القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 244
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا / كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا
إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ / ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا
في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ / رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا
قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ / أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا
فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ / أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا
قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت / أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا
أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها / وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا
أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم / حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا
لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم / يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا
يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً / ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا
لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ / سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ / وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ
حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها / شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي
وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم / أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ
وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ / هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ
يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني / نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ
مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها / وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ
ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني / مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي
تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ / وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ
وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني / قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ
قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً / وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ
كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها / زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي
إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها / إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ
سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت / مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ
رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري / وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ
يا لَيلُ يا لَيلُ ما هَلَك
يا لَيلُ يا لَيلُ ما هَلَك / مَن نامَ في الحُبِّ أَوَّلَك
قَلبي عَلى جَمرَةِ الهَوى / عَيني عَلى فَحمَةِ الفَلَك
يا مَجهَلي ما أَطوَلَك /
أَلهَمُّ لي وَالسهدُ لَك /
أَمن جَحيمٍ إِلى جَحيم / أَم مِن نَعيمٍ إِلى نَعيم
يا حُبُّ قُل لي مَن أَرسَلَك / أَساحِرٌ أَنتَ أَم مَلَك
أَطفَأتُ ناري بِمُقلَتَيك / وَأُفرِغَت رَحمَتي عَلَيك
فَمن أَعادَ اللَهيبَ لي / وَمن أَعادَ الضيا إِلَيك
أَخليتُ قَلبي مُذ وَدَّعَك /
بِحَقِّ حُبِّيَ مَن أَرجَعَك /
وَلِم تَعود وَمن غُصوني لَم يَبقَ عود /
وَفي عُيوني لَم يَبقَ دَمعٌ لِيُطمِعَك /
رويتُ في السُنَّةِ المَشهورَةِ البركَه
رويتُ في السُنَّةِ المَشهورَةِ البركَه / اِنَّ الهَدِيَّةَ في الاِخوانِ مُشتَرَكَه
قل للذي كاد لولا خطٌّ لحيته
قل للذي كاد لولا خطٌّ لحيته / يكون أُنثى عليها الوَدع والسمَكُ
أما الفخامةُ أو خَلقُ الرجال فقد / أُعطيتَ منه لو أنّ اللبَّ محتنكُ
هل أنَتَ إلاّ فتاةُ الحيّ ما لبسوا / أمناً وأنت إذا ما حاربوا دُعَكُ
لا تحسبَنّي كأقوامٍ غمزتَهمُ / غمزَ الضعيفِ فما أعطوا وما تركوا
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ / فَأَضحَكَ الرَوضَ جَفنُ الضاحِكِ الباكي
وَغازَلَ الشَمسَ نورٌ ظَلِّ يَلحَظُها / بِعَينِ مُستَعبِرٍ بِالدَمعِ ضَحّاكِ
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا / بالخلق جذلانُ إن تشك الهوى ضحكا
لا تَعرِضَنّ لورَدٍ فوق وجنته / فإنّما نَصَبَتهُ عينُه شَرَكَا
يا دارَ ميَّة بالجَرعاءِ حيّاك
يا دارَ ميَّة بالجَرعاءِ حيّاك / صَوبُ الحَيا الرائح الغادي وأَحياكِ
ولا أَغَبَّك من دَمعي سواجمُه / إِن كانَ يُرضيكِ ريّا مدمعي الباكي
سَقياً ورَعياً لأَيّام قضيتُ بها / عيشَ الشَبيبة في أَكناف مَرعاكِ
ما هَينَمَت نسماتُ الرَوض خافقةً / إِلّا تنسَّمتُ منها طيبَ ريّاكِ
ولا تَغنّى حمامُ الأَيك في فَنَنٍ / إِلّا تذكّرتُ أَيّامي بمغناكِ
أَصبو إِلى الرَمل من جَرعاء ذي إضمٍ / وَما لِقَلبي وَللجَرعاءِ لَولاكِ
يخونُني جَلَدي ما حنَّ مكتئبٌ / وَينفذُ الصَبرُ مهما عنَّ ذكراكِ
لِلَّه طيبُ لَيالٍ فيكِ مشرقةٍ / مرَّت فَما كانَ أَحلاها وأَحلاكِ
إِذِ النَوى لم ترُع شَملي ولا عرِيَت / من اِصطياد الظِباء الغيد أَشراكي
يا ظبيةً بالكثيب الفرد راتعةً / أَوحشتِ عيني وفي الأَحشاءِ مَثواكِ
رميتِ قَلبي بسهمٍ من رَناكِ وقد / سكنتِ فيه فَما أَبعدتِ مَرماكِ
الغصنُ يُعرب عن عِطفيك مائسُهُ / وَطلعةُ البدر تُنبي عن مُحيّاكِ
وَكادَ يَحكيكِ ضوءُ الصُبح مبتَسِماً / لكن ثَناهُ وَميضٌ من ثَناياكِ
وَقيل شَمسُ الضُحى تَحكيكِ مشرقةً / وما حكتكِ ولكن أوهِمَ الحاكي
من قاسَ جَدوى يديك يوماً
من قاسَ جَدوى يديك يوماً / بالغيثِ ما برَّ في اِمتداحِك
الغيثُ ينهلُّ وهوَ باكٍ / وأَنتَ تُعطي وأَنتَ ضاحِك
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ / فَالعَين جاريةٌ وَالقَلب مَأواكِ
