القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 55
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن / كَم أَتلَفت مُهَجاً مِنا وَكَم يعزِزن
يَهزُزنَ سُمرَ القَنا يا حُسنَ ما يَهزُزن / إِذا طَعَنَّ بِها في مُهجَتي يَحزُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن / مِن حُبِّ غيدٍ سَنا بَدرِ الدُجى قَد حُزن
خِفاف قَدٍّ لَها ثِقالُ رِدفٍ رُزن / تَغارُ شَمسُ الضُحى منهُنَّ إِذ يَبرُزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن / قَد أَشرَقَت من سَناها سَهلَها وَالحزن
بَكَيتُ قالت أَفِق ابذُل لَجَينَ الخَزن / الوَصلُ لا يَنبَغي بِالدَمعِ بَل بِالوَزن
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا / وَخَلَّفت بِفُؤادي الهمَّ وَالحزنا
فَما عَرَت مُهجَتي حالٌ تسرُّ بِها / وَلا رَأَت مُقلَتي مِن بَعدِها حَسَنا
كانَت نضارُ لَنا رُوحا نَعيشُ بِها / فَتُنعِشُ الأَشرفينِ العَين وَالأُذُنا
فَالسَمعُ مِن لَفظِها للدُرِّ مُلتَقطٌ / وَالطَرفُ مِن لَحظِها بِالحُسنِ قَد فُتِنا
ذاتُ اِرتياحٍ إِلى القُرآنِ تَسرُدُهُ / طَوراً وَتَسرُدُ طَوراً بَعدَها السُنَنا
وَذاتُ بِرٍّ لِذي فَقرٍ وَمَسكَنةٍ / تَبرُّهُ خِلسَةً لا تَرقبُ العَلَنا
يَفدِي نُضيرَةَ أَترابٌ لَهُنَّ هَوىً / بِزينَةٍ وَارتياحٍ ههُنا وَهنا
وَهمُّها هِيَ في أَجرٍ تحصِّلُه / وَفي عُلومٍ تُزَكّي كُلَّ مَن زَكنا
فقهٍ وَنحوٍ وَتَأريخٍ وَمَعرِفَةٍ / وَلَحظِ فكرٍ إِلى نيلِ العُلومِ رَنا
قَد نَوَّرَ اللَهُ بِالتَقوى بَصيرَتَها / فَلَم يضيّع لَها في غَيرِها الزَمَنا
حَجَّت وَزارَت رَسولَ اللَهِ ثُمَ أَتَت / لِمصرَ قَد أَحرَزَت أَجراً وَحُسنَ ثَنا
فَصيحةٌ ثَقَّفَت بِالنَحوِ مَنطِقَها / فَلَن تَرى فيهِ لا لَحنا وَلا لَكنا
تُجيلَ طَرفَ يَراعٍ بِالأَنامِلِ في / مَيدانِ طُرسٍ مُطيعاً لَم يَكُن حَرنا
يَمشي عَلى رَأسِهِ في الطُرسِ مَبتدأً / فَإِن جَرى جَذَبَت مِن رَأسِهِ الرَسَنا
يَنحَطُّ أَعلاهُ إِذ يَسمو بِأَسفَلِهِ / فعلُ الزَمانِ بِنا أَقبِح بِهِ زَمَنا
شَوقي لِذاكَ المُحَيّا الزاهرِ الزاهي
شَوقي لِذاكَ المُحَيّا الزاهرِ الزاهي / شَوقٌ شَديدٌ وَجسمي الواهنُ الواهي
أَسهرتَ طَرفي وَوَلهتَ الفُؤادَ هَوى / فَالطَرفُ وَالقَلبُ مِنّي الساهرُ الساهي
نَهبتَ قَلبي وَتَنهى أَن تَبوحَ بِما / يَلقاهُ وَا شوقَهُ للناهِبِ الناهي
بهَرتَ كُلَّ مَليح بِالبَهاء فَما / في النَيِّرَينِ شَبيهُ الباهِرِ الباهي
لهِجتَ بالحُبِّ لَما أَن لَهَوتَ بِهِ / عَن كُلِّ شَيءٍ فَوَيحَ اللاهجِ اللاهي
يا سَيداً ما لَهُ في الناسِ مِن شبهٍ / وَكَم عَبيدٍ لَهُ في الحُبِّ أَشباهي
