المجموع : 55
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن / كَم أَتلَفت مُهَجاً مِنا وَكَم يعزِزن
يَهزُزنَ سُمرَ القَنا يا حُسنَ ما يَهزُزن / إِذا طَعَنَّ بِها في مُهجَتي يَحزُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن / مِن حُبِّ غيدٍ سَنا بَدرِ الدُجى قَد حُزن
خِفاف قَدٍّ لَها ثِقالُ رِدفٍ رُزن / تَغارُ شَمسُ الضُحى منهُنَّ إِذ يَبرُزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن / قَد أَشرَقَت من سَناها سَهلَها وَالحزن
بَكَيتُ قالت أَفِق ابذُل لَجَينَ الخَزن / الوَصلُ لا يَنبَغي بِالدَمعِ بَل بِالوَزن
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا / وَخَلَّفت بِفُؤادي الهمَّ وَالحزنا
فَما عَرَت مُهجَتي حالٌ تسرُّ بِها / وَلا رَأَت مُقلَتي مِن بَعدِها حَسَنا
كانَت نضارُ لَنا رُوحا نَعيشُ بِها / فَتُنعِشُ الأَشرفينِ العَين وَالأُذُنا
فَالسَمعُ مِن لَفظِها للدُرِّ مُلتَقطٌ / وَالطَرفُ مِن لَحظِها بِالحُسنِ قَد فُتِنا
ذاتُ اِرتياحٍ إِلى القُرآنِ تَسرُدُهُ / طَوراً وَتَسرُدُ طَوراً بَعدَها السُنَنا
وَذاتُ بِرٍّ لِذي فَقرٍ وَمَسكَنةٍ / تَبرُّهُ خِلسَةً لا تَرقبُ العَلَنا
يَفدِي نُضيرَةَ أَترابٌ لَهُنَّ هَوىً / بِزينَةٍ وَارتياحٍ ههُنا وَهنا
وَهمُّها هِيَ في أَجرٍ تحصِّلُه / وَفي عُلومٍ تُزَكّي كُلَّ مَن زَكنا
فقهٍ وَنحوٍ وَتَأريخٍ وَمَعرِفَةٍ / وَلَحظِ فكرٍ إِلى نيلِ العُلومِ رَنا
قَد نَوَّرَ اللَهُ بِالتَقوى بَصيرَتَها / فَلَم يضيّع لَها في غَيرِها الزَمَنا
حَجَّت وَزارَت رَسولَ اللَهِ ثُمَ أَتَت / لِمصرَ قَد أَحرَزَت أَجراً وَحُسنَ ثَنا
فَصيحةٌ ثَقَّفَت بِالنَحوِ مَنطِقَها / فَلَن تَرى فيهِ لا لَحنا وَلا لَكنا
تُجيلَ طَرفَ يَراعٍ بِالأَنامِلِ في / مَيدانِ طُرسٍ مُطيعاً لَم يَكُن حَرنا
يَمشي عَلى رَأسِهِ في الطُرسِ مَبتدأً / فَإِن جَرى جَذَبَت مِن رَأسِهِ الرَسَنا
يَنحَطُّ أَعلاهُ إِذ يَسمو بِأَسفَلِهِ / فعلُ الزَمانِ بِنا أَقبِح بِهِ زَمَنا
شَوقي لِذاكَ المُحَيّا الزاهرِ الزاهي
شَوقي لِذاكَ المُحَيّا الزاهرِ الزاهي / شَوقٌ شَديدٌ وَجسمي الواهنُ الواهي
أَسهرتَ طَرفي وَوَلهتَ الفُؤادَ هَوى / فَالطَرفُ وَالقَلبُ مِنّي الساهرُ الساهي
نَهبتَ قَلبي وَتَنهى أَن تَبوحَ بِما / يَلقاهُ وَا شوقَهُ للناهِبِ الناهي
بهَرتَ كُلَّ مَليح بِالبَهاء فَما / في النَيِّرَينِ شَبيهُ الباهِرِ الباهي
لهِجتَ بالحُبِّ لَما أَن لَهَوتَ بِهِ / عَن كُلِّ شَيءٍ فَوَيحَ اللاهجِ اللاهي
يا سَيداً ما لَهُ في الناسِ مِن شبهٍ / وَكَم عَبيدٍ لَهُ في الحُبِّ أَشباهي
