القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 112
أقبل على الشعر إن الشعر فيه هدىً
أقبل على الشعر إن الشعر فيه هدىً / وإنه سبب للمجد مقتدرُ
لم يقرض الشعر يوماً في حقيقته / إِلّا الألى نظموه مثلما شعروا
قد أظهروا أَنَّهم في كل ما فعلوا
قد أظهروا أَنَّهم في كل ما فعلوا / يدافعون عن الأوطان والدينِ
وَفي السياسة للأَلفاظ مقدرة / ليست على سامعيها للبراهين
لَقَد علمت لو اَنَّ العلم ينفعني
لَقَد علمت لو اَنَّ العلم ينفعني / من طول ما جئت قبلاً أدرس الناسا
أن الجماعة دون الفرد معرفة / وفوقه بصروف الدهر إحساسا
ما زالَ للمرء من لذات عيشته
ما زالَ للمرء من لذات عيشته / رضىً وَللمرء من آلامه برمُ
لم يعرف المرء في كل الحياة سوى / حقيقتين هما اللذات والالمُ
ما إن يَزول عن الشعب الهياج وإن
ما إن يَزول عن الشعب الهياج وإن / زالَ الَّذي كان في إحداثه السببا
كَما تغادر وجهَ البحر زوبعةٌ / له تثير وَيَبقى البحر مضطربا
مَنِ اطمأنَّ بدين كان يرضعه
مَنِ اطمأنَّ بدين كان يرضعه / فَلَيسَ يسمع تأنيب البراهينِ
وَلَيسَ يقبل في دين معارضةً / إلا الَّذي هو في شك من الدينِ
إن المجرة تحوى من كواكبها
إن المجرة تحوى من كواكبها / ما لَيسَ يحصيه من ذي حسبة قلمُ
كأَنَّها حيوان والنجوم بها / هي الخَلايا به والكَهرباء دمُ
لا يَغضَب الناس من مَقالي
لا يَغضَب الناس من مَقالي / إن قلتُ أَصل الإنسان حيوانْ
فإنَّ إنساناً ابن قردٍ / أفضل من قردٍ ابن إنسانْ
قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ
قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ / وطال في الشرق إقرارٌ وإذعانُ
الغرب فيه نشاطٌ خلف حاجته / يسعى ليبلغها والشرق كسلانُ
الغرب مستلبٌ والشرق مهتضمٌ / والغرب منتبهٌ والشرق وسنانُ
إن أنقض الغرب ظهر الشرق يرهقه / فالدهر والأرض والعادات أعوانُ
وقد يثور من الإرهاق منفجراً / كما يثور من التضييق بركانُ
متى تقلم أظفارٌ محددة / فلا يجور على الإنسان إنسان
وهل يُرجَّى وفاقٌ بعدما اختلفت / مطامع وسجيات وأديان
لا يحفظ السلم أبرار ملائكة / ويوقد الحرب إما شاء شيطانُ
زكت دماءٌ لأجل الحق سائبةٌ / فإنها وحدها للمجد أثمانُ
إن لم تكن قوةٌ للمرء بالغةٌ / فكل حقٍّ به قد لاذ بطلان
يا أم كلثوم غني فالهوى نغم
يا أم كلثوم غني فالهوى نغم / تلذه الشيب والشبان كلهمُ
غني وغني على الأوتار صادحةً / فإنما بالأغاني تنهض الأممُ
من أجل صوتٍ رخيمٍ منك يسمعه / يا أم كلثوم جاء الجمع يزدحمُ
قد هزه صوتك الموَّارُ يطربه / فهاج كالبحر ذي الأمواج يلتطمُ
غني فليلتنا من بعد حلكتها / فيها بأوجهنا الأنوار تبتسمُ
كأنما نحن في حربٍ تهاجمنا / فيها المسراتُ والأحزانُ تنهزمُ
غني لنا ثم غني إن ليلتنا / فيها العواطف بالألباب تصطدمُ
إنَّ الغناء إلى محياي يجذبني / وإن مشت في طريق الموت بي القدمُ
الحسن تسمعه كالحسن تبصره / ما عنهما من غنىً يأتي به السأمُ
كلاهما يبتغي قلباً ليملكه / والقلب بينهما في المرءِ منقسمُ
لا يبلغ المرء من لذاته وطرا / حتى يمتع منه السمع والبصرا
افرح بدنياك واشبع من مشاهدها / فبعدها لا ترى شمساً ولا قمرا
ماذا يريبك في عصرٍ نعيش به / من شاعرٍ بالذي في قلبه جهرا
قالوا كفرت ولم أكفر كما زعموا / أكلُّ من قال حقّا بيننا كفرا
يا حبّذا الحسن يهدي زهره عبقاً / وحبذا الحبُّ تلقي نارهُ شررا
يا أم كلثوم إنا أمةٌ رزحت / تحت المصائب أحقاباً فسلينا
يا أم كلثوم إن اليأس يقتلنا / إذا تأبيتِ والآمال تحيينا
إني دخلت جحيمي قبل آخرتي / وذقت في العيش زقوماً وغسلينا
يا نجمةً في سماء الرافدين بدت / إنا نحييك أفواجاً فحيينا
أرسلت نوراً بهياً في أشعته / نرى الجمال أفانيناً أفانينا
يا أم كلثوم حيينا مغردةً / حيي الملائكَ منا والشياطينا
بلى جُننا بلحنٍ قد شدوت به / وقبل ذلك ما كنا مجانينا
ماذا عليَّ إذا آليتُ في كبري / أن لا أغازل إلا الربرب العينا
لي في الحياة احترامٌ للنواميس / فلا أبدِّلُ موهوماً بمحسوس