إِذا خَطَرتُ بِبالٍ مِنكَ في عمُري / وَقتاً كَفانيَ عَن عزٍّ وَعَن جاهِ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ
اللَهُ أَكبرُ هَذا الريمُ روميُّ / أَم أَحورٌ عادَنا مِن عَدن حُورِيُّ
مُوَحَّدُ الذاتِ لا تُحصى مَحاسِنُهُ / بالطَرفِ مُبتذلٌ بِالسَيفِ مَحمِي
سَناهُ وَالشَعرُ وَالهادي وَقامتُهُ / صُبحٌ وَلَيلٌ وَبِلّورٌ وَخِطّي
ما ضَرَّ حُسنُ الَّذي أَهواه أَنَّ سَنى
ما ضَرَّ حُسنُ الَّذي أَهواه أَنَّ سَنى / كَريمتيه بِلا شَينٍ قَد اِحتَجبا
قَد كانَتا زَهرَتَي رَوض وَقَد ذَوتا / لَكنَّ حُسنَهما الفَتّان ما ذَهبا
كَالسَيفِ قَد زالَ عَنهُ صَقله فَغَدا / أَنكى وَآلمَ في قَلبِ الَّذي ضَربا
يا نَفسُ مالَك تَهوَينَ الإِقامة في
يا نَفسُ مالَك تَهوَينَ الإِقامة في / أَرضٍ تَعَذَّرَ كُلٌّ مِن مناكِ بِها
أَما تَلوتِ وَعَجزُ المَرءِ منقصةٌ / في محكم الوَحي فامشوا في مَناكِبها
يا مُنضِيَ الطَرفِ في مَيدان لذته
يا مُنضِيَ الطَرفِ في مَيدان لذته / وَناضي الطَرفِ بَينَ الراحِ وَالرُود
سَتَشربُ الراحَ راحَ الوَقتِ كارِهَةً / وَيَذهبُ الجسمُ بَينَ التُربِ وَالدُودِ
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا / داعٍ إِلى اللَهِ فَردٌ ما له وَزَرُ
عَلى محياه مِن سِيما الألى صحبوا / خَيرَ البريةِ نورٌ دونه القَمرُ
حَبرٌ تَسربل مِنهُ دَهره حِبراً / بَحر تَقاذف مِن أَمواجه الدررُ
قامَ ابنُ تيميةٍ في نَصرِ شرعتنا / مَقامَ سَيِّد تيمٍ إِذ عصت مُضَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت / وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها / أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت / أَمواجُه وَالوَرى مِنهُ عَلى سَفَرِ
في لَيلَةٍ أَسدَلت جلبابَ ظلمتها / وَغابَ كَوكَبُها عَن أَعينِ البَشَرِ
وَالماءُ تَحت وَفَوق المُزن وَاكفهُ / وَالبَرقُ يَستَلُّ أَسيافاً مِن الشَرَرِ
وَالفُلكُ في وَسَط الماءين تحسبُها / عَيناً وَقَد أَطبَقَت شفراً عَلى شَفَرِ
وَالروح مِن حَزَنٍ راحَت وَقَد وَردت / صَدري فَيا لكَ مِن ورد بلا صَدَرِ
هَذا وَشَخصُكَ لا يَنفك في خَلَدي / وَفي فُؤادي وَفي سَمعي وَفي بَصَري
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس / لَمّا غنيتُ عَن الأَكياس بالياسِ
وَصرتُ في البَيت وَحدي لا أَرى أَحداً / بَناتُ فكري وَكتبي هُنَّ جُلاسي
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ / العَقلُ مُختَبِلٌ وَالقَلبُ مَتبولُ
هَزَّت لَهُ أَسمراً مِن خُوط قامَتِها / فَما اِنثَنى الصَبُّ إِلا وَهوَ مَقتولُ
جَميلةٌ فُصِّلَ الحسنُ البَديعُ لَها / فَكَم لَها جُمَلٌ مِنهُ وَتَفصيلُ
