المجموع : 244
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا / كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا
إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ / ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا
في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ / رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا
قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ / أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا
فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ / أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا
قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت / أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا
أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها / وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا
أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم / حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا
لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم / يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا
يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً / ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا
لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ / سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ / وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ
حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها / شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي
وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم / أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ
وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ / هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ
يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني / نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ
مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها / وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ
ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني / مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي
تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ / وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ
وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني / قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ
قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً / وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ
كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها / زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي
إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها / إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ
سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت / مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ
رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري / وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ
يا لَيلُ يا لَيلُ ما هَلَك
يا لَيلُ يا لَيلُ ما هَلَك / مَن نامَ في الحُبِّ أَوَّلَك
قَلبي عَلى جَمرَةِ الهَوى / عَيني عَلى فَحمَةِ الفَلَك
يا مَجهَلي ما أَطوَلَك /
أَلهَمُّ لي وَالسهدُ لَك /
أَمن جَحيمٍ إِلى جَحيم / أَم مِن نَعيمٍ إِلى نَعيم
يا حُبُّ قُل لي مَن أَرسَلَك / أَساحِرٌ أَنتَ أَم مَلَك
أَطفَأتُ ناري بِمُقلَتَيك / وَأُفرِغَت رَحمَتي عَلَيك
فَمن أَعادَ اللَهيبَ لي / وَمن أَعادَ الضيا إِلَيك
أَخليتُ قَلبي مُذ وَدَّعَك /
بِحَقِّ حُبِّيَ مَن أَرجَعَك /
وَلِم تَعود وَمن غُصوني لَم يَبقَ عود /
وَفي عُيوني لَم يَبقَ دَمعٌ لِيُطمِعَك /
رويتُ في السُنَّةِ المَشهورَةِ البركَه
رويتُ في السُنَّةِ المَشهورَةِ البركَه / اِنَّ الهَدِيَّةَ في الاِخوانِ مُشتَرَكَه
قل للذي كاد لولا خطٌّ لحيته
قل للذي كاد لولا خطٌّ لحيته / يكون أُنثى عليها الوَدع والسمَكُ
أما الفخامةُ أو خَلقُ الرجال فقد / أُعطيتَ منه لو أنّ اللبَّ محتنكُ
هل أنَتَ إلاّ فتاةُ الحيّ ما لبسوا / أمناً وأنت إذا ما حاربوا دُعَكُ
لا تحسبَنّي كأقوامٍ غمزتَهمُ / غمزَ الضعيفِ فما أعطوا وما تركوا
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ / فَأَضحَكَ الرَوضَ جَفنُ الضاحِكِ الباكي
وَغازَلَ الشَمسَ نورٌ ظَلِّ يَلحَظُها / بِعَينِ مُستَعبِرٍ بِالدَمعِ ضَحّاكِ
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا / بالخلق جذلانُ إن تشك الهوى ضحكا
لا تَعرِضَنّ لورَدٍ فوق وجنته / فإنّما نَصَبَتهُ عينُه شَرَكَا
يا دارَ ميَّة بالجَرعاءِ حيّاك
يا دارَ ميَّة بالجَرعاءِ حيّاك / صَوبُ الحَيا الرائح الغادي وأَحياكِ
ولا أَغَبَّك من دَمعي سواجمُه / إِن كانَ يُرضيكِ ريّا مدمعي الباكي
سَقياً ورَعياً لأَيّام قضيتُ بها / عيشَ الشَبيبة في أَكناف مَرعاكِ
ما هَينَمَت نسماتُ الرَوض خافقةً / إِلّا تنسَّمتُ منها طيبَ ريّاكِ
ولا تَغنّى حمامُ الأَيك في فَنَنٍ / إِلّا تذكّرتُ أَيّامي بمغناكِ
أَصبو إِلى الرَمل من جَرعاء ذي إضمٍ / وَما لِقَلبي وَللجَرعاءِ لَولاكِ
يخونُني جَلَدي ما حنَّ مكتئبٌ / وَينفذُ الصَبرُ مهما عنَّ ذكراكِ
لِلَّه طيبُ لَيالٍ فيكِ مشرقةٍ / مرَّت فَما كانَ أَحلاها وأَحلاكِ
إِذِ النَوى لم ترُع شَملي ولا عرِيَت / من اِصطياد الظِباء الغيد أَشراكي
يا ظبيةً بالكثيب الفرد راتعةً / أَوحشتِ عيني وفي الأَحشاءِ مَثواكِ
رميتِ قَلبي بسهمٍ من رَناكِ وقد / سكنتِ فيه فَما أَبعدتِ مَرماكِ
الغصنُ يُعرب عن عِطفيك مائسُهُ / وَطلعةُ البدر تُنبي عن مُحيّاكِ
وَكادَ يَحكيكِ ضوءُ الصُبح مبتَسِماً / لكن ثَناهُ وَميضٌ من ثَناياكِ
وَقيل شَمسُ الضُحى تَحكيكِ مشرقةً / وما حكتكِ ولكن أوهِمَ الحاكي
من قاسَ جَدوى يديك يوماً
من قاسَ جَدوى يديك يوماً / بالغيثِ ما برَّ في اِمتداحِك
الغيثُ ينهلُّ وهوَ باكٍ / وأَنتَ تُعطي وأَنتَ ضاحِك
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ / فَالعَين جاريةٌ وَالقَلب مَأواكِ