تُرى تُقرّبُنا بَعدَ البعادِ يدٌ / للدهر أَو لا فيهدي الطَيف لُقياكِ
أَسهرتِ طَرفي ليال بت أَغنمها / بِالوَصل مشرقةً بَدري محيّاكِ
أَهكذا تَرتَضي صَبَّ الدُموعِ عَلى / رَسمِ الرُبوع بَعيدٌ ذاك لَولاكِ
أَما كَفى ما ثوى في القَلب من شجنٍ / وَما الَّذي للهوى من حالة الشاكي
وَإِنّ لي شافعاً تُرجَى شَفاعتُه / مِن لَوعة الشاكي أَو من دَمعة الباكي
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا / يا يوسفاً تكرم العشاق مثواكا
حلَّلتَ قتلَ أُسارى الحبِّ مُسلمةً / فَيا مليك الهَوى ارفق بأسراكا
ما عن رضاً في الهَوى ذلّوا لعزته / لَولاك ما أَلفوا الإذلالَ لَولاكا
دامي المَدامع مَلهوبُ الجَوانح مت / عوبُ الجَوارح لا ينفكُّ يَرعاكا
رَددتَ آمالَه بِاليأس آسفةً / وَزاد ما يجرحُ الهجرانُ عيناكا
فهل ترقّ لصبٍّ أَنتَ قاتلُه / وَحبذا قتلُه لَو كان أَرضاكا
عَزِّ الفؤادَ عن الدنيا فليس ترى / عَيني سواك فمن هذا وَمَن ذاكا
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته / وَالدَهرُ مضطربٌ وَالأَمر مرتبكُ
حيّا فَأَحيى فُؤاداً بِالنَوى دنفاً / فَبت لَيلي وَعِندي الرُوحُ وَالملكُ
وافى عَلى حين تَحقيق الوَفا خَطرٌ / وَمسلكُ الودّ نَحوي لَيسَ ينسلك
كَأَنّ ذاكَ المُحيّا حينَ شرّفني / شَمسُ الضُحى وَلَها من مهجتي فَلك
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي / قَد أَذكرتنا بطيب الحَيّ ريّاكِ
هَل جزتِ أَرضَ حَبيب عَني ابتعدت / أَوطانُه فبهذا الطيب ذكّاكِ
أَو لا فزرتِ رُسوماً لي هُناك عَفت / كانت لغيّ الصِّبا جوّاً لأَملاك
إِن كانَ هذا وَكانَ العود مِن قسم / فحيّهم ردّك المَولى وَحيّاكِ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ / جاري العُيون غَزيرُ الدَمع مُركَمُهُ
يَبيتُ لَيلتَه مما يكابدُه / يَسترحمُ اللَهَ علّ اللَهَ يَرحمه
في قَلبه شغفٌ يودي إِلى تلفٍ / الحالُ تظهره وَالحَزمُ يَكتمه
وَكانَ فيما مَضى لَم يَدرِ فيم بَكَت / عَينُ المُحب وَسلْهُ اليَومَ تَفهمه
للوجدِ فيهِ عَلاماتٌ إِذا ذكروا / آلَ الهَوى في الهَوى يَوماً تقدّمه
وَما بِهِ غَيرُ خافٍ وَهوَ متّضحٌ / الناسُ تجهله وَاللَهُ يَعلمه
من نَظرةٍ عَرضَت بل تلك قَد نفثت / سحراً بَلى وَرمَت سَهماً تُقوّمه
دَعجاءُ إِنسانها يُغري القُلوب فَما / قَلبٌ يقابله إِلا يُكلّمه
أَوّاهُ مِن لَوعةٍ لا أَستطيعُ لَها / صَبراً جَميلاً تَكاد اللبَّ تعدمه
وَأَدمعٍ تفضحُ الكتمانَ شاهدةً / وَالدَمعُ يَفضح ذا الكتمان عَندَمُهُ
وَلو شَكَوتُ الهَوى يَوماً إِلى أَحدٍ / ما ضاق صَدرُ بِنارِ الوَجدِ أُضرِمه
لَقد حفظتُ الهَوى ممن يضيّعه / وَما اجتذمت وَداداً باتَ يَجذمه
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ / إلا بصافيةٍ كَالتبرِ مُنسبكِ
صَفراء إِن جليت تمحو الهُمومَ كَما / تبدّدُ الشَمسُ لَونَ الغاسقِ الحلك
يَحيى الرَميمُ بِها حَتّى إِذا تُليَت / آياتُها قام ذو البَلوى مِنَ النَّهَك
أَقولُ وَالكَأسُ قَد طافَ المديرُ بِها / يا مَن يقول ثبوتُ الشَمسِ في الفلك
أَما نهتك أُمورٌ أَنتَ تبصرُها / الشَمسُ دائرةٌ في راحَتَي ملك
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ / أَبقى الزَمان تَولّى بِالَّذي ملكهْ