فَالنَحرُ مَرمرةٌ وَالنَشرُ عَنبَرةٌ / وَالثَغرُ جَوهَرةٌ وَالريقُ مَعسولُ
وَالطَرفُ ذو غَنَجٍ وَالعَرفُ ذو أَرَجٍ / وَالخَصرُ مختَطفٌ وَالمتنُ مَجدولُ
هَيفاء يَنبس في الخَصر الوِشاح لَها / دَرماء تخرسُ في الساق الخَلاخيلُ
مِن اللواتي غذاهُنَّ النَعيمُ فَما / يَشقَينَ آباؤُها الصِيد البهاليلُ
نَزرُ الكَلامِ عيّياتُ الجَوابِ إِذا / يَسألنَ رقد الضُحى حَصر مَكاسيلُ
مِن حَلِّها وَسَناها مُؤنسٌ وَهدى / فَلَيسَ يَلحَقُها ذُعرٌ وَتَضليلُ
حَلَّت بِمنعقدِ الزوراءِ زائِرة / شُوساً غيارى فَعقد الصَبرِ مَحلولُ
حي لقاح إِذا ما يَلحقون وغى / حيت وَنادم مَهزوزٌ وَمَسلولُ
لبانة لك من لبناك ما قضيت / وَمَوعد لَكَ منها الدَّهرَ مَمطولُ
فَعَدِّ عَن ذِكرِ لُبنى إِنَّ ذِكرَكها / عَلى التَنائي لتعذيبٌ وَتَعليلُ
إِيّاكَ منكَ نَذير ما نَذرت بِهِ / وَبادر التوبَ إِنَّ التَوبَ مَقبولُ
وَأَمِّل العَفوَ وَاسلُك مَهمَهاً قَذفاً / إِلى رضى الرَبِّ إِنَّ العَفو مَأمولُ
إِن الجِهادَ وَحجَ البَيتِ مَختتماً / بذمة المُصطفى للعفوِ تَأميلُ
فَشُقَّ حَيزومَ هَذا اللَيل مُمتطياً / أَخا حزامٍ بِهِ قَد تُبلَغُ السُولُ
أَقَبّ أَقوَد يَعزى للوجيه لَهُ / وَجهٌ أَغَر وَفي الرجلين تَحجيلُ
جَفرٌ حَوافِرُه مُعرٌ قَوائِمُه / ضُمرٌ أَياطله وَالذَيلُ عَثكولُ
إِذا توجَّسَ أَصغى وَهوَ مُلتهبٌ / أَساعراً عُتقاً فيهن تَأليلُ
وَإِن تُعارِض بِهِ هَوجاءُ هاج لَهُ / جَريٌ يُرى البَرق فيها وَهوَ مَخذولُ
تَحمي بِهِ حَوزَةَ الإِسلامِ مُلتقباً / لبابياً غَصَّ مِنها العَرض وَالطولُ
لبايباً قَد عَموا عَن كُلِّ واضِحَةٍ / مِن الكِتابِ وَغَرَّتهم أَباطيلُ
في مَأقطٍ ضرب المَوت الزؤام بِهِ / سرادِقاً فعلتهم مِنهُ بحليلُ
هَيجاء يُشرق فيها المشرفيُّ عَلى / هامِ العدا وَلسُحبِ النَقع تظليلُ
تديرُ كَأسَ شَعُوبٍ مِن شُعوبهم / فكلهم مَنهَلٌ بِالمَوتِ مَعلولُ
فَبَينهم هَوَّمت عُرجٌ مَغَرَّثةٌ / وَفَوقَهُم دوَّمت فتخ شَماليلُ
تَخطو قشام عَلى أَشلائهم وَلَها / تَبَسُّمٌ وَلوَجهِ السيدِ تَهليلُ
وَإِذ قَضَيت غزاةً فَأتَنِف عَمَلاً / للحَج فَالحَج للإسلامِ تَكميلُ
واصِل سُراك بسيرٍ يا ابنَ أندلسٍ / وَالطَرف أَدهمُ بِالأَشطان مَغلولُ
يُلاطم الريحَ مِنهُ أَبيضٌ يَقِقٌ / لَهُ مِن السُحبِ المربَدِّ إِكليلُ
تَعلو خضارة مِنهُ شامخٌ جللٌ / سامٍ طفا وَهوَ بِالنَكباء مَحمولُ
كَأنَّما هُوَ في طخياء لجَّتِه / أَيم يفري أَديم الماء شمليلُ
مازالَت المَوج تُعليه وَتخفضه / حَتّى بَدا مِن مَنارِ الثَغرِ قنديلُ
فَكَبَّرَ الناسُ إِعظاماً لربهم / وَكُلُّهم طرفه بِالسُهدِ مَكحولُ