إِذا خَطَرتُ بِبالٍ مِنكَ في عمُري / وَقتاً كَفانيَ عَن عزٍّ وَعَن جاهِ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ / أَم أَحورٌ عادَنا مِن عَدن حُورِيُّ
مُوَحَّدُ الذاتِ لا تُحصى مَحاسِنُهُ / بالطَرفِ مُبتذلٌ بِالسَيفِ مَحمِي
سَناهُ وَالشَعرُ وَالهادي وَقامتُهُ / صُبحٌ وَلَيلٌ وَبِلّورٌ وَخِطّي
ما ضَرَّ حُسنُ الَّذي أَهواه أَنَّ سَنى
ما ضَرَّ حُسنُ الَّذي أَهواه أَنَّ سَنى / كَريمتيه بِلا شَينٍ قَد اِحتَجبا
قَد كانَتا زَهرَتَي رَوض وَقَد ذَوتا / لَكنَّ حُسنَهما الفَتّان ما ذَهبا
كَالسَيفِ قَد زالَ عَنهُ صَقله فَغَدا / أَنكى وَآلمَ في قَلبِ الَّذي ضَربا
يا نَفسُ مالَك تَهوَينَ الإِقامة في
يا نَفسُ مالَك تَهوَينَ الإِقامة في / أَرضٍ تَعَذَّرَ كُلٌّ مِن مناكِ بِها
أَما تَلوتِ وَعَجزُ المَرءِ منقصةٌ / في محكم الوَحي فامشوا في مَناكِبها
يا مُنضِيَ الطَرفِ في مَيدان لذته
يا مُنضِيَ الطَرفِ في مَيدان لذته / وَناضي الطَرفِ بَينَ الراحِ وَالرُود
سَتَشربُ الراحَ راحَ الوَقتِ كارِهَةً / وَيَذهبُ الجسمُ بَينَ التُربِ وَالدُودِ
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا / داعٍ إِلى اللَهِ فَردٌ ما له وَزَرُ
عَلى محياه مِن سِيما الألى صحبوا / خَيرَ البريةِ نورٌ دونه القَمرُ
حَبرٌ تَسربل مِنهُ دَهره حِبراً / بَحر تَقاذف مِن أَمواجه الدررُ
قامَ ابنُ تيميةٍ في نَصرِ شرعتنا / مَقامَ سَيِّد تيمٍ إِذ عصت مُضَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت / وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها / أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت / أَمواجُه وَالوَرى مِنهُ عَلى سَفَرِ
في لَيلَةٍ أَسدَلت جلبابَ ظلمتها / وَغابَ كَوكَبُها عَن أَعينِ البَشَرِ
وَالماءُ تَحت وَفَوق المُزن وَاكفهُ / وَالبَرقُ يَستَلُّ أَسيافاً مِن الشَرَرِ
وَالفُلكُ في وَسَط الماءين تحسبُها / عَيناً وَقَد أَطبَقَت شفراً عَلى شَفَرِ
وَالروح مِن حَزَنٍ راحَت وَقَد وَردت / صَدري فَيا لكَ مِن ورد بلا صَدَرِ
هَذا وَشَخصُكَ لا يَنفك في خَلَدي / وَفي فُؤادي وَفي سَمعي وَفي بَصَري
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس / لَمّا غنيتُ عَن الأَكياس بالياسِ
وَصرتُ في البَيت وَحدي لا أَرى أَحداً / بَناتُ فكري وَكتبي هُنَّ جُلاسي
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ / العَقلُ مُختَبِلٌ وَالقَلبُ مَتبولُ
هَزَّت لَهُ أَسمراً مِن خُوط قامَتِها / فَما اِنثَنى الصَبُّ إِلا وَهوَ مَقتولُ
جَميلةٌ فُصِّلَ الحسنُ البَديعُ لَها / فَكَم لَها جُمَلٌ مِنهُ وَتَفصيلُ