أَمضى عَلى أُمم بَلواه من قدمٍ / وَكَم تقدّمَ مملوكٌ بِهِ ملكه
وَكَم فَتىً عَفَّرَت بِالترب جبهتَه / يَدُ المَنون وَضمَّته إِلى هلكه
وَكانَ فيما مَضى تمضي عزيمته / حَتّى أَصاب نجوم الجَوّ بَل حبكه
يا صاحبيَّ قفا وَاستوقفا عَجَباً / وَاستخبرا سر حالٍ ذو النهى سبكه
إِن الزَمان وَما تَفنى عَجائبُه / أَبدى وَلَكنَّ ستر الغيّ لَم يُرِكَهْ
فَقد خَلا أَهلُه عن كُل مكرمةٍ / كما خلت أَرضُه من آية البركه
وَلم يَدع ماجداً في الناس تَأملُه / إِلا غَدا سالِكاً غَيرَ الَّذي سلكه
وَلم يَقُم برجالٍ ماجدين لَهُم / عزمٌ يبدّدُ من جونِ العَنا حلكه
فَلو دَعا الشرّ خيرَ القَوم طار له / فَلا السليكُ يجاريه وَلا السُّلَكَهْ
وَخَير عالمهم في الجَمع منتصبٌ / يقيم زورَ القَضا أَو يَقسم التركه
فَما لعالمهم فضلُ السكينة لا / وَلا لجاهلهم رَأيٌ عَلى حركه
وَالموسرون وَمالُ الناس بينهم / كَالبَحر يُرسل فيهِ الصائدُ الشبكه
وَالمعسرون كما عاينتَ سعيهم / بعضٌ يصيد وَبَعضٌ يَأكل السمكه
فَكم تقرّ عيونٌ من لقاء فتىً / حتى تكذّبَها الأَخبارُ وَالمَلَكَه
لَولا اختبارك ساد الناس كلهمُ / لَكن مقاديرهم بالبحث مندركه
وَالناس صنفان هذا صانه شممٌ / يَزهى وَذلك مبذول اللُّهى هتكه
وَبعضهم دون ماء الوَجه يبذلُه / تَرى دماءهم حَمراءَ منسفكه
اللَه أَكبر كَم في الدَهر من حِكَمٍ / وَكَم نُفوسٍ عَلى الأَهواء مرتبكه
فَلا تَرى باذلاً إلا سفاهته / وَلا تَرى باخلاً إلا بما امتلكه
وَالكُل في غفلة وَاللَه ساترُهم / فَلَيت شعري متى تمتاز مؤتفكه
يا خيبة الناس ضاع الحَقُّ بَينهمُ / وَضل هاديهمُ في غيه سككه
وَكدّر الصَفوَ ظلمُ القَومِ أَنفسَهم / فَكُلُّ قَلب بِهِ داءٌ قد انتهكه
أَكل ذي نَشبٍ يذري بذي نسب / وَكُلُّ جاهلِ أَمرٍ كذَّب الدركه
وَذاك يخجل إن أَسلافُه ذُكرت / وَذا إِذا فكّروه دينَه تركه
يا رحمةَ اللَه يا ستراه قَد فضحت / عيوبها أَمّةٌ في الغيّ مشتركه
لا النصح يجدي وَلا الإنذارُ ينفعُهم / رَدعاً وَليس يردّ المجرمَ النسكه
فحسبك اللَه أن ترجو عنايته / وَاترك رجالاً عَلى الأَغراض معتركه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه / يغنيك عنه الَّذي صَوَّرْتَهُ بيدكْ
وإنما الحُسنُ حسنُ الخلق فارضَ بِهِ / واجعل لَهُ منزلاً يعلو ليقنع بك
هانَ عَلى أَهلِه فَأَمسى
هانَ عَلى أَهلِه فَأَمسى / مُدافِعاً بَينَهم معارَك
وعزَّ عِندَ الطَّعامِ حتَّى / كأنَّه اللَّهُ لا يشارَك
أزجُر جُفونَك عَن قَلبي فَقد ظَفِرَت
أزجُر جُفونَك عَن قَلبي فَقد ظَفِرَت / واستَبقِنِي لكَ دونَ الناسِ مَملوكا
ولا تَعُد تَتَسمَّى بَعد ما ملَكَت / قَلبي جُفونُكَ يا صُعلوكُ صُعلوكا
اللَه أَي دَم في كَربلا سفكا
اللَه أَي دَم في كَربلا سفكا / لَم يَجر في الأَرض حَتّى أَوقف الفَلكا
وَأَي خَيل ضَلال بِالطفوف عَدت / عَلى حَريم رَسول اللَه فَاِنتَهكا
يَوم بِحامية الإِسلام قَد نَهضت / بِهِ حمية دين اللَه إِذ تَرَكا
رَأى بِأَن سَبيل الغَي متبع / وَالرُشد لَم تدر قَوم أَية سلكا
وَالناس عادَت إِلَيهُم جاهليتهم / كَأَن مَن شَرع الإِسلام قَد أَفكا
وَقد تحكم بالإِيمان طاغية / يُمسي وَيُصبح بِالفَحشاء مُنهَمِكا