وَصافَحوا البيدَ بَعد اليَمِّ وَاِبتَدَأوا / سُبلاً لَها لجنابِ اللَهِ تَوصيلُ
عَلى نَجائب تَتلوها جَنائبها / جيداً بِها الخَيرُ مَعقودٌ وَمَعقولُ
في مَوكبٍ تَزحفُ الأَرضُ الفَضاءُ بِهِ / أَضحَت وَمُوحِشُها بالناسِ مَأهولُ
تُطاردُ الوَحشَ مِنهُ فَيلَقٌ لجبٌ / حَتى لَقَد ذعرت في بيدها الغولُ
يَسُوقهم طربٌ نَحوَ الحِجازِ فَهُم / ذوو اِرتياحٍ عَلى أَكوارِها مِيلُ
شُعثٌ رُؤوسُهم يُبسٌ شِفاهُهُم / حُوصٌ عُيونُهُم غُرثٌ مَهازيلُ
حَتّى إِذا لاحَ مِن بَيت الإِله لَهُم / نور إِذا هُم عَلى الغَبرا أَراحيلُ
يعفرون وَجوهاً طالَما سَهَمت / حَتّى كَأنَّ أَديم الأَرض مَبلولُ
حفوا بِكَعبةِ مَولاهم فَكعبُهم / عالٍ بِها فَلَهُم طوفٌ وَتَقبيلُ
وَبِالصَفا وَقتهم صافٍ بِسَعيهم / وَفي مُنى لِمناهم كانَ تَنويلُ
تَعرفوا عَرفاتٍ واقفين بِها / لَهُم إِلى اللَهِ تَكبيرٌ وَتَهليلُ
لَما قَضَينا مِن الغَرّاء منسكنا / ثرنا وَكُلّ بِنار الشَوقِ مَشمولُ
ثرنا إلى الشَدقميات الَّتي سَهِكَت / أَبدانهن وَأَعياهُنَّ تَنعيلُ
إِلى الرَسولِ نُزَجّي كُلَّ يعملة / أَجل مِن نَحوه تُزجى المَراسيلُ
مَن أُنزِلَت فيهِ آياتٌ مُطهرة / وَأوريت فيهِ تَوراةٌ وَإنجيلُ
وَسُطِّرَت في علاه كُلُّ خالِدةٍ / لَها مِن الذكر تَجويدٌ وَتَرتيلُ
وَعطرت مِن شَذاه كُل ناحيةٍ / كَأنَّما المسكُ في الأَرجاءِ مَحلولُ
سِرٌّ مِن العالم العُلويِّ ضمِّنَه / جسمٌ مِن الجَوهر الأَرضيِّ مَجبولُ
نورٌ تَمَثَّلَ في أَبصارِنا بَشَراً / عَلى المَلائكِ مِن مسماه تَمثيلُ
لَقَد تَسامى وَجبريل مَصاحبُه / إِلى مَقامٍ تَراخى عَنهُ جبريلُ
أَوحى إِلَيهِ الَّذي أَوحاه مِن كُتبٍ / فَالقَلبُ واعٍ بسرِّ اللَهِ مَشغولُ
يَتلو كِتاباً مِن الرَحمن جاءَ بِهِ / مطهراً ظاهِرٌ مِنهُ وَتَأويلُ
جارٍ عَلى مَنهجِ الأَعرابِ أَعجزهم / باقٍ مَدى الدَهر لا يَأتيه تَبديلُ
بَلاغة عِندَها كعَّ البَليغ فَلم / يَنطِق وَفي هَديهِ طاحَت أَضاليلُ
وَطُولبوا أَن يَجيئوا حينَ رابهم / بِسورةٍ مثلهِ فاستعجز القيلُ
لاذوا بذبَّل خَطّيٍ وَبُتر ظبىً / يَوم الوَغى واعتراهم مِنهُ تَنكيلُ
فموثق في جبال الوهد مُنجَدلٌ / وموثق في جبالِ القَدِّ مَكبولُ
مازالَ كَالعضب هَتّاكاً سَوابغَهم / حَتّى انثنى العضب مِنهم وَهوَ مَفلولُ
وَقَد تخطَّم في نحر العدا قَصداً / صم الوشيح وخانتها العَواميلُ
مَن لا يُعدِّلُهُ القُرآن كانَ لَهُ / مِن الصعاد وَبيض البتر تعديلُ
وَكَم لَهُ معجزاً غَير القُرآن أَتى / فيهِ تَظافَر مَنقولٌ وَمَعقولُ
فَللرَسولِ اِنشقاق البدر نَشهده / كَما لموسى اِنفلاق البحر مَنقولُ
وَنَبع ماء فراتٍ مِن أَنامله / كَالعينِ ثَرَّت فَما التهتان ما النيلُ
