القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 72
يا مُنْيَةَ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَما
يا مُنْيَةَ النَّفْسِ كُوني كَيْفَ شِئْتِ فَما / قَلْبي بِسالٍ وَلا ودِّي بِمُنْصَرِفِ
إِنْ تَقْتُليني فَمَطْلُولٌ لَدَيْكِ دَمي / أَوْ تَهْجُريني فَإِنِّي غَيْرُ مُنْتَصِفِ
وَاللَهِ ما أَسَفي أَنِّي أَمُوتُ ضَنىً / وَلَيْسَ إِلا عَلى أَنْ تَأْثَمي أَسَفي
أَبْيَضُ وَاصْفَرَّ لاعْتِلالٍ
أَبْيَضُ وَاصْفَرَّ لاعْتِلالٍ / فَصَارَ كالنَّرْجِسِ المُضَعَّفْ
كأَنَّ نِسْرينَ وَجْنَتَيهِ / بِشَعْرِ أَصْداغِهِ مُغَلَّفْ
يَرْشَحُ مِنْهُ الجَبينُ ماءً / كأَنَّهُ لُؤْلُؤٌ مُنَصَّفْ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ / تَكادُ تَخْرَسُ عَنْها أَلْسُنُ الحَدَقِ
كأَنَّها خَجِلٌ في كأْسِ شارِبِها / فَاجَاهُ عِنْدَ مِزاج صُفْرَةُ الفَرَقِ
أَوْ مِثْلُ وَجْنَةِ مَعْشُوقٍ إِذا نَثَرَتْ / يَدُ الدَّلالِ عَلَيْها لُؤْلُؤ العَرَقِ
كأَنَّ ما ابْيَضَّ مِنْها في مُوَرَّدِهِ / كَواكِبٌ نُثِرَتْ في حُمْرَةِ الشَّفَقِ
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ / هَبْ لِي عَلى طُولِ ما أَفْنى عَلَيْكَ بَقَا
وَمَنْ تَعَشَّقَ جِسْمِي سُقْمَ ناظِرِهِ / لَمَّا رَآهُ لِسُقْمِي فِيهِ قَدْ عَشِقا
أَغْرَيْتَ بِالسُّقْمِ حَتَّى إِذْ غُرِيتُ بِهِ / كأَنَّ سُقْمِيَ مِنْ جَفْنَيْكَ قَدْ خُلِقا
إِنِّي طَلَبْتُ إِلى القِرْطاسِ يَحْمِلُ لي
إِنِّي طَلَبْتُ إِلى القِرْطاسِ يَحْمِلُ لي / بَعْضَ الَّذي بي إِلَيْكُمْ زَادَني قَلَقا
فَظَلَّ يَرْعَدُ في كَفِّي فَأَوْهَمَني / بِأَنَّهُ لِلَّذي أَهْواهُ قَدْ عَشِقا
أَشْكُو إِلَيْهِ فَيَبْكِي حِينَ يَسْمَعُنِي / مِنْ رَحْمَتي وَلَوْ اسْتَنْطَقْتُهُ نَطَقا
حَتَّى إِذا عَلِمَ القِرْطاسُ ما كَتَبَتْ / كَفِّي مِنَ الشَّوْقِ في أَحْشائِهِ احْتَرَقا
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ / أَحْلَى مِنَ الأَمْنِ عِنْدَ الخَائِفِ الوَجِلِ
أَلْقَى عَلَى اللَّيْلِ لَيْلاً مِنْ ذَوَائِبِهِ / فَهَابَهُ الصُّبْحُ أَنْ يَبْدُو مِنَ الخَجَلِ
أَرادَ بِالهَجْرِ قَتْلي فَاسْتَجَرْتُ بِهِ / فَاسْتَلَّ بِالوَصْلِ رُوحي مِنْ يَدَيْ أَجَلِي
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ / لِشَادِنٍ فَاتِرِ الأَلْحاظِ والمُقَلِ
قَدْ صِرْتُ فيهِ أَمِيرَ العاشِقِينَ وَقَدْ / أَضْحَتْ وِلايَةُ أَهْلِ العِشْقِ مِنْ قِبَلي
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي / كُلَّكَ يَهْوى هَواهُ كُلِّي
إِذا تَكَرَّهْتَنِي مُحِبّاً / فَدُلَّ قَلْبي عَلَى التَّسَلِّي
بِما بِقَلْبي عَلَيْكَ جُدْ لِي / بِهَجْرِ هَجْرِي وَوَصْلِ وَصْلِي
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ / يَمِيلُ مِنْ تَحْتِهِ طَوْراً وَيَعْتَدِلُ
كَأَنَّمَا خَدُّهُ مِنْ خَمْرِ وَجْنَتِهِ / صَاحٍ وَناظِرُهُ مِنْ سُكْرِهِ ثَمِلُ
قَدْ قُلْتُ إِذْ عَذَلُوني في مَحَبَّتِهِ / لِي وَالهَوى عَنْ سَمَاعِي عَذْلَكُم شُغُلُ
فَاحْمَرَّ مِنْ خَجَلٍ إِشْراقُ وَجْنَتِهِ / وَكادَ مِنْ لَمَعانِ الحُسْنِ يَشْتَعِلُ