تُرى تُقرّبُنا بَعدَ البعادِ يدٌ / للدهر أَو لا فيهدي الطَيف لُقياكِ
أَسهرتِ طَرفي ليال بت أَغنمها / بِالوَصل مشرقةً بَدري محيّاكِ
أَهكذا تَرتَضي صَبَّ الدُموعِ عَلى / رَسمِ الرُبوع بَعيدٌ ذاك لَولاكِ
أَما كَفى ما ثوى في القَلب من شجنٍ / وَما الَّذي للهوى من حالة الشاكي
وَإِنّ لي شافعاً تُرجَى شَفاعتُه / مِن لَوعة الشاكي أَو من دَمعة الباكي
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا / يا يوسفاً تكرم العشاق مثواكا
حلَّلتَ قتلَ أُسارى الحبِّ مُسلمةً / فَيا مليك الهَوى ارفق بأسراكا
ما عن رضاً في الهَوى ذلّوا لعزته / لَولاك ما أَلفوا الإذلالَ لَولاكا
دامي المَدامع مَلهوبُ الجَوانح مت / عوبُ الجَوارح لا ينفكُّ يَرعاكا
رَددتَ آمالَه بِاليأس آسفةً / وَزاد ما يجرحُ الهجرانُ عيناكا
فهل ترقّ لصبٍّ أَنتَ قاتلُه / وَحبذا قتلُه لَو كان أَرضاكا
عَزِّ الفؤادَ عن الدنيا فليس ترى / عَيني سواك فمن هذا وَمَن ذاكا
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته / وَالدَهرُ مضطربٌ وَالأَمر مرتبكُ
حيّا فَأَحيى فُؤاداً بِالنَوى دنفاً / فَبت لَيلي وَعِندي الرُوحُ وَالملكُ
وافى عَلى حين تَحقيق الوَفا خَطرٌ / وَمسلكُ الودّ نَحوي لَيسَ ينسلك
كَأَنّ ذاكَ المُحيّا حينَ شرّفني / شَمسُ الضُحى وَلَها من مهجتي فَلك
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي / قَد أَذكرتنا بطيب الحَيّ ريّاكِ
هَل جزتِ أَرضَ حَبيب عَني ابتعدت / أَوطانُه فبهذا الطيب ذكّاكِ
أَو لا فزرتِ رُسوماً لي هُناك عَفت / كانت لغيّ الصِّبا جوّاً لأَملاك
إِن كانَ هذا وَكانَ العود مِن قسم / فحيّهم ردّك المَولى وَحيّاكِ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ / جاري العُيون غَزيرُ الدَمع مُركَمُهُ
يَبيتُ لَيلتَه مما يكابدُه / يَسترحمُ اللَهَ علّ اللَهَ يَرحمه
في قَلبه شغفٌ يودي إِلى تلفٍ / الحالُ تظهره وَالحَزمُ يَكتمه
وَكانَ فيما مَضى لَم يَدرِ فيم بَكَت / عَينُ المُحب وَسلْهُ اليَومَ تَفهمه
للوجدِ فيهِ عَلاماتٌ إِذا ذكروا / آلَ الهَوى في الهَوى يَوماً تقدّمه
وَما بِهِ غَيرُ خافٍ وَهوَ متّضحٌ / الناسُ تجهله وَاللَهُ يَعلمه
من نَظرةٍ عَرضَت بل تلك قَد نفثت / سحراً بَلى وَرمَت سَهماً تُقوّمه
دَعجاءُ إِنسانها يُغري القُلوب فَما / قَلبٌ يقابله إِلا يُكلّمه
أَوّاهُ مِن لَوعةٍ لا أَستطيعُ لَها / صَبراً جَميلاً تَكاد اللبَّ تعدمه
وَأَدمعٍ تفضحُ الكتمانَ شاهدةً / وَالدَمعُ يَفضح ذا الكتمان عَندَمُهُ
وَلو شَكَوتُ الهَوى يَوماً إِلى أَحدٍ / ما ضاق صَدرُ بِنارِ الوَجدِ أُضرِمه
لَقد حفظتُ الهَوى ممن يضيّعه / وَما اجتذمت وَداداً باتَ يَجذمه
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ / إلا بصافيةٍ كَالتبرِ مُنسبكِ
صَفراء إِن جليت تمحو الهُمومَ كَما / تبدّدُ الشَمسُ لَونَ الغاسقِ الحلك
يَحيى الرَميمُ بِها حَتّى إِذا تُليَت / آياتُها قام ذو البَلوى مِنَ النَّهَك
أَقولُ وَالكَأسُ قَد طافَ المديرُ بِها / يا مَن يقول ثبوتُ الشَمسِ في الفلك
أَما نهتك أُمورٌ أَنتَ تبصرُها / الشَمسُ دائرةٌ في راحَتَي ملك
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ / أَبقى الزَمان تَولّى بِالَّذي ملكهْ