أَروى الخَميس وَهُم زهاءَ سَبعِماءٍ / مِن الركابِ فَمشروب وَمَحمولُ
وَرد عَيناً بِكفٍ جاءَ يَحملها / قتالة وَلَهُ شَكوى وَتَعليلُ
وَكانَت أَحسَنَ عَينيه وَلا عَجَبٌ / مَسَّت أَنامل فيها اليُمنُ مَجعولُ
وَالجدع حَنَّ إِلَيهِ حينَ فارقه / حَنين وَلَهى لَها للروم مَثكولُ
وَأَشبع الكُثرَ من قُلّ الطَعام وَلَم / يَكن لِيعروَه بِالكبر تَقليلُ
وَفي جرابِ أَبي هرٍ عَجائب كَم / يَمتار مِنهُ فَمأكولٌ وَمَبذولُ
وَفي اِرتوائي إِلى ذر بزمزم ما / يلفى لبدن مِنهُ وَهوَ مَهزولُ
وَالعَنكبوت بِباب الغارِ قَد نسجت / حَتّى كَأنَّ رِداءً مِنهُ مَسدولُ
وَفَرَّخت في رَجاه الوِرقُ ساجِعة / تَبكي وَما دَمعها في الخَد مَطلولُ
هَذا وَكَم مُعجِزاتٍ للرَسولِ أَتَت / لَها مِن اللَهِ إِمدادٌ وَتَأصيلُ
غَدَت مِن الكُثر أَعداد النُجوم فَما / يُحصي لَها عَدداً كُتبٌ وَلا قيلُ
قَد اِنقضَت مُعجزاتُ الرُسلِ مُنذُ قَضوا / نَحباً وَأفحم مِنها ذَلِكَ الجيلُ
وَمُعجزاتُ رَسولِ اللَهِ باقيةٌ / مَحفوظَةٌ ما لَها في الدَهرِ تَحويلُ
تَكفل اللَهُ هَذا الذكر يَحفظه / وَهَل يَضيع الَّذي بِاللَه مَكفولُ
هَذي المَفاخر لا تَحظى المُلوكُ بِها / الملكُ مُنقَطِعٌ وَالوَحيُ مَوصولُ
أَجَلُّ شَفيعٍ لَيسَ يُمكِنُ رَدُّهُ
أَجَلُّ شَفيعٍ لَيسَ يُمكِنُ رَدُّهُ / دَراهِمُ بيضٌ للجُروحِ مَراهمُ
تُصَيّر صَعب الأَمرِ أَسهل ما أَرى / وَتَقضي لباناتِ الفَتى وَهوَ نائِمُ
إِن كانَ لَيلي داج
إِن كانَ لَيلي داج / وَخاننا الإصباح
فَنورها الوَهّاج / يغني عَن المصباح
سُلافة تَبدو / كَالكَوكَبِ الأَزهر
مزاجها شَهد / وَعَرفُها عَنبر
يا حَبَّذا الوَرد / مِنها وَإِن أَسكر
قَلبي بها قَد هاج / فَما تَراني صاح
عَن ذَلِكَ المِنهاج / وَعَن هَوىً يا صاح
وَبي رَشاً أَهيف / قَد لَجَّ في بُعدي
بَدر فَلا يخسف / مِنهُ سَنا الخَدِّ
بِلحظه المُرهف / يَسطو عَلى الأُسدِ
كَسَطوة الحَجاج / في الناس وَالسفاح
فَما تَرى مِن ناج / مِن لَحظه السفاح
عَلل بِالمسكِ / قَلبي رَشا أَحور
منعم المسكِ / ذو مبسم أَعطر
رَيّاه كَالمسك / وَريقه كَوثر
غُصن عَلى رَجراج / طاعَت لَهُ الأَرواح
فَحَبَّذا الأراج / إِن هبتِ الأَرواح
مَهلاً أَبا القاسم / عَلى أَبي حَيّان
ما إِن لَهُ عاصم / مِن لَحظك الفَتان
وَهَجرك الدائم / قَد طالَ بِالهيمان
فَدَمعه أَمواج / وَسرّه قَد لاح
لَكنه ما عاج / وَلا أَطاع اللاح
يا رُبَّ ذي بُهتان / يعذل في الراح
وَفي هَوى الغُزلان / دافَعت بِالراح
وَقُلت لا سُلوان / عَن ذاكَ يا لاحي
سَبع الوجوه وَالتاج / هِيَ مُنيةُ الأَفراح
فَاِختَر لي يا زجّاج / قمصال وَزوج أَقداح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025