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ
يَا ذا الَّذي وَرْدُ خَدَّيْهِ إِذا أَخَذَتْ / مِنْهُ اللَّواحِظُ شَيْئاً رَدَّهُ الخَجَلُ
مَاذا يَضُرُّكَ أَنْ تَجْنِي وَقَدْ ضَمِنَتْ / أَضْعافَ مَا تَجْتَنِي مِنْ لَحْظِها المُقَلُ
هَذا لَعَمْرُكَ مَاعُونٌ بَخِلْتَ بِهِ / عَلى العُيُونِ وَبِئْسَ الخِلَّةُ البخَلُ
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما
تَظَلَّمَ الوَرْدُ مِنْ خَدَّيهِ إِذْ ظَلَما / وَعَلَّمَ السُّقْمُ مِنْ أَجْفَانِهِ السَّقَما
وَلَمْ أرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ / إِلا سَقى ناظِرِي مِنْ رِيِّهِ بِظَما
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْري ثَرى جَلَدِي / فَماتَ فِيهِ وَلَمْ أَعْلَمْ بِما عَلِما
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ / إِلا وَدَيَّمَ دَمْعي فَوْقَهُ دِيمَا
أَمَا وَأَحْمَر دَمْعي فَوْقَ أَبْيَضِهِ / وَمَا بَنى الشَّوْقُ مِنْ صَبْري وَما هَدَما
لا رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُنِي / وَلا حَكَمْتُ عَلَيْهِ بِالَّذي حَكَما
يَا رُبَّ يَوْمٍ حَجَرْنا في مَحاجِرِنا / مَاءَ العُيُونِ وَأَمْطَرْنا الخُدودَ دَمَا
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ / فَما يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَما
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوى إِلَيْكَ وَقَدْ / أَقْسَمْتُ فِيهِ عَلَى ما قُلْتُهُ قَسَما
هَذانِ طَرْفانِ لا واللَهِ ما عَزَمَا / إِلا عَلَى سَقَمِي أَوْ لا فَلِمْ سَقِما
وَيَوْمِ دَجْنٍ أَرَاقَ الغَيْمُ رَائِقَهُ / كَأنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَةٌ بِعَمَى
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ / وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْها فِيهِ حِينَ هَمَى
بَكى عَلَيْهِ النَّدى لَيلاً فَعَبَّسَ لِي / مَا كَانَ لِي فِي نَهارٍ مِنْهُ مُبْتَسِما
لا زَالَ مُنْقَطِعاً ما كانَ مُتَّصِلاً / مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كانَ مُنْتَظِما
كَمْ لي بِمَحْواهُ رَسْمٌ قَدْ مَحَوْتُ بِهِ / بِغَيْرِ كَفِّ البِلى رَسْماً وَما رَسَمَا
أَجْرَيْتُ مُذْهَبَ دَمْعِي فَوْقَ مَذْهَبِهِ / حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَمَا
لا أَجَّلَ اللَهُ آجالَ الدُّمُوعِ إِذا / مَا لَمْ يَكنَّ لأَبْنَاءِ الهَوى خَدَمَا
يا هذِهِ هَذِهِ رُوحي مَتَى أَلِمَتْ / مِنَ المَلامِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبي مِنْ دِيارِكُمُ / دَاراً فَما سَئِمَتْ مِنْهُ وَلا سَئِمَا
ثَنَيْتُهُ وَعِنَانُ الشَّوْقِ يَجْمَحُ بِي / إِلَى الَّذي رَاحَتَاهُ تُنْبِتُ النِّعَمَا
إِلى ابْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ / وَبِالصَّلاةِ عَلَى آبائِهِ خُتِما
إِلى الَّذي افْتَخَرَتْ أَرْضُ العَقِيقِ بِهِ / وَمَنْ بِهِ أَصْبَحت بَطْحاؤُها حَرَمَا
إِلى فَتَىً تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ / فَما تَرى باكِياً فيها إِذا ابْتَسَما
