المجموع : 72
يا مُنْيَةَ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَما
يا مُنْيَةَ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَما / قَلْبي بِسالٍ وَلا ودِّي بِمُنْصَرِفِ
إِنْ تَقْتُليني فَمَطْلُولٌ لَدَيْكِ دَمي / أَوْ تَهْجُريني فَإِنِّي غَيْرُ مُنْتَصِفِ
وَاللَهِ ما أَسَفي أَنِّي أَمُوتُ ضَنىً / وَلَيْسَ إِلا عَلى أَنْ تَأْثَمي أَسَفي
أَبْيَضُ وَاصْفَرَّ لاعْتِلالٍ
أَبْيَضُ وَاصْفَرَّ لاعْتِلالٍ / فَصَارَ كالنَّرْجِسِ المُضَعَّفْ
كأَنَّ نِسْرينَ وَجْنَتَيهِ / بِشَعْرِ أَصْداغِهِ مُغَلَّفْ
يَرْشَحُ مِنْهُ الجَبينُ ماءً / كأَنَّهُ لُؤْلُؤٌ مُنَصَّفْ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ / تَكادُ تَخْرَسُ عَنْها أَلْسُنُ الحَدَقِ
كأَنَّها خَجِلٌ في كأْسِ شارِبِها / فَاجَاهُ عِنْدَ مِزاج صُفْرَةُ الفَرَقِ
أَوْ مِثْلُ وَجْنَةِ مَعْشُوقٍ إِذا نَثَرَتْ / يَدُ الدَّلالِ عَلَيْها لُؤْلُؤ العَرَقِ
كأَنَّ ما ابْيَضَّ مِنْها في مُوَرَّدِهِ / كَواكِبٌ نُثِرَتْ في حُمْرَةِ الشَّفَقِ
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ / هَبْ لِي عَلى طُولِ ما أَفْنى عَلَيْكَ بَقَا
وَمَنْ تَعَشَّقَ جِسْمِي سُقْمَ ناظِرِهِ / لَمَّا رَآهُ لِسُقْمِي فِيهِ قَدْ عَشِقا
أَغْرَيْتَ بِالسُّقْمِ حَتَّى إِذْ غُرِيتُ بِهِ / كأَنَّ سُقْمِيَ مِنْ جَفْنَيْكَ قَدْ خُلِقا
إِنِّي طَلَبْتُ إِلى القِرْطاسِ يَحْمِلُ لي
إِنِّي طَلَبْتُ إِلى القِرْطاسِ يَحْمِلُ لي / بَعْضَ الَّذي بي إِلَيْكُمْ زَادَني قَلَقا
فَظَلَّ يَرْعَدُ في كَفِّي فَأَوْهَمَني / بِأَنَّهُ لِلَّذي أَهْواهُ قَدْ عَشِقا
أَشْكُو إِلَيْهِ فَيَبْكِي حِينَ يَسْمَعُنِي / مِنْ رَحْمَتي وَلَوْ اسْتَنْطَقْتُهُ نَطَقا
حَتَّى إِذا عَلِمَ القِرْطاسُ ما كَتَبَتْ / كَفِّي مِنَ الشَّوْقِ في أَحْشائِهِ احْتَرَقا
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ / أَحْلَى مِنَ الأَمْنِ عِنْدَ الخَائِفِ الوَجِلِ
أَلْقَى عَلَى اللَّيْلِ لَيْلاً مِنْ ذَوَائِبِهِ / فَهَابَهُ الصُّبْحُ أَنْ يَبْدُو مِنَ الخَجَلِ
أَرادَ بِالهَجْرِ قَتْلي فَاسْتَجَرْتُ بِهِ / فَاسْتَلَّ بِالوَصْلِ رُوحي مِنْ يَدَيْ أَجَلِي
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ / لِشَادِنٍ فَاتِرِ الأَلْحاظِ والمُقَلِ
قَدْ صِرْتُ فيهِ أَمِيرَ العاشِقِينَ وَقَدْ / أَضْحَتْ وِلايَةُ أَهْلِ العِشْقِ مِنْ قِبَلي
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي / كُلَّكَ يَهْوى هَواهُ كُلِّي
إِذا تَكَرَّهْتَنِي مُحِبّاً / فَدُلَّ قَلْبي عَلَى التَّسَلِّي
بِما بِقَلْبي عَلَيْكَ جُدْ لِي / بِهَجْرِ هَجْرِي وَوَصْلِ وَصْلِي
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ / يَمِيلُ مِنْ تَحْتِهِ طَوْراً وَيَعْتَدِلُ
كَأَنَّمَا خَدُّهُ مِنْ خَمْرِ وَجْنَتِهِ / صَاحٍ وَناظِرُهُ مِنْ سُكْرِهِ ثَمِلُ
قَدْ قُلْتُ إِذْ عَذَلُوني في مَحَبَّتِهِ / لِي وَالهَوى عَنْ سَمَاعِي عَذْلَكُم شُغُلُ