لَم أَدرِ أَين رِجال المُسلمين مَضوا / وَكَيفَ صارَ يَزيد بَينَهُم ملكا
العاصر الخَمر مِن لُؤم بعنصره / وَمِن خَساسة طبع يَعصر الودكا
هَل كَيفَ يَسلم مِن شرك وَوالده / ما نَزعت حَمله هند عَن الشركا
لأَن جَرَت لَفظة التَوحيد في فَمه / فَسَيفه بِسوى التَوحيد ما فَتَكا
قَد أَصبَح الدين مِنهُ شاكياً سَقما / وَما إلى أَحد غَير الحسين شَكى
فَما رَأى السَبط للدين الحَنيف شَفا / إِلا إِذا دَمه في نَصرهِ سَفَكا
وَما سَمعنا عَليلاً لا عِلاجَ لَهُ / إِلّا بِنَفس مُداويه إِذا هَلَكا
بِقَتله فاحَ للإِسلام طيب هُدى / فَكُلما ذكرته المسلمون ذَكا
وَصانَ ستر الهُدى عَن كُل خائِنة / ستر الفَواطم يَوم الطَف إِذ هتَكا
نَفسي الفِداء لَفاد شَرع والده / بِنَفسه وَباهليه وَما مَلَكا
قَد آثر الدين أَن يَحمي فَقحمها / حَيث اِستَقام القَنا الخَطي وَاشتبكا
وَشبها بِذبال السَيف نائرة / شَعواء قَد أَورَدَت أَعداءه الدركا
وَانجم الظُهر للأَعداء قَد ظَهَرَت / نصب العُيون وَغَطى النَقع وَجه ذكا
أَحال أَرض العِدى نَقعاً بِحملته / وَلِلسَماء سَما مِن قَسطل سَمكا
فانقص الأَرضين السَبع واحدة / مِنها وَزاد إِلى أَفلاكها فُلكا
في فتية كَصقور الجَو تَحملها / أَمثالَها تنقض الإِشراك وَالشَبَكا
لَو أَطلَقوها وَراء البر آونة / لِيَمسكُوه أَتت وَالبر قَد مسكا
الصائِدون سِباع الصَيد إِن عندت / وَما سِوى سمرهم مدوا لَها شُركا
لَم تَمس أَعداؤهم إِلّا عَلى درك / وَجارهم يَأمن الأَهوال وَالدركا
ضاقَ الفَضاء عَلى حَرب بحربهم / حَتّى رَأوا كُل رَحب ضَيقا ضَنكا
يا وَيح دَهر جَنا بِالطف بَين بَني / مُحمد وَبَني سُفيان مُعتركا
حاشا بَني أَحمَد ما القَوم كفؤهم / شَجاعة لا وَلا جُوداً وَلا نسكا
ما تَنقم الناس مِنهُم غَير أَنَّهم / يَنهون أَن تَعبد الأَوثان وَالشركا
شَل الإِله يَدي شمر غَداة عَلى / صَدر اِبن فاطِمة بِالسَيف قَد بَركا
فَكانَ ما طبق الأَدوار قاطِبة / مِن يَومِهِ لِلتَلاقي مَأتما وَبكا
وَلم يُغادر جَماداً لا وَلا بَشَرا / إِلا بُكاه وَلا جناً وَلا ملكا
فَإِن تَجد ضاحِكاً مِنا فَلا عَجَب / إِذ رُبما بسم المَغبون أَو ضَحِكا
في كُل عام لَنا بِالعشر واعية / تطبق الدور وَالأَرجا وَالسككا
وَكُل مُسلمة تَرمي بزينتها / حَتّى السَماء رَمَت عَن وَجهِها الحبكا
يا ميتا ترك الأَلباب حايرة / وَبِالعَراء ثَلاثاً جسمه تَرَكا
تَأتي الوُحوش لَهُ لَيلاً مُسلمة / وَالقَوم تَجري نَهاراً فَوقَهُ الرمكا
وَيل لَهم ما اِهتَدوا مِنهُ بِمَوعظة / كَالدُر مُنتَظِماً وَالتبر مُنسَبكا
لَم يَنقَطع قَط مِن إِرسال حكمته / حَتّى بَها رأسَهُ فَوقَ السنان حَكى
وَا لهفتاه لزين العابدين لقا / مِن طُول علته وَالسقم قَد نَهكا
كانَت عبادته مِنهُم سِياطهم / وَفي كُعوب القَنا قالوا البَقاء لَكا
جَروه فَاِنتَهبوا النطع المعد لَه / وَأَوطأوا جسمه السعدان وَالحَسكا
لا مَرت الريح في كوفان طَيبة / وَالغَيث لا حَل في وادي الشآم وَكا
وَعَذب اللَه بِالجاني بَريهم / فَفي دَم السَبط كُل مِنهُم شركا
ثُم الصَلوة عَلى الهادي وَعترته / ما ناحَت الورق أَو جفن الحَمام بَكى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025