المجموع : 112
أقبل على الشعر إن الشعر فيه هدىً
أقبل على الشعر إن الشعر فيه هدىً / وإنه سبب للمجد مقتدرُ
لم يقرض الشعر يوماً في حقيقته / إِلّا الألى نظموه مثلما شعروا
قد أظهروا أَنَّهم في كل ما فعلوا
قد أظهروا أَنَّهم في كل ما فعلوا / يدافعون عن الأوطان والدينِ
وَفي السياسة للأَلفاظ مقدرة / ليست على سامعيها للبراهين
لَقَد علمت لو اَنَّ العلم ينفعني
لَقَد علمت لو اَنَّ العلم ينفعني / من طول ما جئت قبلاً أدرس الناسا
أن الجماعة دون الفرد معرفة / وفوقه بصروف الدهر إحساسا
ما زالَ للمرء من لذات عيشته
ما زالَ للمرء من لذات عيشته / رضىً وَللمرء من آلامه برمُ
لم يعرف المرء في كل الحياة سوى / حقيقتين هما اللذات والالمُ
ما إن يَزول عن الشعب الهياج وإن
ما إن يَزول عن الشعب الهياج وإن / زالَ الَّذي كان في إحداثه السببا
كَما تغادر وجهَ البحر زوبعةٌ / له تثير وَيَبقى البحر مضطربا
مَنِ اطمأنَّ بدين كان يرضعه
مَنِ اطمأنَّ بدين كان يرضعه / فَلَيسَ يسمع تأنيب البراهينِ
وَلَيسَ يقبل في دين معارضةً / إلا الَّذي هو في شك من الدينِ
إن المجرة تحوى من كواكبها
إن المجرة تحوى من كواكبها / ما لَيسَ يحصيه من ذي حسبة قلمُ
كأَنَّها حيوان والنجوم بها / هي الخَلايا به والكَهرباء دمُ
لا يَغضَب الناس من مَقالي
لا يَغضَب الناس من مَقالي / إن قلتُ أَصل الإنسان حيوانْ
فإنَّ إنساناً ابن قردٍ / أفضل من قردٍ ابن إنسانْ
قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ
قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ / وطال في الشرق إقرارٌ وإذعانُ
الغرب فيه نشاطٌ خلف حاجته / يسعى ليبلغها والشرق كسلانُ
الغرب مستلبٌ والشرق مهتضمٌ / والغرب منتبهٌ والشرق وسنانُ
إن أنقض الغرب ظهر الشرق يرهقه / فالدهر والأرض والعادات أعوانُ
وقد يثور من الإرهاق منفجراً / كما يثور من التضييق بركانُ
متى تقلم أظفارٌ محددة / فلا يجور على الإنسان إنسان
وهل يُرجَّى وفاقٌ بعدما اختلفت / مطامع وسجيات وأديان
لا يحفظ السلم أبرار ملائكة / ويوقد الحرب إما شاء شيطانُ
زكت دماءٌ لأجل الحق سائبةٌ / فإنها وحدها للمجد أثمانُ
إن لم تكن قوةٌ للمرء بالغةٌ / فكل حقٍّ به قد لاذ بطلان
يا أم كلثوم غني فالهوى نغم
يا أم كلثوم غني فالهوى نغم / تلذه الشيب والشبان كلهمُ
غني وغني على الأوتار صادحةً / فإنما بالأغاني تنهض الأممُ
من أجل صوتٍ رخيمٍ منك يسمعه / يا أم كلثوم جاء الجمع يزدحمُ
قد هزه صوتك الموَّارُ يطربه / فهاج كالبحر ذي الأمواج يلتطمُ
غني فليلتنا من بعد حلكتها / فيها بأوجهنا الأنوار تبتسمُ
كأنما نحن في حربٍ تهاجمنا / فيها المسراتُ والأحزانُ تنهزمُ
غني لنا ثم غني إن ليلتنا / فيها العواطف بالألباب تصطدمُ
إنَّ الغناء إلى محياي يجذبني / وإن مشت في طريق الموت بي القدمُ
الحسن تسمعه كالحسن تبصره / ما عنهما من غنىً يأتي به السأمُ
كلاهما يبتغي قلباً ليملكه / والقلب بينهما في المرءِ منقسمُ
لا يبلغ المرء من لذاته وطرا / حتى يمتع منه السمع والبصرا
افرح بدنياك واشبع من مشاهدها / فبعدها لا ترى شمساً ولا قمرا
ماذا يريبك في عصرٍ نعيش به / من شاعرٍ بالذي في قلبه جهرا
قالوا كفرت ولم أكفر كما زعموا / أكلُّ من قال حقّا بيننا كفرا
يا حبّذا الحسن يهدي زهره عبقاً / وحبذا الحبُّ تلقي نارهُ شررا
يا أم كلثوم إنا أمةٌ رزحت / تحت المصائب أحقاباً فسلينا
يا أم كلثوم إن اليأس يقتلنا / إذا تأبيتِ والآمال تحيينا
إني دخلت جحيمي قبل آخرتي / وذقت في العيش زقوماً وغسلينا
يا نجمةً في سماء الرافدين بدت / إنا نحييك أفواجاً فحيينا
أرسلت نوراً بهياً في أشعته / نرى الجمال أفانيناً أفانينا
يا أم كلثوم حيينا مغردةً / حيي الملائكَ منا والشياطينا
بلى جُننا بلحنٍ قد شدوت به / وقبل ذلك ما كنا مجانينا
ماذا عليَّ إذا آليتُ في كبري / أن لا أغازل إلا الربرب العينا