فَاحْمَرَّ مِنْ خَجَلٍ إِشْراقُ وَجْنَتِهِ / وَكادَ مِنْ لَمَعانِ الحُسْنِ يَشْتَعِلُ
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ / مِنْهُ اللَّواحِظُ شَيْئاً رَدَّهُ الخَجَلُ
مَاذا يَضُرُّكَ أَنْ تَجْنِي وَقَدْ ضَمِنَتْ / أَضْعافَ مَا تَجْتَنِي مِنْ لَحْظِها المُقَلُ
هَذا لَعَمْرُكَ مَاعُونٌ بَخِلْتَ بِهِ / عَلى العُيُونِ وَبِئْسَ الخِلَّةُ البخَلُ
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما / وَعَلَّمَ السُّقْمُ مِنْ أَجْفَانِهِ السَّقَما
وَلَمْ أرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ / إِلا سَقى ناظِرِي مِنْ رِيِّهِ بِظَما
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْري ثَرى جَلَدِي / فَماتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْلَمْ بِما عَلِما
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ / إِلا وَدَيَّمَ دَمْعي فَوْقَهُ دِيمَا
أَمَا وَأَحْمَر دَمْعي فَوْقَ أَبْيَضِهِ / وَمَا بَنى الشَّوْقُ مِنْ صَبْري وَما هَدَما
لا رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُنِي / وَلا حَكَمْتُ عَلَيْهِ بِالَّذي حَكَما
يَا رُبَّ يَوْمٍ حَجَرْنا في مَحاجِرِنا / مَاءَ العُيُونِ وَأَمْطَرْنا الخُدودَ دَمَا
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ / فَما يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَما
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوى إِلَيْكَ وَقَدْ / أَقْسَمْتُ فِيهِ عَلَى ما قُلْتُهُ قَسَما
هَذانِ طَرْفانِ لا واللَهِ ما عَزَمَا / إِلا عَلَى سَقَمِي أَوْ لا فَلِمْ سَقِما
وَيَوْمِ دَجْنٍ أَرَاقَ الغَيْمُ رَائِقَهُ / كَأنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَةٌ بِعَمَى
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ / وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْها فِيهِ حِينَ هَمَى
بَكى عَلَيْهِ النَّدى لَيلاً فَعَبَّسَ لِي / مَا كَانَ لِي فِي نَهارٍ مِنْهُ مُبْتَسِما
لا زَالَ مُنْقَطِعاً ما كانَ مُتَّصِلاً / مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كانَ مُنْتَظِما
كَمْ لي بِمَحْواهُ رَسْمٌ قَدْ مَحَوْتُ بِهِ / بِغَيْرِ كَفِّ البِلى رَسْماً وَما رَسَمَا
أَجْرَيْتُ مُذْهَبَ دَمْعِي فَوْقَ مَذْهَبِهِ / حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَمَا
لا أَجَّلَ اللَهُ آجالَ الدُّمُوعِ إِذا / مَا لَمْ يَكنَّ لأَبْنَاءِ الهَوى خَدَمَا
يا هذِهِ هَذِهِ رُوحي مَتَى أَلِمَتْ / مِنَ المَلامِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبي مِنْ دِيارِكُمُ / دَاراً فَما سَئِمَتْ مِنْهُ وَلا سَئِمَا
ثَنَيْتُهُ وَعِنَانُ الشَّوْقِ يَجْمَحُ بِي / إِلَى الَّذي رَاحَتَاهُ تُنْبِتُ النِّعَمَا
إِلى ابْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ / وَبِالصَّلاةِ عَلَى آبائِهِ خُتِما
إِلى الَّذي افْتَخَرَتْ أَرْضُ العَقِيقِ بِهِ / وَمَنْ بِهِ أَصْبَحت بَطْحاؤُها حَرَمَا
