ
قَدْ كُنْتُ أَطْمَعُ في رَوْحِ الحَياةِ لَها / فَالآنَ مُذْ غِبْتُمُ لَمْ يَبْقَ لِي طَمَعُ
لا عَذَّبَ اللَهُ رُوحي بِالبَقاءِ فَما / أَظُنُّها بَعْدَكُمْ بِالعَيْشِ تَنْتَفِعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025