فَالنَحرُ مَرمرةٌ وَالنَشرُ عَنبَرةٌ / وَالثَغرُ جَوهَرةٌ وَالريقُ مَعسولُ
وَالطَرفُ ذو غَنَجٍ وَالعَرفُ ذو أَرَجٍ / وَالخَصرُ مختَطفٌ وَالمتنُ مَجدولُ
هَيفاء يَنبس في الخَصر الوِشاح لَها / دَرماء تخرسُ في الساق الخَلاخيلُ
مِن اللواتي غذاهُنَّ النَعيمُ فَما / يَشقَينَ آباؤُها الصِيد البهاليلُ
نَزرُ الكَلامِ عيّياتُ الجَوابِ إِذا / يَسألنَ رقد الضُحى حَصر مَكاسيلُ
مِن حَلِّها وَسَناها مُؤنسٌ وَهدى / فَلَيسَ يَلحَقُها ذُعرٌ وَتَضليلُ
حَلَّت بِمنعقدِ الزوراءِ زائِرة / شُوساً غيارى فَعقد الصَبرِ مَحلولُ
حي لقاح إِذا ما يَلحقون وغى / حيت وَنادم مَهزوزٌ وَمَسلولُ
لبانة لك من لبناك ما قضيت / وَمَوعد لَكَ منها الدَّهرَ مَمطولُ
فَعَدِّ عَن ذِكرِ لُبنى إِنَّ ذِكرَكها / عَلى التَنائي لتعذيبٌ وَتَعليلُ
إِيّاكَ منكَ نَذير ما نَذرت بِهِ / وَبادر التوبَ إِنَّ التَوبَ مَقبولُ
وَأَمِّل العَفوَ وَاسلُك مَهمَهاً قَذفاً / إِلى رضى الرَبِّ إِنَّ العَفو مَأمولُ
إِن الجِهادَ وَحجَ البَيتِ مَختتماً / بذمة المُصطفى للعفوِ تَأميلُ
فَشُقَّ حَيزومَ هَذا اللَيل مُمتطياً / أَخا حزامٍ بِهِ قَد تُبلَغُ السُولُ
أَقَبّ أَقوَد يَعزى للوجيه لَهُ / وَجهٌ أَغَر وَفي الرجلين تَحجيلُ
جَفرٌ حَوافِرُه مُعرٌ قَوائِمُه / ضُمرٌ أَياطله وَالذَيلُ عَثكولُ
إِذا توجَّسَ أَصغى وَهوَ مُلتهبٌ / أَساعراً عُتقاً فيهن تَأليلُ
وَإِن تُعارِض بِهِ هَوجاءُ هاج لَهُ / جَريٌ يُرى البَرق فيها وَهوَ مَخذولُ
تَحمي بِهِ حَوزَةَ الإِسلامِ مُلتقباً / لبابياً غَصَّ مِنها العَرض وَالطولُ
لبايباً قَد عَموا عَن كُلِّ واضِحَةٍ / مِن الكِتابِ وَغَرَّتهم أَباطيلُ
في مَأقطٍ ضرب المَوت الزؤام بِهِ / سرادِقاً فعلتهم مِنهُ بحليلُ
هَيجاء يُشرق فيها المشرفيُّ عَلى / هامِ العدا وَلسُحبِ النَقع تظليلُ
تديرُ كَأسَ شَعُوبٍ مِن شُعوبهم / فكلهم مَنهَلٌ بِالمَوتِ مَعلولُ
فَبَينهم هَوَّمت عُرجٌ مَغَرَّثةٌ / وَفَوقَهُم دوَّمت فتخ شَماليلُ
تَخطو قشام عَلى أَشلائهم وَلَها / تَبَسُّمٌ وَلوَجهِ السيدِ تَهليلُ
وَإِذ قَضَيت غزاةً فَأتَنِف عَمَلاً / للحَج فَالحَج للإسلامِ تَكميلُ
واصِل سُراك بسيرٍ يا ابنَ أندلسٍ / وَالطَرف أَدهمُ بِالأَشطان مَغلولُ
يُلاطم الريحَ مِنهُ أَبيضٌ يَقِقٌ / لَهُ مِن السُحبِ المربَدِّ إِكليلُ
تَعلو خضارة مِنهُ شامخٌ جللٌ / سامٍ طفا وَهوَ بِالنَكباء مَحمولُ
كَأنَّما هُوَ في طخياء لجَّتِه / أَيم يفري أَديم الماء شمليلُ
مازالَت المَوج تُعليه وَتخفضه / حَتّى بَدا مِن مَنارِ الثَغرِ قنديلُ
فَكَبَّرَ الناسُ إِعظاماً لربهم / وَكُلُّهم طرفه بِالسُهدِ مَكحولُ