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ / مُخَيِّمَاً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلى خِيَما
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وَقابَلَها / بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا
أَزْرَى عَلى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ / فِي رَوْضَةِ الشُّكْرِ لمَا بَخَّلَ الدِّيمَا
مَا إِنْ دَجَا لَيْلُ نَقْعٍ في نهارِ وَغىً / إِلا وَأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما
تَأتِي المَنَايا إِلَى أَسْيافِهِ فِرَقاً / كَأَنَّمَا تَجْتَدِي مِنْ خَوْفِهِ سَلَمَا
لا يَخْطُرُ الفَرُّ فِي كَرٍّ بِخاطِرِهِ / وَلا يُؤَخِّرُ عَنْ إِقدَامِهِ قَدَمَا
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدى فِيمَا يُنَازِلُهُ / هَذا الَّذِي لَوْ رُمِي بِالدَّهْرِ مَا انْهَزَمَا
صَبٌّ إِلى شُرْبِ مَاءِ الطَّعْنِ فِيهِ فَمَا / نَراهُ إِلا بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا
هَذا ابْنُ خَيْرِ الوَرى مِنْ بَعْدِ خَيْرِهِمُ / هَذا الَّذي كَتَبَتْ لا كَفُّهُ نَعَما
هَذا الَّذي لا يُرى في جِيدِ مَكْرُمَةٍ / عِقدٌ مِنَ المَجْدِ إِلا بِاسْمِهِ نُظِما
يا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْري بَعْدَ فُرْقَتِهِ / مَا إِن عَلى مُجْرِمٍ جُرْمٌ إِذا اجْتَرَمَا
ذَرِ الصَّوارِمَ فِي أَغْمادِهَا فَلَقَدْ / أَمْسَتْ نُفُوسُ المَنَايا في حِمَاهُ حِمىَ
قُلْ لِلَّتي وَدَّعَتْ بِالْجِزْعِ مِنْ جَزَعٍ / مَا إِنْ ظَلَمْتِ بَلِ البَيْنُ الَّذي ظَلَمَا
لا وَالهَوى وَحَياةِ الشَّوقِ مَا تَرَكَتْ / لِيَ النَّوى مِنْ فُؤَادي غَيْرَ مَا ثَلِمَا
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُواصَلَتِي / جَعَلْتُ أَحْمَدَ فِيما بَيْنَنَا حَكَما
يَا مُعْلِماً بِطِرازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ / وَمَنْ غَدا بَيْنَ أَبْنَاءِ العُلى عَلَمَا
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ فِي أُفْقٍ بِلا فَلَكٍ / وَمَنْ هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا
هذِي يَمِينُكَ في الآجالِ صائِلَةٌ / فَاقْتُلْ بِسَيْفِ رَدَاها الخَوْفَ وَالعَدَمَا
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما
ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما / وَلا انْتَضى سَيْفَهُ إِلا أَراقَ دَما
يا دَارَهُمْ خَبِّرِينا مَا الَّذي صَنَعُوا / فَرُبَّما جَهِلَ المُشْتَاقُ مَا عُلِما
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمِي / فَازْدَدْتُ كَيْما يُسَرُّوا بِالضَّنى سَقَما
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي يَوْمَ بَيْنِهِمُ / نَدِمْتُ إِذْ لَمْ أَمُتْ فِي إِثْرِهِمْ نَدَمَا
أَسْتَرْزِقُ اللَهَ لي صَبْراً أَعِيشُ بِهِ / يَكُونُ مَوْجُودُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ عَدَمَا
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ
اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي هائِمٌ قَلِقٌ / عَلَيَّ ثَوْبانِ مِنْ ضُرٍّ وَمِنْ سَقَمِ
وَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا كانَ مِنْ زَلَلي / وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ يُرْجى مِنَ الأُمَمِ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ يا مَوْلايَ زَلَّتَهُ / أَوْ لاَ فَحُكْمُكَ فِينا غَيْرُ مُحْتَكِمِ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ
أَخْفَتْ عَنِ القَوْمِ مَا أَبْدَتْ عَزِيمَتُهُمْ / وَأَظْهَرَتْ لِلنَّوى وَالْبَيْنِ مَا كُتِما
بانُوا فَلَمْ يَبْقَ لِي في يَوْمِ بَيْنِهِمُ / قَلْبٌ أُحَمِّلُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ أَلَمَا
فَالْبَيْنُ يَعْشَقُهُمْ وَالشَّوْقُ يَعْشَقُني / وَالجِسْمُ مُذْ فَارَقُوني يَعْشَقُ السَّقَما
يا لَيْتَني كُنْتُ أَعمى يَوْمَ صَاحَ بِهِمْ / حَادِي الرَّحِيلِ فَما لِلْبَيْنِ مَا رَحِمَا
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي
هَذا كِتابي إِلَيْكُمْ فِيهِ مَعْذِرَتي / يُنْبِيكُمُ اليَوْمَ عَنْ شَوْقي وَعَنْ سَقَمِي
أَجْلَلْتُ ذِكْرَكُمُ عَنْ أَنْ يُدَنِّسَهُ / لَوْنُ المِدَادِ فَقَدْ حَبَّرْتُهُ بِدَمِي
وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى جَفْني لأَجْعَلَهُ / طِرْسِي وَأبْرِي عِظامِي مَوْضِعَ القَلَمِ
لَكانَ ذَاكَ قَلِيلاً في مَحَبَّتِكُمْ / وَمَا وَجَدْتُ لَهُ واللَهِ مِنْ أَلَمِ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ
قَالوا جَفَاكَ الَّذي تَهْوى فَقُلْتُ لَهُمْ / نَوْمِي تَعَلَّمَ مِنْهُ فَهْوَ يَجْفُوني
لَوْ قَاسَ مَنْ قَدْ مَضى حُبِّي بِحُبِّهِمُ / كانُوا إِذا وُصِفَتْ أَشْجَانُهُمْ دُوني
كأَنَّ دَمْعِي عَلَى خَدَّي وَصُفْرَتَهُ / حَبَابُ دَمْعِ النَّدى مِنْ حَوْلِ نِسْرِيْنِ
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري
يا مُلْبِسِي مِنْ ثِيابِ صَبْري / عَلَيْهِ مُذْ غَابَ حُلَّتَيْنِ
لَمْ يَتْرُكِ البَيْنُ لِي دُمُوعاً / أَبْكي بِها خِيفَةً لِبَيْنِ
لأنَّ دَمْعِي أَصابَ عَيْنِي / عَلَيْكَ لَمَّا بَكَتْ بِعَيْنِ
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي
لَوْ أَنَّ دَمْعِي نَظيرُ وَجْدي / لابْيَضَّ مِنْهُ سَوادُ عَيْنِي
أَعَادَ لَيْلِي عَلَيَّ فِيها / لَيْلَ صُدُودٍ وَلَيْلَ بَيْنِ
هَجْرُكَ لِي شاهِدٌ بِأَنِّي / أَحِنُّ لَيْلي بِغَيْرِ أَيْنِ
كأنَّما الفَرْقَدانِ كَانا / علَى الثُّرَيَّا مُراقِبَيْنِ
كَأَنَّها كَفُّ لازَوَرْدٍ / بِها تَطارِيفُ مِنْ لُجَيْنِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ
هَا قَدْ تَبَدَّلْتُ أَوْطاناً بِأَوْطانِ / عَمْداً وَفَارَقْتُ خُلاناً بِخُلانِ
فَلْيَبْلُغِ الشَّوْقُ بِي أَقْصى مَرَاتِبِهِ / فَكَمْ بُدُورٍ عَلَى قُضْبانِ كُثْبانِ
فَإِنَّني باذِلٌ بِالصَّبْرِ عِنْدَ فَتىً / تَقْبِيلُ وَجْنَتِهِ وَالرُّكْنِ سِيَّانِ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ / وَاحْتَمِلِي الكأْسَ بِاليَدَيْنِ
وَاغْتَنمِي غَفْلَةَ الليالِي / فَرُبَّما أَيْقَظَتْ لِبَيْنِ
فَقَدْ لَعَمْري أَقَرَّ مِنِّي / هِلالُ شَوَّال كُلَّ عَيْنِ
ذاتُ الخَلاخِيلِ هَلْ تَراهُ / شَبِيهَ خَلْخَالِها اللجَيْنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025