إِلى فَتَىً تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ / فَما تَرى باكِياً فيها إِذا ابْتَسَما
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ / مُخَيِّمَاً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلى خِيَما
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وَقابَلَها / بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا
أَزْرَى عَلى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ / فِي رَوْضَةِ الشُّكْرِ لمَا بَخَّلَ الدِّيمَا
مَا إِنْ دَجَا لَيْلُ نَقْعٍ في نهارِ وَغىً / إِلا وَأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما
تَأتِي المَنَايا إِلَى أَسْيافِهِ فِرَقاً / كَأَنَّمَا تَجْتَدِي مِنْ خَوْفِهِ سَلَمَا
لا يَخْطُرُ الفَرُّ فِي كَرٍّ بِخاطِرِهِ / وَلا يُؤَخِّرُ عَنْ إِقدَامِهِ قَدَمَا
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدى فِيمَا يُنَازِلُهُ / هَذا الَّذِي لَوْ رُمِي بِالدَّهْرِ مَا انْهَزَمَا
صَبٌّ إِلى شُرْبِ مَاءِ الطَّعْنِ فِيهِ فَمَا / نَراهُ إِلا بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا
هَذا ابْنُ خَيْرِ الوَرى مِنْ بَعْدِ خَيْرِهِمُ / هَذا الَّذي كَتَبَتْ لا كَفُّهُ نَعَما
هَذا الَّذي لا يُرى في جِيدِ مَكْرُمَةٍ / عِقدٌ مِنَ المَجْدِ إِلا بِاسْمِهِ نُظِما
يا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْري بَعْدَ فُرْقَتِهِ / مَا إِن عَلى مُجْرِمٍ جُرْمٌ إِذا اجْتَرَمَا
ذَرِ الصَّوارِمَ فِي أَغْمادِهَا فَلَقَدْ / أَمْسَتْ نُفُوسُ المَنَايا في حِمَاهُ حِمىَ
قُلْ لِلَّتي وَدَّعَتْ بِالْجِزْعِ مِنْ جَزَعٍ / مَا إِنْ ظَلَمْتِ بَلِ البَيْنُ الَّذي ظَلَمَا
لا وَالهَوى وَحَياةِ الشَّوقِ مَا تَرَكَتْ / لِيَ النَّوى مِنْ فُؤَادي غَيْرَ مَا ثَلِمَا
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُواصَلَتِي / جَعَلْتُ أَحْمَدَ فِيما بَيْنَنَا حَكَما
يَا مُعْلِماً بِطِرازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ / وَمَنْ غَدا بَيْنَ أَبْنَاءِ العُلى عَلَمَا
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ فِي أُفْقٍ بِلا فَلَكٍ / وَمَنْ هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا
هذِي يَمِينُكَ في الآجالِ صائِلَةٌ / فَاقْتُلْ بِسَيْفِ رَدَاها الخَوْفَ وَالعَدَمَا
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما / وَلا انْتَضى سَيْفَهُ إِلا أَراقَ دَما
يا دَارَهُمْ خَبِّرِينا مَا الَّذي صَنَعُوا / فَرُبَّما جَهِلَ المُشْتَاقُ مَا عُلِما
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمِي / فَازْدَدْتُ كَيْما يُسَرُّوا بِالضَّنى سَقَما
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي يَوْمَ بَيْنِهِمُ / نَدِمْتُ إِذْ لَمْ أَمُتْ فِي إِثْرِهِمْ نَدَمَا
أَسْتَرْزِقُ اللَهَ لي صَبْراً أَعِيشُ بِهِ / يَكُونُ مَوْجُودُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ عَدَمَا