إني امرؤُ الشكِّ لا إيمان يربطني / بالخير إن كان شيئاً غير ملموس
إني لفي جنةٍ للفن دانيةٌ / قطافها ولها حمدي وتقديسي
وكم هنالك إبليساً يحاول أن / يزيحني بخداعٍ من فراديسي
أعوذ بالله ربي فهو يعصمني / إذا استعنت به من كل إبليس
يا أم كلثوم إن الشعر ذو نسبٍ / إلى الغناء كمثل الشمس قُدموس
غني وغني إلى أن يظهر الفلقُ / ويذهب الليل كل الليل والغسقُ
يا أم كلثوم إنَّ الأمر مشتركٌ / فإن سكت فلسنا فيه نتفقُ
طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا / ككوكب في سماء الفن يأتلقُ
ما أجمل الفن قد أرخى ذوائبه / وكوكب الفن منه النور ينبثقُ
قد انتظرنا ونار الوجد واقدةٌ / نكاد من حرها اللذاع نحترقُ
غني لنا ثم غني إننا فئةٌ / إلى الغناء إذا ما طاب نستبقُ
ولنغتنم هذه الساعات سانحةً / فإنني بصفاءِ الدهر لا أثقُ
قالوا الغناء غذاءُ الروح ينعشه / والحق فيما به في وصفه نطقوا
أميرةَ الفن إنا من رعاياك / نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي
في صوتك الفن قد لاقى سعادته / فإنه كل يومٍ لاثمٌ فاك
كنا إذا ما تمنينا لعاطفةٍ / في النفس لا نتمنّى غير لقياك
وتلك أمنية تغري الشكوك بها / كوردةٍ ذات حسنٍ بين أشواك
ورب سائلة لي وهي باكية / وقد رأتني أبكي بعد إمساك
تقول ماذا الذي أبكاك خاطره / فقلت هذا الذي في النفس أبكاكِ
ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما / غداً إذا اجتمع المشكو والشاكي
إن الرزايا تريد موتي
إن الرزايا تريد موتي / لكنما النفس لا تريد
أيتها النفس لا تخافي / فإنما الموت قد يفيد
نحن بوقت من مات فيه / فإنه الرابح السعيد
من ذا سوى اللَه وهو رب / الورى وإبليس لا يبيد
عسى الذي عاف أرضه أن / يضمه عالم جديد
جهنم للذين ماتوا / في كفرهم حرها شديد
لكنما الخالدون فيها / نوابغ كلهم رشيد
لتلك خير لي من جنان / أكثر أصحابها بليد
وليس من قد أباد قوماً / لهم على ما أرى يعيد
قالوا بأن حي
قالوا بأن حي / له على عرشه ثبوت
فقلت ما غير وهم / أكبره الوصف والنعوت
إن حيي العلم في أناس / من ذاته هذه
أوسعني المؤمنون سبا / فكان بي يحسن السكوت
لكنني قلتها لأني / حسبتها فرصة تفوت
إن الذي خلق الإنسان من علق
إن الذي خلق الإنسان من علق / وصاغ خلقته في خير تقويم
ماذا أراد بأثداء الرجال وما / يصلحن يوماً لشيء في الأقاليم
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما / في وهمه وله يعنو وينقاد
أن الذي عبد الأصنام أفضل من / ذي غرة هو للأوهام عباد
قد كانت الأرض والسماء
قد كانت الأرض والسماء / وكانت الشمس والضياء
والأنجم الزاهرات ليلا / يضم اشتاتها الفضاء
وليس في الأرض من حياة / يظهر في بذرها نماء
حتى إذا ما الأرض استعدت / وساعد الماء والهواء
بدت عليها الحياة توا / فكان منها لها رواء
ثم توالى الحيوان فيها / واختلف الشكل والبناء
محتدما بينها نزاع / لأجل أن يحصل البقاء
وامتاز من بينهما فريق / سلاحه العقل والذكاء
كذلك الحرب إن منها / نتيجة الغالب ارتقاء
فجاء منه الإنسان يعلو / به على غيره الدهاء
كم من حروب أثار الدين ثائرها
كم من حروب أثار الدين ثائرها / فكان يظهر في حوماتها باسا
للدين في كل قطر آهل كلم / سحارة اللفظ يستهوي بها الناسا
صلى الإله على إبليس فهو له
صلى الإله على إبليس فهو له / تصرف مثلما لِلّه في الناس
اللَه يلقى بإلهام مقاصده / في كل قلب وإبليس بوسواس
من رام يثبت صدق الدين بالحجج
من رام يثبت صدق الدين بالحجج / جنى على العلم والأسماع والمهج
هي الحقيقة فاسمعها علانية / من شاعر عربي غير ذي عوج
الدين ليس بمحتاج إلى حجج
الدين ليس بمحتاج إلى حجج / إذا تمكن من قلب بتلقين
وليس مرتضياً في دينه جدلاً / إلا الذي هو في شك من الدين
يرجون بالدين أنهم إن
يرجون بالدين أنهم إن / ماتوا يعيشون من جديد
كم من شهيد للدين فيهم / وليس للعلم من شهيد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025