وَصافَحوا البيدَ بَعد اليَمِّ وَاِبتَدَأوا / سُبلاً لَها لجنابِ اللَهِ تَوصيلُ
عَلى نَجائب تَتلوها جَنائبها / جيداً بِها الخَيرُ مَعقودٌ وَمَعقولُ
في مَوكبٍ تَزحفُ الأَرضُ الفَضاءُ بِهِ / أَضحَت وَمُوحِشُها بالناسِ مَأهولُ
تُطاردُ الوَحشَ مِنهُ فَيلَقٌ لجبٌ / حَتى لَقَد ذعرت في بيدها الغولُ
يَسُوقهم طربٌ نَحوَ الحِجازِ فَهُم / ذوو اِرتياحٍ عَلى أَكوارِها مِيلُ
شُعثٌ رُؤوسُهم يُبسٌ شِفاهُهُم / حُوصٌ عُيونُهُم غُرثٌ مَهازيلُ
حَتّى إِذا لاحَ مِن بَيت الإِله لَهُم / نور إِذا هُم عَلى الغَبرا أَراحيلُ
يعفرون وَجوهاً طالَما سَهَمت / حَتّى كَأنَّ أَديم الأَرض مَبلولُ
حفوا بِكَعبةِ مَولاهم فَكعبُهم / عالٍ بِها فَلَهُم طوفٌ وَتَقبيلُ
وَبِالصَفا وَقتهم صافٍ بِسَعيهم / وَفي مُنى لِمناهم كانَ تَنويلُ
تَعرفوا عَرفاتٍ واقفين بِها / لَهُم إِلى اللَهِ تَكبيرٌ وَتَهليلُ
لَما قَضَينا مِن الغَرّاء منسكنا / ثرنا وَكُلّ بِنار الشَوقِ مَشمولُ
ثرنا إلى الشَدقميات الَّتي سَهِكَت / أَبدانهن وَأَعياهُنَّ تَنعيلُ
إِلى الرَسولِ نُزَجّي كُلَّ يعملة / أَجل مِن نَحوه تُزجى المَراسيلُ
مَن أُنزِلَت فيهِ آياتٌ مُطهرة / وَأوريت فيهِ تَوراةٌ وَإنجيلُ
وَسُطِّرَت في علاه كُلُّ خالِدةٍ / لَها مِن الذكر تَجويدٌ وَتَرتيلُ
وَعطرت مِن شَذاه كُل ناحيةٍ / كَأنَّما المسكُ في الأَرجاءِ مَحلولُ
سِرٌّ مِن العالم العُلويِّ ضمِّنَه / جسمٌ مِن الجَوهر الأَرضيِّ مَجبولُ
نورٌ تَمَثَّلَ في أَبصارِنا بَشَراً / عَلى المَلائكِ مِن مسماه تَمثيلُ
لَقَد تَسامى وَجبريل مَصاحبُه / إِلى مَقامٍ تَراخى عَنهُ جبريلُ
أَوحى إِلَيهِ الَّذي أَوحاه مِن كُتبٍ / فَالقَلبُ واعٍ بسرِّ اللَهِ مَشغولُ
يَتلو كِتاباً مِن الرَحمن جاءَ بِهِ / مطهراً ظاهِرٌ مِنهُ وَتَأويلُ
جارٍ عَلى مَنهجِ الأَعرابِ أَعجزهم / باقٍ مَدى الدَهر لا يَأتيه تَبديلُ
بَلاغة عِندَها كعَّ البَليغ فَلم / يَنطِق وَفي هَديهِ طاحَت أَضاليلُ
وَطُولبوا أَن يَجيئوا حينَ رابهم / بِسورةٍ مثلهِ فاستعجز القيلُ
لاذوا بذبَّل خَطّيٍ وَبُتر ظبىً / يَوم الوَغى واعتراهم مِنهُ تَنكيلُ
فموثق في جبال الوهد مُنجَدلٌ / وموثق في جبالِ القَدِّ مَكبولُ
مازالَ كَالعضب هَتّاكاً سَوابغَهم / حَتّى انثنى العضب مِنهم وَهوَ مَفلولُ
وَقَد تخطَّم في نحر العدا قَصداً / صم الوشيح وخانتها العَواميلُ
مَن لا يُعدِّلُهُ القُرآن كانَ لَهُ / مِن الصعاد وَبيض البتر تعديلُ
وَكَم لَهُ معجزاً غَير القُرآن أَتى / فيهِ تَظافَر مَنقولٌ وَمَعقولُ
فَللرَسولِ اِنشقاق البدر نَشهده / كَما لموسى اِنفلاق البحر مَنقولُ
وَنَبع ماء فراتٍ مِن أَنامله / كَالعينِ ثَرَّت فَما التهتان ما النيلُ