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ / عَلَيَّ ثَوْبانِ مِنْ ضُرٍّ وَمِنْ سَقَمِ
وَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا كانَ مِنْ زَلَلي / وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ يُرْجى مِنَ الأُمَمِ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ يا مَوْلايَ زَلَّتَهُ / أَوْ لاَ فَحُكْمُكَ فِينا غَيْرُ مُحْتَكِمِ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ / وَأَظْهَرَتْ لِلنَّوى وَالْبَيْنِ مَا كُتِما
بانُوا فَلَمْ يَبْقَ لِي في يَوْمِ بَيْنِهِمُ / قَلْبٌ أُحَمِّلُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ أَلَمَا
فَالْبَيْنُ يَعْشَقُهُمْ وَالشَّوْقُ يَعْشَقُني / وَالجِسْمُ مُذْ فَارَقُوني يَعْشَقُ السَّقَما
يا لَيْتَني كُنْتُ أَعمى يَوْمَ صَاحَ بِهِمْ / حَادِي الرَّحِيلِ فَما لِلْبَيْنِ مَا رَحِمَا
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي / يُنْبِيكُمُ اليَوْمَ عَنْ شَوْقي وَعَنْ سَقَمِي
أَجْلَلْتُ ذِكْرَكُمُ عَنْ أَنْ يُدَنِّسَهُ / لَوْنُ المِدَادِ فَقَدْ حَبَّرْتُهُ بِدَمِي
وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى جَفْني لأَجْعَلَهُ / طِرْسِي وَأبْرِي عِظامِي مَوْضِعَ القَلَمِ
لَكانَ ذَاكَ قَلِيلاً في مَحَبَّتِكُمْ / وَمَا وَجَدْتُ لَهُ واللَهِ مِنْ أَلَمِ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ / نَوْمِي تَعَلَّمَ مِنْهُ فَهْوَ يَجْفُوني
لَوْ قَاسَ مَنْ قَدْ مَضى حُبِّي بِحُبِّهِمُ / كانُوا إِذا وُصِفَتْ أَشْجَانُهُمْ دُوني
كأَنَّ دَمْعِي عَلَى خَدَّي وَصُفْرَتَهُ / حَبَابُ دَمْعِ النَّدى مِنْ حَوْلِ نِسْرِيْنِ
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري / عَلَيْهِ مُذْ غَابَ حُلَّتَيْنِ
لَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي دُمُوعاً / أَبْكي بِها خِيفَةً لِبَيْنِ
لأنَّ دَمْعِي أَصابَ عَيْنِي / عَلَيْكَ لَمَّا بَكَتْ بِعَيْنِ
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي / لابْيَضَّ مِنْهُ سَوادُ عَيْنِي
أَعَادَ لَيْلِي عَلَيَّ فِيها / لَيْلَ صُدُودٍ وَلَيْلَ بَيْنِ
هَجْرُكَ لِي شاهِدٌ بِأَنِّي / أَحِنُّ لَيْلي بِغَيْرِ أَيْنِ
كأنَّما الفَرْقَدانِ كَانا / علَى الثُّرَيَّا مُراقِبَيْنِ
كَأَنَّها كَفُّ لازَوَرْدٍ / بِها تَطارِيفُ مِنْ لُجَيْنِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ / عَمْداً وَفَارَقْتُ خُلاناً بِخُلانِ
فَلْيَبْلُغِ الشَّوْقُ بِي أَقْصى مَرَاتِبِهِ / فَكَمْ بُدُورٍ عَلَى قُضْبانِ كُثْبانِ
فَإِنَّني باذِلٌ بِالصَّبْرِ عِنْدَ فَتىً / تَقْبِيلُ وَجْنَتِهِ وَالرُّكْنِ سِيَّانِ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ / وَاحْتَمِلِي الكأْسَ بِاليَدَيْنِ
وَاغْتَنمِي غَفْلَةَ الليالِي / فَرُبَّما أَيْقَظَتْ لِبَيْنِ
فَقَدْ لَعَمْري أَقَرَّ مِنِّي / هِلالُ شَوَّال كُلَّ عَيْنِ
ذاتُ الخَلاخِيلِ هَلْ تَراهُ / شَبِيهَ خَلْخَالِها اللجَيْنِ