أَمضى عَلى أُمم بَلواه من قدمٍ / وَكَم تقدّمَ مملوكٌ بِهِ ملكه
وَكَم فَتىً عَفَّرَت بِالترب جبهتَه / يَدُ المَنون وَضمَّته إِلى هلكه
وَكانَ فيما مَضى تمضي عزيمته / حَتّى أَصاب نجوم الجَوّ بَل حبكه
يا صاحبيَّ قفا وَاستوقفا عَجَباً / وَاستخبرا سر حالٍ ذو النهى سبكه
إِن الزَمان وَما تَفنى عَجائبُه / أَبدى وَلَكنَّ ستر الغيّ لَم يُرِكَهْ
فَقد خَلا أَهلُه عن كُل مكرمةٍ / كما خلت أَرضُه من آية البركه
وَلم يَدع ماجداً في الناس تَأملُه / إِلا غَدا سالِكاً غَيرَ الَّذي سلكه
وَلم يَقُم برجالٍ ماجدين لَهُم / عزمٌ يبدّدُ من جونِ العَنا حلكه
فَلو دَعا الشرّ خيرَ القَوم طار له / فَلا السليكُ يجاريه وَلا السُّلَكَهْ
وَخَير عالمهم في الجَمع منتصبٌ / يقيم زورَ القَضا أَو يَقسم التركه
فَما لعالمهم فضلُ السكينة لا / وَلا لجاهلهم رَأيٌ عَلى حركه
وَالموسرون وَمالُ الناس بينهم / كَالبَحر يُرسل فيهِ الصائدُ الشبكه
وَالمعسرون كما عاينتَ سعيهم / بعضٌ يصيد وَبَعضٌ يَأكل السمكه
فَكم تقرّ عيونٌ من لقاء فتىً / حتى تكذّبَها الأَخبارُ وَالمَلَكَه
لَولا اختبارك ساد الناس كلهمُ / لَكن مقاديرهم بالبحث مندركه
وَالناس صنفان هذا صانه شممٌ / يَزهى وَذلك مبذول اللُّهى هتكه
وَبعضهم دون ماء الوَجه يبذلُه / تَرى دماءهم حَمراءَ منسفكه
اللَه أَكبر كَم في الدَهر من حِكَمٍ / وَكَم نُفوسٍ عَلى الأَهواء مرتبكه
فَلا تَرى باذلاً إلا سفاهته / وَلا تَرى باخلاً إلا بما امتلكه
وَالكُل في غفلة وَاللَه ساترُهم / فَلَيت شعري متى تمتاز مؤتفكه
يا خيبة الناس ضاع الحَقُّ بَينهمُ / وَضل هاديهمُ في غيه سككه
وَكدّر الصَفوَ ظلمُ القَومِ أَنفسَهم / فَكُلُّ قَلب بِهِ داءٌ قد انتهكه
أَكل ذي نَشبٍ يذري بذي نسب / وَكُلُّ جاهلِ أَمرٍ كذَّب الدركه
وَذاك يخجل إن أَسلافُه ذُكرت / وَذا إِذا فكّروه دينَه تركه
يا رحمةَ اللَه يا ستراه قَد فضحت / عيوبها أَمّةٌ في الغيّ مشتركه
لا النصح يجدي وَلا الإنذارُ ينفعُهم / رَدعاً وَليس يردّ المجرمَ النسكه
فحسبك اللَه أن ترجو عنايته / وَاترك رجالاً عَلى الأَغراض معتركه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه / يغنيك عنه الَّذي صَوَّرْتَهُ بيدكْ
وإنما الحُسنُ حسنُ الخلق فارضَ بِهِ / واجعل لَهُ منزلاً يعلو ليقنع بك
هانَ عَلى أَهلِه فَأَمسى
هانَ عَلى أَهلِه فَأَمسى / مُدافِعاً بَينَهم معارَك
وعزَّ عِندَ الطَّعامِ حتَّى / كأنَّه اللَّهُ لا يشارَك
أزجُر جُفونَك عَن قَلبي فَقد ظَفِرَت
أزجُر جُفونَك عَن قَلبي فَقد ظَفِرَت / واستَبقِنِي لكَ دونَ الناسِ مَملوكا
ولا تَعُد تَتَسمَّى بَعد ما ملَكَت / قَلبي جُفونُكَ يا صُعلوكُ صُعلوكا
اللَه أَي دَم في كَربلا سفكا
اللَه أَي دَم في كَربلا سفكا / لَم يَجر في الأَرض حَتّى أَوقف الفَلكا
وَأَي خَيل ضَلال بِالطفوف عَدت / عَلى حَريم رَسول اللَه فَاِنتَهكا
يَوم بِحامية الإِسلام قَد نَهضت / بِهِ حمية دين اللَه إِذ تَرَكا
رَأى بِأَن سَبيل الغَي متبع / وَالرُشد لَم تدر قَوم أَية سلكا
وَالناس عادَت إِلَيهُم جاهليتهم / كَأَن مَن شَرع الإِسلام قَد أَفكا