أَروى الخَميس وَهُم زهاءَ سَبعِماءٍ / مِن الركابِ فَمشروب وَمَحمولُ
وَرد عَيناً بِكفٍ جاءَ يَحملها / قتالة وَلَهُ شَكوى وَتَعليلُ
وَكانَت أَحسَنَ عَينيه وَلا عَجَبٌ / مَسَّت أَنامل فيها اليُمنُ مَجعولُ
وَالجدع حَنَّ إِلَيهِ حينَ فارقه / حَنين وَلَهى لَها للروم مَثكولُ
وَأَشبع الكُثرَ من قُلّ الطَعام وَلَم / يَكن لِيعروَه بِالكبر تَقليلُ
وَفي جرابِ أَبي هرٍ عَجائب كَم / يَمتار مِنهُ فَمأكولٌ وَمَبذولُ
وَفي اِرتوائي إِلى ذر بزمزم ما / يلفى لبدن مِنهُ وَهوَ مَهزولُ
وَالعَنكبوت بِباب الغارِ قَد نسجت / حَتّى كَأنَّ رِداءً مِنهُ مَسدولُ
وَفَرَّخت في رَجاه الوِرقُ ساجِعة / تَبكي وَما دَمعها في الخَد مَطلولُ
هَذا وَكَم مُعجِزاتٍ للرَسولِ أَتَت / لَها مِن اللَهِ إِمدادٌ وَتَأصيلُ
غَدَت مِن الكُثر أَعداد النُجوم فَما / يُحصي لَها عَدداً كُتبٌ وَلا قيلُ
قَد اِنقضَت مُعجزاتُ الرُسلِ مُنذُ قَضوا / نَحباً وَأفحم مِنها ذَلِكَ الجيلُ
وَمُعجزاتُ رَسولِ اللَهِ باقيةٌ / مَحفوظَةٌ ما لَها في الدَهرِ تَحويلُ
تَكفل اللَهُ هَذا الذكر يَحفظه / وَهَل يَضيع الَّذي بِاللَه مَكفولُ
هَذي المَفاخر لا تَحظى المُلوكُ بِها / الملكُ مُنقَطِعٌ وَالوَحيُ مَوصولُ
أَجَلُّ شَفيعٍ لَيسَ يُمكِنُ رَدُّهُ
أَجَلُّ شَفيعٍ لَيسَ يُمكِنُ رَدُّهُ / دَراهِمُ بيضٌ للجُروحِ مَراهمُ
تُصَيّر صَعب الأَمرِ أَسهل ما أَرى / وَتَقضي لباناتِ الفَتى وَهوَ نائِمُ
إِن كانَ لَيلي داج
إِن كانَ لَيلي داج / وَخاننا الإصباح
فَنورها الوَهّاج / يغني عَن المصباح
سُلافة تَبدو / كَالكَوكَبِ الأَزهر
مزاجها شَهد / وَعَرفُها عَنبر
يا حَبَّذا الوَرد / مِنها وَإِن أَسكر
قَلبي بها قَد هاج / فَما تَراني صاح
عَن ذَلِكَ المِنهاج / وَعَن هَوىً يا صاح
وَبي رَشاً أَهيف / قَد لَجَّ في بُعدي
بَدر فَلا يخسف / مِنهُ سَنا الخَدِّ
بِلحظه المُرهف / يَسطو عَلى الأُسدِ
كَسَطوة الحَجاج / في الناس وَالسفاح
فَما تَرى مِن ناج / مِن لَحظه السفاح
عَلل بِالمسكِ / قَلبي رَشا أَحور
منعم المسكِ / ذو مبسم أَعطر
رَيّاه كَالمسك / وَريقه كَوثر
غُصن عَلى رَجراج / طاعَت لَهُ الأَرواح
فَحَبَّذا الأراج / إِن هبتِ الأَرواح
مَهلاً أَبا القاسم / عَلى أَبي حَيّان
ما إِن لَهُ عاصم / مِن لَحظك الفَتان
وَهَجرك الدائم / قَد طالَ بِالهيمان
فَدَمعه أَمواج / وَسرّه قَد لاح
لَكنه ما عاج / وَلا أَطاع اللاح
يا رُبَّ ذي بُهتان / يعذل في الراح
وَفي هَوى الغُزلان / دافَعت بِالراح
وَقُلت لا سُلوان / عَن ذاكَ يا لاحي
سَبع الوجوه وَالتاج / هِيَ مُنيةُ الأَفراح
فَاِختَر لي يا زجّاج / قمصال وَزوج أَقداح