لي في الحياة احترامٌ للنواميس / فلا أبدِّلُ موهوماً بمحسوس
إني امرؤُ الشكِّ لا إيمان يربطني / بالخير إن كان شيئاً غير ملموس
إني لفي جنةٍ للفن دانيةٌ / قطافها ولها حمدي وتقديسي
وكم هنالك إبليساً يحاول أن / يزيحني بخداعٍ من فراديسي
أعوذ بالله ربي فهو يعصمني / إذا استعنت به من كل إبليس
يا أم كلثوم إن الشعر ذو نسبٍ / إلى الغناء كمثل الشمس قُدموس
غني وغني إلى أن يظهر الفلقُ / ويذهب الليل كل الليل والغسقُ
يا أم كلثوم إنَّ الأمر مشتركٌ / فإن سكت فلسنا فيه نتفقُ
طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا / ككوكب في سماء الفن يأتلقُ
ما أجمل الفن قد أرخى ذوائبه / وكوكب الفن منه النور ينبثقُ
قد انتظرنا ونار الوجد واقدةٌ / نكاد من حرها اللذاع نحترقُ
غني لنا ثم غني إننا فئةٌ / إلى الغناء إذا ما طاب نستبقُ
ولنغتنم هذه الساعات سانحةً / فإنني بصفاءِ الدهر لا أثقُ
قالوا الغناء غذاءُ الروح ينعشه / والحق فيما به في وصفه نطقوا
أميرةَ الفن إنا من رعاياك / نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي
في صوتك الفن قد لاقى سعادته / فإنه كل يومٍ لاثمٌ فاك
كنا إذا ما تمنينا لعاطفةٍ / في النفس لا نتمنّى غير لقياك
وتلك أمنية تغري الشكوك بها / كوردةٍ ذات حسنٍ بين أشواك
ورب سائلة لي وهي باكية / وقد رأتني أبكي بعد إمساك
تقول ماذا الذي أبكاك خاطره / فقلت هذا الذي في النفس أبكاكِ
ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما / غداً إذا اجتمع المشكو والشاكي
إن الرزايا تريد موتي
إن الرزايا تريد موتي / لكنما النفس لا تريد
أيتها النفس لا تخافي / فإنما الموت قد يفيد
نحن بوقت من مات فيه / فإنه الرابح السعيد
من ذا سوى اللَه وهو رب / الورى وإبليس لا يبيد
عسى الذي عاف أرضه أن / يضمه عالم جديد
جهنم للذين ماتوا / في كفرهم حرها شديد
لكنما الخالدون فيها / نوابغ كلهم رشيد
لتلك خير لي من جنان / أكثر أصحابها بليد
وليس من قد أباد قوماً / لهم على ما أرى يعيد
قالوا بأن حي
قالوا بأن حي / له على عرشه ثبوت
فقلت ما غير وهم / أكبره الوصف والنعوت
إن حيي العلم في أناس / من ذاته هذه
أوسعني المؤمنون سبا / فكان بي يحسن السكوت
لكنني قلتها لأني / حسبتها فرصة تفوت
إن الذي خلق الإنسان من علق
إن الذي خلق الإنسان من علق / وصاغ خلقته في خير تقويم
ماذا أراد بأثداء الرجال وما / يصلحن يوماً لشيء في الأقاليم
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما / في وهمه وله يعنو وينقاد
أن الذي عبد الأصنام أفضل من / ذي غرة هو للأوهام عباد
قد كانت الأرض والسماء
قد كانت الأرض والسماء / وكانت الشمس والضياء
والأنجم الزاهرات ليلا / يضم اشتاتها الفضاء
وليس في الأرض من حياة / يظهر في بذرها نماء
حتى إذا ما الأرض استعدت / وساعد الماء والهواء
بدت عليها الحياة توا / فكان منها لها رواء
ثم توالى الحيوان فيها / واختلف الشكل والبناء
محتدما بينها نزاع / لأجل أن يحصل البقاء
وامتاز من بينهما فريق / سلاحه العقل والذكاء
كذلك الحرب إن منها / نتيجة الغالب ارتقاء
فجاء منه الإنسان يعلو / به على غيره الدهاء
كم من حروب أثار الدين ثائرها
كم من حروب أثار الدين ثائرها / فكان يظهر في حوماتها باسا
للدين في كل قطر آهل كلم / سحارة اللفظ يستهوي بها الناسا
صلى الإله على إبليس فهو له
صلى الإله على إبليس فهو له / تصرف مثلما لِلّه في الناس
اللَه يلقى بإلهام مقاصده / في كل قلب وإبليس بوسواس
من رام يثبت صدق الدين بالحجج
من رام يثبت صدق الدين بالحجج / جنى على العلم والأسماع والمهج
هي الحقيقة فاسمعها علانية / من شاعر عربي غير ذي عوج
الدين ليس بمحتاج إلى حجج
الدين ليس بمحتاج إلى حجج / إذا تمكن من قلب بتلقين
وليس مرتضياً في دينه جدلاً / إلا الذي هو في شك من الدين
يرجون بالدين أنهم إن
يرجون بالدين أنهم إن / ماتوا يعيشون من جديد
كم من شهيد للدين فيهم / وليس للعلم من شهيد