وَقد تحكم بالإِيمان طاغية / يُمسي وَيُصبح بِالفَحشاء مُنهَمِكا
لَم أَدرِ أَين رِجال المُسلمين مَضوا / وَكَيفَ صارَ يَزيد بَينَهُم ملكا
العاصر الخَمر مِن لُؤم بعنصره / وَمِن خَساسة طبع يَعصر الودكا
هَل كَيفَ يَسلم مِن شرك وَوالده / ما نَزعت حَمله هند عَن الشركا
لأَن جَرَت لَفظة التَوحيد في فَمه / فَسَيفه بِسوى التَوحيد ما فَتَكا
قَد أَصبَح الدين مِنهُ شاكياً سَقما / وَما إلى أَحد غَير الحسين شَكى
فَما رَأى السَبط للدين الحَنيف شَفا / إِلا إِذا دَمه في نَصرهِ سَفَكا
وَما سَمعنا عَليلاً لا عِلاجَ لَهُ / إِلّا بِنَفس مُداويه إِذا هَلَكا
بِقَتله فاحَ للإِسلام طيب هُدى / فَكُلما ذكرته المسلمون ذَكا
وَصانَ ستر الهُدى عَن كُل خائِنة / ستر الفَواطم يَوم الطَف إِذ هتَكا
نَفسي الفِداء لَفاد شَرع والده / بِنَفسه وَباهليه وَما مَلَكا
قَد آثر الدين أَن يَحمي فَقحمها / حَيث اِستَقام القَنا الخَطي وَاشتبكا
وَشبها بِذبال السَيف نائرة / شَعواء قَد أَورَدَت أَعداءه الدركا
وَانجم الظُهر للأَعداء قَد ظَهَرَت / نصب العُيون وَغَطى النَقع وَجه ذكا
أَحال أَرض العِدى نَقعاً بِحملته / وَلِلسَماء سَما مِن قَسطل سَمكا
فانقص الأَرضين السَبع واحدة / مِنها وَزاد إِلى أَفلاكها فُلكا
في فتية كَصقور الجَو تَحملها / أَمثالَها تنقض الإِشراك وَالشَبَكا
لَو أَطلَقوها وَراء البر آونة / لِيَمسكُوه أَتت وَالبر قَد مسكا
الصائِدون سِباع الصَيد إِن عندت / وَما سِوى سمرهم مدوا لَها شُركا
لَم تَمس أَعداؤهم إِلّا عَلى درك / وَجارهم يَأمن الأَهوال وَالدركا
ضاقَ الفَضاء عَلى حَرب بحربهم / حَتّى رَأوا كُل رَحب ضَيقا ضَنكا
يا وَيح دَهر جَنا بِالطف بَين بَني / مُحمد وَبَني سُفيان مُعتركا
حاشا بَني أَحمَد ما القَوم كفؤهم / شَجاعة لا وَلا جُوداً وَلا نسكا
ما تَنقم الناس مِنهُم غَير أَنَّهم / يَنهون أَن تَعبد الأَوثان وَالشركا
شَل الإِله يَدي شمر غَداة عَلى / صَدر اِبن فاطِمة بِالسَيف قَد بَركا
فَكانَ ما طبق الأَدوار قاطِبة / مِن يَومِهِ لِلتَلاقي مَأتما وَبكا
وَلم يُغادر جَماداً لا وَلا بَشَرا / إِلا بُكاه وَلا جناً وَلا ملكا
فَإِن تَجد ضاحِكاً مِنا فَلا عَجَب / إِذ رُبما بسم المَغبون أَو ضَحِكا
في كُل عام لَنا بِالعشر واعية / تطبق الدور وَالأَرجا وَالسككا
وَكُل مُسلمة تَرمي بزينتها / حَتّى السَماء رَمَت عَن وَجهِها الحبكا
يا ميتا ترك الأَلباب حايرة / وَبِالعَراء ثَلاثاً جسمه تَرَكا
تَأتي الوُحوش لَهُ لَيلاً مُسلمة / وَالقَوم تَجري نَهاراً فَوقَهُ الرمكا
وَيل لَهم ما اِهتَدوا مِنهُ بِمَوعظة / كَالدُر مُنتَظِماً وَالتبر مُنسَبكا
لَم يَنقَطع قَط مِن إِرسال حكمته / حَتّى بَها رأسَهُ فَوقَ السنان حَكى
وَا لهفتاه لزين العابدين لقا / مِن طُول علته وَالسقم قَد نَهكا
كانَت عبادته مِنهُم سِياطهم / وَفي كُعوب القَنا قالوا البَقاء لَكا
جَروه فَاِنتَهبوا النطع المعد لَه / وَأَوطأوا جسمه السعدان وَالحَسكا
لا مَرت الريح في كوفان طَيبة / وَالغَيث لا حَل في وادي الشآم وَكا
وَعَذب اللَه بِالجاني بَريهم / فَفي دَم السَبط كُل مِنهُم شركا
ثُم الصَلوة عَلى الهادي وَعترته / ما ناحَت الورق أَو جفن الحَمام بَكى